إبراهيم سداح
01-02-2012, 03:52 PM
http://www.aljouf-news.net/newsm/12271.jpg
طالب الكاتب نجيب يماني في اول عودة له بعد توقف اختياري قبل بضعة اشهر ، طالب برفع اسعار البنزين في السعودية اسوة بالدول الاجنبية ، والتي اعتبرها منخفضة مقارنة بتكاليف الانتاج ومقارنة بتأثيراتها السلبية والاجتماعية .
وقال الكاتب نجيب يماني في مقاله المنشور اليوم بصحيفة عكاظ تحت عنوان " عبي بعشرة " ،" إن الحل الأمثل هو أن ترفع الدولة سعر لتر البنزين بنوعيه، وتمنع عنه الدعم الحكومي وتوقف استيراده ولا تتدخل لتوفيره بهذه الأسعار الزهيدة والتي لا يضاهيها أي سعر في العالم. بل وتفرض عليه رسوما استهلاكية عالية " .
وقدم الكاتب نجيب حلا لما اسماه ازمة البنزين في السعودية وتأثيراتها على الزحام في الشوارع ، ورغبة في ابقاء السعوديين في منازلهم ،
وقال : " فليت الدولة ترفع قدر ما تستطيع من قيمة البنزين وتخفض ما تستطيع من قيمة الكهرباء وتقدمها بسعر معقول مدعوم مقبول، تبقي المواطن في منزله لا تخرجه إلا لحاجة فترتاح الشوارع وتلتقط أنفاسها.
...............................................
نص المقال
" عبي بعشرة "
شوارعنا تختنق تموت تحت وطأة السيارات وصرير عجلاتها من كل الأنواع والأحجام والموديلات لا تستطيع هذه الشوارع أن تقاوم ثقل الضغط المستمر عليها فتنبعج أطرافها على شكل نتوءات وارتفاعات وحفر تبقى لتنتقم تكسر وتقتل وتفكك أوصال السيارات وتقطع الإطارات فترتاح وهي ترى بقايا الهياكل وأوصال الزجاج ورائحة الدم مسفوحة على جوانبها كردة فعل لمن أقلقها بالليل والنهار خاصة وإنها شوارع لينة رقيقة هشة لا تحتمل كل هذا الضغط. فمنذ أن عرفنا الاسفلت وشوارعنا تسفلت مؤقتا من أول أمين لمدينة جدة وحتى اليوم ولازال الحال كما هو عليه وعلى المتضرر الرضى والسكوت مهما كانت خسائره المادية والمعنوية.
كل شوارع الدنيا تلتقط أنفاسها ترتاح قليلا تغفو على نسمات الليل وضوء القمر وسقوط حبات الندى لتغتسل وتتهيأ لاستقبال يوم جديد إلا شوارعنا تدمن الحركة ولا تعرف السكون على مدار الساعة تتسارع فوقها السيارات منها ما يمشى على مهل ومنها ما يطير على أربع ومنها ما يمارس ألاعيبه وجنونه ومجونه عليها. كم من السيارات الصغيرة والكبيرة، الخاصة والعامة وسيارات الخدمة بأنواعها والآليات والمعدات وذوات العشر كفرات تسرح وتمرح وتقفز على الأرصفة وتتعدى الإشارات وتكسر الأنظمة والقوانين، الحلول التي شاهدناها على أرض الواقع من إنشاء الكباري والأنفاق وفتح شوارع وإلغاء أخرى لم تحل المشكلة بل هي إلى السوء أقرب.. إن الحل الأمثل هو أن ترفع الدولة سعر لتر البنزين بنوعيه، وتمنع عنه الدعم الحكومي وتوقف استيراده ولا تتدخل لتوفيره بهذه الأسعار الزهيدة والتي لا يضاهيها أي سعر في العالم. بل وتفرض عليه رسوما استهلاكية عالية.
فإنتاج البنزين عملية صعبة ومعقدة وتأخذ أنماطا مختلفة وعمليات متكررة منذ خروجه من البئر مرورا بمصافي الوقود وحتى وصوله للمستهلك النهائي ورغم ذلك يباع بأدنى الأسعار مقارنة بغيرنا من الدول القريبة والبعيدة. فالبنزين سعره أرخص من الماء بل وأقل من قطعة حلوى، وهذا مما يسهل على الكثير الوقوف أمام محطة البنزين قائلا: (عبي بعشرة ريال)، تكفيه أياما وليالي يدور بها على غير هدى من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق يزحم الشوارع ويسبب الحوادث ويعطل كل من له خدمة ضرورية أو مصلحة ملحة، هدفه التسكع وممارسة هواياته المتعددة والتي ملأها الفراغ والبطالة معللا فعلته هذه أن (الدوارة) في الشوارع أرخص من بقائه في المنزل الذي تتضخم فاتورة استهلاكه الكهربائية وترهق كاهله وتأخذ كل ميزانيته لأن تسعيرة الكهرباء المبالغ فيها لا تقارن بسعر لتر البنزين الذي هو في متناول الجميع.
فليت الدولة ترفع قدر ما تستطيع من قيمة البنزين وتخفض ما تستطيع من قيمة الكهرباء وتقدمها بسعر معقول مدعوم مقبول، تبقي المواطن في منزله لا تخرجه إلا لحاجة فترتاح الشوارع وتلتقط أنفاسها.
إن الفوضى القاتلة لا تستطيع أي قوة أن تنظمها إلا إذا تضافرت الجهود من رفع أسعار البنزين عاليا وتخفيض أسعار الكهرباء ووقف سير التكاسي المتفلتة من عقالها في شوارعنا. شركات اللموزين لا هي استطاعت أن تسعود نفسها ولا أن تأتي بالسائقين المحترفين ترمي بسياراتها وعليها عمالة لا تعرف للقيادة معنى تستبيح الشوارع وكأنها ملك خاص، لماذا لا تقف هذه الليموزينات في مواقف معينة وينادي عليها محتاجها عن طريق الجوال الذي أصبح في جيب كل كائن يدب على هذه الأرض. بدلا من أن تتعلم القيادة في شوارعنا وتبعث رائحة الموت فيها. إن لإدارة المرور دورا كبيرا وفعالا في ضبط نبض الشارع بتحديد أوقات محددة لسيارات الخدمة من وايتات شفط ووايتات تحلية ووايتات الأمانة وحاملات الخرسانة والحديد والطوب والمعدات الثقيلة بدلا من أن تشاركنا خروجنا الصباحي وأوقات ذروتنا ونحن نجاهد ونكابد في هذه الشوارع لنصل إلى أهدافنا سالمين مع عودة سريعة لبرنامج الفحص الدوري لإخراج السيارات المتهالكة وتكثيف نظام ساهر في كل شارع وعطفة وإشارة، وتفعيل غرامة الجوال وقطع الإشارة والوقوف على خطوط المشاة وعكس السير وركوب الأرصفة، مجرد إجراءات تنظيمية بسيطة نستطيع أن ننظم بها شوارعنا ونقود ونحن آمنين مطمئنين نقضي مصالحنا ونعود أدراجنا دون أن نفقد أنفسنا أو عزيزا علينا.. إن النظام هو أساس الحياة. فلنكن أكثر تنظيما ودقة.
طالب الكاتب نجيب يماني في اول عودة له بعد توقف اختياري قبل بضعة اشهر ، طالب برفع اسعار البنزين في السعودية اسوة بالدول الاجنبية ، والتي اعتبرها منخفضة مقارنة بتكاليف الانتاج ومقارنة بتأثيراتها السلبية والاجتماعية .
وقال الكاتب نجيب يماني في مقاله المنشور اليوم بصحيفة عكاظ تحت عنوان " عبي بعشرة " ،" إن الحل الأمثل هو أن ترفع الدولة سعر لتر البنزين بنوعيه، وتمنع عنه الدعم الحكومي وتوقف استيراده ولا تتدخل لتوفيره بهذه الأسعار الزهيدة والتي لا يضاهيها أي سعر في العالم. بل وتفرض عليه رسوما استهلاكية عالية " .
وقدم الكاتب نجيب حلا لما اسماه ازمة البنزين في السعودية وتأثيراتها على الزحام في الشوارع ، ورغبة في ابقاء السعوديين في منازلهم ،
وقال : " فليت الدولة ترفع قدر ما تستطيع من قيمة البنزين وتخفض ما تستطيع من قيمة الكهرباء وتقدمها بسعر معقول مدعوم مقبول، تبقي المواطن في منزله لا تخرجه إلا لحاجة فترتاح الشوارع وتلتقط أنفاسها.
...............................................
نص المقال
" عبي بعشرة "
شوارعنا تختنق تموت تحت وطأة السيارات وصرير عجلاتها من كل الأنواع والأحجام والموديلات لا تستطيع هذه الشوارع أن تقاوم ثقل الضغط المستمر عليها فتنبعج أطرافها على شكل نتوءات وارتفاعات وحفر تبقى لتنتقم تكسر وتقتل وتفكك أوصال السيارات وتقطع الإطارات فترتاح وهي ترى بقايا الهياكل وأوصال الزجاج ورائحة الدم مسفوحة على جوانبها كردة فعل لمن أقلقها بالليل والنهار خاصة وإنها شوارع لينة رقيقة هشة لا تحتمل كل هذا الضغط. فمنذ أن عرفنا الاسفلت وشوارعنا تسفلت مؤقتا من أول أمين لمدينة جدة وحتى اليوم ولازال الحال كما هو عليه وعلى المتضرر الرضى والسكوت مهما كانت خسائره المادية والمعنوية.
كل شوارع الدنيا تلتقط أنفاسها ترتاح قليلا تغفو على نسمات الليل وضوء القمر وسقوط حبات الندى لتغتسل وتتهيأ لاستقبال يوم جديد إلا شوارعنا تدمن الحركة ولا تعرف السكون على مدار الساعة تتسارع فوقها السيارات منها ما يمشى على مهل ومنها ما يطير على أربع ومنها ما يمارس ألاعيبه وجنونه ومجونه عليها. كم من السيارات الصغيرة والكبيرة، الخاصة والعامة وسيارات الخدمة بأنواعها والآليات والمعدات وذوات العشر كفرات تسرح وتمرح وتقفز على الأرصفة وتتعدى الإشارات وتكسر الأنظمة والقوانين، الحلول التي شاهدناها على أرض الواقع من إنشاء الكباري والأنفاق وفتح شوارع وإلغاء أخرى لم تحل المشكلة بل هي إلى السوء أقرب.. إن الحل الأمثل هو أن ترفع الدولة سعر لتر البنزين بنوعيه، وتمنع عنه الدعم الحكومي وتوقف استيراده ولا تتدخل لتوفيره بهذه الأسعار الزهيدة والتي لا يضاهيها أي سعر في العالم. بل وتفرض عليه رسوما استهلاكية عالية.
فإنتاج البنزين عملية صعبة ومعقدة وتأخذ أنماطا مختلفة وعمليات متكررة منذ خروجه من البئر مرورا بمصافي الوقود وحتى وصوله للمستهلك النهائي ورغم ذلك يباع بأدنى الأسعار مقارنة بغيرنا من الدول القريبة والبعيدة. فالبنزين سعره أرخص من الماء بل وأقل من قطعة حلوى، وهذا مما يسهل على الكثير الوقوف أمام محطة البنزين قائلا: (عبي بعشرة ريال)، تكفيه أياما وليالي يدور بها على غير هدى من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق يزحم الشوارع ويسبب الحوادث ويعطل كل من له خدمة ضرورية أو مصلحة ملحة، هدفه التسكع وممارسة هواياته المتعددة والتي ملأها الفراغ والبطالة معللا فعلته هذه أن (الدوارة) في الشوارع أرخص من بقائه في المنزل الذي تتضخم فاتورة استهلاكه الكهربائية وترهق كاهله وتأخذ كل ميزانيته لأن تسعيرة الكهرباء المبالغ فيها لا تقارن بسعر لتر البنزين الذي هو في متناول الجميع.
فليت الدولة ترفع قدر ما تستطيع من قيمة البنزين وتخفض ما تستطيع من قيمة الكهرباء وتقدمها بسعر معقول مدعوم مقبول، تبقي المواطن في منزله لا تخرجه إلا لحاجة فترتاح الشوارع وتلتقط أنفاسها.
إن الفوضى القاتلة لا تستطيع أي قوة أن تنظمها إلا إذا تضافرت الجهود من رفع أسعار البنزين عاليا وتخفيض أسعار الكهرباء ووقف سير التكاسي المتفلتة من عقالها في شوارعنا. شركات اللموزين لا هي استطاعت أن تسعود نفسها ولا أن تأتي بالسائقين المحترفين ترمي بسياراتها وعليها عمالة لا تعرف للقيادة معنى تستبيح الشوارع وكأنها ملك خاص، لماذا لا تقف هذه الليموزينات في مواقف معينة وينادي عليها محتاجها عن طريق الجوال الذي أصبح في جيب كل كائن يدب على هذه الأرض. بدلا من أن تتعلم القيادة في شوارعنا وتبعث رائحة الموت فيها. إن لإدارة المرور دورا كبيرا وفعالا في ضبط نبض الشارع بتحديد أوقات محددة لسيارات الخدمة من وايتات شفط ووايتات تحلية ووايتات الأمانة وحاملات الخرسانة والحديد والطوب والمعدات الثقيلة بدلا من أن تشاركنا خروجنا الصباحي وأوقات ذروتنا ونحن نجاهد ونكابد في هذه الشوارع لنصل إلى أهدافنا سالمين مع عودة سريعة لبرنامج الفحص الدوري لإخراج السيارات المتهالكة وتكثيف نظام ساهر في كل شارع وعطفة وإشارة، وتفعيل غرامة الجوال وقطع الإشارة والوقوف على خطوط المشاة وعكس السير وركوب الأرصفة، مجرد إجراءات تنظيمية بسيطة نستطيع أن ننظم بها شوارعنا ونقود ونحن آمنين مطمئنين نقضي مصالحنا ونعود أدراجنا دون أن نفقد أنفسنا أو عزيزا علينا.. إن النظام هو أساس الحياة. فلنكن أكثر تنظيما ودقة.