مهلهل
24-03-2010, 11:51 AM
قصة مستوحاة من تراثنا
يكفيك شربةً من ماء معين
كنت كل يوم أقود غنيماتي الصغيرات مع إشراقة الصباح ، وقد أخذت معي ما يكفي ليومي ، لأذهب على سفوح الجبال بعيداً عن قريتي وكنت أقابل في مخرج قريتي ذلك الشيخ الذي قد جلس ويحتسي قليل من القهوة يراقب الصباح ، وينتظر فطور الصباح ، وما ألذ ذلك الفطور خبزة ساخنة وقهوة عربية مره تنم عن صلابة وأصالة ذلك الشيخ.فأقَبل رأسه وارى الصبح جميل متفائل عندما أمر به. وما أن أصله حتى يلحق بي الحارس الأمين كلبي العزيز وهو يطرب القرية بصوته ليقول ذاهبون وعندما ينقطع صوته عرفت أنه مني قريب فهو يخاف من ذلك الشيخ الذي إن لم يسكت رفع له عصاه المشهورة (بالحايونه) ، ولأمانع من أن يقول لي لاتقطع شجرة ولا تدخل زرع أو تتعدى حدودنا.
ويمر اليوم وأنا ألعب مع نفسي أو الآطف غنماتي الصغيرات أو ألحقها غاضباً لأردها لطريقها ، أو أراقب المصارعة الحرة بين كبار الخرفان وأنا أضحك ، لنراقب من يفوز ويقود القطيع وتلتف إليه النعاج وهو يتبختر ويلف رأسه يمين ويسار كأنه يقول هل من منازل. ولكن كلبي سرعان ما يقوم بحركته المعهوده وينطلق فيقسم القطيع إلى قسمين ليعلن أنها إنتهة الجولات. فهم تلفازي وملعي ومقهاي .
تم نعود في الوقت المناسب وقد قلت المؤونه وشبعت أغامي وجعت أنا.
تم يأتي العصر ومأحلى وأجمل العصر في قريتي أنسى جوعي وتعبي عندما نقترب من قريتي التي تركتها في الصباح ولا بُد أن أمر على مسقانا وعين الماء الزلال لأشرب منه شرب وأروي ضمأي ، وأرى فتيات قريتي وقد نزلوا ينحنون حول قريتهم بطريق ألفت أقدمهن عليها ثم يصلون وهم يروون قربهم ويحملونها ، وأنا أنتظر فلا اروي حتى يروون. وقد ضربت على حارسي الأمين ليذهب لوكره فهو يخيفهُن.
ولكن بين تلك الفتيات فتاة كُسِيت بالجمال والحياء وأصابع كالأقلام وعينان مكحولتان بسواد رموشيها جسم أخاذ ووجه مريح غطتها بالعفة والدين الذي يملأ قريتي. آتي كل يوم لتراني ولكني عندما أراها أنزل رأسي حيائي يردعني ، ويكفيني بل أقول لنفسي يكفيك شربتاً من ماء معين. تم الحق بأغنامي التي وصلت قبلي ليستقبلني الجميع بالحفاوة والترحيب.
وكل يوم أقول هل ستكفيني شربة من ماء معين ، وتجري السنين ويجف نبع الماء فلم اعد اذهب هناك فقد كبرت ، أصبح لي عائلتي وأولادي ولم يبقى إلا بعض أغنامي آثرت الجلوس قريب من منزلي لتأكل من محصيل مشتراة وماء يصِلُها وتركت المراعي ، و مات الشيخ الذي كنت أتفائل بصباحه، وكأنه قال خذ عصاي بدلاً مني ، وقبل ذلك تزوجت تلك الفتاة وسافرت إلى قرية بعيدة ، ولم أعد أرى أو اسمع أخبارها. ولكني في القريب رأيت أبناءها الصغار زاروا قريتنا فقبلتهم جميعاً وتذكرت بعدها.
أنه يكفيني شربتاً من معين .... التي لم أشربها إلا كانت حلال.
بقلم مهلهل
يكفيك شربةً من ماء معين
كنت كل يوم أقود غنيماتي الصغيرات مع إشراقة الصباح ، وقد أخذت معي ما يكفي ليومي ، لأذهب على سفوح الجبال بعيداً عن قريتي وكنت أقابل في مخرج قريتي ذلك الشيخ الذي قد جلس ويحتسي قليل من القهوة يراقب الصباح ، وينتظر فطور الصباح ، وما ألذ ذلك الفطور خبزة ساخنة وقهوة عربية مره تنم عن صلابة وأصالة ذلك الشيخ.فأقَبل رأسه وارى الصبح جميل متفائل عندما أمر به. وما أن أصله حتى يلحق بي الحارس الأمين كلبي العزيز وهو يطرب القرية بصوته ليقول ذاهبون وعندما ينقطع صوته عرفت أنه مني قريب فهو يخاف من ذلك الشيخ الذي إن لم يسكت رفع له عصاه المشهورة (بالحايونه) ، ولأمانع من أن يقول لي لاتقطع شجرة ولا تدخل زرع أو تتعدى حدودنا.
ويمر اليوم وأنا ألعب مع نفسي أو الآطف غنماتي الصغيرات أو ألحقها غاضباً لأردها لطريقها ، أو أراقب المصارعة الحرة بين كبار الخرفان وأنا أضحك ، لنراقب من يفوز ويقود القطيع وتلتف إليه النعاج وهو يتبختر ويلف رأسه يمين ويسار كأنه يقول هل من منازل. ولكن كلبي سرعان ما يقوم بحركته المعهوده وينطلق فيقسم القطيع إلى قسمين ليعلن أنها إنتهة الجولات. فهم تلفازي وملعي ومقهاي .
تم نعود في الوقت المناسب وقد قلت المؤونه وشبعت أغامي وجعت أنا.
تم يأتي العصر ومأحلى وأجمل العصر في قريتي أنسى جوعي وتعبي عندما نقترب من قريتي التي تركتها في الصباح ولا بُد أن أمر على مسقانا وعين الماء الزلال لأشرب منه شرب وأروي ضمأي ، وأرى فتيات قريتي وقد نزلوا ينحنون حول قريتهم بطريق ألفت أقدمهن عليها ثم يصلون وهم يروون قربهم ويحملونها ، وأنا أنتظر فلا اروي حتى يروون. وقد ضربت على حارسي الأمين ليذهب لوكره فهو يخيفهُن.
ولكن بين تلك الفتيات فتاة كُسِيت بالجمال والحياء وأصابع كالأقلام وعينان مكحولتان بسواد رموشيها جسم أخاذ ووجه مريح غطتها بالعفة والدين الذي يملأ قريتي. آتي كل يوم لتراني ولكني عندما أراها أنزل رأسي حيائي يردعني ، ويكفيني بل أقول لنفسي يكفيك شربتاً من ماء معين. تم الحق بأغنامي التي وصلت قبلي ليستقبلني الجميع بالحفاوة والترحيب.
وكل يوم أقول هل ستكفيني شربة من ماء معين ، وتجري السنين ويجف نبع الماء فلم اعد اذهب هناك فقد كبرت ، أصبح لي عائلتي وأولادي ولم يبقى إلا بعض أغنامي آثرت الجلوس قريب من منزلي لتأكل من محصيل مشتراة وماء يصِلُها وتركت المراعي ، و مات الشيخ الذي كنت أتفائل بصباحه، وكأنه قال خذ عصاي بدلاً مني ، وقبل ذلك تزوجت تلك الفتاة وسافرت إلى قرية بعيدة ، ولم أعد أرى أو اسمع أخبارها. ولكني في القريب رأيت أبناءها الصغار زاروا قريتنا فقبلتهم جميعاً وتذكرت بعدها.
أنه يكفيني شربتاً من معين .... التي لم أشربها إلا كانت حلال.
بقلم مهلهل