همس القلوب
28-03-2012, 11:43 AM
الحمد لله :
أولا :
دلت آيات القرآن الحكيم ، وأحاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام على وجوب الوفاء بالعهد والميثاق، وبيّنت شناعة جرم من نقضهما
أو أخل بهما، وقد يصل الإخلال بهما إلى الكفر كما حدث لبني إسرائيل وغيرهم حينما نقضوا العهد والميثاق مع ربهم
. قال الله تعالى : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ) الإسراء /34
- الوفاء بالعهد سبب لحصول الأمن في الدنيا ،سبب لتكفير السيئات وإدخال الجنات: كما نجد هذا
في قوله تعالى في سورة البقرة: ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) البقرة/40
وحفظ حقوق العباد مسلمهم وكافرهم
ثانيا :
أول ما يصيب المرء من نقض العهد ، فقدان احترامه عند من عاهده ، ثم النفاق والفسق في الدنيا ، والهوان واللعنة والعذاب في الآخرة .
لقد أكرم الله آدم أبي البشر حتى أسجد له ملائكته، ولكنه لما نسي العهد لم يجد له عزماً
(فلم يكن النبي آدم عليه السلام من أولي العزم في الرسل عليهم جميعاً سلام الله).
قال الله سبحانه : { وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} (طه/115) .
والخسران جزاء نقض العهد ، كما هو جزاء قطع ما أمر الله به ان يـوصل من ولاية وقرابـة ، والافساد في الأرض . قال الله سبحانـه :
{ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ اُوْلَئِكَ هُمُ ُالْخَاسِرُونَ} (البقرة/27) .
وأي خسارة أكبر من تفكك المجتمع ، وانهيار المدنية ، وضياع قيم الوحي، وشياع الفوضى ؟
ونقض العهد من علامات الفسق ( كما هو من علائم النفاق والكفر ، وربما الفسق من اثاره ايضاً ) .
قال الله سبحانـه : { وَمَا وَجَدْنَا لاَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وإِنْ وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ
لَفَاسِقِينَ } (الاعراف/102) .
وقد عاهد الله فريق من الناس بالتصدق لو أن الله أغناهم بفضله. ولكنهم نقضوا العهد فلم يتصدقوا، بل بخلوا.
فاعقبهم الله نفاقاً في قلوبهم الى يوم القيامة، بسبب خلف وعدهم مع الله سبحانه.
قال ربنا تعالى : { وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ ءَاتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الْصَّالِحِيـنَ *
فَلَمَّآ ءَاتَاهُم مِن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَاَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُوا اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } (التوبة/75-77
ونقض العهد من علائم الكفر وعدم الايمان ، حيث يقول ربنا سبحانه عن فريق من بني اسرائيل :
{ اَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } (البقرة/100) .
اما يوم القيامة حيث الموازين القسط ، فان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمناً قليلاً وينقضون عهدهم وينكثون ايمانهم بما يحصلون عليه من حطام الدنيا ،
فانهم لا نصيب لهم هناك عند الله، حيث لا يكلمهم الله ( هواناً ) ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم، إذ قال عز وجـل :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَخَلاَقَ لَهُمْ فِي الاَخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (آل عمران/77) .
وقال سبحانه : { وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ اُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } (الرعد / 25) .
ويبدو ان ذلك يشمل الدنيا حيث اللعنة؛ أي البعد عن رحمات الرب المادية والمعنوية، وسوء الدار حيث الحياة النكرة والعيش الضنك . كما يشمل الآخرة، حيث الهوان والعذاب الأليم .
نسأل الله أن يجعلنا من الموفين بالعهود والمواثيق وأن يعيذنا من الخيانة ونقض العهد والغدر وأن يوفقنا لحسن القول والعمل .. والحمد لله رب العالمين
ينظر كتاب : (العهد والميثاق في القرآن الكريم/ أ.د. ناصر سليمان العمر )
أولا :
دلت آيات القرآن الحكيم ، وأحاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام على وجوب الوفاء بالعهد والميثاق، وبيّنت شناعة جرم من نقضهما
أو أخل بهما، وقد يصل الإخلال بهما إلى الكفر كما حدث لبني إسرائيل وغيرهم حينما نقضوا العهد والميثاق مع ربهم
. قال الله تعالى : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ) الإسراء /34
- الوفاء بالعهد سبب لحصول الأمن في الدنيا ،سبب لتكفير السيئات وإدخال الجنات: كما نجد هذا
في قوله تعالى في سورة البقرة: ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) البقرة/40
وحفظ حقوق العباد مسلمهم وكافرهم
ثانيا :
أول ما يصيب المرء من نقض العهد ، فقدان احترامه عند من عاهده ، ثم النفاق والفسق في الدنيا ، والهوان واللعنة والعذاب في الآخرة .
لقد أكرم الله آدم أبي البشر حتى أسجد له ملائكته، ولكنه لما نسي العهد لم يجد له عزماً
(فلم يكن النبي آدم عليه السلام من أولي العزم في الرسل عليهم جميعاً سلام الله).
قال الله سبحانه : { وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} (طه/115) .
والخسران جزاء نقض العهد ، كما هو جزاء قطع ما أمر الله به ان يـوصل من ولاية وقرابـة ، والافساد في الأرض . قال الله سبحانـه :
{ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ اُوْلَئِكَ هُمُ ُالْخَاسِرُونَ} (البقرة/27) .
وأي خسارة أكبر من تفكك المجتمع ، وانهيار المدنية ، وضياع قيم الوحي، وشياع الفوضى ؟
ونقض العهد من علامات الفسق ( كما هو من علائم النفاق والكفر ، وربما الفسق من اثاره ايضاً ) .
قال الله سبحانـه : { وَمَا وَجَدْنَا لاَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وإِنْ وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ
لَفَاسِقِينَ } (الاعراف/102) .
وقد عاهد الله فريق من الناس بالتصدق لو أن الله أغناهم بفضله. ولكنهم نقضوا العهد فلم يتصدقوا، بل بخلوا.
فاعقبهم الله نفاقاً في قلوبهم الى يوم القيامة، بسبب خلف وعدهم مع الله سبحانه.
قال ربنا تعالى : { وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ ءَاتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الْصَّالِحِيـنَ *
فَلَمَّآ ءَاتَاهُم مِن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَاَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُوا اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } (التوبة/75-77
ونقض العهد من علائم الكفر وعدم الايمان ، حيث يقول ربنا سبحانه عن فريق من بني اسرائيل :
{ اَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } (البقرة/100) .
اما يوم القيامة حيث الموازين القسط ، فان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمناً قليلاً وينقضون عهدهم وينكثون ايمانهم بما يحصلون عليه من حطام الدنيا ،
فانهم لا نصيب لهم هناك عند الله، حيث لا يكلمهم الله ( هواناً ) ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم، إذ قال عز وجـل :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَخَلاَقَ لَهُمْ فِي الاَخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (آل عمران/77) .
وقال سبحانه : { وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ اُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } (الرعد / 25) .
ويبدو ان ذلك يشمل الدنيا حيث اللعنة؛ أي البعد عن رحمات الرب المادية والمعنوية، وسوء الدار حيث الحياة النكرة والعيش الضنك . كما يشمل الآخرة، حيث الهوان والعذاب الأليم .
نسأل الله أن يجعلنا من الموفين بالعهود والمواثيق وأن يعيذنا من الخيانة ونقض العهد والغدر وأن يوفقنا لحسن القول والعمل .. والحمد لله رب العالمين
ينظر كتاب : (العهد والميثاق في القرآن الكريم/ أ.د. ناصر سليمان العمر )