المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حال أكثر الناس في الدعاء


هيبة ملك
30-11-2011, 02:08 AM
حال أكثر الناس في الدعاء :



قال العلامة السعدي - رحمه الله :_


ومما ينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب
أو دفع مرهوب أن لايقتصر في قصده ونيته في
حصول مطلوبه الذي دعا لأجله
بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات
ومن كل هذا قصده في دعائه "التقرب إلى الله " فهو أكمل بكثير
ممن لايقصد إلا حصول مطلوبه فقط ،
كحال أكثر الناس ، فهذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم .









الدعاء والواقع :

عندما يطلب إنسان من آخر كأس من ماء فيعطيه الماء ثم يرفض ،
ويكررهذا الإنسان طلب الماء مرات وكلما أعطاه الماء رفضه ،
ماذا يسمى ذلك الإنسان ؟
يسمى : مجنوناً ..كاذباً .. لعوباً







بعض المسلمين يقرؤون الفاتحة في اليوم الواحد

عدة مرات ويكررون في كل قراءة ((إياك نعبد وإياك نستعين ))
فالألسنة تقول : يارب (( إياك نعبد)) .
أي لك نذل وإياك نطيع ونتبع ونستسلم ولكن واقعهم يقول غير ذلك !
إنهم يذلون للبشر ، إنهم يتخذون غير الله آلهه يخضعون لها ويخافون
وينقادون لها ، ويقولون : ((وإياك نستعين ))
بألسنتهم : ولكن الواقع يقول غير ذلك ..إنهم إذا أصابهم
البلاء اتجهوا للمخلوق قبل الخالق !!
واعتقدوا أن للمخلوق قدرة النفع أو الضر ويهملون تماماً
الاتجاه إلى الله !!







يقولون بألسنتهم : ((اهدنا الصراط المستقيم ))

أي : دلنا وأرشدنا و وفقنا إلى الطريق الواضح الموصل إلى الله
وإلى جنته ولكن واقعهم يقول غير ذلك : إنهم مازالوا على معاصيهم
على الربا والزنا والكذب والغيبة والنميمة والخداع والحقد
الذي يملأ قلوبهم والنظر إلى ماحرم الله .







فهل هؤلاء الذين يكذبون بين يدي الله ويخادعونه في اليوم

عدة مرات شأنهم شأن ذلك المجنون ...المخبول ..
الذي يطلب الماء من صاحبه حتى إذا أعطاه رفضه ....؟!!







أم أنها المعاصي التي أعمت القلوب والعادة التي غلبت حتى

نزعت العلاقة بين القول والفعل ؟؟؟







قال العلامة السعدي - رحمة الله :_

الأدعية القرآنية والنبوية الأمر بها والثناء على الداعين بها يستتبع
لوازمها ومتمماتها ، فسؤال الله الهداية يستدعي فعل جميع الأسباب
التي تدرك بها الهداية ، وسؤال الله الرحمه
والمغفره يقتضي مع ذلك فعل الممكن من الأسباب التي تنال
بها الرحمه والمغفره
وهي معروفه في الكتاب والسنة .







الدعاء والقدر

قال صلى الله عليه وسلم ((ولايرد القدر إلى الدعاء )) [الترمذي]






قال الإمام الشوكاني - رحمه الله : فيه دليل على أنه سبحانه

يدفع بالدعاء ماقد قضاه على العبد وقد وردت بهذا أحاديث
كثيرة .








سؤال :

كيف يرد الدعاء شيئاً قد قدره الله على العبد ؟






الجواب :

إن وقوعك في المرض أمر قد قدره الله عليك
وإن دعاءك بأن يصرف الله عنك المرض قد قدره الله عز وجل
لك وكذلك فإن الرجل يحرم الرزق المقدر له
لما علمه الله في الأزل أن هذا الرجل سوف يرتكب خطيئة
توجب ماكان قد قدر له وكل ذلك بقدر
الله سبحانه وتعالى .









سلاح المؤمن :

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله : ""والدعاء من
أنفع الأدويه وهو عدو البلاء
يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو
يخففه وهو سلاح المؤمن ""









آداب الدعاء

حتى يكون الدعاء كاملاً لابد من توفر هذة الآداب :






1- الثناء على الله قبل الدعاء : والصلاة على النبي

صلى الله عليه وسلم
بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه ، ويختمه بذلك كله أيضاً .







مثال الثناء على الله :

(( ياحي ياقيوم ، ياذا الجلال والإكرام ، اسألك
بأسمائك الحسنى وصفاتك ))







2- الاعتراف بالذنب : ولذلك فإن دعاء يونس عليه السلام

من أعظم الأدعية : (( فنادى في الظلمت أن لآإله إلآ
أنت سبحنك إني كنت من الظلمين )) [الأنبياء : 87]







3- التضرع والخشوع والرهبه :

(( إنهم كانوا يُسرعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا
وكانوا لنا خشعين )) [الأنبياء : 90 ]







4- الإلحاح بالدعاء : فهو من الآداب الجميلة ، التي تدل

على صدق الرغبة فيما عند الله عز وجل
((وكان صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثاً )) [الترمذي ]







5- الدعاء في كل الأحوال : وذلك في الشدة والرخاء

قال صلى الله عليه وسلم :
((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد
فليكثر من الدعاء في الرخاء )) [الترمذي ]







6- استقبال القبلة ورفع الأيدي في الدعاء :

قال صلى الله عليه وسلم
((إن ربكم تبارك وتعالى ،
حيٌّ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً خائبتين ))
[أبو داوود ]









صفة رفع اليدين في الدعاء :

صفات الرفع ثلاث :




قال صلى الله عليه وسلم :
(( المسألة أن ترفع يديك
حذو منكبيك أو نحوهما ، والاستغفار أن تشير بإصبع واحده ،
والابتهال أن تمد يديك جميعاً )) [ أبو داوود ]








1- قوله : (( المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك ))




2- قوله : (( والاستغفار أن تشير بأصبع ..))


هذة الصفة خاصة بمقام الذكر وحال التشهد في الصلاة
والتمجيد والتهليل خارج الصلاة .







3- قوله : (( والابتهال أن تمد ...)) الابتهال هو التضرع


وهي خاصة في حال الشدة والرهبة كحال الجدب ،
والنازلة بتسليط العدو ...







وصفته رفع اليدين مدَّا نحو السماء ،


حتى يرى بياض إبطيه .







أخطاء في هيئة رفع اليدين في الدعاء :

قال الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله _ :






1- النزول في رفعهما مفرقتين أو مقرونتين إلى ماتحت السرة ،

أو إلى السرة .
2- رفعهما مفرقتين ، رؤوس الأصابع إلى القبلة والإبهامان إلى السماء .
3- وتقليبهما على عدة جهات حال الدعاء + هزٍّهما .
4- مسح الوجه بها بعد الرفع في قنوت الوتر أو نازلة في الصلاة .
5- مسح الصدر والكتفين بالكفين بعد الفراغ من الدعاء
وإفاضة المسح على الجسد .
6- مسح إحدى اليدين بالأخرى بعد الفراغ من الدعاء .
7- تقبيل إبهاميه و وضعهما على العينين عند ذكر
إسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
8- رفع الأيدي من الخطيب والمأمومين يوم الجمعه حال الدعاء
في الخطبة ، ولكن يجوز رفع الأيدي حال الخطبة
إذا استسقى في الخطبة لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
9- رفع الأيدي للدعاء بين الإقامه وتكبيرة الإحرام ، أما الدعاء
بعد الأذان وبعد الإقامة فهو مظنة الإجابة .








*رفع البصر إلى السماء حال الدعاء :




السماء ليست قبلة للدعاء ، فإن المسلمين لهم قبلة واحدة لجميع

تعبداتهم التي شرع لهم فيها الاستقبال ، وهذة القبلة هي " لكعبة "
فليست لهم في الإسلام قبلتان .
*قال الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله :- رفع البصر إلى السماء
حال الدعاء على نوعين :
1 - الإجماع على النهي عن رفع المسلم البصر إلى السماء
" داخل الصلاة " قال صلى الله عليه وسلم :
(( لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء
في الصلاة أو لاترجع إليهم أبصارهم )) [مسلم ]







2- رفع الداعي بصره إلى السماء وهو " خارج الصلاة "

فأكثر العلماء على جوازه لحديث : رفع الرسول صلى الله عليه وسلم
بصره إلى السماء
في مرضه الذي مات فيه وهو يقول " الرفيق الأعلى "








*شروط إجابة الدعاء :

للدعاء شروط عديدة لابد من توفرها كي يكون الدعاء
مستجاباً مقبولاً عند الله :







1- الاستجابة لله عز وجل : لأن الله سبحانه وتعالى اشترط

لإجابة الدعاء طلب الاستجابة له سبحانه بفعل أوامره
وترك نواهيه .







قال تعالى : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة

الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون )) [البقرة ]






فمن لم يستجب لربه بأن فرَّط في فعل الواجبات وارتكاب المحرمات

فقد حرم نفسه من إجابة الدعاء ، لأن الذنوب والمعاصي
تمنع إجابة الدعاء .








قال بعض السلف لاتستبطىء الإجابة وقد سددتَّ طرقها بالمعاصي .




2- أن لايسأل إلا الله ولايستعيذ ولايستغيث إلا به : فلايجوز أن يدعو

غير الله تعالى : لأن ذلك شرك به سبحانه ، قال صلى الله عليه وسلم
(( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله )) [الترمذي ]







3- حضور القلب : ينبغي للداعي أن يكون حاضر القلب

متفهماً لما يقول ،مستشعراً عظمة من يدعوه ، ولايليق بالعبد
الذليل أن يخاطب ربه ومولاه
بكلام لايعيه هذا الداعي ، وبجمل اعتاد تكرارها دون فهم لمعناها .
قال صلى الله عليه وسلم :
(( واعلموا أن الله لايستجيب
دعاء من قلب غافلٍ لاهٍ )) .







4- عدم الاستعجال : قد يدعو الداعي وتتأخر الإجابة

لحكمة يعلمها الله تعالى فينتهز الشيطان الفرصة ويوسوس للمسلم
أن يترك الدعاء ،
فلاينبغي لك يا أخي المسلم
أن تترك الدعاء ، وتيأس من الإجابة ، بل استمر في الدعاء
حتى يجيب الله تعالى دعاءك ، قال صلى الله عليه وسلم :
(( يُستجاب لأحدكم
مالم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي )) . [البخاري ]







فيدع الدعاء عندما لايرى أثراً للاستجابه .

واعلم أن الدعاء عباده ..فإنك إن أكثرت من الدعاء
فأنت على خير عظيم سواء رأيت أثراً للإجابة أو لم ترَ أثراً .








5- إطابة المطعم والمشرب والملبس : فلاتدخل في بطنك

إلا حلالاً ، وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم يخبرك
عن عاقبة أكل الحرام : ثم ذكر
(( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه
إلى السماء : يارب يارب ، وطعمه حرام ومشربه حرام
وملبسه حرام وغذي بالحرام
فأنى يستجاب لذلك ))







قال وهب بن منبه - رحمه الله :

(( من سره أن يستجيب الله دعوته
فليطب طعمته ))







6- الدعاء بالخير : فحتى يكون الدعاء مقبولاً ومرجواً عند الله

تعالى لابد أن يكون في الخير






قال صلى الله عليه وسلم (( لايزال يُستجاب للعبد مالم يدع

بإثم وقطيعة رحم ))[مسلم ]






7- حسن الظن بالله عز وجل : قال صلى الله عليه وسلم

(( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )) [مسلم ]






وقوله صلى الله عليه وسلم (( ادعو الله وأنتم موقنون

بالإجابة )) [الترمذي ]







*المفتاح العجيب :




أخي المسلم ... إن مثل الدعاء كمثل باب أغلق على كنوز عظيمة

وليس بإمكانك الوصول إلى هذة الكنوز إلا بعد فتحك للباب !
أخي ....
الباب : حجاب بينك وبين الكنوز
والكنوز : هي آثار الدعاء وثماره الطيبه .
والمفتاح : هو إتيانك بأسباب إجابة الدعاء .







قيل لإبراهيم بن أدهم : مابالنا ندعو

فلايستجاب لنا ؟!
قال : لأنكم ..
1- عرفتم الله فلم تطيعوه .
2- وعرفتم الرسول صلى الله عليه وسلم فلم تتبعوا سنته ! .
3- وعرفتم القرآن فلم تعملوا به .
4- وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها
5- وعرفتم الجنة فلم تطلبوها .
6- وعرفتم النار فلم تهربوا منها !
7- وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه و وافقتموه ! .
8- وعرفتم الموت فلم تستعدوا له .
9- ودفنتم الأموات فلم تعتبروا !
10- وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس ! .







أخي المسلم ..التوبة ..التوبة ...ولتتنح من طريق العوآآآئق .

همس الغروب
30-11-2011, 07:34 AM
الله يجزاكـ الجنه يا ملكـ موضوع رائع عسى ربي يهدينا ويتقبل منا انه كريم عظيم سبحانه "

هيبة ملك
30-11-2011, 02:28 PM
وياك إن شاء الله وشكرآ لحضورك المتواضع همووووسة

سعيد سداح / العقيد
30-11-2011, 02:34 PM
جزاك الله خير

قطرة ندى
30-11-2011, 07:59 PM
أستمتعت كثير وأنا أتنقل بين سطور موضوعك المميز
الله يعطيك العافية على طرحك الرائع
تقبل مروري

هيبة ملك
30-11-2011, 09:58 PM
مروركم شرفني وأنار متصفحي أتمنى لكم الفائدة

بسمة امل
01-12-2011, 12:32 AM
جزاك الله خير ياملك والله موضوع ملك فعلا خسران من لم يقرأه شكرا لك ولاتحرمنا مثل هذي المواضيع المميزه

الرجل الذي كويس
01-12-2011, 01:05 AM
جزاك الله خير اخوي واستجاب دعائك ودعائي وجميع احبتنا فى هذه الديوانيه وخارجها

هيبة ملك
01-12-2011, 01:47 AM
مروركم شرفني وأنار متصفحي أتمنى لكم الفائدة