عبدالله بن مفرح
12-12-2009, 11:31 AM
صحيفة الوطن السعودية
الثلاثاء 21 ذو الحجة 1430 ـ 8 ديسمبر 2009 العدد 3357 ـ السنة العاشرة
ثلاث أمواس حادَّة
علي سعد الموسى
1) أن تصل لمعادلة – من أين لك هذا – فما عليك إلا أن تضرب الآلة الحاسبة على المعادلة الرياضية التالية: متوسط الراتب خلال سنوات الخدمة مضروباً في اثني عشر شهراً مضروباً في أربعين عاماً من الخدمة، هب أن صاحبنا، أياً كان، كان يقبض المربوط الأخير منذ اليوم الأول للوظيفة، هب أنه ولد ممتازاً أو بمرتبة من رقمين، غض البصر عن كل الشوارد والتفاصيل، تخيل أنه حتى لا يصرف سنتاً واحداً من كل رواتبه على الأطفال والزوجة والمنزل والخدم ثم اسأل: كيف استطاع – المعاش – أن يجعل منه رئيس شركة قابضة وكيف استطاعت هذه – المهيَّة – أن تجعل منه رئيس مجلس الإدارة لبضع شركات باسم أحد والديه أو ولديه.
2) يسألني: كيف استطاع أولاد (هؤلاء) أن يلبسوا – الفرو – الأبيض تلحفاً من البرد في شارع الحمراء ببيروت؟ كيف آن لهم أن يسكنوا فلل (القصر) في دبي؟ كيف يغيرون في ذات الأسبوع غزوة في غاليري باريس؟ كيف يمكن للابن الصغير أن يكون في نيويورك بينما أخته الكبرى تتبضع في لندن وأخوهم الأوسط سائحاً برجوازياً في هونج كونج بينما (الوالدان) وحدهما يحاولان استكشاف جوهانسبيرج؟ قلت له: هذا تفكك عائلي فأجابني ضاحكاً: هكذا تفعل الفكة التي لم تظهر على عواصم الدنيا إلا بعد نهاية الخدمة الحكومية. كل هذا، وللعلم، كان في مجرد إجازة عيد قصيرة.
3) أخذته من على قارعة الطريق. أربعيني وحتى اللحظة لا يستطيع قيادة سيارة. يسألني وقد وضع يده على علبة أشرطة الكاسيت: عندك شيء لابن عشقه؟ لا، لكن ماذا لديك له؟ صدح بأعذب الصوت: والله لو خيروني في سودة أبها/ ولا بقصر مشيد في سوريات/ ما اختار غير المحبة والشاهد الله. أوصلته لبيته بريالين كانت هي كل ما في الجيب. مسكين، مثلما كان ابن عشقه. اختاروا الحب (لضعافة) الأحلام فكل ما كان في بيت الشعر سيشتريه (أحدهم) بفراطة مشروع. بأوراق خارج دوام أو انتداب. بهدية من الشركة المنفذة للمشروع. براتب شهر من خدع الفقرة الأولى بعاليه. حتى في الأحلام، لم يحلم هو أو شاعره بجنيف أو الريفيرا أو فلوريدا أو مونت كارلو. ودعته بعد أن تعلمت منه الدرس: كم هو من الغباء أن تختار الحب أو أن تنحاز إليه.
==================================
تعليقي
الدكتور علي الموسى كاتب جريئ متمكن ويضع قلمه على كثير من الجروح ويتضح من مقاله ان هناك ملاعق من ذهب وأخرى من خشب وشتان بين من يقضي إجازته القصيره في كثير من الدول وآخر أكبر همه أن يسمع لإبن عشقه ومن يوصله مشواراً تكون حصيلته ريالين فقط ! ! !
الثلاثاء 21 ذو الحجة 1430 ـ 8 ديسمبر 2009 العدد 3357 ـ السنة العاشرة
ثلاث أمواس حادَّة
علي سعد الموسى
1) أن تصل لمعادلة – من أين لك هذا – فما عليك إلا أن تضرب الآلة الحاسبة على المعادلة الرياضية التالية: متوسط الراتب خلال سنوات الخدمة مضروباً في اثني عشر شهراً مضروباً في أربعين عاماً من الخدمة، هب أن صاحبنا، أياً كان، كان يقبض المربوط الأخير منذ اليوم الأول للوظيفة، هب أنه ولد ممتازاً أو بمرتبة من رقمين، غض البصر عن كل الشوارد والتفاصيل، تخيل أنه حتى لا يصرف سنتاً واحداً من كل رواتبه على الأطفال والزوجة والمنزل والخدم ثم اسأل: كيف استطاع – المعاش – أن يجعل منه رئيس شركة قابضة وكيف استطاعت هذه – المهيَّة – أن تجعل منه رئيس مجلس الإدارة لبضع شركات باسم أحد والديه أو ولديه.
2) يسألني: كيف استطاع أولاد (هؤلاء) أن يلبسوا – الفرو – الأبيض تلحفاً من البرد في شارع الحمراء ببيروت؟ كيف آن لهم أن يسكنوا فلل (القصر) في دبي؟ كيف يغيرون في ذات الأسبوع غزوة في غاليري باريس؟ كيف يمكن للابن الصغير أن يكون في نيويورك بينما أخته الكبرى تتبضع في لندن وأخوهم الأوسط سائحاً برجوازياً في هونج كونج بينما (الوالدان) وحدهما يحاولان استكشاف جوهانسبيرج؟ قلت له: هذا تفكك عائلي فأجابني ضاحكاً: هكذا تفعل الفكة التي لم تظهر على عواصم الدنيا إلا بعد نهاية الخدمة الحكومية. كل هذا، وللعلم، كان في مجرد إجازة عيد قصيرة.
3) أخذته من على قارعة الطريق. أربعيني وحتى اللحظة لا يستطيع قيادة سيارة. يسألني وقد وضع يده على علبة أشرطة الكاسيت: عندك شيء لابن عشقه؟ لا، لكن ماذا لديك له؟ صدح بأعذب الصوت: والله لو خيروني في سودة أبها/ ولا بقصر مشيد في سوريات/ ما اختار غير المحبة والشاهد الله. أوصلته لبيته بريالين كانت هي كل ما في الجيب. مسكين، مثلما كان ابن عشقه. اختاروا الحب (لضعافة) الأحلام فكل ما كان في بيت الشعر سيشتريه (أحدهم) بفراطة مشروع. بأوراق خارج دوام أو انتداب. بهدية من الشركة المنفذة للمشروع. براتب شهر من خدع الفقرة الأولى بعاليه. حتى في الأحلام، لم يحلم هو أو شاعره بجنيف أو الريفيرا أو فلوريدا أو مونت كارلو. ودعته بعد أن تعلمت منه الدرس: كم هو من الغباء أن تختار الحب أو أن تنحاز إليه.
==================================
تعليقي
الدكتور علي الموسى كاتب جريئ متمكن ويضع قلمه على كثير من الجروح ويتضح من مقاله ان هناك ملاعق من ذهب وأخرى من خشب وشتان بين من يقضي إجازته القصيره في كثير من الدول وآخر أكبر همه أن يسمع لإبن عشقه ومن يوصله مشواراً تكون حصيلته ريالين فقط ! ! !