عبدالرحمن بن دربي
26-07-2009, 02:35 PM
واشنطن، الكويت- الراي، رويترز، أ ف ب،
فاينانشال تايمز، بلومبرغ - تصدر اسم الكويتي حازم البريكان فجأة الأخبار الاقتصادية العالمية، على اتهامه من قبل لجنة الاوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة باختلاق أنباء كاذبة عن عملية استحواذ خليجية وشيكة على شركة «هارمن للصناعات الدولية»، المدرجة في نيويورك، ليصعد السهم ويستفيد سريعاً من بيع المراكز التي بناها.
والمثير في القصة أن البريكان (بحسب الشبهات التي تحوم حوله ولا يمكن الجزم بها ما لم تثبت قضائياً) اختلق من بنات أفكاره شركة خليجية لا وجود لها باسم المجموعة العربية الخلجية (apg)، وقال إنها تريد الاستحواذ على الشركة الأميركية بضعف السعر السوقي، بقيمة اجمالية تبلغ 3.4 مليار دولار، ووصف الشركة الوهمية بأنها تأسست في العام 1981 ولها مقرات تشغيلية في السعودية والإمارات، واستكمل فيلمه «الهندي» بتصريحات نسبها إلى رجل هندي عادي اسمه «دونالد باركر»، بعد أن ألصق به لقب «مدير الاستثمارات الاستراتيجية» في المجموعة الوهمية.
وعمل البريكان، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي في شركة «الراية للاستثمار»، على نشر الخبر بشتى الوسائل في توقيت معين بعد أن بنى مراكزه على سهم «هارمن» بأكثر من حساب، من خلال عقود عادية وعقود «أوبشن»، ووصل فاكس بالخبر الكاذب إلى وكالة «رويترز»، التي تنبهت إلى أن مصدر الفاكس رقم يحمل الرمز الكويتي 00965. وعلى الرغم من أن «رويترز» لم تنشر الخبر بعد راودتها شكوك فيه ولكونه لا يحمل اسم أي من المصادر، فإن الخبر تسرب من خلال وسائل عدة إلى السوق الأميركية، فارتفع السهم بنسبة 40 في المئة في يوم واحد في التعاملات الالكترونية التي سبقت افتتاح التداولات في وول ستريت، فكان للبريكان ما أراد، وصفى مراكزه بسرعة البرق، جانياً نحو ملايين الدولارات، لحسابه وللحسابات القريبة منه.
ولكن لماذا شكّت «رويترز» في الخبر؟ وكيف انكشفت «فبركة» البريكان؟
ارتكب البريكان سلسلة أخطاء أدت إلى انكشافه، فكذبة «هارمن» لم تكن الأولى، بل سبقتها «فبركة» مماثلة على سهم «تكسترون». يومها بنى مراكزه وسرب الخبر عبر إحدى الصحف المحلية، فارتفع السهم وباع، ونفت «تكسترون» الخبر.
بعدها التقى البريكان بمراسل لوكالة «رويترز» في الكويت، وأسر له بأن هناك «سبقاً كبيراً» سيكشف قريباً. وقال له «هناك استحواذ قريب من مجموعة خليجية على (هارمن)... لا تخبر أحداً بالأمر». وهو بالتأكيد كان يقصد العكس. وكانت تلك الرغبة منه بتسريب الخبر بعد نفي خبر «تكسترون» كافية لهدم الثقة بما يتبرع بتقديمه من معلومات.
ومع انكشاف الأمر الخميس، رفعت لجنة الاوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة (sec) دعوى قضائية (مدنية) على البريكان. وتتيح لها هذه الدعوى، إذا كسبتها، مصادرة الأموال التي كسبها بشكل غير مشروع من التلاعب الذي قام به، كما يتيح لها فرض جزاءات مالية وتنظيمية.
واكتسبت القضية اهتماماً كبيراً من وكالات الأنباء والصحف الأجنبية، وأفردت «رويترز» في خدمتها الإنكليزية تغطية واسعة للقضية، تناولت فيها جوانب من شخصية البريكان. وذكرت مثلاً أن سيرته الذاتية تشير إلى انه عضو في مجالس إدارات تسع شركات في كل من الكويت والمملكة المتحدة ولوكسمبورغ، وأنه يقول إنه شارك في العمليات العسكرية خلال حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء)، ونال ميدالية من الجيش الأميركي لشجاعته في الحرب، وهو الادعاء الذي قال في شأنه المتحدث باسم الجيش الأميركي غاري تولمان «إن كان يقصد وسام الشرف، فادعاؤه زائف». وفي السيرة الذاتية للبريكان أنه تلقى تدريباً عسكرياً أولياً في قاعدة أميركية.
وأشارت الوكالة إلى أن البريكان يتداول «الاشاعات مع الصحافيين في الكويت، وهي ممارسة شائعة في الكويت، حيث يعمد رجال الأعمال إلى تسريب معلومات حساسة أو تدور حولها علامات استفهام، يمكنها أن تحرك البورصة التي تفتقر إلى هيئة منظمة لسوق المال».
وقالت «رويترز» ان «من المتوقع أن يكون للدعوى القضائية ضد البريكان تداعيات كبيرة في أوساط الاعمال والاستثمار في الشرق الاوسط».
وأشارت الوكالة إلى البريكان هو الرئيس التنفيذي لشركة الراية للاستثمار التي تملك مجموعة «سيتي جروب» حصة عشرة في المئة فيها وهو شخصية بارزة في الاوساط المالية في الشرق الاوسط ويرتدي الزي الخليجي التقليدي ويتحدث الانكليزية بطلاقة وهو من الشخصيات البارزة في مجتمع المال والاعمال في الكويت.
وقالت لجنة الاوراق المالية والبورصات الاميركية في وثائق رفعتها لمحكمة اتحادية في مانهاتن ان البريكان وكيانات مرتبطة به في الكويت والبحرين كسبت أكثر من خمسة ملايين دولار من تعاملات تم اختيار توقيتها بعناية في أسهم شركتي «هرمان انترناشيونال اينداستريز» و«تكستورن».
وفي واشنطن قال المسؤول باللجنة سكوت فريستاد «هذا يمثل مخالفة فجة». وأضاف ان التحقيق بدأ فور العلم بالاعلان الكاذب يوم الاثنين في الوقت نفسه الذي علمت فيه وسائل الاعلام. وأضاف «لدينا فريق من خمسة أو ستة أشخاص يعملون على مدار الساعة منذ يومين في جمع الادلة».
وحصلت اللجنة على أمر محكمة طارئ أمس الخميس بتجميد الارباح التجارية في العديد من الحسابات الاميركية. وافادت شكوى اللجنة «المتهمون شاركوا في عملية خداع للتربح من تعاملات بعد اعلان كاذب عن عروض لشراء (هرمان انترناشيونال) و(تكستورن)».
وأفادت وثائق اللجنة كذلك انهم تربحوا من تكوين مراكز كبيرة في أسهم وخيارات في الشركتين.
وتلقت وسائل اعلام منها رويترز رسالة بالفاكس من صفحة واحدة يوم الاحد تعلن العرض المزعوم من رقم فاكس يشير الى انه صادر من الكويت. ولم تحدد اللجنة من ارسل الفاكس أو من نشر الخبر عن عرض (تكستورن) الكاذب. ولكن البريكان كان قد نبه مراسل رويترز في الكويت في ذلك الوقت الى انه سيطلعه على «خبر مهم»
ورفعت اللجنة الدعوى أمام المحكمة الجزئية الاميركية في مانهاتن قائلة ان البريكان ومتهمين آخرين حققوا مكاسب من التعاملات تتجاوز خمسة ملايين دولار. وأضافت اللجنة أيضا أن القضية تشمل أيضا تعاملات مريبة في اوراق مالية خاصة بشركة «تكسترون».
«كامكو»: التعاملات تخص محافظ عملاء
ولا تمت بصلة مباشرة إلى الشركة
أفاد مصدر مسؤول في شركة مشاريع الكويت الاستثمارية لإدارة الأصول (كامكو)، في شأن ما نُشر بوسائل الإعلام المحلية والعالمية عن قيام هيئة سوق المال الأميركية (sec)، باتخاذ إجراءات احترازية تتخذها عادة عند الاشتباه في بعض التعاملات ضد مؤسسات وأفراد لهم علاقة بتلك التعاملات، «بأن تلك التعاملات لا تمت بصله مباشرة بالشركة، وإنما هي تعاملات تخص محافظ عملاء لدى الشركة وبإدارتهم ويقتصر دور الشركة على أنها وسيط لإنجاز تلك التعاملات فقط وليس لها أي تأثير على بيانات
فاينانشال تايمز، بلومبرغ - تصدر اسم الكويتي حازم البريكان فجأة الأخبار الاقتصادية العالمية، على اتهامه من قبل لجنة الاوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة باختلاق أنباء كاذبة عن عملية استحواذ خليجية وشيكة على شركة «هارمن للصناعات الدولية»، المدرجة في نيويورك، ليصعد السهم ويستفيد سريعاً من بيع المراكز التي بناها.
والمثير في القصة أن البريكان (بحسب الشبهات التي تحوم حوله ولا يمكن الجزم بها ما لم تثبت قضائياً) اختلق من بنات أفكاره شركة خليجية لا وجود لها باسم المجموعة العربية الخلجية (apg)، وقال إنها تريد الاستحواذ على الشركة الأميركية بضعف السعر السوقي، بقيمة اجمالية تبلغ 3.4 مليار دولار، ووصف الشركة الوهمية بأنها تأسست في العام 1981 ولها مقرات تشغيلية في السعودية والإمارات، واستكمل فيلمه «الهندي» بتصريحات نسبها إلى رجل هندي عادي اسمه «دونالد باركر»، بعد أن ألصق به لقب «مدير الاستثمارات الاستراتيجية» في المجموعة الوهمية.
وعمل البريكان، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي في شركة «الراية للاستثمار»، على نشر الخبر بشتى الوسائل في توقيت معين بعد أن بنى مراكزه على سهم «هارمن» بأكثر من حساب، من خلال عقود عادية وعقود «أوبشن»، ووصل فاكس بالخبر الكاذب إلى وكالة «رويترز»، التي تنبهت إلى أن مصدر الفاكس رقم يحمل الرمز الكويتي 00965. وعلى الرغم من أن «رويترز» لم تنشر الخبر بعد راودتها شكوك فيه ولكونه لا يحمل اسم أي من المصادر، فإن الخبر تسرب من خلال وسائل عدة إلى السوق الأميركية، فارتفع السهم بنسبة 40 في المئة في يوم واحد في التعاملات الالكترونية التي سبقت افتتاح التداولات في وول ستريت، فكان للبريكان ما أراد، وصفى مراكزه بسرعة البرق، جانياً نحو ملايين الدولارات، لحسابه وللحسابات القريبة منه.
ولكن لماذا شكّت «رويترز» في الخبر؟ وكيف انكشفت «فبركة» البريكان؟
ارتكب البريكان سلسلة أخطاء أدت إلى انكشافه، فكذبة «هارمن» لم تكن الأولى، بل سبقتها «فبركة» مماثلة على سهم «تكسترون». يومها بنى مراكزه وسرب الخبر عبر إحدى الصحف المحلية، فارتفع السهم وباع، ونفت «تكسترون» الخبر.
بعدها التقى البريكان بمراسل لوكالة «رويترز» في الكويت، وأسر له بأن هناك «سبقاً كبيراً» سيكشف قريباً. وقال له «هناك استحواذ قريب من مجموعة خليجية على (هارمن)... لا تخبر أحداً بالأمر». وهو بالتأكيد كان يقصد العكس. وكانت تلك الرغبة منه بتسريب الخبر بعد نفي خبر «تكسترون» كافية لهدم الثقة بما يتبرع بتقديمه من معلومات.
ومع انكشاف الأمر الخميس، رفعت لجنة الاوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة (sec) دعوى قضائية (مدنية) على البريكان. وتتيح لها هذه الدعوى، إذا كسبتها، مصادرة الأموال التي كسبها بشكل غير مشروع من التلاعب الذي قام به، كما يتيح لها فرض جزاءات مالية وتنظيمية.
واكتسبت القضية اهتماماً كبيراً من وكالات الأنباء والصحف الأجنبية، وأفردت «رويترز» في خدمتها الإنكليزية تغطية واسعة للقضية، تناولت فيها جوانب من شخصية البريكان. وذكرت مثلاً أن سيرته الذاتية تشير إلى انه عضو في مجالس إدارات تسع شركات في كل من الكويت والمملكة المتحدة ولوكسمبورغ، وأنه يقول إنه شارك في العمليات العسكرية خلال حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء)، ونال ميدالية من الجيش الأميركي لشجاعته في الحرب، وهو الادعاء الذي قال في شأنه المتحدث باسم الجيش الأميركي غاري تولمان «إن كان يقصد وسام الشرف، فادعاؤه زائف». وفي السيرة الذاتية للبريكان أنه تلقى تدريباً عسكرياً أولياً في قاعدة أميركية.
وأشارت الوكالة إلى أن البريكان يتداول «الاشاعات مع الصحافيين في الكويت، وهي ممارسة شائعة في الكويت، حيث يعمد رجال الأعمال إلى تسريب معلومات حساسة أو تدور حولها علامات استفهام، يمكنها أن تحرك البورصة التي تفتقر إلى هيئة منظمة لسوق المال».
وقالت «رويترز» ان «من المتوقع أن يكون للدعوى القضائية ضد البريكان تداعيات كبيرة في أوساط الاعمال والاستثمار في الشرق الاوسط».
وأشارت الوكالة إلى البريكان هو الرئيس التنفيذي لشركة الراية للاستثمار التي تملك مجموعة «سيتي جروب» حصة عشرة في المئة فيها وهو شخصية بارزة في الاوساط المالية في الشرق الاوسط ويرتدي الزي الخليجي التقليدي ويتحدث الانكليزية بطلاقة وهو من الشخصيات البارزة في مجتمع المال والاعمال في الكويت.
وقالت لجنة الاوراق المالية والبورصات الاميركية في وثائق رفعتها لمحكمة اتحادية في مانهاتن ان البريكان وكيانات مرتبطة به في الكويت والبحرين كسبت أكثر من خمسة ملايين دولار من تعاملات تم اختيار توقيتها بعناية في أسهم شركتي «هرمان انترناشيونال اينداستريز» و«تكستورن».
وفي واشنطن قال المسؤول باللجنة سكوت فريستاد «هذا يمثل مخالفة فجة». وأضاف ان التحقيق بدأ فور العلم بالاعلان الكاذب يوم الاثنين في الوقت نفسه الذي علمت فيه وسائل الاعلام. وأضاف «لدينا فريق من خمسة أو ستة أشخاص يعملون على مدار الساعة منذ يومين في جمع الادلة».
وحصلت اللجنة على أمر محكمة طارئ أمس الخميس بتجميد الارباح التجارية في العديد من الحسابات الاميركية. وافادت شكوى اللجنة «المتهمون شاركوا في عملية خداع للتربح من تعاملات بعد اعلان كاذب عن عروض لشراء (هرمان انترناشيونال) و(تكستورن)».
وأفادت وثائق اللجنة كذلك انهم تربحوا من تكوين مراكز كبيرة في أسهم وخيارات في الشركتين.
وتلقت وسائل اعلام منها رويترز رسالة بالفاكس من صفحة واحدة يوم الاحد تعلن العرض المزعوم من رقم فاكس يشير الى انه صادر من الكويت. ولم تحدد اللجنة من ارسل الفاكس أو من نشر الخبر عن عرض (تكستورن) الكاذب. ولكن البريكان كان قد نبه مراسل رويترز في الكويت في ذلك الوقت الى انه سيطلعه على «خبر مهم»
ورفعت اللجنة الدعوى أمام المحكمة الجزئية الاميركية في مانهاتن قائلة ان البريكان ومتهمين آخرين حققوا مكاسب من التعاملات تتجاوز خمسة ملايين دولار. وأضافت اللجنة أيضا أن القضية تشمل أيضا تعاملات مريبة في اوراق مالية خاصة بشركة «تكسترون».
«كامكو»: التعاملات تخص محافظ عملاء
ولا تمت بصلة مباشرة إلى الشركة
أفاد مصدر مسؤول في شركة مشاريع الكويت الاستثمارية لإدارة الأصول (كامكو)، في شأن ما نُشر بوسائل الإعلام المحلية والعالمية عن قيام هيئة سوق المال الأميركية (sec)، باتخاذ إجراءات احترازية تتخذها عادة عند الاشتباه في بعض التعاملات ضد مؤسسات وأفراد لهم علاقة بتلك التعاملات، «بأن تلك التعاملات لا تمت بصله مباشرة بالشركة، وإنما هي تعاملات تخص محافظ عملاء لدى الشركة وبإدارتهم ويقتصر دور الشركة على أنها وسيط لإنجاز تلك التعاملات فقط وليس لها أي تأثير على بيانات