مازن الشهراني
13-05-2009, 12:58 AM
http://www.alqarya.net/up/uploads/images/alqarya-4e99f84c46.jpg
أخبرني أحد المعلمين بصوت تخالجه العبرات أنه يعمل في مجال التعليم منذ تسع سنوات إلى أن بلغ المستوى الثالث مترقباً قرار التحسينات حتى فوجئ بصدور قرار ( أقرب راتب ) و الذي يقتضي بمنحه زيادة 9 ريالات فقط متجاهلاً سنوات خبرته و درجته المستحقة .. ثم أستطرد قائلا: أنا لا أطالب بحقوقي المادية فقد أعتدنا على قرارات ( الموت البطيء ) .. و لكني سئمت !! .. فأجبته مواسياً: من ماذا ؟
عندها أنفجر باكياً: سئمت من سباقي اليومي مع بزوغ أشعة الشمس لأدخل في معمعة صراع اللحاق بدفتر التوقيع قبل إغلاقه حتى يسمع المدير صرير وقوف سيارتي فينطلق مسرعاً نحو الدفتر و علامات الخبث ترتسم في وجهه ثم يستقبلني وهو يغلق غطاء قلمه الأحمر قائلاً: سبقتك
سئمت من كوني معلماً مستهلكاً ما بين الحصص و الإشراف و الإذاعة و النشاط مقابل ورقة شكر ينتهي مفعولها بمجرد طباعتها .. كما سئمت من معركة ضبط الصف حيث يبدأ الدرس و أن أحصد المضبوطات المخالفة من جيوب الطلاب ثم أشرح درسي بين أفواه فاغرة و أخرى ثرثارة فما إن أرى يداً مرفوعة حتى أستبشر خيراً لتفاعل أحدهم بل و أسمح له بالإجابة ( ملهوفاً ) و لكن سرعان ما يخيب أملي بقوله: " استاذ بروح الحمام " !! .. و بعد أن يضرب جرس الحصة معلناً عن وقت راحتي , أسير لغرفة المعلمين وأنا أطلق تنهيدة عميقه من أثر التعب و إذ بورقة حصة الانتظار تعترض طريقي لأوقع عليها و كأني أوقع على قرار إعدامي ناهيك عن توقيع التعاميم المتناقضة و التي تجرد مصلحة المعلم من سطورها بل و لا تزيده إلا قيوداً و أعباء ٍ تثقل كاهله حتى بلغ بها الجشع أن تقتص من إجازته ( الوحيدة ) كما تقرر لمعلمي المرحلة الابتدائية بالعمل أثناء فترة الامتحانات للمراحل العليا !!
http://www.alqarya.net/up/uploads/images/alqarya-55d435b943.jpg
سئمت من كوني الحلقة الأضعف في الميدان التربوي .. فإدارة المدرسة ( تكرفني ) و الطالب ( يصفعني ) و ولي الأمر ( يشتمني ) .. بينما الوزارة تقف بحيادية مترقبة لحظة دفاعي عن نفسي كي تتدخل لـ ( تعاقبني ) !!
عندها أطلق تنهيدة عميقة ثم أذرفت عيناه وهو يردد قول الشاعر:
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة *** ووقعت ما بين الفصول قتيل
يا من يريد الانتحار وجدته *** إن المعلم لا يعيش طويل
لم يكد ينهي نحيبه حتى مسحت دموعه بورقة دفتر تحضير ثم أردفت متسائلاً: لما لا تجد لك بديلاً عن هذه المهنة إذن ؟ .. فأجابني ساخراً: لأن شهادتي التربوية لا تملك بديلاً سوى مهنة ( كاشير في العثيم ) تحت شعار ( من يقول الشغل عيب ) !!
عجبتني هذه الكلمات وسيعجبني تعليقكم عليها.
م.ن
أخبرني أحد المعلمين بصوت تخالجه العبرات أنه يعمل في مجال التعليم منذ تسع سنوات إلى أن بلغ المستوى الثالث مترقباً قرار التحسينات حتى فوجئ بصدور قرار ( أقرب راتب ) و الذي يقتضي بمنحه زيادة 9 ريالات فقط متجاهلاً سنوات خبرته و درجته المستحقة .. ثم أستطرد قائلا: أنا لا أطالب بحقوقي المادية فقد أعتدنا على قرارات ( الموت البطيء ) .. و لكني سئمت !! .. فأجبته مواسياً: من ماذا ؟
عندها أنفجر باكياً: سئمت من سباقي اليومي مع بزوغ أشعة الشمس لأدخل في معمعة صراع اللحاق بدفتر التوقيع قبل إغلاقه حتى يسمع المدير صرير وقوف سيارتي فينطلق مسرعاً نحو الدفتر و علامات الخبث ترتسم في وجهه ثم يستقبلني وهو يغلق غطاء قلمه الأحمر قائلاً: سبقتك
سئمت من كوني معلماً مستهلكاً ما بين الحصص و الإشراف و الإذاعة و النشاط مقابل ورقة شكر ينتهي مفعولها بمجرد طباعتها .. كما سئمت من معركة ضبط الصف حيث يبدأ الدرس و أن أحصد المضبوطات المخالفة من جيوب الطلاب ثم أشرح درسي بين أفواه فاغرة و أخرى ثرثارة فما إن أرى يداً مرفوعة حتى أستبشر خيراً لتفاعل أحدهم بل و أسمح له بالإجابة ( ملهوفاً ) و لكن سرعان ما يخيب أملي بقوله: " استاذ بروح الحمام " !! .. و بعد أن يضرب جرس الحصة معلناً عن وقت راحتي , أسير لغرفة المعلمين وأنا أطلق تنهيدة عميقه من أثر التعب و إذ بورقة حصة الانتظار تعترض طريقي لأوقع عليها و كأني أوقع على قرار إعدامي ناهيك عن توقيع التعاميم المتناقضة و التي تجرد مصلحة المعلم من سطورها بل و لا تزيده إلا قيوداً و أعباء ٍ تثقل كاهله حتى بلغ بها الجشع أن تقتص من إجازته ( الوحيدة ) كما تقرر لمعلمي المرحلة الابتدائية بالعمل أثناء فترة الامتحانات للمراحل العليا !!
http://www.alqarya.net/up/uploads/images/alqarya-55d435b943.jpg
سئمت من كوني الحلقة الأضعف في الميدان التربوي .. فإدارة المدرسة ( تكرفني ) و الطالب ( يصفعني ) و ولي الأمر ( يشتمني ) .. بينما الوزارة تقف بحيادية مترقبة لحظة دفاعي عن نفسي كي تتدخل لـ ( تعاقبني ) !!
عندها أطلق تنهيدة عميقة ثم أذرفت عيناه وهو يردد قول الشاعر:
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة *** ووقعت ما بين الفصول قتيل
يا من يريد الانتحار وجدته *** إن المعلم لا يعيش طويل
لم يكد ينهي نحيبه حتى مسحت دموعه بورقة دفتر تحضير ثم أردفت متسائلاً: لما لا تجد لك بديلاً عن هذه المهنة إذن ؟ .. فأجابني ساخراً: لأن شهادتي التربوية لا تملك بديلاً سوى مهنة ( كاشير في العثيم ) تحت شعار ( من يقول الشغل عيب ) !!
عجبتني هذه الكلمات وسيعجبني تعليقكم عليها.
م.ن