بن عزران "الابن"
07-02-2010, 01:01 PM
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
قبل فترة، وخلال أسبوع واحد، قرأت مقالتين – عبر الإنترنت – لأستاذنا "محمد العلي"
وكلاهما مكتوب بجانب العنوان "مُنع من النشر"!
كم تزعجني هذه العبارة.
هذا الذي "منعها" من النشر.. في أي زمن يعيش؟
هذا الذي "منعها" من النشر.. ألم يسمع بالإنترنت والموبايل والقنوات الفضائية؟
ألا يعرف أنه بإمكاننا أن نرسل كتابا بأكمله – لا مقالة – عبر رسالة جوال واحدة؟
لماذا تخافون من الكلمات؟!
هذا الذي "يَمنع من النشر" هو يعترف – دون وعي منه – أن هنالك أخطاء يجب أن لا تُقال.
وأن هنالك تجاوزات.. هو يعترف بها أكثر منا.
وأن هنالك "خللا" ما .. يريد أن يحميه!
بل إن وجود هذا "المانع" – وفي هذا الزمان – هو الخلل الأكبر.
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
لماذا تخافون من رجل يأتي هو وكلماته في وضح النهار؟
عليكم أن تخافوا أكثر من رجل يختفي في جنح الظلام هو وكلماته السيئة.
بالكلمة الحرة نقاتل الفساد ونحاربه.. ومن يمنع هذه الكلمة من التحليق في فضائها
الحر هو أحد أثنين:
ـ أما أنه يريد أن يحمي الفساد.
ـ أو أنه جزء منه.
بالكلمة الحرة ننحاز إلى مستقبل البلاد الذي يعنينا جميعاً.
بالكلمة الحرة نقف في وجه كل ما هو قبيح وننحاز إلى الجمال.
نختلف ؟... نعم !... ولكنه اختلاف فيه الكثير من العافية.
المرض : أن نتفق جميعا – رغم أنوفنا – حول أمر ما .. وهذا ضد طبيعتنا البشرية.
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
الكلمة التي تأتي بهدوء ومحبة هي أفضل ألف مرة من كلمة تأتي غاضبة وعنيفة وصارخة.
دعوا الكلمات تمر .. ففيها خير البلاد والعباد.
كلمة تتحوّل إلى غطاء لطفلة شمالية يحاصرها البرد.
كلمة تتحول لقارب نجاة لأسرة يحاصرها السيل في أحد الأودية.
كلمة تتحول لخطاب عزاء لشاب لم يجد " السرير " لوالده المريض.
كلمة تتحوّل إلى "شباك صيد" لصيّاد عجوز في جازان سرقوا منه البحر والأسماك.
كلمة تكبح جماح غضب شاب يتأبط ملفه الأخضر بحثا عن وظيفة منذ سبع سنوات.
كلمة تتحول إلى دواء، وأخرى إلى رغيف خبز، وثالثة إلى حلوى يلتهمها الأطفال..
ورابعة إلى عقد تلبسه عروس في الثانية عشرة من عمرها لم يحمي طفولتها القانون.
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
عليكم أن تخافوا من الصمت أكثر !!
محمد الرطيان (rotayyan@alwatan.com.sa)
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3418&id=17589&Rname=80
قبل فترة، وخلال أسبوع واحد، قرأت مقالتين – عبر الإنترنت – لأستاذنا "محمد العلي"
وكلاهما مكتوب بجانب العنوان "مُنع من النشر"!
كم تزعجني هذه العبارة.
هذا الذي "منعها" من النشر.. في أي زمن يعيش؟
هذا الذي "منعها" من النشر.. ألم يسمع بالإنترنت والموبايل والقنوات الفضائية؟
ألا يعرف أنه بإمكاننا أن نرسل كتابا بأكمله – لا مقالة – عبر رسالة جوال واحدة؟
لماذا تخافون من الكلمات؟!
هذا الذي "يَمنع من النشر" هو يعترف – دون وعي منه – أن هنالك أخطاء يجب أن لا تُقال.
وأن هنالك تجاوزات.. هو يعترف بها أكثر منا.
وأن هنالك "خللا" ما .. يريد أن يحميه!
بل إن وجود هذا "المانع" – وفي هذا الزمان – هو الخلل الأكبر.
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
لماذا تخافون من رجل يأتي هو وكلماته في وضح النهار؟
عليكم أن تخافوا أكثر من رجل يختفي في جنح الظلام هو وكلماته السيئة.
بالكلمة الحرة نقاتل الفساد ونحاربه.. ومن يمنع هذه الكلمة من التحليق في فضائها
الحر هو أحد أثنين:
ـ أما أنه يريد أن يحمي الفساد.
ـ أو أنه جزء منه.
بالكلمة الحرة ننحاز إلى مستقبل البلاد الذي يعنينا جميعاً.
بالكلمة الحرة نقف في وجه كل ما هو قبيح وننحاز إلى الجمال.
نختلف ؟... نعم !... ولكنه اختلاف فيه الكثير من العافية.
المرض : أن نتفق جميعا – رغم أنوفنا – حول أمر ما .. وهذا ضد طبيعتنا البشرية.
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
الكلمة التي تأتي بهدوء ومحبة هي أفضل ألف مرة من كلمة تأتي غاضبة وعنيفة وصارخة.
دعوا الكلمات تمر .. ففيها خير البلاد والعباد.
كلمة تتحوّل إلى غطاء لطفلة شمالية يحاصرها البرد.
كلمة تتحول لقارب نجاة لأسرة يحاصرها السيل في أحد الأودية.
كلمة تتحول لخطاب عزاء لشاب لم يجد " السرير " لوالده المريض.
كلمة تتحوّل إلى "شباك صيد" لصيّاد عجوز في جازان سرقوا منه البحر والأسماك.
كلمة تكبح جماح غضب شاب يتأبط ملفه الأخضر بحثا عن وظيفة منذ سبع سنوات.
كلمة تتحول إلى دواء، وأخرى إلى رغيف خبز، وثالثة إلى حلوى يلتهمها الأطفال..
ورابعة إلى عقد تلبسه عروس في الثانية عشرة من عمرها لم يحمي طفولتها القانون.
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
لماذا تخافون من الكلمات ؟!
عليكم أن تخافوا من الصمت أكثر !!
محمد الرطيان (rotayyan@alwatan.com.sa)
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3418&id=17589&Rname=80