حتى ظلي له مهابه
21-03-2012, 01:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ميزان الرجولة
الرجولة وصف موجز يطلق عند العرب على الرجال الأبطال والأكفاء والكرماء والناجحين والأوفياء والصادقين، ومن أهم صفات الرجولة العقل الناضج والقوة والشجاعة والمروءة والحكمة والفراسة والحماسة والكرم والصبر عند الشدائد والتسامح والتواضع ولإباء والوفاء ومعرفة الرماية والسباحة وركوب الخيل .. الخ .
ومما لاشك فيه أن كل ما جمع الفتى صفات أكثر من صفات الرجولة كل ما وصل لعلو الهمه دون مذلة واستحق مسمى الرجولة بكل جدارة .
يقول الأمام الشافعي
وكن رجلاً عن الأهـــوال جلـداً *** وشيمتـك السمـاحـة والـوفــاء
وقال الحكماء أقوال كثيرة عن الرجولة ومنها
يقول الحسن البصري: الناس ثلاثة فرجل رجل وهو ذو الرأي والمشورة , ورجل نصف رجل وهو الذي له رأي ولا يشاور, وثالث لا رجل وهو الذي لا رأي له ولا يشاور أحدا ) وقال أيضا: الرجال ثلاثة: فرجل كالغذاء لا يستغنى عنه، ورجل كالدواء لا يحتاج إليه إلا حيناً بعد حين، ورجل كالداء لا يحتاج له أبدا .
ويقول الخليل بن أحمد: الرجال أربعة: فرجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فسألوه ، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك الناسي فذكروه, ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري، فذلك الجاهل فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك الأحمق فارفضوه .
أعزائي
مما سبق تعرفنا على الرجولة وصفاتها المتعارف عليها عند العرب وما قيل فيها وذلك باختصار و وجازة متناهية .. وأما ما أنا بصدده في هذا الموضوع فهوا ميزان الرجولة فالرجولة لا تتزن ولا تكتمل في الرجل مهما جمع من صفاتها الحميدة التي تم ذكرها أنافاً إلا بتقوى الله وطاعته فيما يحب ويرضاه والتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) سورة المنافقين , وقال تعالى في سورة الكهف (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) قال البخاري : حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا المغيرة ، حدثني أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة ، لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال : اقرءوا إن شئتم : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) . وقد ورد ذكر الرجال في آيات عديدة في القرآن الكريم قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)سورة النحل
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم من يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ) سورة الأحزاب .
( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) سورة النور ..
لهذا نجد أن الله عز وجل وصف الرجال في محكم آياته بالطائعين القانتين العابدين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة الصادقون ما عاهدوا الله عليه وهذه هي خلاصة الرجولة الحقيقية تكمن في طاعة الله فيما أمر وتجنب ما نهى عنه وزجر .
ميزان الرجولة
لا ضرر ولا خلاف لو جمعنا ما بين الرجولة الحقيقية التي وضحها لنا الله عز وجل في محكم آياته والرجولة الدنيوية المعنوية بصفتها الحميدة فبتأكيد أننا سنصل إلى هرم الرجولة وسنامها وليكن مثلنا في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره القدوة الحسنة لنا فسيرته من أجمل السير،وصفاته من أنبل الصفات، وأخلاقه من أعظم الأخلاق، وحياته من أروع الحياة وأوفاها وأشملها. فلم يشهد التاريخ منذ أن خلق الله الخلق أعظم منه ولا أكمل منه في جميع صفاته صلى الله عليه وسلم , قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) سورة الأحزاب
وقال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أوردة مالك .
وبهذا يا أعزائي نكون قد حصلنا في نهاية المطاف على ميزان الرجولة المبتغى بكل ما يحتوي من فضائل رجولية ووصلنا إلى قمة الهرم الرجولي فالرجل الذي أخضع نفسه وذاته لله عز وجل ومن ثُم نهج على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم ثُم تحلى بالصفات الحميدة المعروفة عند العرب فبكل تأكيد أن كفت ميزانه سترجح وسيتفوق على غيره من أبناء جنسه ويفوز بمسمى الرجولة بكل معانيها وصفاتها الشاملة .
هذا وسلاماً منى إليكم وتحية وإكرام ودمتم جميعاً في سلام
بقلم / حتى ظلي له مهابه
ميزان الرجولة
الرجولة وصف موجز يطلق عند العرب على الرجال الأبطال والأكفاء والكرماء والناجحين والأوفياء والصادقين، ومن أهم صفات الرجولة العقل الناضج والقوة والشجاعة والمروءة والحكمة والفراسة والحماسة والكرم والصبر عند الشدائد والتسامح والتواضع ولإباء والوفاء ومعرفة الرماية والسباحة وركوب الخيل .. الخ .
ومما لاشك فيه أن كل ما جمع الفتى صفات أكثر من صفات الرجولة كل ما وصل لعلو الهمه دون مذلة واستحق مسمى الرجولة بكل جدارة .
يقول الأمام الشافعي
وكن رجلاً عن الأهـــوال جلـداً *** وشيمتـك السمـاحـة والـوفــاء
وقال الحكماء أقوال كثيرة عن الرجولة ومنها
يقول الحسن البصري: الناس ثلاثة فرجل رجل وهو ذو الرأي والمشورة , ورجل نصف رجل وهو الذي له رأي ولا يشاور, وثالث لا رجل وهو الذي لا رأي له ولا يشاور أحدا ) وقال أيضا: الرجال ثلاثة: فرجل كالغذاء لا يستغنى عنه، ورجل كالدواء لا يحتاج إليه إلا حيناً بعد حين، ورجل كالداء لا يحتاج له أبدا .
ويقول الخليل بن أحمد: الرجال أربعة: فرجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فسألوه ، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك الناسي فذكروه, ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري، فذلك الجاهل فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك الأحمق فارفضوه .
أعزائي
مما سبق تعرفنا على الرجولة وصفاتها المتعارف عليها عند العرب وما قيل فيها وذلك باختصار و وجازة متناهية .. وأما ما أنا بصدده في هذا الموضوع فهوا ميزان الرجولة فالرجولة لا تتزن ولا تكتمل في الرجل مهما جمع من صفاتها الحميدة التي تم ذكرها أنافاً إلا بتقوى الله وطاعته فيما يحب ويرضاه والتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) سورة المنافقين , وقال تعالى في سورة الكهف (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) قال البخاري : حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا المغيرة ، حدثني أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة ، لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال : اقرءوا إن شئتم : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) . وقد ورد ذكر الرجال في آيات عديدة في القرآن الكريم قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)سورة النحل
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم من يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ) سورة الأحزاب .
( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) سورة النور ..
لهذا نجد أن الله عز وجل وصف الرجال في محكم آياته بالطائعين القانتين العابدين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة الصادقون ما عاهدوا الله عليه وهذه هي خلاصة الرجولة الحقيقية تكمن في طاعة الله فيما أمر وتجنب ما نهى عنه وزجر .
ميزان الرجولة
لا ضرر ولا خلاف لو جمعنا ما بين الرجولة الحقيقية التي وضحها لنا الله عز وجل في محكم آياته والرجولة الدنيوية المعنوية بصفتها الحميدة فبتأكيد أننا سنصل إلى هرم الرجولة وسنامها وليكن مثلنا في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره القدوة الحسنة لنا فسيرته من أجمل السير،وصفاته من أنبل الصفات، وأخلاقه من أعظم الأخلاق، وحياته من أروع الحياة وأوفاها وأشملها. فلم يشهد التاريخ منذ أن خلق الله الخلق أعظم منه ولا أكمل منه في جميع صفاته صلى الله عليه وسلم , قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) سورة الأحزاب
وقال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أوردة مالك .
وبهذا يا أعزائي نكون قد حصلنا في نهاية المطاف على ميزان الرجولة المبتغى بكل ما يحتوي من فضائل رجولية ووصلنا إلى قمة الهرم الرجولي فالرجل الذي أخضع نفسه وذاته لله عز وجل ومن ثُم نهج على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم ثُم تحلى بالصفات الحميدة المعروفة عند العرب فبكل تأكيد أن كفت ميزانه سترجح وسيتفوق على غيره من أبناء جنسه ويفوز بمسمى الرجولة بكل معانيها وصفاتها الشاملة .
هذا وسلاماً منى إليكم وتحية وإكرام ودمتم جميعاً في سلام
بقلم / حتى ظلي له مهابه