عبدالله بن مفرح
12-12-2015, 02:01 PM
مقالي اليوم بجريدة اليوم http://www.alyaum.com/article/4106203
يسر الدين
د.أحمد الغامدي
التيسير أحد مقاصد الدين الكبرى، وهو أساس كل ما أمر الله به أو نهى عنه، وقد حث رسول الله على التيسير في فهم الدين والعمل به والدعوة إليه؛ فعن أنس قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا». رواه البخاري في صحيحه وقال تعالى: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر».
عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة». رواه البخاري.
وعن عائشة، قالت: ما خير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما. متفق عليه.
وقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أَيْسره».رواه الإمام أحمد بسند صحيح.
فإن قال قائل كيف نجمع بين كون الدين يسرا وبين التكليف بالعبادات فيه؟ ورب قائل يقول: حتى لو كان في العبادات منفعة للإنسان، فإن ثلاث صلوات فريضة في اليوم أيسر، ولو كان أقل من ذلك لكان أكثر يسرا، وهكذا صيام نصف شهر أيسر، ولو كان أقل من ذلك لكان أكثر يُسرا، بل لو لم نُؤمر بالصلاة والصيام لكان اليُسْر كله، وما يقال عن الصلاة والصيام يقال عن سائر ما أمر الله به من حج وزكاة وجهاد وتكاليف فيها شيء من مشقة.
رد عليه بأنه لو كان معنى التيسير، ألا يؤمر الناس بشيء ولو كان فيه أدنى مشقة؛ لما كان هنالك تكليف بصلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد، وإنما المقصود فعل ما يحقق الغاية بأدنى قدر من المشقة، فإذا كان لابد للإنسان من وسيلة للكسب تحفظه وتغنيه عن السؤال وتوفر له ما يحتاج إليه؛ فإن خير وسيلة لذلك هي عمل يحقق له ذلك بأدنى قدر من المشقة.
فإن قيل: إن عدم الكسب أيسر من أية وسيلة فيها شيء من المشقة، فالأفضل أن لا يعمل إطلاقا، قيل إن ما سيترتب عليه من ترك العمل أعسر عليه من العمل؛ فالعمل رغم ما فيه من مشقة إلا أنه أيسر من البطالة التي لا مشقة فيها.
وكذلك الأمر بالنسبة للدِّين؛ فما أمرنا الله به من عمل يحقق غايات ضرورية للإنسان، لا تتحقق له سعادة إلا بها، ولا بد فيها شيء من المشقة، لكن رحمة الله بعباده، أن يسر لهم اختيار أسمى الغايات بأدنى مشقة.
والتيسير له معان منها: أن الله لا يكلف الناس بما يطيقون، بل بما هو في وسعهم، قال ابن تيمية في الفتاوى: وتأمل قوله عز وجل: إلا وسعها كيف تجد تحته أنهم في سِعَة ومنحة من تكاليفه، لا في ضيق وحرج ومشقة؛ فإن الوُسْع يقتضي ذلك؛ فاقتضت الآية أن ما كلفهم به من غير عسر لهم ولا ضيق ولا حرج، بخلاف ما يقدر عليه الشخص؛ فإنه قد يكون مقدورا له ولكن فيه ضيق وحرج عليه. وأما وسعه الذي هو منه في سعة فهو دون مدى الطاقة والمجهود، بل لنفسه فيه مجال ومتسع).
ومنها: أن العمل وإن كان فيه مشقة إلا أن الله جعله سهلا بطرق كثيرة، منها: أنه يغير طبيعته الشاقة فيجعلها سهلة، كما يسر القرآن للذكر.
ومنها: أن يجد المؤمن في العمل لذّة روحية، يكاد ينسى بها ما فيه من مشقة.
ومنها: أن يريد المؤمن تحقيق غاية يحبها لكنه يعلم أنها لا تتحقق إلا بعبادة معينة فيحرص عليها طلبا لتلك الغاية المحبوبة فتهون عليه؛ كما قال تعالى: «واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون»، وقال تعالى: «اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون».
يسر الدين
د.أحمد الغامدي
التيسير أحد مقاصد الدين الكبرى، وهو أساس كل ما أمر الله به أو نهى عنه، وقد حث رسول الله على التيسير في فهم الدين والعمل به والدعوة إليه؛ فعن أنس قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا». رواه البخاري في صحيحه وقال تعالى: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر».
عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة». رواه البخاري.
وعن عائشة، قالت: ما خير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما. متفق عليه.
وقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أَيْسره».رواه الإمام أحمد بسند صحيح.
فإن قال قائل كيف نجمع بين كون الدين يسرا وبين التكليف بالعبادات فيه؟ ورب قائل يقول: حتى لو كان في العبادات منفعة للإنسان، فإن ثلاث صلوات فريضة في اليوم أيسر، ولو كان أقل من ذلك لكان أكثر يسرا، وهكذا صيام نصف شهر أيسر، ولو كان أقل من ذلك لكان أكثر يُسرا، بل لو لم نُؤمر بالصلاة والصيام لكان اليُسْر كله، وما يقال عن الصلاة والصيام يقال عن سائر ما أمر الله به من حج وزكاة وجهاد وتكاليف فيها شيء من مشقة.
رد عليه بأنه لو كان معنى التيسير، ألا يؤمر الناس بشيء ولو كان فيه أدنى مشقة؛ لما كان هنالك تكليف بصلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد، وإنما المقصود فعل ما يحقق الغاية بأدنى قدر من المشقة، فإذا كان لابد للإنسان من وسيلة للكسب تحفظه وتغنيه عن السؤال وتوفر له ما يحتاج إليه؛ فإن خير وسيلة لذلك هي عمل يحقق له ذلك بأدنى قدر من المشقة.
فإن قيل: إن عدم الكسب أيسر من أية وسيلة فيها شيء من المشقة، فالأفضل أن لا يعمل إطلاقا، قيل إن ما سيترتب عليه من ترك العمل أعسر عليه من العمل؛ فالعمل رغم ما فيه من مشقة إلا أنه أيسر من البطالة التي لا مشقة فيها.
وكذلك الأمر بالنسبة للدِّين؛ فما أمرنا الله به من عمل يحقق غايات ضرورية للإنسان، لا تتحقق له سعادة إلا بها، ولا بد فيها شيء من المشقة، لكن رحمة الله بعباده، أن يسر لهم اختيار أسمى الغايات بأدنى مشقة.
والتيسير له معان منها: أن الله لا يكلف الناس بما يطيقون، بل بما هو في وسعهم، قال ابن تيمية في الفتاوى: وتأمل قوله عز وجل: إلا وسعها كيف تجد تحته أنهم في سِعَة ومنحة من تكاليفه، لا في ضيق وحرج ومشقة؛ فإن الوُسْع يقتضي ذلك؛ فاقتضت الآية أن ما كلفهم به من غير عسر لهم ولا ضيق ولا حرج، بخلاف ما يقدر عليه الشخص؛ فإنه قد يكون مقدورا له ولكن فيه ضيق وحرج عليه. وأما وسعه الذي هو منه في سعة فهو دون مدى الطاقة والمجهود، بل لنفسه فيه مجال ومتسع).
ومنها: أن العمل وإن كان فيه مشقة إلا أن الله جعله سهلا بطرق كثيرة، منها: أنه يغير طبيعته الشاقة فيجعلها سهلة، كما يسر القرآن للذكر.
ومنها: أن يجد المؤمن في العمل لذّة روحية، يكاد ينسى بها ما فيه من مشقة.
ومنها: أن يريد المؤمن تحقيق غاية يحبها لكنه يعلم أنها لا تتحقق إلا بعبادة معينة فيحرص عليها طلبا لتلك الغاية المحبوبة فتهون عليه؛ كما قال تعالى: «واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون»، وقال تعالى: «اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون».