معشي الذيب
23-05-2012, 09:58 AM
الصحابي الذي كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم
قال النووي في تعريف الصحابي: (فأمّا الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولو للحظة، ويربو عدد الصحابة ممن رأى وسمع الرسول على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كما ذكر أبوزرعة.
وميز ابن حجر أحد عشر ألفا وستة وعشرين هم من سمعنا وقرأنا عنهم.
من بينهم صحابي أضحك الرسول لمدة عام كامل بسبب موقف.
وكانت خفة دمه تشفع له مبالغته في المزح وتدبير المقالب.
ولم أقرأ عنه أو أعرفه إلا مؤخرا.
وهو نعيمان الأنصاري. الذي شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وكل المواقع مع الرسول عليه صلوات الله وسلامه وعاش حتى زمن معاوية بن أبي سفيان.
من نوادره أنه خرج مع أبوبكر الصديق في تجارة إلى بصرى (مدينه بالشام) وكان معهم سويبط وهو المسؤول عن الزاد.
وأثناء الطريق جاع نعيمان فطلب من سويبط أن يطعمه لكن الأخير رفض حتى يأتي أبوبكر الصديق.
فما كان من نعيمان إلا أن ذهب إلى إحدى القوافل القريبة وعرض عليهم شراء غلام فصيح وبه مميزات كثيرة غير أن به عيبا واحدا وهو الكذب فهو يصر على أنه حر.
وقبل القوم وتمت الصفقة مقابل عشرة قلوص (الناقة الشابة) وساق نعيمان النوق وأشار عليهم بمكان الغلام. فلما ذهبوا إليه صاح بأنه حر لكن القوم قالوا نعم لقد سمعنا هذا ونعرف خبرك. ووضعوا الحبل في رقبته وذهبوا به.
ولما عرف أبوبكر بالقصة رد القلائص واستعاد سويبط، وظل الرسول الكريم وأصحابه يضحكون حولا كاملا كلما استعادوا القصة.
ومن نوادره الكثيرة أنه كان كلما دخل المدينة بائع أخذ منه شيئا وذهب به إلى الرسول الكريم وقال له هذا هدية مني، فإذا طالب أصحاب البضاعة بنقودهم أخذهم إلى الرسول ليقبضوا الثمن، فيقول الرسول عليه أفضل الصلوات أو لم تهده إلي فيرد ببساطه: لم يكن معي ثمنه وأحببت أن تأكله، فيضحك النبي ويدفع الثمن.
وذكر هشام بن عروة عن أبيه قال: أقبل أعرابي على ناقة له، فدخل المسجد، وأناخ ناقته بفنائه، ودخل على نبي الله، وحمزة بن عبدالمطلب جالس في نفر من المهاجرين والأنصار، فيهم النعيمان، فقالوا للنعيمان: ويحك! إن ناقته ناوية (يعني سمينة) فلو نحرتها، فإنا قد قرمنا (اشتد شوقنا) إلى اللحم، ولو قد فعلت غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكلنا لحما، فقال: إني إن فعلت ذلك وأخبرتموه بما صنعت وجد (غضب) علي صلى الله عليه وسلم.
قالوا: لا نفعل، فقام فضرب في لبتها (موضع الذبح)، ثم انطلق، فمر بالمقداد بن عمرو وقد حفر حفرة، وقد استخرج منها طينا، فقال: يا مقداد، غيبني في هذه الحفرة، وأطبق علي شيئا، ولا تدل علي أحدا، فإني قد أحدثت حدثا، ففعل، وجعل عليه الجريد والسعف، فلما خرج الأعرابي رأى ناقته قد نحرت، فصرخ وصاح: واعقراه يا محمد!
فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من فعل هذا؟ قالوا: نعيمان، قال: وأين توجه؟ فتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه حمزة وأصحابه حتى أتى على المقداد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد: هل رأيت نعيمان؟ فصمت، فقال: لتخبرني أين هو؟ فقال: مالي به علم؟ وأشار بيده إلى مكانه، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فوجد وجهه قد تغير بالسعف الذي سقط عليه، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟! قال: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني، وقالوا: كيت وكيت.
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن وجهه ويضحك، ثم غرم صلى الله عليه وسلم ثمن الناقة، وأرضى الأعرابي من ناقته، وقال: شأنكم بها فأكلوها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر صنيعه ضحك حتى تبدو نواجذه.
منقول
قال النووي في تعريف الصحابي: (فأمّا الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولو للحظة، ويربو عدد الصحابة ممن رأى وسمع الرسول على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كما ذكر أبوزرعة.
وميز ابن حجر أحد عشر ألفا وستة وعشرين هم من سمعنا وقرأنا عنهم.
من بينهم صحابي أضحك الرسول لمدة عام كامل بسبب موقف.
وكانت خفة دمه تشفع له مبالغته في المزح وتدبير المقالب.
ولم أقرأ عنه أو أعرفه إلا مؤخرا.
وهو نعيمان الأنصاري. الذي شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وكل المواقع مع الرسول عليه صلوات الله وسلامه وعاش حتى زمن معاوية بن أبي سفيان.
من نوادره أنه خرج مع أبوبكر الصديق في تجارة إلى بصرى (مدينه بالشام) وكان معهم سويبط وهو المسؤول عن الزاد.
وأثناء الطريق جاع نعيمان فطلب من سويبط أن يطعمه لكن الأخير رفض حتى يأتي أبوبكر الصديق.
فما كان من نعيمان إلا أن ذهب إلى إحدى القوافل القريبة وعرض عليهم شراء غلام فصيح وبه مميزات كثيرة غير أن به عيبا واحدا وهو الكذب فهو يصر على أنه حر.
وقبل القوم وتمت الصفقة مقابل عشرة قلوص (الناقة الشابة) وساق نعيمان النوق وأشار عليهم بمكان الغلام. فلما ذهبوا إليه صاح بأنه حر لكن القوم قالوا نعم لقد سمعنا هذا ونعرف خبرك. ووضعوا الحبل في رقبته وذهبوا به.
ولما عرف أبوبكر بالقصة رد القلائص واستعاد سويبط، وظل الرسول الكريم وأصحابه يضحكون حولا كاملا كلما استعادوا القصة.
ومن نوادره الكثيرة أنه كان كلما دخل المدينة بائع أخذ منه شيئا وذهب به إلى الرسول الكريم وقال له هذا هدية مني، فإذا طالب أصحاب البضاعة بنقودهم أخذهم إلى الرسول ليقبضوا الثمن، فيقول الرسول عليه أفضل الصلوات أو لم تهده إلي فيرد ببساطه: لم يكن معي ثمنه وأحببت أن تأكله، فيضحك النبي ويدفع الثمن.
وذكر هشام بن عروة عن أبيه قال: أقبل أعرابي على ناقة له، فدخل المسجد، وأناخ ناقته بفنائه، ودخل على نبي الله، وحمزة بن عبدالمطلب جالس في نفر من المهاجرين والأنصار، فيهم النعيمان، فقالوا للنعيمان: ويحك! إن ناقته ناوية (يعني سمينة) فلو نحرتها، فإنا قد قرمنا (اشتد شوقنا) إلى اللحم، ولو قد فعلت غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكلنا لحما، فقال: إني إن فعلت ذلك وأخبرتموه بما صنعت وجد (غضب) علي صلى الله عليه وسلم.
قالوا: لا نفعل، فقام فضرب في لبتها (موضع الذبح)، ثم انطلق، فمر بالمقداد بن عمرو وقد حفر حفرة، وقد استخرج منها طينا، فقال: يا مقداد، غيبني في هذه الحفرة، وأطبق علي شيئا، ولا تدل علي أحدا، فإني قد أحدثت حدثا، ففعل، وجعل عليه الجريد والسعف، فلما خرج الأعرابي رأى ناقته قد نحرت، فصرخ وصاح: واعقراه يا محمد!
فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من فعل هذا؟ قالوا: نعيمان، قال: وأين توجه؟ فتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه حمزة وأصحابه حتى أتى على المقداد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد: هل رأيت نعيمان؟ فصمت، فقال: لتخبرني أين هو؟ فقال: مالي به علم؟ وأشار بيده إلى مكانه، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فوجد وجهه قد تغير بالسعف الذي سقط عليه، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟! قال: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني، وقالوا: كيت وكيت.
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن وجهه ويضحك، ثم غرم صلى الله عليه وسلم ثمن الناقة، وأرضى الأعرابي من ناقته، وقال: شأنكم بها فأكلوها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر صنيعه ضحك حتى تبدو نواجذه.
منقول