مخاوي الذيب
09-10-2012, 09:32 PM
عن الفساد: سألتزم الصمت
ظللت لفترة طويلة أحاول ما استطعت فك رموز هذا اللغز من المعاملة: أن نضطر قبل عام أو أكثر أن نؤسس لهيئة عليا لمكافحة الفساد بينما نحن نرفع منذ عقود طويلة
*********************************
ظللت لفترة طويلة أحاول ما استطعت فك رموز هذا اللغز من المعاملة: أن نضطر قبل عام أو أكثر أن نؤسس لهيئة عليا لمكافحة الفساد بينما نحن نرفع منذ عقود طويلة، وفي كل مدينة، لوحة خفية للمباحث الإدارية. أن نبدأ قواعد هيئة جديدة لمكافحة الفساد ابتدأت بتسمية فرد واحد بينما في الميدان وعلى تقديري الشخصي بضعة آلاف يفترض بتوصيف ذات الوظيفة أنهم يؤدون ذات المهمة الرسمية.
يفضي فك الألغاز في هذه المعادلة إلى أطناب متناقضة وبالغة الحيرة. إما أن الفساد أصبح ـ كارتيلاً ـ لم تستطع هذه المباحث الإدارية تحطيمه رغم الانتساب إليها بالآلاف، لأن أرجل
ـ الفيل ـ أعرض وأقوى من مخالب الدب، وإما أن هذه المباحث الإدارية ـ أصبحت مع الزمن روتيناً للوظيفة منذ الورقة الأولى حتى نشرة التقاعد. وإذا كان ـ الدب ـ عاجزاً عن قراع الفيل فكيف يمكن لمئتي فرد من هيئة مكافحة الفساد أن يفعلوا ما لم تستطعه الآلاف من قبل في ذات المهمة العامة الرسمية. أنا أعرف جيداً أن غداً سيأتيني بتلقائية الرد لأن المباحث الإدارية ستقول إنها تكشف وتقبض وتداهم وتحارب ولكن (ليس كل ما يعلم يقال)، ولكنني سأرد عليها أنه لم يذبحنا من الوريد حتى الشريان مثل هذا المثل. لا وألف لا: نريد فضح كل ما يعلم على رؤوس الأشهاد.
نحن تعبنا من المدرسة التي تبنى بالملايين وبأرقى مواصفات الورق ثم يذهب إليها أطفالنا وكأنها شيء من المساكن الشعبية. نحن تعبنا من استئجار مستوصف الحي ثم نكتشف أنه بناء مسلوق كالبيضة وبالتفصيل بين المالك وبين الجهة المستأجرة. نحن تعبنا من ميزانية البلدية بمئات الملايين بينما أنا أعيش في شارع مظلم منذ القرن التاسع. نحن تعبنا من نخلة الزينة على الشارع العام بمئة ألف ريال للنخلة الواحدة بينما أنا أشتريها في حديقة منزلي بألفي ريال. نحن خجلنا أمام العالم الذين يأتون لمطارنا وبه أربع دورات مياه، وثلاث منها مقفلة منذ عام للصيانة. وإذا عجزنا عن القبض على نخلة أو حمام أو حتى مستوصف أو حفرة على الطريق العام من دلائل الفساد فكيف نستطيع القبض على ما هو أدهى وأعلى وأغلى وأطم. سألتزم الصمت.
علي سعد الموسى (http://alwatan.com.sa/Writers/Detail.aspx?WriterID=2)
ظللت لفترة طويلة أحاول ما استطعت فك رموز هذا اللغز من المعاملة: أن نضطر قبل عام أو أكثر أن نؤسس لهيئة عليا لمكافحة الفساد بينما نحن نرفع منذ عقود طويلة
*********************************
ظللت لفترة طويلة أحاول ما استطعت فك رموز هذا اللغز من المعاملة: أن نضطر قبل عام أو أكثر أن نؤسس لهيئة عليا لمكافحة الفساد بينما نحن نرفع منذ عقود طويلة، وفي كل مدينة، لوحة خفية للمباحث الإدارية. أن نبدأ قواعد هيئة جديدة لمكافحة الفساد ابتدأت بتسمية فرد واحد بينما في الميدان وعلى تقديري الشخصي بضعة آلاف يفترض بتوصيف ذات الوظيفة أنهم يؤدون ذات المهمة الرسمية.
يفضي فك الألغاز في هذه المعادلة إلى أطناب متناقضة وبالغة الحيرة. إما أن الفساد أصبح ـ كارتيلاً ـ لم تستطع هذه المباحث الإدارية تحطيمه رغم الانتساب إليها بالآلاف، لأن أرجل
ـ الفيل ـ أعرض وأقوى من مخالب الدب، وإما أن هذه المباحث الإدارية ـ أصبحت مع الزمن روتيناً للوظيفة منذ الورقة الأولى حتى نشرة التقاعد. وإذا كان ـ الدب ـ عاجزاً عن قراع الفيل فكيف يمكن لمئتي فرد من هيئة مكافحة الفساد أن يفعلوا ما لم تستطعه الآلاف من قبل في ذات المهمة العامة الرسمية. أنا أعرف جيداً أن غداً سيأتيني بتلقائية الرد لأن المباحث الإدارية ستقول إنها تكشف وتقبض وتداهم وتحارب ولكن (ليس كل ما يعلم يقال)، ولكنني سأرد عليها أنه لم يذبحنا من الوريد حتى الشريان مثل هذا المثل. لا وألف لا: نريد فضح كل ما يعلم على رؤوس الأشهاد.
نحن تعبنا من المدرسة التي تبنى بالملايين وبأرقى مواصفات الورق ثم يذهب إليها أطفالنا وكأنها شيء من المساكن الشعبية. نحن تعبنا من استئجار مستوصف الحي ثم نكتشف أنه بناء مسلوق كالبيضة وبالتفصيل بين المالك وبين الجهة المستأجرة. نحن تعبنا من ميزانية البلدية بمئات الملايين بينما أنا أعيش في شارع مظلم منذ القرن التاسع. نحن تعبنا من نخلة الزينة على الشارع العام بمئة ألف ريال للنخلة الواحدة بينما أنا أشتريها في حديقة منزلي بألفي ريال. نحن خجلنا أمام العالم الذين يأتون لمطارنا وبه أربع دورات مياه، وثلاث منها مقفلة منذ عام للصيانة. وإذا عجزنا عن القبض على نخلة أو حمام أو حتى مستوصف أو حفرة على الطريق العام من دلائل الفساد فكيف نستطيع القبض على ما هو أدهى وأعلى وأغلى وأطم. سألتزم الصمت.
علي سعد الموسى (http://alwatan.com.sa/Writers/Detail.aspx?WriterID=2)