مازن الشهراني
16-02-2011, 03:16 AM
http://www.anaween.com/upload/Author/634281904711416250.jpg_0.jpg
طارق إبراهيم
تمهيد لا بد من تسطيره أوجهه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو أن حب الشعب لكم حقيقة لا مراء فيها، وهو حب صادق وعفوي، وهو في الوقت ذاته انعكاس لما عهده المواطنون فيكم من قلب مفعم بالإيمان بالله والخشية منه، وحبكم لهذا الوطن ولهذا الشعب..
خادم الحرمين الشريفين.. مع هبوط أسعار النفط في عام 1985 واستمرار الحال على ما هو عليه خمسة عشر عاما تقريبا، عانى الشعب السعودي كثيرا، حيث خيَّم تراجع الموارد المالية للدولة على حياتهم المعيشية مباشرة، فألغيت الكثير من البدلات والمزايا التي كانوا يتمتعون بها، واستحدثت رسوم عديدة على كل ما له صلة بحياتهم تقريبا، وزيدت مبالغ الرسوم المفروضة سلفا، لتغدو المعاناة مضاعفة.
ولا يخفى على مقامكم أن الخير بفضل الله تعالى عمَّ البلاد في عهدكم، وبات فائض الميزانية بفضل الله تعالى شبه سنوي وبأرقام عالية جدا، ويراوح سعر برميل النفط لحظة كتابة هذه السطور بين 96 و100 دولار، غير أن شعبكم يا خادم الحرمين الشريفين الذي صبر وصابر على كل قرارات (ربط الحزام) والترشيد في الإنفاق لما يقارب خمسة عشر عاما، رغم ارتفاع الأسعار في مختلف السلع ضعفين أو ثلاثة وربما أكثر؛ ما زال يعاني ضيقا في معيشته اليومية، ولم تنعكس هذه الموارد المالية الهائلة، والخيرات التي حباها الله للوطن، على المواطن وأسرته بصورة ملموسة، فالشعور الدائم في كل أسرة سعودية أن الوضع الصعب كما هو إن لم يكن في تراجع، خاصة مع تذمر جلّ الشعب من استشراء الفساد المالي وانتشار الرشوة وضياع حقوق الناس جراء ذلك..
خادم الحرمين الشريفين..
هذا الشعب الكريم الذي أحبك - لأبوتك ووطنيتك - وصبر على سنوات طويلة من ضيق العيش، حقيق أن يتبدل حاله على يديك الكريمتين مع وجود خيرات الله التي أنعم بها على الوطن..
ألا يحق لهذا الشعب الوفي لقيادته أن يحظى بمنزل لائق يضمه وأفراد أسرته بعيدا عن ضغوطات ملاك العقار وجشعهم غير المحدود؟
ألا يستحق هذا الشعب أن تخفض تكلفة الفواتير الشهرية واليومية التي يدفعها للغاز والكهرباء وفواتير الرخص والجوازات والإقامات والسلع الأساسية، وما إلى ذلك من رسومات أرهقت جيبه؟
ألا يستحق هذا الشعب أن يعيش هانئا دون أن تضطرب حياته كلما حل فصل الصيف بسبب انقطاع الماء والكهرباء أو كلما تساقطت الأمطار في الشتاء؟
ألا يستحق العاطلون عن العمل من هذا الشعب أن يحظوا بوظيفة مناسبة أو بدل مالي ولو بحد أدنى ليتمكَّنوا من العيش كريمين حتى لا يقعوا فريسة لمجرمي المخدرات أو أباليس الرشوة أو أن ينهوا حياتهم منتحرين؟
ألا يحق لهذا الشعب أن يلقى علاجا طبيا يليق به حيثما كان سكنه في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب؟ وأن يجد سريرا في مستشفى دون البحث عن وسيط ودون الاستجداء بحثا عمن يتبرع له بالعلاج في الخارج؟
خادم الحرمين..
رايتكم بيضاء، فقد وعدتم الشعب خيرا وقلتم أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة للوزراء وللمسؤولين في الدولة: "لا عذر لكم بعد اليوم، فالخير موجود"، لكن هذا الخير إلى اللحظة لم ينعكس على شعبكم، وإن أفادكم أحد بخلاف ذلك فهم لم يصدقوكم.
وما كتبت ما كتبت هنا إلا من نفس المنطلق الذي طالما استهليتم به خطاباتكم وتوجيهاتكم وقراراتكم: تبرئة للذمة أمام الله سبحانه وتعالى، فوالله الذي لا إله إلا هو عن نفسي أقول لم أشعر أن أحدا ممن أعرف أو أقابل راض عما هو الحال الذي نحن عليه.. فالخير كثير لكن وضع أكثر الناس ليس بخير.
وأعتقد جازما أن الشعب كله لا يشك مقدار ذرة في صدق نياتكم وتوجهاتكم وغيرتكم على شعبكم، ولا يجهل حجم مشاعر الرحمة التي يعمر بها قلبكم الكبير، ويحدوهم أمل لا حدود له، أمل بحجم حبهم لقيادتهم.. ولكم شخصيا.. أنكم ستفرحونهم إن شاء الله بقرارات تعم كل المواطنين.. تنعكس على مستوى معيشتهم ودخلهم، ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، قرارات تغيير في شتى الجوانب ترفع من مستوى هذا الوطن بما يليق مع مكانته الدينية والتاريخية والجغرافية.
منقول من صحيفة عناوين الإلكترونية للكاتب أعلاه
طارق إبراهيم
تمهيد لا بد من تسطيره أوجهه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو أن حب الشعب لكم حقيقة لا مراء فيها، وهو حب صادق وعفوي، وهو في الوقت ذاته انعكاس لما عهده المواطنون فيكم من قلب مفعم بالإيمان بالله والخشية منه، وحبكم لهذا الوطن ولهذا الشعب..
خادم الحرمين الشريفين.. مع هبوط أسعار النفط في عام 1985 واستمرار الحال على ما هو عليه خمسة عشر عاما تقريبا، عانى الشعب السعودي كثيرا، حيث خيَّم تراجع الموارد المالية للدولة على حياتهم المعيشية مباشرة، فألغيت الكثير من البدلات والمزايا التي كانوا يتمتعون بها، واستحدثت رسوم عديدة على كل ما له صلة بحياتهم تقريبا، وزيدت مبالغ الرسوم المفروضة سلفا، لتغدو المعاناة مضاعفة.
ولا يخفى على مقامكم أن الخير بفضل الله تعالى عمَّ البلاد في عهدكم، وبات فائض الميزانية بفضل الله تعالى شبه سنوي وبأرقام عالية جدا، ويراوح سعر برميل النفط لحظة كتابة هذه السطور بين 96 و100 دولار، غير أن شعبكم يا خادم الحرمين الشريفين الذي صبر وصابر على كل قرارات (ربط الحزام) والترشيد في الإنفاق لما يقارب خمسة عشر عاما، رغم ارتفاع الأسعار في مختلف السلع ضعفين أو ثلاثة وربما أكثر؛ ما زال يعاني ضيقا في معيشته اليومية، ولم تنعكس هذه الموارد المالية الهائلة، والخيرات التي حباها الله للوطن، على المواطن وأسرته بصورة ملموسة، فالشعور الدائم في كل أسرة سعودية أن الوضع الصعب كما هو إن لم يكن في تراجع، خاصة مع تذمر جلّ الشعب من استشراء الفساد المالي وانتشار الرشوة وضياع حقوق الناس جراء ذلك..
خادم الحرمين الشريفين..
هذا الشعب الكريم الذي أحبك - لأبوتك ووطنيتك - وصبر على سنوات طويلة من ضيق العيش، حقيق أن يتبدل حاله على يديك الكريمتين مع وجود خيرات الله التي أنعم بها على الوطن..
ألا يحق لهذا الشعب الوفي لقيادته أن يحظى بمنزل لائق يضمه وأفراد أسرته بعيدا عن ضغوطات ملاك العقار وجشعهم غير المحدود؟
ألا يستحق هذا الشعب أن تخفض تكلفة الفواتير الشهرية واليومية التي يدفعها للغاز والكهرباء وفواتير الرخص والجوازات والإقامات والسلع الأساسية، وما إلى ذلك من رسومات أرهقت جيبه؟
ألا يستحق هذا الشعب أن يعيش هانئا دون أن تضطرب حياته كلما حل فصل الصيف بسبب انقطاع الماء والكهرباء أو كلما تساقطت الأمطار في الشتاء؟
ألا يستحق العاطلون عن العمل من هذا الشعب أن يحظوا بوظيفة مناسبة أو بدل مالي ولو بحد أدنى ليتمكَّنوا من العيش كريمين حتى لا يقعوا فريسة لمجرمي المخدرات أو أباليس الرشوة أو أن ينهوا حياتهم منتحرين؟
ألا يحق لهذا الشعب أن يلقى علاجا طبيا يليق به حيثما كان سكنه في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب؟ وأن يجد سريرا في مستشفى دون البحث عن وسيط ودون الاستجداء بحثا عمن يتبرع له بالعلاج في الخارج؟
خادم الحرمين..
رايتكم بيضاء، فقد وعدتم الشعب خيرا وقلتم أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة للوزراء وللمسؤولين في الدولة: "لا عذر لكم بعد اليوم، فالخير موجود"، لكن هذا الخير إلى اللحظة لم ينعكس على شعبكم، وإن أفادكم أحد بخلاف ذلك فهم لم يصدقوكم.
وما كتبت ما كتبت هنا إلا من نفس المنطلق الذي طالما استهليتم به خطاباتكم وتوجيهاتكم وقراراتكم: تبرئة للذمة أمام الله سبحانه وتعالى، فوالله الذي لا إله إلا هو عن نفسي أقول لم أشعر أن أحدا ممن أعرف أو أقابل راض عما هو الحال الذي نحن عليه.. فالخير كثير لكن وضع أكثر الناس ليس بخير.
وأعتقد جازما أن الشعب كله لا يشك مقدار ذرة في صدق نياتكم وتوجهاتكم وغيرتكم على شعبكم، ولا يجهل حجم مشاعر الرحمة التي يعمر بها قلبكم الكبير، ويحدوهم أمل لا حدود له، أمل بحجم حبهم لقيادتهم.. ولكم شخصيا.. أنكم ستفرحونهم إن شاء الله بقرارات تعم كل المواطنين.. تنعكس على مستوى معيشتهم ودخلهم، ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، قرارات تغيير في شتى الجوانب ترفع من مستوى هذا الوطن بما يليق مع مكانته الدينية والتاريخية والجغرافية.
منقول من صحيفة عناوين الإلكترونية للكاتب أعلاه