اريام
25-07-2010, 01:46 AM
ة شرعية تروي لـ"سبق" تجربتها ومستشار نفسي: لا تظلموهن
"سحر الخادمات".. صراع أشباح تديره "النفاثات في العقد"
http://www.sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news55162540.jpg&width=256&height=176
"تحمل اللحم النيئ وتدخل به دورة المياه.. وتخرج من دونه".. "تجمع ما يتساقط من شَعر أهل البيت وتعقده وتخفيه أسفل وسادتها".. "ترسم صورة تمثل أفراد البيت كل واحد على جناح طير، والأب على كرسي يتقد من تحته اللهب".. "إذن هي ساحرة".
"ساحرة".. تهمة ليست بالعادية ولا تبعث الراحة في النفس.. فأثرها يمتد من حملات ربات البيوت التفتيشية المفاجئة، وحتى العشرات الذين ألقاهم المرض على الأسرة، وإلى الأبناء العاقين والأزواج الهاربين، وتبقى التهمة واحدة ولكن أغراضها وأسبابها متعددة.
وتعتبر تهمة ممارسة "السحر" من أبرز التهم التي تطارد العاملات في المنازل في المملكة، وتحرص الكثير من ربات البيوت على تفتيش الخادمة بمجرد وصولها لمنزلها خوفاً من أن تحمل في أمتعتها ما من شأنه أن يضر، كسحر أو حرز أو حجاب.
وهو خوف له ما يبرره، فالمتابع لوسائل الإعلام لا بد أن يقرأ أو يرى عشرات الروايات لبيوت يدعي أصحابها أنها هدمت على يد "خادمة".
سحرت ابن كفيلها الأول
وربما يكون الجهل من أبرز الأسباب التي تدفع بالكثير من العاملات للجوء للسحر أو لإحضار بعض "الأعمال" معهن عند قدومهن للعمل في المملكة، حيث تؤكد المشرفة على القسم النسائي بمكتب توعية الجاليات في حي الشفا بالرياض، حصة المزيد، أن العديد من العاملات "الخادمات" ممن يأتين للمكتب يكون لديهن جهل بالحكم الشرعي للسحر.
وأوضحت الزايد أن العديد من الخادمات يكون لديهن اعتقاد أن بعض أنواع السحر ليست محرمة، خاصة إذا لم يكن لها ضرر مثل سحر العطف، قائلة: "الخادمة في هذه الحالة ترى أنها لا تضر أحداً بل تساعد سيدتها وأهل البيت على محبتها".
وذكرت بعض المواقف التي مرت بها خلال عملها في توعية الجاليات، حيث أكدت أن المكتب يحرص على تضمين الدروس التي تتلقاها العاملات المنزليات درساً حول السحر وحكمه الشرعي وأخطاره، وأن من يفعله يخرج من الملة.
وقالت: "بعدما سمعت في إحدى المرات خادمة لحكم السحر، عادت تبكي لسيدتها وأخبرتها أنها عملت عملا لابن كفيلها الأول، ورجتها أن تتصل بكفيلها"، مشيرة إلى أن الخادمة انطلقت مع كفيلتها الجديدة حتى بيت كفيلها القديم، حيث فوجئت بابن كفيلها الأول مريضاً ولا يتحرك في جسده سوى عينيه، واستخرجت الخادمة السحر من غرفة ابن كفيلها.
واعترفت الزايد بأن العديد من السيدات السعوديات لديهن هاجس السحر من قبل الخادمات، فكثيراً ما تأتي إلى المكتب سيدة وبحوزتها أوراق أو شَعر وأشياء وجدتها في غرفة الخادمة، تخشى أن تكون "عملاً"، منوهة إلى أنه في حال تأكد أن ما وجدته السيدة سحراً يتم توجيهها لإبلاغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقالت: "في إحدى المرات جاءت سيدة تشك في خادمتها وأخبرتنا أن الخادمة تدخل الحمام وبحوزتها لحم نيئ وتخرج من دونه، ما أثار شكها بأنها قد تكون تحضر الجن في دورة المياه".
وذكرت أن من أكثر الجنسيات التي تعتقد وتؤمن بأهمية السحر هي الجنسية الإندونيسية، ويليها السيرلانكية ثم النيبالية، بحسب خبرتها.
ولا يتوقف إتهام العاملات من الجنسية الإندونيسية بممارسة السحر على ربات البيوت، ففي تصريح سابق حذر سعد البداح رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام في مجلس الغرف التجارية السعودية، الجهات الحكومية في إندونيسيا من ممارسة عاملاتها للسحر والشعوذة، مهدداً بتطبيق العقوبات الشرعية عليهن ، ومطالباً في الوقت ذاته بإخضاع من يرغبن في العمل في السعودية لدورات تثقيفية لتوعيتهن بتحريم ممارسة الدجل والشعوذة .
يشار إلى العمالة المنزلية في المملكة تتجاوز مليون عاملة، وتقدر بعض الإحصائيات أن أكثر من 700 ألف عاملة منزلية من الجنسية الإندونيسية موزعات على مناطق المملكة.
رسمت الأب على كرسي واللهب يشتعل
وعلى الرغم من أنه لا يمكن الجزم بوجود "عمل" أو "سحر" إلا أن الراقية الشرعية "أم يزيد" أكدت أن كثيراً من الحالات التي واجهتها خلال عملها كراقية شرعية لمدة 7 سنوات، تكون الخادمة فيها قد قامت بعمل سحر لأسرة كفيلها. وأشارت إلى أن هناك بعض الخادمات قد يحقدن في حال كانت ربة المنزل محافظة أو متشددة.
وقالت "أم يزيد": جاءتني سيدة تشكو تغير حال زوجها وكرهه لها ونفوره من البيت، وأن زوجها لم يعد يتناول الطعام ولا الشراب إلا من يد الخادمة، وأحضرت معها ورقة وجدتها في غرفة خادمتها، مشيرة إلى أن الورقة كانت مرسومة بدقة وتمثل فيها أفراد العائلة مرسومين على أجنحة طير فيما عدا الأب رسم على كرسي وقد أوقد اللهب من تحته.
وأضافت: "قرأت على الورقة ونفثت عليها وعلى السيدة وابنتها، وبعد لحظات من خروجهن من عندي إتصلت بي السيدة لتخبرني أن زوجها إتصل بهاتفها النقال لأول مرة منذ ثمانية أشهر، هي مدة إقامة الخادمة لديهم".
وأشارت إلى أن أكثر الجنسيات من العمالة المنزلية هن الإفريقيات والإندونيسيات وعدد من الجنسيات المختلفة، ولكن الأمر يبدو واضحاً في الفترة الأخيرة لدى العاملات من الجنسية الإفريقية. ونوهت إلى أنها قد تتعرف على جنسية الساحر بعد أن يتكلم "الجني" الذي يتلبس المسحور.
وبعكس "أم يزيد" يرفض الراقي الشرعي "أبو عبد الله" تصنيف أي حالة ترد إليه وإطلاق أحكام مطلقة، قائلاً: "قد يقال هذا مسحور ويكون مصاباً بالعين، وكذلك لا يجوز إتهام الأشخاص بالسحر إلا بوجود دليل قاطع أو اعتراف الساحر نفسه". وأشار إلى أنه لا يوجد دليل في السنة أو القرآن يقول: إن قراءة آيات معينة تكشف السحر أو العين.
ويتوافق رأي "أبو عبد الله" مع رأي سابق للشيخ عبد الرحمن البراك، الذي قال في فتواه: "المبتلى بالسحر، أو بما يظن أنه سحر، لا طريق إلى اكتشاف الساحر الذي سحره أو دبره له إلا بإقراره، أو ببينة تشهد بأن فلاناً عمل سحراً لفلان، وأما مجرد الظنون والقرائن الضعيفة فلا يجوز أن يعول عليها، فلا يجوز أن يعتمد على هذه الظنون والأوهام بلا برهان فتؤدي إلى ظلم المتهم".
وأضاف: "كما لا يجوز الاعتماد في هذا على أخبار الجن الذين في بعض المصروعين، كما لو قال بعضهم إنه مربوط بسحر من فلان أو فلان؛ فإن الجن الذي في الملموس فاسق أو كافر، فلا يجوز تصديقه إذن، فالواجب الحذر من الانسياق مع الظنون وأقوال فسقة الجن أو السحرة".
السجن والترحيل مصيرهن
في حين أوضح مصدر مطلع في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لـ "سبق"، أن دور الهيئة يأتي حين يتلقى رجال الحسبة بلاغاً حول وجود عمل سحري، وحينها يتم التثبت من وجود عمل سحري كوجود طلاسم أو اعتراف من الخادمة، ومن ثم يتم التحقيق معها وبعدها تسجن ويتم ترحيلها فيما بعد، ويوضع اسمها على اللائحة السوداء، حيث لا تتمكن من العودة للملكة مرة أخرى.
وذكر المصدر أن الهيئة تتعامل بشكل يومي مع عدد من البلاغات عن سحر من قبل الخادمات، مشيراً إلى أن رجلاً جاء إلى الهيئة وأخبرهم أنهم يسمعون أصواتاً غريبة تصدر من دورة المياه الخاصة بالخامة، ولا يتمكنون من دخول المكان، وحين توجه أحد أفراد الهيئة معه للمكان وجد أعمالاً وطلاسم سحرية.
وهم السحر أقوى من الحقيقة
ويقدم المستشار النفسي الدكتور مريد الكلاب رؤية شاملة لانتشار حالات سحر الخادمات، حيث يرى أن هذه الحالة تعبر عن المشاعر السلبية الكامنة في الذات، لكنها موصولة بالثقافة والمبادئ والقيم وأسلوب الحياة .
وعلى ذلك -يقول الكلاب- فإن "الخادمة التي نشأت في بيئة تتعامل مع السحر ستعبر من خلاله بغية الإنتقام أو التمتع بالإيذاء أو محاولة الكسب لأغراض شخصية، وعندما تلتقي ثقافة الخادمة المتعلقة بالسحر مع ظلم أرباب المنزل لها، فإنها ستلجأ إليه كسلاح يسترد حقوقها بضمير مرتاح ونفس هادئة لاعتقادها أن هذا الخيار هو الوحيد القادر على استرداد حقها، وهنا يجب الحذر ودق ناقوس الخطر في حال وقوع ظلم على الخادمة بقصد أو بغير قصد من لجوئها لتلك الطريقة".
ويشير الكلاب في حديثه لـ "سبق " إلى أن بعض البلاد اشتهرت من دون غيرها بانتشار السحر والشعوذة، وهنا ينبغي الاحتياط من بعض من ينتمون لتلك البلاد بعدم استخدامهم في البيوت، أو الانتباه الدقيق لسلوكياتهم فترة عملهم.
لكنه يحمّل طريقة التعامل مع الخادمات جزءاً من مسؤولية اندفاعهن لهذا الطريق، ويقول: "لاشك في أن الخطأ ينجب مثله، وأي بشر لا يقبل الاعتداء عليه مادياً ولا معنوياً، ومن يزرع الشوك لا يجني العنب، وكما أن السحر محرم فالظلم محرم، ونحن ننكر على من يعملون في البيوت اللجوء إلى الشعوذة وننكر على أرباب البيوت ظلم من يعملون معهم ".
و اعتبر كلاب أن مواجهة هذه الظاهرة يستدعي عدداً من الأمور، أولها حسن اختيار الخادمة، وثانيها حسن المعاملة وإيفاء الحقوق، وثالثها المراقبة وتوخي الحذر، ويضيف: "السحر بحد ذاته أضعف من أن يكون له تأثير على المسلم المؤمن بخالقه والمتوكل عليه، إضافة إلى أن السحرة الذين يمتلكون قدرة حقيقية أندر من الندرة ويطلبون تكاليف باهظة لا تقوى العاملات في البيوت على أدائها وفي ذلك دليل على أن المشكلة في الوهم وليست في السحر ".
وينصح كلاب كل من يجد في حياته تغيراً أن يلجأ إلى تصحيح علاقته بخالقه، ثم إلى استشارة متخصص نفسي أو اجتماعي أو صاحب خبرة فنية وتجربة عملية في مجال المشكلة، وإقصاء احتمالات السحر ونحوها وعدم التعلق بذلك .
منقول
"سحر الخادمات".. صراع أشباح تديره "النفاثات في العقد"
http://www.sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news55162540.jpg&width=256&height=176
"تحمل اللحم النيئ وتدخل به دورة المياه.. وتخرج من دونه".. "تجمع ما يتساقط من شَعر أهل البيت وتعقده وتخفيه أسفل وسادتها".. "ترسم صورة تمثل أفراد البيت كل واحد على جناح طير، والأب على كرسي يتقد من تحته اللهب".. "إذن هي ساحرة".
"ساحرة".. تهمة ليست بالعادية ولا تبعث الراحة في النفس.. فأثرها يمتد من حملات ربات البيوت التفتيشية المفاجئة، وحتى العشرات الذين ألقاهم المرض على الأسرة، وإلى الأبناء العاقين والأزواج الهاربين، وتبقى التهمة واحدة ولكن أغراضها وأسبابها متعددة.
وتعتبر تهمة ممارسة "السحر" من أبرز التهم التي تطارد العاملات في المنازل في المملكة، وتحرص الكثير من ربات البيوت على تفتيش الخادمة بمجرد وصولها لمنزلها خوفاً من أن تحمل في أمتعتها ما من شأنه أن يضر، كسحر أو حرز أو حجاب.
وهو خوف له ما يبرره، فالمتابع لوسائل الإعلام لا بد أن يقرأ أو يرى عشرات الروايات لبيوت يدعي أصحابها أنها هدمت على يد "خادمة".
سحرت ابن كفيلها الأول
وربما يكون الجهل من أبرز الأسباب التي تدفع بالكثير من العاملات للجوء للسحر أو لإحضار بعض "الأعمال" معهن عند قدومهن للعمل في المملكة، حيث تؤكد المشرفة على القسم النسائي بمكتب توعية الجاليات في حي الشفا بالرياض، حصة المزيد، أن العديد من العاملات "الخادمات" ممن يأتين للمكتب يكون لديهن جهل بالحكم الشرعي للسحر.
وأوضحت الزايد أن العديد من الخادمات يكون لديهن اعتقاد أن بعض أنواع السحر ليست محرمة، خاصة إذا لم يكن لها ضرر مثل سحر العطف، قائلة: "الخادمة في هذه الحالة ترى أنها لا تضر أحداً بل تساعد سيدتها وأهل البيت على محبتها".
وذكرت بعض المواقف التي مرت بها خلال عملها في توعية الجاليات، حيث أكدت أن المكتب يحرص على تضمين الدروس التي تتلقاها العاملات المنزليات درساً حول السحر وحكمه الشرعي وأخطاره، وأن من يفعله يخرج من الملة.
وقالت: "بعدما سمعت في إحدى المرات خادمة لحكم السحر، عادت تبكي لسيدتها وأخبرتها أنها عملت عملا لابن كفيلها الأول، ورجتها أن تتصل بكفيلها"، مشيرة إلى أن الخادمة انطلقت مع كفيلتها الجديدة حتى بيت كفيلها القديم، حيث فوجئت بابن كفيلها الأول مريضاً ولا يتحرك في جسده سوى عينيه، واستخرجت الخادمة السحر من غرفة ابن كفيلها.
واعترفت الزايد بأن العديد من السيدات السعوديات لديهن هاجس السحر من قبل الخادمات، فكثيراً ما تأتي إلى المكتب سيدة وبحوزتها أوراق أو شَعر وأشياء وجدتها في غرفة الخادمة، تخشى أن تكون "عملاً"، منوهة إلى أنه في حال تأكد أن ما وجدته السيدة سحراً يتم توجيهها لإبلاغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقالت: "في إحدى المرات جاءت سيدة تشك في خادمتها وأخبرتنا أن الخادمة تدخل الحمام وبحوزتها لحم نيئ وتخرج من دونه، ما أثار شكها بأنها قد تكون تحضر الجن في دورة المياه".
وذكرت أن من أكثر الجنسيات التي تعتقد وتؤمن بأهمية السحر هي الجنسية الإندونيسية، ويليها السيرلانكية ثم النيبالية، بحسب خبرتها.
ولا يتوقف إتهام العاملات من الجنسية الإندونيسية بممارسة السحر على ربات البيوت، ففي تصريح سابق حذر سعد البداح رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام في مجلس الغرف التجارية السعودية، الجهات الحكومية في إندونيسيا من ممارسة عاملاتها للسحر والشعوذة، مهدداً بتطبيق العقوبات الشرعية عليهن ، ومطالباً في الوقت ذاته بإخضاع من يرغبن في العمل في السعودية لدورات تثقيفية لتوعيتهن بتحريم ممارسة الدجل والشعوذة .
يشار إلى العمالة المنزلية في المملكة تتجاوز مليون عاملة، وتقدر بعض الإحصائيات أن أكثر من 700 ألف عاملة منزلية من الجنسية الإندونيسية موزعات على مناطق المملكة.
رسمت الأب على كرسي واللهب يشتعل
وعلى الرغم من أنه لا يمكن الجزم بوجود "عمل" أو "سحر" إلا أن الراقية الشرعية "أم يزيد" أكدت أن كثيراً من الحالات التي واجهتها خلال عملها كراقية شرعية لمدة 7 سنوات، تكون الخادمة فيها قد قامت بعمل سحر لأسرة كفيلها. وأشارت إلى أن هناك بعض الخادمات قد يحقدن في حال كانت ربة المنزل محافظة أو متشددة.
وقالت "أم يزيد": جاءتني سيدة تشكو تغير حال زوجها وكرهه لها ونفوره من البيت، وأن زوجها لم يعد يتناول الطعام ولا الشراب إلا من يد الخادمة، وأحضرت معها ورقة وجدتها في غرفة خادمتها، مشيرة إلى أن الورقة كانت مرسومة بدقة وتمثل فيها أفراد العائلة مرسومين على أجنحة طير فيما عدا الأب رسم على كرسي وقد أوقد اللهب من تحته.
وأضافت: "قرأت على الورقة ونفثت عليها وعلى السيدة وابنتها، وبعد لحظات من خروجهن من عندي إتصلت بي السيدة لتخبرني أن زوجها إتصل بهاتفها النقال لأول مرة منذ ثمانية أشهر، هي مدة إقامة الخادمة لديهم".
وأشارت إلى أن أكثر الجنسيات من العمالة المنزلية هن الإفريقيات والإندونيسيات وعدد من الجنسيات المختلفة، ولكن الأمر يبدو واضحاً في الفترة الأخيرة لدى العاملات من الجنسية الإفريقية. ونوهت إلى أنها قد تتعرف على جنسية الساحر بعد أن يتكلم "الجني" الذي يتلبس المسحور.
وبعكس "أم يزيد" يرفض الراقي الشرعي "أبو عبد الله" تصنيف أي حالة ترد إليه وإطلاق أحكام مطلقة، قائلاً: "قد يقال هذا مسحور ويكون مصاباً بالعين، وكذلك لا يجوز إتهام الأشخاص بالسحر إلا بوجود دليل قاطع أو اعتراف الساحر نفسه". وأشار إلى أنه لا يوجد دليل في السنة أو القرآن يقول: إن قراءة آيات معينة تكشف السحر أو العين.
ويتوافق رأي "أبو عبد الله" مع رأي سابق للشيخ عبد الرحمن البراك، الذي قال في فتواه: "المبتلى بالسحر، أو بما يظن أنه سحر، لا طريق إلى اكتشاف الساحر الذي سحره أو دبره له إلا بإقراره، أو ببينة تشهد بأن فلاناً عمل سحراً لفلان، وأما مجرد الظنون والقرائن الضعيفة فلا يجوز أن يعول عليها، فلا يجوز أن يعتمد على هذه الظنون والأوهام بلا برهان فتؤدي إلى ظلم المتهم".
وأضاف: "كما لا يجوز الاعتماد في هذا على أخبار الجن الذين في بعض المصروعين، كما لو قال بعضهم إنه مربوط بسحر من فلان أو فلان؛ فإن الجن الذي في الملموس فاسق أو كافر، فلا يجوز تصديقه إذن، فالواجب الحذر من الانسياق مع الظنون وأقوال فسقة الجن أو السحرة".
السجن والترحيل مصيرهن
في حين أوضح مصدر مطلع في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لـ "سبق"، أن دور الهيئة يأتي حين يتلقى رجال الحسبة بلاغاً حول وجود عمل سحري، وحينها يتم التثبت من وجود عمل سحري كوجود طلاسم أو اعتراف من الخادمة، ومن ثم يتم التحقيق معها وبعدها تسجن ويتم ترحيلها فيما بعد، ويوضع اسمها على اللائحة السوداء، حيث لا تتمكن من العودة للملكة مرة أخرى.
وذكر المصدر أن الهيئة تتعامل بشكل يومي مع عدد من البلاغات عن سحر من قبل الخادمات، مشيراً إلى أن رجلاً جاء إلى الهيئة وأخبرهم أنهم يسمعون أصواتاً غريبة تصدر من دورة المياه الخاصة بالخامة، ولا يتمكنون من دخول المكان، وحين توجه أحد أفراد الهيئة معه للمكان وجد أعمالاً وطلاسم سحرية.
وهم السحر أقوى من الحقيقة
ويقدم المستشار النفسي الدكتور مريد الكلاب رؤية شاملة لانتشار حالات سحر الخادمات، حيث يرى أن هذه الحالة تعبر عن المشاعر السلبية الكامنة في الذات، لكنها موصولة بالثقافة والمبادئ والقيم وأسلوب الحياة .
وعلى ذلك -يقول الكلاب- فإن "الخادمة التي نشأت في بيئة تتعامل مع السحر ستعبر من خلاله بغية الإنتقام أو التمتع بالإيذاء أو محاولة الكسب لأغراض شخصية، وعندما تلتقي ثقافة الخادمة المتعلقة بالسحر مع ظلم أرباب المنزل لها، فإنها ستلجأ إليه كسلاح يسترد حقوقها بضمير مرتاح ونفس هادئة لاعتقادها أن هذا الخيار هو الوحيد القادر على استرداد حقها، وهنا يجب الحذر ودق ناقوس الخطر في حال وقوع ظلم على الخادمة بقصد أو بغير قصد من لجوئها لتلك الطريقة".
ويشير الكلاب في حديثه لـ "سبق " إلى أن بعض البلاد اشتهرت من دون غيرها بانتشار السحر والشعوذة، وهنا ينبغي الاحتياط من بعض من ينتمون لتلك البلاد بعدم استخدامهم في البيوت، أو الانتباه الدقيق لسلوكياتهم فترة عملهم.
لكنه يحمّل طريقة التعامل مع الخادمات جزءاً من مسؤولية اندفاعهن لهذا الطريق، ويقول: "لاشك في أن الخطأ ينجب مثله، وأي بشر لا يقبل الاعتداء عليه مادياً ولا معنوياً، ومن يزرع الشوك لا يجني العنب، وكما أن السحر محرم فالظلم محرم، ونحن ننكر على من يعملون في البيوت اللجوء إلى الشعوذة وننكر على أرباب البيوت ظلم من يعملون معهم ".
و اعتبر كلاب أن مواجهة هذه الظاهرة يستدعي عدداً من الأمور، أولها حسن اختيار الخادمة، وثانيها حسن المعاملة وإيفاء الحقوق، وثالثها المراقبة وتوخي الحذر، ويضيف: "السحر بحد ذاته أضعف من أن يكون له تأثير على المسلم المؤمن بخالقه والمتوكل عليه، إضافة إلى أن السحرة الذين يمتلكون قدرة حقيقية أندر من الندرة ويطلبون تكاليف باهظة لا تقوى العاملات في البيوت على أدائها وفي ذلك دليل على أن المشكلة في الوهم وليست في السحر ".
وينصح كلاب كل من يجد في حياته تغيراً أن يلجأ إلى تصحيح علاقته بخالقه، ثم إلى استشارة متخصص نفسي أو اجتماعي أو صاحب خبرة فنية وتجربة عملية في مجال المشكلة، وإقصاء احتمالات السحر ونحوها وعدم التعلق بذلك .
منقول