افلاطون لبنان
21-08-2009, 09:59 AM
كل عام وأنتم بخير، والشهر عليكم مبارك جميعاً.
في رمضان تتغير النفوس نحو الأسوأ مع شديد الأسف، هذه من المسلمات والبدهيات لكل من تجوّل في شوارع الرياض أو جدة أو الدمام، وبخاصة في عزّ الظهيرة!
كيف يكون رمضان شهر تهذيب النفوس، ونفوسنا تثور في رمضان لأتفه الأسباب؟! هذا سؤال يجيب عليه حديثنا المتكاثر عن كوننا شعب متدين!
أبرز مظاهر رمضان طقّ "اللطمة"، ويقال لها بالفصحى اللثمة، غير أن الأخيرة تكون بغنج والأولى تصاحبها عربجة، وهي أن تأخذ طرف الشماغ وتضعه على فمك باتجاه أذنك، ولا يبرز من وجهك سوى العينين ومقدمة الخيشوم، يضعها الناس لئلا يدخل الهواء إلى أفواههم فتتيبّس فيشعروا بالعطش الشديد.
إذا واجهت ذا لطمة في رمضان، فتنبه لسلوكك، وحاذر من أن تستفزه، فإن نفسه الشينة (على جريف)، والأخلاق الحميدة عنده غالباً في إجازة، وعليه فإن عليك أن تفرّ منه فرارك من المجذوم والمصاب بأنفلونزا الخنازير.
وإذا واجهك في الشوارع زحام السيارات، وصكت سمعك أصوات "البواري والمنبهات"، فلا تنظر مرة أخرى وثانية وثالثة في التقويم القريب منك لتتأكد من أنك في شهر رمضان، شهر الرحمة، والسكينة، فإن خصوصيتنا تجعلنا مختلفين في التعاطي مع الشهر العظيم.
وأعلم أن الأيام التي تنتشر فيها "الهوشات" في أيام رمضان المبارك، مردها إلى أن الناس بين مدمن للسيجارة يشعر بالاستفزاز مع أي حركة مهما تفهت، لأن النيكوتين قد احتل جسمه أسوأ احتلال، وبين مدمن للكبسة بعد الانصراف من الدوام فيشعر بالحنين إليها مثل حن القطا للماء.
يأتي الموظف وهو بنصف ابتسامة، يعامل المراجعين بازدراء ويصرخ بوجه هذا ويقطب بوجه ذاك فلا يحترم أحداً، وإن سابه أحد فيردّ السب بسباب أعلى صوتاً وأقذع لفضاً، أما تفكيره فمنصب على أحداث المسلسل أو المسلسلات التي يتابعها بالتتالي كل يوم، هل سييصرّح مصطفى بحب سهى؟ أو هل تخطف سميحة محمد من مديحة؟ وهكذا بينما المراجع المغلوب على أمره يتمنى أن يعطيه الموظف الكسول الصائم وجهاً وينهي معاملته التي لا تحتاج إلى كبير عناء.
قال أبو عبد الله غفر الله له: رمضان ليس شهر الكسل والخمول و"شين النفوس" وإنما شهر التدبر بالمعاني العظيمة للشهر، العبادة، والإحساس بمآسي الفقراء، إنه شهر حسن الأخلاق وليس شهر سوء الأخلاق!
وأختم بوداعكم، إذ يحتجب حرف محبكم، غفرالله لكم وله، طيلة أيام هذا الشهر المبارك، في إجازة طال انتظارها، ودمتم في رعاية الله!
انتهى النص
في رمضان تتغير النفوس نحو الأسوأ مع شديد الأسف، هذه من المسلمات والبدهيات لكل من تجوّل في شوارع الرياض أو جدة أو الدمام، وبخاصة في عزّ الظهيرة!
كيف يكون رمضان شهر تهذيب النفوس، ونفوسنا تثور في رمضان لأتفه الأسباب؟! هذا سؤال يجيب عليه حديثنا المتكاثر عن كوننا شعب متدين!
أبرز مظاهر رمضان طقّ "اللطمة"، ويقال لها بالفصحى اللثمة، غير أن الأخيرة تكون بغنج والأولى تصاحبها عربجة، وهي أن تأخذ طرف الشماغ وتضعه على فمك باتجاه أذنك، ولا يبرز من وجهك سوى العينين ومقدمة الخيشوم، يضعها الناس لئلا يدخل الهواء إلى أفواههم فتتيبّس فيشعروا بالعطش الشديد.
إذا واجهت ذا لطمة في رمضان، فتنبه لسلوكك، وحاذر من أن تستفزه، فإن نفسه الشينة (على جريف)، والأخلاق الحميدة عنده غالباً في إجازة، وعليه فإن عليك أن تفرّ منه فرارك من المجذوم والمصاب بأنفلونزا الخنازير.
وإذا واجهك في الشوارع زحام السيارات، وصكت سمعك أصوات "البواري والمنبهات"، فلا تنظر مرة أخرى وثانية وثالثة في التقويم القريب منك لتتأكد من أنك في شهر رمضان، شهر الرحمة، والسكينة، فإن خصوصيتنا تجعلنا مختلفين في التعاطي مع الشهر العظيم.
وأعلم أن الأيام التي تنتشر فيها "الهوشات" في أيام رمضان المبارك، مردها إلى أن الناس بين مدمن للسيجارة يشعر بالاستفزاز مع أي حركة مهما تفهت، لأن النيكوتين قد احتل جسمه أسوأ احتلال، وبين مدمن للكبسة بعد الانصراف من الدوام فيشعر بالحنين إليها مثل حن القطا للماء.
يأتي الموظف وهو بنصف ابتسامة، يعامل المراجعين بازدراء ويصرخ بوجه هذا ويقطب بوجه ذاك فلا يحترم أحداً، وإن سابه أحد فيردّ السب بسباب أعلى صوتاً وأقذع لفضاً، أما تفكيره فمنصب على أحداث المسلسل أو المسلسلات التي يتابعها بالتتالي كل يوم، هل سييصرّح مصطفى بحب سهى؟ أو هل تخطف سميحة محمد من مديحة؟ وهكذا بينما المراجع المغلوب على أمره يتمنى أن يعطيه الموظف الكسول الصائم وجهاً وينهي معاملته التي لا تحتاج إلى كبير عناء.
قال أبو عبد الله غفر الله له: رمضان ليس شهر الكسل والخمول و"شين النفوس" وإنما شهر التدبر بالمعاني العظيمة للشهر، العبادة، والإحساس بمآسي الفقراء، إنه شهر حسن الأخلاق وليس شهر سوء الأخلاق!
وأختم بوداعكم، إذ يحتجب حرف محبكم، غفرالله لكم وله، طيلة أيام هذا الشهر المبارك، في إجازة طال انتظارها، ودمتم في رعاية الله!
انتهى النص