عبدالله بن مفرح
27-08-2013, 11:45 AM
عقال الديمقراطية!
خلف الحربي (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=441)
قال علماء بريطانيون إن القهوة ليست مشروبا صباحيا وأن أفضل وقت لتناول القهوة هو الساعة الثانية ظهرا حين يشعر الإنسان بالتعب وتنخفض قدرته على التركيز، فالكافيين الذي يصل الجسم يوقف تأثير الأدينوزين الذي يمنع النيترونات من النشاط ويخمد الخلايا العصبية، أي أننا كل هذه السنين نشرب القهوة بشكل خاطئ وأن كل الأشعار التي كتبت عن فنجان قهوة الصباح تحتاج إلى سمكرة الوزن وإعادة النظر بالقافية.
والمشكلة ليست هنا بل في المعلومة الملحقة بهذا الخبر، حيث أثبت علماء فرنسيون وبرتغاليون مؤخرا تناول القهوة في فترة الحمل واتضح أن الكافيين يؤثر سلبا بعد وصوله إلى جسم المرأة الحامل على مخ الجنين لأن البن يقلص عدد النيترونات التي تتحكم بنشاط الخلايا، حيث يؤكد العلماء أن عدد النيترونات لدى المولود الذي تتناول والدته القهوة يقل بنسبة 40 بالمائة، وبما أن النسبة الغالبة من أبناء شعبنا الحبيب ولدوا بعد أن كانت والدة كل واحد منهم تتناول نصف دلة قهوة في الصباح ونصف دلة في المساء أثناء فترة الحمل فإنه من المرجح أن يبلغ نقص النيترونات في مخ الواحد منا 80 بالمائة!.
يجب أن لا نأخذ الأمر بحساسية فثمة العديد من الشواهد التي تؤكد أن المخ لدى الكثيرين منا يعمل بأقل من ربع طاقته، أنا مثلا أشعر منذ زمن بعيد بأن ثمة شيئا ناقصا في مخي وفي مخ أغلب من أتعامل معهم!، والحمد لله فقد جاء اليوم الذي أكتشف فيه أن النقص كان في النيترونات، وهذا يفسر لي العديد من الأمور الغريبة التي ألاحظها وأقرأ عنها يوميا دون أن أفهم السبب وراء حدوثها.
على سبيل المثال، المواطنون الذين ضربوا مواطنا مصريا في جامع الفردوس في الرياض عبر السلاح السعودي متعدد الأغراض (العقال) لأنه اعترض على خطيب الجمعة الذي هاجم السيسي يفترض أنهم فعلوا ذلك انطلاقا من إيمانهم العميق بالدولة الديمقراطية التعددية، ولكن نقص النيترونات في مخ كل واحد منهم دفعهم للتعامل مع الرأي الآخر بالعقال، حيث تجلت ديمقراطيتهم بالاستقواء على وافد كان يعترض على إقحام قضايا بلده في هذا المكان الذي يجمع المسلمين على اختلاف جنسياتهم ليفاجأ بعقال الديمقراطية يهوي على ظهره، وللأسف الشديد فإن الكثير من القضايا العادلة والشعارات النبيلة تسربت إلى أدمغتنا في وقت متأخر وما أن حلت في خلايا المخ حتى واجهت النقص الحاد في النيترونات فكان التعبير عنها بهذه الطريقة الهمجية التي لا تتوافق مع أي مبدأ في هذا الكون.
صحيح أنه من حق أي إنسان أن تكون له وجهة نظره الخاصة في أي قضية في هذا العالم، ولا شك أن ما يحدث في مصر المحروسة يشغل كل العرب والمسلمين، وأنا شخصيا لا أعترض على موقف هؤلاء مما يحدث في مصر ولكنني أعترض على طريقة دفاعهم عن الديمقراطية بالعقال!، وهذا التناقض ليس وليد اليوم، فلعلكم تلاحظون منذ زمن بعيد بأن نسبة هائلة يظنون أنهم يدافعون عن الدين الحنيف عبر استخدام الشتائم البذيئة على شبكة الإنترنت، كما أن بعض الشباب يحاولون التعبير عن حبهم للوطن من خلال تكسير المحلات في اليوم الوطني!، وأخيرا ها نحن نواجه فئة تدافع عن الديمقراطية من خلال ضرب كل من يختلف معهم بالعقال وطرده من المسجد، صدقوني كل هذا من نقص النيترونات في المخ، امنعوا الأمهات من تناول القهوة أثناء فترة الحمل كي نفهم ماذا نريد؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟!.
عكاظ الثلاثاء 20 شوال 1434هـ
خلف الحربي (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=441)
قال علماء بريطانيون إن القهوة ليست مشروبا صباحيا وأن أفضل وقت لتناول القهوة هو الساعة الثانية ظهرا حين يشعر الإنسان بالتعب وتنخفض قدرته على التركيز، فالكافيين الذي يصل الجسم يوقف تأثير الأدينوزين الذي يمنع النيترونات من النشاط ويخمد الخلايا العصبية، أي أننا كل هذه السنين نشرب القهوة بشكل خاطئ وأن كل الأشعار التي كتبت عن فنجان قهوة الصباح تحتاج إلى سمكرة الوزن وإعادة النظر بالقافية.
والمشكلة ليست هنا بل في المعلومة الملحقة بهذا الخبر، حيث أثبت علماء فرنسيون وبرتغاليون مؤخرا تناول القهوة في فترة الحمل واتضح أن الكافيين يؤثر سلبا بعد وصوله إلى جسم المرأة الحامل على مخ الجنين لأن البن يقلص عدد النيترونات التي تتحكم بنشاط الخلايا، حيث يؤكد العلماء أن عدد النيترونات لدى المولود الذي تتناول والدته القهوة يقل بنسبة 40 بالمائة، وبما أن النسبة الغالبة من أبناء شعبنا الحبيب ولدوا بعد أن كانت والدة كل واحد منهم تتناول نصف دلة قهوة في الصباح ونصف دلة في المساء أثناء فترة الحمل فإنه من المرجح أن يبلغ نقص النيترونات في مخ الواحد منا 80 بالمائة!.
يجب أن لا نأخذ الأمر بحساسية فثمة العديد من الشواهد التي تؤكد أن المخ لدى الكثيرين منا يعمل بأقل من ربع طاقته، أنا مثلا أشعر منذ زمن بعيد بأن ثمة شيئا ناقصا في مخي وفي مخ أغلب من أتعامل معهم!، والحمد لله فقد جاء اليوم الذي أكتشف فيه أن النقص كان في النيترونات، وهذا يفسر لي العديد من الأمور الغريبة التي ألاحظها وأقرأ عنها يوميا دون أن أفهم السبب وراء حدوثها.
على سبيل المثال، المواطنون الذين ضربوا مواطنا مصريا في جامع الفردوس في الرياض عبر السلاح السعودي متعدد الأغراض (العقال) لأنه اعترض على خطيب الجمعة الذي هاجم السيسي يفترض أنهم فعلوا ذلك انطلاقا من إيمانهم العميق بالدولة الديمقراطية التعددية، ولكن نقص النيترونات في مخ كل واحد منهم دفعهم للتعامل مع الرأي الآخر بالعقال، حيث تجلت ديمقراطيتهم بالاستقواء على وافد كان يعترض على إقحام قضايا بلده في هذا المكان الذي يجمع المسلمين على اختلاف جنسياتهم ليفاجأ بعقال الديمقراطية يهوي على ظهره، وللأسف الشديد فإن الكثير من القضايا العادلة والشعارات النبيلة تسربت إلى أدمغتنا في وقت متأخر وما أن حلت في خلايا المخ حتى واجهت النقص الحاد في النيترونات فكان التعبير عنها بهذه الطريقة الهمجية التي لا تتوافق مع أي مبدأ في هذا الكون.
صحيح أنه من حق أي إنسان أن تكون له وجهة نظره الخاصة في أي قضية في هذا العالم، ولا شك أن ما يحدث في مصر المحروسة يشغل كل العرب والمسلمين، وأنا شخصيا لا أعترض على موقف هؤلاء مما يحدث في مصر ولكنني أعترض على طريقة دفاعهم عن الديمقراطية بالعقال!، وهذا التناقض ليس وليد اليوم، فلعلكم تلاحظون منذ زمن بعيد بأن نسبة هائلة يظنون أنهم يدافعون عن الدين الحنيف عبر استخدام الشتائم البذيئة على شبكة الإنترنت، كما أن بعض الشباب يحاولون التعبير عن حبهم للوطن من خلال تكسير المحلات في اليوم الوطني!، وأخيرا ها نحن نواجه فئة تدافع عن الديمقراطية من خلال ضرب كل من يختلف معهم بالعقال وطرده من المسجد، صدقوني كل هذا من نقص النيترونات في المخ، امنعوا الأمهات من تناول القهوة أثناء فترة الحمل كي نفهم ماذا نريد؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟!.
عكاظ الثلاثاء 20 شوال 1434هـ