المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الدكتور إبراهيم عسيري إلى إيميلي


عبدالله بن مفرح
19-02-2010, 07:59 PM
كن حذرا مما تزرع


وكن على يقين بأنك سوف


تحصده غدا



خير الكلام ما قل ودل





في صباح يوم ربيعيوالشمس الدافئة تنساب إلي مكتب رجل الأعمال العجوز والرئيس التنفيذي للشركة التي يملكها


اتخذ قرارا بالتنحي عن منصبه وإعطاء الفرصة للدماء الشابة الجديدة بإدارة شركته



لم يرد أن يوكل بهذه المهمة لأحد أبنائه أو أحفاده وقرر اتخاذ قرار مختلف



استدعى كل المسئولين التنفيذيين الشباب إلى غرفة الاجتماع والقي بالتصريح القنبلة



"لقد حان الوقت بالنسبة لي للتنحي واختيار الرئيس التنفيذي القادم من بينكم"



تسمر الجميع في ذهول




http://gfx1.hotmail.com/mail/w4/pr01/rtl/i_safe.gif





واستمر قائلا: "ستخضعون لاختبار عملي وتعودون بنتيجتها


في نفس هذا اليوم من العام القادم وفي نفس هذه القاعة"


والاختبار سيكون التالي:



سيتم توزيع البذور النباتية التالية التي أتيت بها خصيصا من حديقتي الخاصة



وسيستلم كل واحد منكم بذرة واحدة فقط



يجب عليكم أن تزرعوها وتعتنوا بها عناية كاملة طوال العام




http://gfx1.hotmail.com/mail/w4/pr01/rtl/i_safe.gif



ومن يأتيني بنبتة صحية تفوق ما لدى الآخرين سيكون هو الشخص المستحق لهذا المنصب الهام


كان بين الحضور شاب يدعي جيم وشأنه شأن الآخرين استلم بذرته وعاد إلى منزله وأخبر زوجته بالقصة



أسرعت الزوجة بتحضير الوعاء والتربة الملائمة والسماد وتم زرع البذرة



وكانا كل يوم لا ينفكان عن متابعة البذرة والاعتناء بها جيدا



بعد مرور ثلاثة أسابيع بدأ الجميع في الحديث عن بذرته التي نمت وترعرعت







ما عدا جيم الذي لم تنمُ بذرته رغم كل الجهود التي بذلها


مرت أربعة أسابيع ، ومرت خمسة أسابيع ولا شيء بالنسبة لجيم



مرت ستة أشهر – والجميع يتحدث عن المدى التي وصلت إليه بذرته من النمو



وجيم صامت لا يتحدث



وأخيرا أزف الموعد



قال جيم لزوجته بأنه لن يذهب الاجتماع بوعاء فارغ



ولكنها قالت علينا أن نكون صادقين بشأن ما حدث



كان يعلم في قراره نفسه بأنها على حق



ولكنه كان يخشى من أكثر اللحظات الحرجة التي سيواجهها في حياته



وأخيرا اتخذ قراره بالذهاب بوعائه الفارغ رغم كل شيء



وعند وصوله انبهر من أشكال وأحجام النباتات التي كانت على طاولة الاجتماع في القاعة



كانت في غاية الجمال والروعة



تسلل في هدوء ووضع وعائه الفارغ على الأرض وبقى واقفا منتظرا مجيء الرئيس مع جميع الحاضرين



كتم زملائه ضحكاتهم والبعض أبدى أسفه من الموقف المحرج لزميلهم



وأخيرا أطل الرئيس ودخل الغرفة مبتسما



عاين الزهور التي نمت وترعرعت وأخذت أشكالا رائعة، ولم تفارق البسمة شفتيه



وفي الوقت الذي بدأ الرئيس في الكلام مشيدا بما رآه مهنئا الجميع على هذا النجاح الباهر الذي حققوه



توارى جيم في آخر القاعة وراء زملائه المبتهجين الفرحين



قال الرئيس يا لها من زهور ونباتات جميلة ورائعة



اليوم سيتم تكريم أحدكم وسيصبح الرئيس التنفيذي القادم



وفي هذه اللحظة لاحظ الرئيس جيم ووعائه الفارغ



فأمر المدير المالي أن يستدعي جيم إلى المقدمة



هنا شعر جيم بالرعب وقال في نفسه بالتأكيد سيتم طردي اليوم لأني الفاشل الوحيد في القاعة



عند وصول جيم سأله الرئيس ماذا حدث للبذرة التي أعطيتك إياها



قص له ما حدث له بكل صراحة وكيف فشل رغم كل المحاولات الحثيثة



كان الجميع في هذه اللحظة قائما ينظر ما الذي سيحصل فطلب منهم الرئيس الجلوس ما عدا جيم



ووجه حديثه إليهم قائلا



رحبوا بالرئيس التنفيذي المقبل جيم



جرت همسات وهمهمات واحتجاجات في القاعة. كيف يمكن أن يكون هذا؟!



وتابع الرئيس قائلا



في العام الماضي كنا هنا معا وأعطيتكم بذورا لزراعتها وإعادتها إلى هنا اليوم



ولكن ما كنتم تجهلونه هو أن البذور التي أعطيتكم إياها




كانت بذورا فاسدة ولم يكن بالإمكان لها أن تنمو إطلاقا



جميعكم أتيتم بنباتات رائعة وجميلة جميعكم استبدل البذرة التي أعطيتها له. أليس كذلك ؟


جيم كان الوحيد الصادق والأمين والذي أعاد نفس البذرة التي أعطيته إياها قبل عام مضى



وبناء عليه تم اختياره كرئيس تنفيذي لشركتي




نصيحتي لكم



إذا زرعت الأمانةفستحصدالثقة


إذا زرعت الطيبةفستحصد الأصدقاء



إذا زرعتالتواضعفستحصد الاحترام



إذا زرعت المثابرةفستحصد الرضا



إذا زرعت التقديرفستحصد الاعتبار



إذا زرعت الاجتهادفستحصد النجاح



إذا زرعت الإيمانفستحصد الطمأنينة



لذا كن حذرا اليوم مما تزرع لتحصد غدا



وعلى قدر عطائك في الحياة تأتيك ثمارها




===================================



بعثها لي على إيميلي الصديق الدكتور إبراهيم عسيري وأحببت الإستفاده منها فنقلتها لكم

سعيد سداح / العقيد
20-02-2010, 12:25 AM
استمتعت بالقراءة مع السرد الجميل الذي طرح من قبل ابو خالد
إنه الأمانة مقياس العمل الجاد الناجح حينما تقترن بالقوة ، { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } ، إنها الأمانة التي كان يودع بها النبي ‘ أصحابه وجيوشه فيقول لهم : (أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ ) رواه أبو داود وصححه الألباني .

إنها الأمانة التي ناءت بحملها السموات والأرض والجبال ، { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } .

وهذا دليل عل الحرص على اي عمل او شي تعطاء يجب عليك الحفاظ عليها0

النـآدر
20-02-2010, 07:56 PM
فعلا يا أعم عبدالله ، كلامك لو طبقته في حيثيات عملك لوجدت

أن ما تزرعه يوماً ما ستحصده في اليوم الذي بعده ، لكن إذا كان هذا الرئيس

أجاد التعامل بحرفيه لإختيار ( جيم ) غيره لا يستطيع أن يسكب

لنا حق من حقوقنا .... لا أعلم كيف أاوصل الفكره لكن كما عهدتك

تفهمني بالإشاره أبلغ من الكلام ..