تويكس
16-09-2011, 02:55 AM
لقد عيب على المرأة تناقض شديد في الأخلاق والأطوار . فبينا هي عنيدة متغطرسة إذا هي مستسلمة ذليلة , وبينا هي حكيمة حاذقة إذا هي غريرة ساذجة , تصبر صبر الأبطال ثم تجزع جزع الأطفال , وقد تخور فإذا قلب تهوله ذرات الهباء , وقد تقر فإذا جأش تنهزم عنه زعازع الأنواء . تقسوا فتريك الوحش ضاريا , وتلين فتريك الماء جاريا , لها تضحية يضرب بها المثل , ولها أثرة تعز فيها الحيل , وهي في غالب أطوارها إما إلى هذا الطرف وإما إلى ذاك الطرف ذهابا وجيئة بين النقيضين المتباعدين , فلا توسط في فضائلها ولا اعتدال في نزعاتها , ولايهمنا هنا من هذه الخلال أن ننقدها ونحاسب المرأة عليها وإنما نشير إليها لنقول إننا نحسبها من مقتضيات طبيعة المرأة وضرورات وظيفتها .
ونبين ذلك فنقول أن المرأة خلقت يتنازعها إحساسان قويان هما إحساس العاشقة وإحساس الوالدة وليس أغلب على نفسها ولا أملك لمشاعرها من هذين الإحساسين الغريزيين .
فإذا تنبه فيها إحساس العاشقة رامت من الرجل مراما بعيدا وسرها منه ان يكون غلابا لأنداده مستعليا على خصومه مجازفا في مطامعه مرهوب الجانب منيع الحوزه , وثارت في نفسها ثورة المزاحمة وماتستتبعه من عدد الجهاد وصفات القسوة واللدة , وإذا تنبه فيها إحساس الأمومة آثرت الرفق والهوينا ورودت لو كانت الأرض رخاء كلها فلا حرب ولا خصومة ولا غل ولا ملاحاة إلا المودة والحسى والسماحة للأعداء والعفو عن المسيئين .
ومن هذا التناقض بين هذين الإحساسين ينشأ تناقض آخر في كثير من الهنات والبدوات , لأن الطبيعة متى بنيت على أختلاف الأهواء لم يقف هذا الأختلاف على موضوعه الأول وهو التنازع بين إحساس العشق وإحساس الأمومه بل تجاوزه إلى كل مايجيش بالنفس من المشاعر والمدركات
والمرأة سواء نظرت بعين الحب الجنسي أو بعين الحنان الأموي تنقاد في الحالين للغريزة والشعور فلا تملك إرادتها ولا تستمع لنصيحة العقل إذا أمرها أو نهاها , ومن كان لايملك إرادة ولا يستمع لنصيحة عقل فهو عرضه للتناقض في كل حين كلما تغيرت عليه الطوائ وتجاذبته الدواعي . كأنه سفينة تختلف عليها مهاب الرياح ..
ومما يعاب على المرأة الرياء , ولست أببرئها منه ولكني أظن رياءها أنفع من صراحتها وأصدق في نظر الحياة من صدقها . فالمرأة مجبولة على الزينة والتمنع والزينة ضرب من الرياء ولكنه منتسب إلى حب الجمال ونواميس الطبيعة في جميع طبقات الحيوان , والتمنع خلة تبلو بها المرأة أقصى ما عند الرجل لكيلا تسلم في قلبها لمن لايستحق شرف الأبوة لأبنائها . وقد تميل المرأة لى الرجل لأول نظرة ولكنها تمنع نفسها منه حتى ترى أقصى مايستطيعه من حول وحيلة وقوة جنان وخلابة لسان . فإذا سلمت له بعد ذلك سلمت مغلوبة على أمرها حتى لاينال حبها إلا رجل غالب متفوق بين الرجال .
إن الزينة هي العناية بالظواهر والتمنع هو إخفاء مافي باطن النفس . وكلاهما لازم للمرأة أو للطبيعة وكلاهما يستدعي الرياء والمحاولة , ولاسيما إن كانا في خلق ضعيف لايقدر على إظهار كل مايخالجه ولا يأمن من أن يبوح بكل سره . ولو اننا خيرنا بين امرأة صريحة أي تهجر الزينة وتطيع أول رغبة وبين أمرأة مرائية أي تتحلى وتستعصم : لما طال بنا لاتردد والاختيار ولعلمنا حينئذ أن فلسفة الطبيعة أصدق وأحكم من فسلفة علم الأخلاق ..
وللمرأة خلال كثيرة من هذا القبيل يأباها علم الأخلاق وينفيها الفلاسفة من عداد الأخلاق الكريمة ولكنها عريقة في الطبيعة بعيدة الغور في الحياة فخير ماتصعه المدنية في هذه الخلال أن توفق بينها وبين مطالبها أحسن توفيق مستطاع , أما أن تستأصلها وتقضي عليها فتلك جريمة كبرى وسعي عقيم ..
عباس محمود العقاد ..
هذا المخلوق المثير للجدل هل يستحق ماقاله فيه العقاد ؟؟
ونبين ذلك فنقول أن المرأة خلقت يتنازعها إحساسان قويان هما إحساس العاشقة وإحساس الوالدة وليس أغلب على نفسها ولا أملك لمشاعرها من هذين الإحساسين الغريزيين .
فإذا تنبه فيها إحساس العاشقة رامت من الرجل مراما بعيدا وسرها منه ان يكون غلابا لأنداده مستعليا على خصومه مجازفا في مطامعه مرهوب الجانب منيع الحوزه , وثارت في نفسها ثورة المزاحمة وماتستتبعه من عدد الجهاد وصفات القسوة واللدة , وإذا تنبه فيها إحساس الأمومة آثرت الرفق والهوينا ورودت لو كانت الأرض رخاء كلها فلا حرب ولا خصومة ولا غل ولا ملاحاة إلا المودة والحسى والسماحة للأعداء والعفو عن المسيئين .
ومن هذا التناقض بين هذين الإحساسين ينشأ تناقض آخر في كثير من الهنات والبدوات , لأن الطبيعة متى بنيت على أختلاف الأهواء لم يقف هذا الأختلاف على موضوعه الأول وهو التنازع بين إحساس العشق وإحساس الأمومه بل تجاوزه إلى كل مايجيش بالنفس من المشاعر والمدركات
والمرأة سواء نظرت بعين الحب الجنسي أو بعين الحنان الأموي تنقاد في الحالين للغريزة والشعور فلا تملك إرادتها ولا تستمع لنصيحة العقل إذا أمرها أو نهاها , ومن كان لايملك إرادة ولا يستمع لنصيحة عقل فهو عرضه للتناقض في كل حين كلما تغيرت عليه الطوائ وتجاذبته الدواعي . كأنه سفينة تختلف عليها مهاب الرياح ..
ومما يعاب على المرأة الرياء , ولست أببرئها منه ولكني أظن رياءها أنفع من صراحتها وأصدق في نظر الحياة من صدقها . فالمرأة مجبولة على الزينة والتمنع والزينة ضرب من الرياء ولكنه منتسب إلى حب الجمال ونواميس الطبيعة في جميع طبقات الحيوان , والتمنع خلة تبلو بها المرأة أقصى ما عند الرجل لكيلا تسلم في قلبها لمن لايستحق شرف الأبوة لأبنائها . وقد تميل المرأة لى الرجل لأول نظرة ولكنها تمنع نفسها منه حتى ترى أقصى مايستطيعه من حول وحيلة وقوة جنان وخلابة لسان . فإذا سلمت له بعد ذلك سلمت مغلوبة على أمرها حتى لاينال حبها إلا رجل غالب متفوق بين الرجال .
إن الزينة هي العناية بالظواهر والتمنع هو إخفاء مافي باطن النفس . وكلاهما لازم للمرأة أو للطبيعة وكلاهما يستدعي الرياء والمحاولة , ولاسيما إن كانا في خلق ضعيف لايقدر على إظهار كل مايخالجه ولا يأمن من أن يبوح بكل سره . ولو اننا خيرنا بين امرأة صريحة أي تهجر الزينة وتطيع أول رغبة وبين أمرأة مرائية أي تتحلى وتستعصم : لما طال بنا لاتردد والاختيار ولعلمنا حينئذ أن فلسفة الطبيعة أصدق وأحكم من فسلفة علم الأخلاق ..
وللمرأة خلال كثيرة من هذا القبيل يأباها علم الأخلاق وينفيها الفلاسفة من عداد الأخلاق الكريمة ولكنها عريقة في الطبيعة بعيدة الغور في الحياة فخير ماتصعه المدنية في هذه الخلال أن توفق بينها وبين مطالبها أحسن توفيق مستطاع , أما أن تستأصلها وتقضي عليها فتلك جريمة كبرى وسعي عقيم ..
عباس محمود العقاد ..
هذا المخلوق المثير للجدل هل يستحق ماقاله فيه العقاد ؟؟