بن عزران "الابن"
12-04-2010, 01:04 PM
الاستثمار في الكفاءات البشرية هو عنوان القرن الـ 21, والمتابع لاهتمامات الدول يلاحظ حرصها على الاهتمام بالطاقة البشرية أو ما يسمى الموارد البشرية, وبعض الدول التي كانت تعد من دول العالم الثالث المتخلف تقدمت خلال السنوات القليلة الماضية من خلال الاهتمام والاعتناء والاستثمار في الطاقات البشرية وتحويلها إلى موارد تصدير يتم من خلالها احتلال عديد من دول العالم الاحتلال السلمي من خلال تقديم تلك الكفاءات والطاقات البشرية كموجه وداعم لطلبات الموارد البشرية المدربة.
هذا التوجه والحرص العالمي على الاهتمام بالطاقات البشرية واعتبارها موارد يمكن استثمارها وتصديرها وغزو العالم من خلالها وجعل رسالة القرن الحالي هي الاهتمام بالإنسان واستثمار طاقاته وإمكاناته, كانت حديثا طويلا ومعقدا عن الوضع الذي نراه عندنا في المملكة من خلال تسلط بعض المسؤولين التنفيذيين في بعض قطاعات الدولة, الحكومية والأكاديمية وبعض مؤسسات القطاع الخاص, للتخلص من الكفاءات السعودية المدربة والمتعلمة ليس لسبب إلا اعتقاد مثل هؤلاء المسؤولين التنفيذيين أن تلك الكفاءات السعودية الوطنية المخلصة تمثل تهديدا لمواقعهم الوظيفية, هؤلاء المسؤولون التنفيذيون عبارة عن أقزام لا تملك من القدرة والخبرة إلا الحرص على جعل جميع العاملين معهم عبارة عن دمى يحركونها كيفما يشاءون لا يقبلون منهم الرأي أو الاقتراح أو حتى استخدام كلمة ممكن لأن كل ما يرغبون فيه هو إيجاد كفاءات ضعيفة تموت من أجل الحصول على وظيفة إدارية بسيطة سبيلهم إليها هي كلمة ''حاضر سيدي'' ''الرأي الأتم لكم'', ''لا أرى إلا ما ترى'' أو ما نسميه بمصطلح Mr,Mrs Yes لا يخرج المدير الضعيف عن رأي وسلطة الرئيس القزم, ولهذا فإن أقزام الإدارة يبحثون عن من هم أقزم منهم حتى يبدوا بجانبهم عمالقة رأي وقرار وإدارة.
لقد طال الحديث وتشعب وانعزلت النفس في زخم وزحمة الحوار والنقاش جانبا, واستعرضت الحالات التي يمكن استحضارها كنموذج لهذا التدمير الوطني للكفاءات السعودية الوطنية المخلصة وتحليل شخصية من يقف خلفها في مؤسساتنا العامة والخاصة, وكيف شخصياتهم وعواملهم المشتركة وقدرتهم على تحطيم تلك الكفاءات ثم نحرها حتى الموت وربما الموت البطيء أحيانا.
المسؤولون التنفيذيون الذين تنطبق عليهم نظرية الأقزام الإداريين هم مجموعة لا تملك القدرة على احتمال الرأي الآخر, يعتمرون قبعة فرعون على أساس أنهم لا يرون للآخرين إلا رأيهم ولا يقبلون منهم أي رأي, وعند الخروج عن هذا النظام الفرعوني تصبح تلك الكفاءة السعودية الوطنية محط الرقابة الصارمة, يبحث لها عن أي خطأ مهما صغر لاستغلاله وتعظيمه على أساس أن عين السخط تبدي المساوئ ومن خلال قلوب سوداء, هذه القلوب السوداء تنقل الصورة الكاذبة إلى صاحب القرار في المؤسسة المعنية وتدفع به مع الوقت إذا لم يكن من أتباع نظرية الأقزام إلى الاقتناع بعدم ملاءمة تلك الكفاءة بناء على المعلومات المغلوطة التي قدمها القزم التنفيذي المتسلط في الجهاز.
دعونا ننظر حولنا وبيننا وفينا عن تلك الكفاءات الوطنية السعودية ونسأل أنفسنا كيف فقدناها وعطلناها وربما دفعناها إلى الضفة الأخرى؟ من يقف خلف ذلك الاضطهاد, ثم النحر؟ ومن المسؤول عن حمايتها ورعايتها واستثمارها فيما ينفع البلاد والعباد؟ والسؤال الأهم هو: هل نملك الأجهزة القادرة على تقويم الأداء ومعرفة المتميز من غير المتميز ونعرف العملاق في عطائه أو عطائها والقزم في عطائه أو عطائها؟ كيف نعرف بعضنا بعضا ونحمي استثماراتنا الوطنية البشرية ونعظم الفائدة منها؟ إذا كنا اليوم نحاول في المملكة العربية السعودية وضع قدم مع دول العالم المتقدم من خلال الدفع بالكفاءات الوطنية السعودية المتميزة والمخلصة للقيام بتحقيق هذا الهدف الوطني النبيل والمستحق .. فلماذا نسمح في المقابل بتقدم أقزام العطاء على عمالقته؟ ولماذا نسمح لأصحاب فرعون باغتيال تلك الكفاءات؟ تساؤلات عديدة مرت من خلال الرحلة الذهنية الفردية والانعزال المؤقت عن الحوار العام. حقيقة لم تسمح بقية الوقت ولا مساحة المقال لمزيد من التفكير والطرح وإيجاد العلاج, لكن دعونا نلتفت مرة أخرى حولنا ونرى كم كفاءة سعودية من الجنسين تمتاز بعظيم العطاء وصدق الانتماء وحب الوطن نحرناها فقط لأننا وقفنا أقزاما أمام طرحهم ولم نتحمل تميزهم؟ ثم من المسؤول عن حماية الكفاءات السعودية الوطنية المخلصة التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء, عربي اللسان, إسلامي المعتقد وعالمي الطموح؟!
د. عبد العزيز بن عبد الله الخضيري
http://www.aleqt.com/2010/04/12/article_377919.html
هذا التوجه والحرص العالمي على الاهتمام بالطاقات البشرية واعتبارها موارد يمكن استثمارها وتصديرها وغزو العالم من خلالها وجعل رسالة القرن الحالي هي الاهتمام بالإنسان واستثمار طاقاته وإمكاناته, كانت حديثا طويلا ومعقدا عن الوضع الذي نراه عندنا في المملكة من خلال تسلط بعض المسؤولين التنفيذيين في بعض قطاعات الدولة, الحكومية والأكاديمية وبعض مؤسسات القطاع الخاص, للتخلص من الكفاءات السعودية المدربة والمتعلمة ليس لسبب إلا اعتقاد مثل هؤلاء المسؤولين التنفيذيين أن تلك الكفاءات السعودية الوطنية المخلصة تمثل تهديدا لمواقعهم الوظيفية, هؤلاء المسؤولون التنفيذيون عبارة عن أقزام لا تملك من القدرة والخبرة إلا الحرص على جعل جميع العاملين معهم عبارة عن دمى يحركونها كيفما يشاءون لا يقبلون منهم الرأي أو الاقتراح أو حتى استخدام كلمة ممكن لأن كل ما يرغبون فيه هو إيجاد كفاءات ضعيفة تموت من أجل الحصول على وظيفة إدارية بسيطة سبيلهم إليها هي كلمة ''حاضر سيدي'' ''الرأي الأتم لكم'', ''لا أرى إلا ما ترى'' أو ما نسميه بمصطلح Mr,Mrs Yes لا يخرج المدير الضعيف عن رأي وسلطة الرئيس القزم, ولهذا فإن أقزام الإدارة يبحثون عن من هم أقزم منهم حتى يبدوا بجانبهم عمالقة رأي وقرار وإدارة.
لقد طال الحديث وتشعب وانعزلت النفس في زخم وزحمة الحوار والنقاش جانبا, واستعرضت الحالات التي يمكن استحضارها كنموذج لهذا التدمير الوطني للكفاءات السعودية الوطنية المخلصة وتحليل شخصية من يقف خلفها في مؤسساتنا العامة والخاصة, وكيف شخصياتهم وعواملهم المشتركة وقدرتهم على تحطيم تلك الكفاءات ثم نحرها حتى الموت وربما الموت البطيء أحيانا.
المسؤولون التنفيذيون الذين تنطبق عليهم نظرية الأقزام الإداريين هم مجموعة لا تملك القدرة على احتمال الرأي الآخر, يعتمرون قبعة فرعون على أساس أنهم لا يرون للآخرين إلا رأيهم ولا يقبلون منهم أي رأي, وعند الخروج عن هذا النظام الفرعوني تصبح تلك الكفاءة السعودية الوطنية محط الرقابة الصارمة, يبحث لها عن أي خطأ مهما صغر لاستغلاله وتعظيمه على أساس أن عين السخط تبدي المساوئ ومن خلال قلوب سوداء, هذه القلوب السوداء تنقل الصورة الكاذبة إلى صاحب القرار في المؤسسة المعنية وتدفع به مع الوقت إذا لم يكن من أتباع نظرية الأقزام إلى الاقتناع بعدم ملاءمة تلك الكفاءة بناء على المعلومات المغلوطة التي قدمها القزم التنفيذي المتسلط في الجهاز.
دعونا ننظر حولنا وبيننا وفينا عن تلك الكفاءات الوطنية السعودية ونسأل أنفسنا كيف فقدناها وعطلناها وربما دفعناها إلى الضفة الأخرى؟ من يقف خلف ذلك الاضطهاد, ثم النحر؟ ومن المسؤول عن حمايتها ورعايتها واستثمارها فيما ينفع البلاد والعباد؟ والسؤال الأهم هو: هل نملك الأجهزة القادرة على تقويم الأداء ومعرفة المتميز من غير المتميز ونعرف العملاق في عطائه أو عطائها والقزم في عطائه أو عطائها؟ كيف نعرف بعضنا بعضا ونحمي استثماراتنا الوطنية البشرية ونعظم الفائدة منها؟ إذا كنا اليوم نحاول في المملكة العربية السعودية وضع قدم مع دول العالم المتقدم من خلال الدفع بالكفاءات الوطنية السعودية المتميزة والمخلصة للقيام بتحقيق هذا الهدف الوطني النبيل والمستحق .. فلماذا نسمح في المقابل بتقدم أقزام العطاء على عمالقته؟ ولماذا نسمح لأصحاب فرعون باغتيال تلك الكفاءات؟ تساؤلات عديدة مرت من خلال الرحلة الذهنية الفردية والانعزال المؤقت عن الحوار العام. حقيقة لم تسمح بقية الوقت ولا مساحة المقال لمزيد من التفكير والطرح وإيجاد العلاج, لكن دعونا نلتفت مرة أخرى حولنا ونرى كم كفاءة سعودية من الجنسين تمتاز بعظيم العطاء وصدق الانتماء وحب الوطن نحرناها فقط لأننا وقفنا أقزاما أمام طرحهم ولم نتحمل تميزهم؟ ثم من المسؤول عن حماية الكفاءات السعودية الوطنية المخلصة التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء, عربي اللسان, إسلامي المعتقد وعالمي الطموح؟!
د. عبد العزيز بن عبد الله الخضيري
http://www.aleqt.com/2010/04/12/article_377919.html