منتديات ديوانـية القاريـه و لـحيفه الرئيسـيـة

منتديات ديوانـية القاريـه و لـحيفه الرئيسـيـة (http://www.alqaryh.com/vb/index.php)
-   قسم الــديــــــن والحــيــــــاة (http://www.alqaryh.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   كوكبة الأبطال (http://www.alqaryh.com/vb/showthread.php?t=9038)

مخاوي الذيب 03-03-2012 01:44 AM

كوكبة الأبطال
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني منسوبي ديوانية القاريه ولحيفه عندي إقتراح أمل أن يحوز على رضاكم وهو إن يتم إنزال سيره من سير الأبطال المسلمين الفاتحين والبارعين في أي مجال تحت هذا العنوان {كوكبة الأبطال} حتى نستلهم من خلال سيرتهم المباركه ونصرتهم للإسلام والمسلمين الهمه العاليه . ونتذكر من خلالها أمجادنا وتاريخنا المجيد . وسوف أبدا بسيرة الصحابي الجليل عمر أبن العاص رضي الله عنه وأرضاه والموضوع والعنوان عام للجميع ولكن يجب مراعاة أن تأخذ الشخصيه حقها من المطالعه والمداخلات حتى تعم الفائده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشخصيه الأولى هو فاتح مصر رضي الله عنه
عمرو بن العاص

إنه الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمي -رضي الله عنه- أحد فرسان قريش وأبطالها، أذكى رجال العرب، وأشدهم دهاءً وحيلة، أسلم قبل فتح مكة، وكان سبب إسلامه أنه كان كثير التردد على الحبشة، وكان صديقًا لملكها النجاشي، فقال له النجاشي ذات مرة: يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقًا. قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني. [ابن هشام وأحمد]. فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليد

وعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى النبي ( فساروا جميعًا إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله (، وبايعوه.
أرسل إليه الرسول ( يومًا فقال له: (خذ عليك ثيابك، وسلاحك، ثم ائتني)، فجاءه، فقال له رسول الله (: (أني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة صالحة من المال). فقال: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكنى أسلمتُ رغبة في الإسلام، ولأن أكون مع رسول الله (. فقال (:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح) [أحمد].
وكان عمرو بن العاص مجاهدًا شجاعًا يحب الله ورسوله، ويعمل على رفع لواء الإسلام ونشره في مشارق الأرض ومغاربها، وكان رسول الله ( يعرف لعمرو شجاعته وقدرته الحربية، فكان يوليه قيادة بعض الجيوش والسرايا، وكان يحبه ويقربه، ويقول عنه: (عمرو بن العاص من صالحي قريش، نعم أهل البيت أبو عبد الله، وأم عبد الله، وعبد الله) [أحمد]. وقال (: (ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام) [أحمد والحاكم].
وقد وجه رسول الله ( سرية إلى ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة، وجعل أميرها عمرو بن العاص رضي الله عنه، وقد جعل النبي ( عمرو بن العاص واليًا على عُمان، فظل أميرًا عليها حتى توفي النبي ( . وقد شارك عمرو بن العاص في حروب الردة وأبلى فيها بلاءً حسنًا.
وفي عهد الفاروق عمر -رضي الله عنه- تولى عمرو بن العاص إمارة فلسطين، وكان عمر يحبه ويعرف له قدره وذكاءه، فكان يقول عنه: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا. [ابن عساكر]، وكان عمر إذا رأى رجلاً قليل العقل أو بطيء الفهم يقول: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.
وكان عمرو يتمنى أن يفتح الله على يديه مصر، فظل يحدث عمر بن الخطاب عنها، حتى أقنعه، فأمَّره الفاروق قائدًا على جيش المسلمين لفتح مصر وتحريرها من أيدي الروم، فسار عمرو بالجيش واستطاع بعد كفاح طويل أن يفتحها، ويحرر أهلها من ظلم الرومان وطغيانهم، ويدعوهم إلى دين الله عز وجل، فيدخل المصريون في دين الله أفواجًا.
وأصبح عمرو بن العاص واليًا على مصر بعد فتحها، فأنشأ مدينة الفسطاط، وبنى المسجد الجامع الذي يعرف حتى الآن باسم جامع عمرو، وكان شعب مصر يحبه حبًا شديدًا، وينعم في ظله بالعدل والحرية ورغد العيش، وكان عمرو يحب المصريين ويعرف لهم قدرهم، وظل عمرو بن العاص واليًا على مصر حتى عزله عنها عثمان ابن عفان -رضي الله عنه-، ثم توفي عثمان، وجاءت الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-، فوقف عمرو بن العاص بجانب معاوية، حتى صارت الخلافة إليه.
فعاد عمرو إلى مصر مرة ثانية، وظل أميرًا عليها حتى حضرته الوفاة، ومرض مرض الموت، فدخل عليه ابنه عبد الله -رضي الله عنه-، فوجده يبكي، فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال: أني كنت على أطباق ثلاث (أحوال ثلاث)، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله ( مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ( فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: (مالك يا عمرو؟) قال: قلت: أردت أن أشترط: قال: (تشترط بماذا؟) قلت: أن يغفر لي، قال: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟)، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله ( ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها، فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور (الوقت الذي تذبح فيه ناقة)، ويقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي) [مسلم].
وتوفي عمرو -رضي الله عنه- سنة (43 هـ)، وقد تجاوز عمره (90) عامًا، وقد روى عمرو عن النبي ( (39) حديثًا.




همس الغروب 03-03-2012 04:25 AM

رضي الله عنه وارضااه وكان داهيه
من قصص دهاء عمرو بن العاص رضي الله عنه

وصل عمرو بن العاص إلى الرملة في بلاد الشام وجد عندها جمعآ من الروم عليهم
الأرطبون (والمقصود بالأرطبون عندهم الداهيه اوالرجل المُفرض في الذكاء)

وكان أدهى الروم وأبعدها غورآ وأنكاها فعلآ ،

فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بالخبر ،
فلما جاءه كتاب عمرو بن العاص
قال أمير المؤمنين:
قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عما تنفرج.

وكانت الروم في حصن منيع وجيش المسلمين محيط بهم

فبعث عمرو بن العاص الرسل إلى الأرطبون ولكن لم تأتي بشي يشفيه

فتولى عمرو بن العاص الأمر بنفسه

فدخل على الأرطبون كأنه رسول من عمرو بن العاص فأبلغه مايريد

وسمع كلامه وتأمل حصونه حتى عرف ماأراد،
وقال الأرطبون في نفسه وكان داهيةً : والله إن هذا لعمرو بن العاص
أو إنه الذي يأخذ عمرو برأيه،
وما كنت لأصيب القوم بأمر هو أعظم من قتله،
((لأنه أعجب بعمرو بن العاص كثيرآ))
فدعا أحد الحراس فخالاه وقال إذهب في مكان كذا وكذا فإذا مر بك فاقتله.

ففطن عمرو بن العاص ،
فقال للأرطبون: أيها الأمير ، إني قد سمعت كلامك وسمعت كلامي
وإني واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي لنشهد أموره
وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك ويروا مارأيت.

فقال الأرطبون : نعم ، فاذهب فأتني بهم
((طمع في أن يقتل العشرة))ودعا الأرطبون
رجلا فخالاه وقال أذهب إلى فلان وقل له لا تقتله

فقام عمرو بن العاص فذهب إلى جيشه
ثم تحقق الأرطب أن الرسول الذي كان عنده هو عمرو بن العاص
فقال : خدعني الرجل هذا والله أدهى العرب

وبلغت عمر بن الخطاب هذه القصة فقال:
لله در عمرو بن العاص

00000

اخي مخاوي الذيب الله يجزاك الجنه موضوع رائع جدااا





الزير سالم 03-03-2012 07:52 PM

جزاكم الله خير والله لم اقراء قبل ذلك هذه السيره العطره

الطاروق 05-03-2012 03:07 AM

وكانت في حياتك لي عظاتٌ ......... وأنت اليوم أوعظ منك حيا
هذه السّير التي تستحق منا وقفات ...

وشتان بين اولئك الابطال وبين كثير من شبيحة زمننا الراهن ...
ومنهم بشار الذي لم يستطع استرداد الجولان ولكن وبكل وحشية استطاع ان يقتل ابناء جلدته ابشع قتلة ...

اليورو 05-03-2012 11:12 AM

موضوع رااااااااااائع جدا

اليورو 05-03-2012 11:19 AM

مجزأة بن ثور السدوسي
هاهم أولاء الأبطال من جند الله ينفضون عنهم غبار القادسية جذلين فرحين بما آتاهم الله من نصر...
مغتبطين بما كتب لإخوانهم الشهداء من أجر...
متشوقين إلى معركة أخرى تكون أختاً للقادسية في روعتها و جلالها...
متربصين أن يأتيهم أمر خليفة رسول الله عمر بن الخطاب بمواصلة الجهاد لاجتثاث العرش الكسروي من جذوره.

لم يطل تشوق الغر الميامين وتشوفهم كثيراً.
فها هو ذا رسول الفاروق يقدم من المدينة إلى الكوفة , و معه أمر من الخليفة لواليها أبي موسى الأشعري بالمضي بعسكره والالتقاء مع جند المسلمين القادمين من البصرة, والإنطلاق معا إلى
الأهواز لتتبع الهرمزان والقضاء عليه وتحرير مدينة تستر درة التاج الكسروي, و لؤلؤة بلاد فارس.
وقد جاء في الأمر الذي وجهه الخليفة لأبي موسى أن يصطحب معه الفارس الباسل "مجزأة بن ثور السدوسي" سيد بني بكر وأميرهم المطاع.

صدع أبو موسى الأشعري بأمر خليفة المسلمين, فعبأ جيشه, وجعل على ميسرته "مجزأة بن ثور السدوسي", وانضم إلى جيوش المسلمين القادمة من البصرة, و مضوا معاً غزاة في سبيل
الله.
فما زالوا يحررون المدن, ويطهرون المعاقل, و الهرمزان يفر من أمامهم من مكان إلى آخر حتى بلغ مدينة "تستر", و احتمى بحماها.
كانت "تستر" التي انحاز إليها "الهرمزان" من أجمل مدن الفرس جمالاً, وأبهاها طبيعة, و أقواها تحصيناً.
وهي إلى ذلك مدينة عريقة ضاربة في أغوار التاريخ, مبنية على مرتفع من الأرض على شكل فرس, يسقيها نهر كبير يدعى بنهر "دجيل".
و فوقها أحواض و نوافير بناها الملك "سابور", ليرفع إليها ماء النهر من خلال أنفاق حفرها تحت الأرض.
و أحواض تستر و أنفاقها هي من عجائب البناء, شيدت بالحجارة الضخمة المحكمة, و دعِّمت بأعمدة الحديد الصلبة, و بلطت هي و أنفاقها بالرصاص.
وحول "تستر" سور كبير عال يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم, قال المؤرخون عنه:
إنه أول و أعظم سور بني على ظهر الأرض.
ثم حفر "الهرمزان" حول السور خندقاً عظيماً يتعذر اجتيازه, و حشد وراءه خيرة جنود فارس.

عسكرت جيوش المسلمين حول خندق "تستر" و ظلت ثمانية عشر شهراً لا تستطيع إجتيازه.
وخاضت مع جيوس "الفرس" خلال تلك المدة الطويلة ثمانين معركة.
وكانت كل معركة من هذه المعارك تبدأ بالمبارزة بين فرسان الفريقين, ثم تتحول إلى حرب ضارية ضروس.
وقد أبلى مجزأة بن ثور في هذه المبارزات بلاءً أذهل العقول, و أدهش الأعداء و الأصدقاء في وقت معاً.
فقد تمكن من قتل مائة من شجعان العدو مبارزة, فأصبح اسمه يثير الرعب في صفوف الفرس, و يبعث النخوة والعزة في صدور المسلمين.
وعند ذلك عرف الذين لم يكونوا قد عرفوه من قبل لم حرص أمير المؤمنين على أن يكون هذا البطل الباسل في عداد الجيش الغازي.
وفي آخر معركة من تلك المعارك الثمانين حمل المسلمون على عدوهم حملة باسلة صادقة فأخلى الفرس لهم الجسور المنصوبة فوق الخندق, ولاذوا بالمدينة, و أغلقوا عليهم أبواب حصنها

المنيع.
انتقل المسلمون بعد هذا الصبر الطويل من حال سيئة إلي أخرى أشد سوءًا, فقد أخذ الفرس يمطرونهم من أعالي الأبراج بسهامهم الصائبة...
وجعلوا يدلون من فوق الأسوار سلاسل من الحديد, في نهاية كل سلسلة كلاليب متوهجة من شدة ما حميت بالنار.
فإذا رام أحد جنود المسلمين تسلق السور أو الإقتراب منه, أنشبوها فيه و جذبوه إليهم, فيحترق جسده, و يتساقط لحمه , و يقضى عليه.
اشتد الكرب على المسلمين, و أخذوا يسألون الله بقلوب ضارعة خاشعة أن يفرج عنهم, و ينصرهم على عدوه و عدوهم.
و بينما كان أبو موسى الأشعري يتأمل سور "تستر" العظيم, يائساً من اقتحامه, سقط أمامه سهم قُذِفَ نحوه من فوق السور, فنظر فيه فإذا فيه رسالة تقول: لقد وثقت بكم معشر المسلمين, و
إني أستأمنكم على نفسي ومالي و أهلي و من تبعني, ولكم علي أن أدلكم على منفذ تنفذون منه إلى المدينة.
فكتب أبو موسى أماناً لصاحب السهم, وقذفه إليه بالسهم.
فاستوثق الرجل من أمان المسلمين لما عرف عنها من الصدق بالوعد والوفاء بالعهد, وتسلل إليهم تحت جناح الظلام, و أفضى لأبي موسى بحقيقة أمره فقال:
نحن من سادات القوم, و قد قتل "الهرمزان" أخي الأكبر, و تعدى على ماله و أهله, و أضمر لي الشر في صدره حتى ما عدت آمنه على نفسي و أولادي...
فآثرت عدلكم على ظلمه, ووفاءكم على غدره, وعزمت على أن أدلكم على منفذ خفي تنفذون منه إلى "تستر"...
فأعطني إنساناً يتحلى بالجرأة والعقل, ويكون ممن يتقنون السباحة حتى أرشده إلى الطريق.
استدعى أيو موسى الأشعري مجزأة بن ثور السدوسي, و أسر إليه بالأمر و قال:
أعنَّي برجل من قومك له عقل و حزم, وقدرة على السباحة.
فقال مجزأة: اجعلني ذلك الرجل أيها الأمير.
فقال له أبو موسى : إذا كنت قد شئت, فعلى بركة الله.
ثم أوصاه أن يحفظ الطريق, و أن يعرف موضع الباب, و أن يحدد مكان "الهرمزان", و أن يتثبت من شخصه, و ألا يحدث أمراً غير ذلك.
مضى مجزأة بن ثور تحت جنح الظلام مع دليله الفارسي, فأدخله في نفق تحت الأرض يصل بين النهر والمدينة.
فكان النفق يتسع تارة حتى يتمكن من الخوض في مائه وهو ماشٍ على قدميه, ويضيق تارة أخرى حتى يحمله على السباحة حملا.
وكان يتشعب و يتعرج مرة, و يستقيم مرة ثانية...
وهكذا حتى بلغ به المنفذ الذي ينفذ منه إلى المدينة, و أراه "الهرمزان" قاتل أخيه, و المكان الذي يتحصن فيه.
فلما رأى مجزأة "الهرمزان", همَّ بأن يرديه بسهم في نحره, لكنه مالبث أن تذكر وصية أبي موسى له بألا يحدث أمرا, فكبح جماح هذه الرغبة في نفسه و عاد من حيث جاء قبل بزوغ الفجر.


أعد أبو موسى ثلاثمائة من أشجع جند المسلمين قلباً, و أشدهم جلدا و صبراً, و أقدرهم على العوم و أمَّر عليهم مجزأة بن ثور وودَّعهم و أوصاهم... وجعل التكبير علامة على دعوة جند
المسلمين لاقتحام المدينة.
أمر مجزأة رجاله أن يتخففوا من ملابسهم ما استطاعوا حتى لا تحمل من الماء ما يثقلهم.
وحذرهم من أن يأخذوا معهم غير سيوفهم... و أوصاهم أن يشدوها على أجسادهم تحت الثياب...
و مضى بهم في آخر الثلث الأول من الليل.
ظل مجزأه بن ثور وجنده البواسل نحوا من ساعتين يصارعون عقبات هذا النفق الخطير, فيصرعونها تارة و تصرعهم تارة أخرى.
ولما بلغوا المنفذ المؤدي إلى المدينة وجد مجزأة أن النفق قد ابتلع مائتين وعشرين رجلاً من رجاله , و أبقى له ثمانين...
وما أن وطئت أقدام مجزأة و صحبه أرض المدينة حتى جردوا سيوفهم, و انقضوا على حماة الحصن , فأغمدوها في صدورهم.
ثم وثبوا إلى الأبواب و فتحوها و هم يكبرون.
فتلاقى تكبيرهم من الداخل مع تكبير أخوانهم من الخارج...
و تدفق المسلمون على المدينة عند الفجر...
و دارت بينهم و بين أعداء الله رحى معركة ضروس قلما شهد تاريخ الحروب مثلها هولاً و رهبةً و كثرة في القتلى.
و فيما كانت المعركة قائمة على قدم و ساق أبصر مجزأة بن ثور "الهرمزان" في ساحها, فاتجه نحوه, و ساوره بالسيف, فما لبث أن ابتلعه موج المتقاتلين و أخفاه عن ناظريه... ثم إنه بدا له مرة
أخرى فاندفع نحوه و حمل عليه...
وتصاول مجزأة و الهرمزان بسيفيهما فضرب كل منهما صاحبه ضربة قاضية, فارتد سيف مجزأة, و أصاب سيف الهرمزان...
فخر البطل الكميُّ الباسل صريعا على أرض المعركة, و عينه قريرة بما حقق الله على يديه.
وواصل جند المسلمين القتال, حتى كتب الله لهم النصر, ووقع الهرمزان في أيديهم أسيراً.

انطلق المبشرون إلى المدينة المنورة يزفون إلى الفاروق بشائر الفتح.
و يسوقون أمامهم الهرمزان وعلى كتفيه حلته الموشاة بخيوط الذهب ليراه الخليفة.
و كان المبشرون يحملون مع ذلك تعزية حارة للخليفة بفارسه الباسل مجزأة بن ثور.

عبدالهادي الشهراني 05-03-2012 06:49 PM

اخي الحبيب مخاوي الذيب

لقد اعجبني موضوعك الجميل الذي افردته للاطلاع على سير كوكبة من الابطال وجميل ان بدأت بسيرة الصحابي الجليل عمرو ابن العاص رضي الله عنه وارضاه وهو من دهاة العرب كما سطر التاريخ ومن افضل القادة الحربيين على مرّ التاريخ وكان رضي الله عنه يتمتع بفكر عسكري عميق في المعارك الحربية وتدرس خططه الى الآن في معظم الكليات العسكرية .

واصل يارعاك الله

دمت لمحبيك وانا منهم

اخوك ابو راكان

ابن الوطن 05-03-2012 07:03 PM

موضوع رائع من شخص رائع ذو اهداف واضحة و جميلة اسأل الله ان ينفع بك يا مخاوي الذيب و ينفع بكل من سيشارك في هذا الموضوع كاتباً و قارئاً

مخاوي الذيب 05-03-2012 09:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الغروب (المشاركة 84560)
رضي الله عنه وارضااه وكان داهيه


من قصص دهاء عمرو بن العاص رضي الله عنه

وصل عمرو بن العاص إلى الرملة في بلاد الشام وجد عندها جمعآ من الروم عليهم
الأرطبون (والمقصود بالأرطبون عندهم الداهيه اوالرجل المُفرض في الذكاء)

وكان أدهى الروم وأبعدها غورآ وأنكاها فعلآ ،

فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بالخبر ،
فلما جاءه كتاب عمرو بن العاص
قال أمير المؤمنين:
قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عما تنفرج.

وكانت الروم في حصن منيع وجيش المسلمين محيط بهم

فبعث عمرو بن العاص الرسل إلى الأرطبون ولكن لم تأتي بشي يشفيه

فتولى عمرو بن العاص الأمر بنفسه

فدخل على الأرطبون كأنه رسول من عمرو بن العاص فأبلغه مايريد
وسمع كلامه وتأمل حصونه حتى عرف ماأراد،
وقال الأرطبون في نفسه وكان داهيةً : والله إن هذا لعمرو بن العاص
أو إنه الذي يأخذ عمرو برأيه،
وما كنت لأصيب القوم بأمر هو أعظم من قتله،
((لأنه أعجب بعمرو بن العاص كثيرآ))
فدعا أحد الحراس فخالاه وقال إذهب في مكان كذا وكذا فإذا مر بك فاقتله.

ففطن عمرو بن العاص ،
فقال للأرطبون: أيها الأمير ، إني قد سمعت كلامك وسمعت كلامي
وإني واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي لنشهد أموره
وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك ويروا مارأيت.

فقال الأرطبون : نعم ، فاذهب فأتني بهم
((طمع في أن يقتل العشرة))ودعا الأرطبون
رجلا فخالاه وقال أذهب إلى فلان وقل له لا تقتله

فقام عمرو بن العاص فذهب إلى جيشه
ثم تحقق الأرطب أن الرسول الذي كان عنده هو عمرو بن العاص
فقال : خدعني الرجل هذا والله أدهى العرب

وبلغت عمر بن الخطاب هذه القصة فقال:
لله در عمرو بن العاص

00000

اخي مخاوي الذيب الله يجزاك الجنه موضوع رائع جدااا




همس بارك الله فيك وفي إضافتك الرائعه المفيده والهامه في نفس الوقت لهذا البطل المغوار رضي الله عنه وأرضاه

مخاوي الذيب 05-03-2012 09:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزير سالم (المشاركة 84590)
جزاكم الله خير والله لم اقراء قبل ذلك هذه السيره العطره

أخي الكريم الزير سالم مرورك شرفني وعطر موضوعي

مخاوي الذيب 05-03-2012 09:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطاروق (المشاركة 84646)
وكانت في حياتك لي عظاتٌ ......... وأنت اليوم أوعظ منك حيا

هذه السّير التي تستحق منا وقفات ...

وشتان بين اولئك الابطال وبين كثير من شبيحة زمننا الراهن ...

ومنهم بشار الذي لم يستطع استرداد الجولان ولكن وبكل وحشية استطاع ان يقتل ابناء جلدته ابشع قتلة ...

الطاروق المبدع مداخلتك كبيره وفي حجم عطائك شكراً لك والحمد لله على عودتك و ترى وجودك أصبح ضروره بارك الله في علمك وقلمك

مخاوي الذيب 05-03-2012 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليورو (المشاركة 84654)
مجزأة بن ثور السدوسي

هاهم أولاء الأبطال من جند الله ينفضون عنهم غبار القادسية جذلين فرحين بما آتاهم الله من نصر...
مغتبطين بما كتب لإخوانهم الشهداء من أجر...
متشوقين إلى معركة أخرى تكون أختاً للقادسية في روعتها و جلالها...
متربصين أن يأتيهم أمر خليفة رسول الله عمر بن الخطاب بمواصلة الجهاد لاجتثاث العرش الكسروي من جذوره.

لم يطل تشوق الغر الميامين وتشوفهم كثيراً.
فها هو ذا رسول الفاروق يقدم من المدينة إلى الكوفة , و معه أمر من الخليفة لواليها أبي موسى الأشعري بالمضي بعسكره والالتقاء مع جند المسلمين القادمين من البصرة, والإنطلاق معا إلى
الأهواز لتتبع الهرمزان والقضاء عليه وتحرير مدينة تستر درة التاج الكسروي, و لؤلؤة بلاد فارس.
وقد جاء في الأمر الذي وجهه الخليفة لأبي موسى أن يصطحب معه الفارس الباسل "مجزأة بن ثور السدوسي" سيد بني بكر وأميرهم المطاع.

صدع أبو موسى الأشعري بأمر خليفة المسلمين, فعبأ جيشه, وجعل على ميسرته "مجزأة بن ثور السدوسي", وانضم إلى جيوش المسلمين القادمة من البصرة, و مضوا معاً غزاة في سبيل
الله.
فما زالوا يحررون المدن, ويطهرون المعاقل, و الهرمزان يفر من أمامهم من مكان إلى آخر حتى بلغ مدينة "تستر", و احتمى بحماها.
كانت "تستر" التي انحاز إليها "الهرمزان" من أجمل مدن الفرس جمالاً, وأبهاها طبيعة, و أقواها تحصيناً.
وهي إلى ذلك مدينة عريقة ضاربة في أغوار التاريخ, مبنية على مرتفع من الأرض على شكل فرس, يسقيها نهر كبير يدعى بنهر "دجيل".
و فوقها أحواض و نوافير بناها الملك "سابور", ليرفع إليها ماء النهر من خلال أنفاق حفرها تحت الأرض.
و أحواض تستر و أنفاقها هي من عجائب البناء, شيدت بالحجارة الضخمة المحكمة, و دعِّمت بأعمدة الحديد الصلبة, و بلطت هي و أنفاقها بالرصاص.
وحول "تستر" سور كبير عال يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم, قال المؤرخون عنه:
إنه أول و أعظم سور بني على ظهر الأرض.
ثم حفر "الهرمزان" حول السور خندقاً عظيماً يتعذر اجتيازه, و حشد وراءه خيرة جنود فارس.

عسكرت جيوش المسلمين حول خندق "تستر" و ظلت ثمانية عشر شهراً لا تستطيع إجتيازه.
وخاضت مع جيوس "الفرس" خلال تلك المدة الطويلة ثمانين معركة.
وكانت كل معركة من هذه المعارك تبدأ بالمبارزة بين فرسان الفريقين, ثم تتحول إلى حرب ضارية ضروس.
وقد أبلى مجزأة بن ثور في هذه المبارزات بلاءً أذهل العقول, و أدهش الأعداء و الأصدقاء في وقت معاً.
فقد تمكن من قتل مائة من شجعان العدو مبارزة, فأصبح اسمه يثير الرعب في صفوف الفرس, و يبعث النخوة والعزة في صدور المسلمين.
وعند ذلك عرف الذين لم يكونوا قد عرفوه من قبل لم حرص أمير المؤمنين على أن يكون هذا البطل الباسل في عداد الجيش الغازي.
وفي آخر معركة من تلك المعارك الثمانين حمل المسلمون على عدوهم حملة باسلة صادقة فأخلى الفرس لهم الجسور المنصوبة فوق الخندق, ولاذوا بالمدينة, و أغلقوا عليهم أبواب حصنها

المنيع.
انتقل المسلمون بعد هذا الصبر الطويل من حال سيئة إلي أخرى أشد سوءًا, فقد أخذ الفرس يمطرونهم من أعالي الأبراج بسهامهم الصائبة...
وجعلوا يدلون من فوق الأسوار سلاسل من الحديد, في نهاية كل سلسلة كلاليب متوهجة من شدة ما حميت بالنار.
فإذا رام أحد جنود المسلمين تسلق السور أو الإقتراب منه, أنشبوها فيه و جذبوه إليهم, فيحترق جسده, و يتساقط لحمه , و يقضى عليه.
اشتد الكرب على المسلمين, و أخذوا يسألون الله بقلوب ضارعة خاشعة أن يفرج عنهم, و ينصرهم على عدوه و عدوهم.
و بينما كان أبو موسى الأشعري يتأمل سور "تستر" العظيم, يائساً من اقتحامه, سقط أمامه سهم قُذِفَ نحوه من فوق السور, فنظر فيه فإذا فيه رسالة تقول: لقد وثقت بكم معشر المسلمين, و
إني أستأمنكم على نفسي ومالي و أهلي و من تبعني, ولكم علي أن أدلكم على منفذ تنفذون منه إلى المدينة.
فكتب أبو موسى أماناً لصاحب السهم, وقذفه إليه بالسهم.
فاستوثق الرجل من أمان المسلمين لما عرف عنها من الصدق بالوعد والوفاء بالعهد, وتسلل إليهم تحت جناح الظلام, و أفضى لأبي موسى بحقيقة أمره فقال:
نحن من سادات القوم, و قد قتل "الهرمزان" أخي الأكبر, و تعدى على ماله و أهله, و أضمر لي الشر في صدره حتى ما عدت آمنه على نفسي و أولادي...
فآثرت عدلكم على ظلمه, ووفاءكم على غدره, وعزمت على أن أدلكم على منفذ خفي تنفذون منه إلى "تستر"...
فأعطني إنساناً يتحلى بالجرأة والعقل, ويكون ممن يتقنون السباحة حتى أرشده إلى الطريق.
استدعى أيو موسى الأشعري مجزأة بن ثور السدوسي, و أسر إليه بالأمر و قال:
أعنَّي برجل من قومك له عقل و حزم, وقدرة على السباحة.
فقال مجزأة: اجعلني ذلك الرجل أيها الأمير.
فقال له أبو موسى : إذا كنت قد شئت, فعلى بركة الله.
ثم أوصاه أن يحفظ الطريق, و أن يعرف موضع الباب, و أن يحدد مكان "الهرمزان", و أن يتثبت من شخصه, و ألا يحدث أمراً غير ذلك.
مضى مجزأة بن ثور تحت جنح الظلام مع دليله الفارسي, فأدخله في نفق تحت الأرض يصل بين النهر والمدينة.
فكان النفق يتسع تارة حتى يتمكن من الخوض في مائه وهو ماشٍ على قدميه, ويضيق تارة أخرى حتى يحمله على السباحة حملا.
وكان يتشعب و يتعرج مرة, و يستقيم مرة ثانية...
وهكذا حتى بلغ به المنفذ الذي ينفذ منه إلى المدينة, و أراه "الهرمزان" قاتل أخيه, و المكان الذي يتحصن فيه.
فلما رأى مجزأة "الهرمزان", همَّ بأن يرديه بسهم في نحره, لكنه مالبث أن تذكر وصية أبي موسى له بألا يحدث أمرا, فكبح جماح هذه الرغبة في نفسه و عاد من حيث جاء قبل بزوغ الفجر.


أعد أبو موسى ثلاثمائة من أشجع جند المسلمين قلباً, و أشدهم جلدا و صبراً, و أقدرهم على العوم و أمَّر عليهم مجزأة بن ثور وودَّعهم و أوصاهم... وجعل التكبير علامة على دعوة جند
المسلمين لاقتحام المدينة.
أمر مجزأة رجاله أن يتخففوا من ملابسهم ما استطاعوا حتى لا تحمل من الماء ما يثقلهم.
وحذرهم من أن يأخذوا معهم غير سيوفهم... و أوصاهم أن يشدوها على أجسادهم تحت الثياب...
و مضى بهم في آخر الثلث الأول من الليل.
ظل مجزأه بن ثور وجنده البواسل نحوا من ساعتين يصارعون عقبات هذا النفق الخطير, فيصرعونها تارة و تصرعهم تارة أخرى.
ولما بلغوا المنفذ المؤدي إلى المدينة وجد مجزأة أن النفق قد ابتلع مائتين وعشرين رجلاً من رجاله , و أبقى له ثمانين...
وما أن وطئت أقدام مجزأة و صحبه أرض المدينة حتى جردوا سيوفهم, و انقضوا على حماة الحصن , فأغمدوها في صدورهم.
ثم وثبوا إلى الأبواب و فتحوها و هم يكبرون.
فتلاقى تكبيرهم من الداخل مع تكبير أخوانهم من الخارج...
و تدفق المسلمون على المدينة عند الفجر...
و دارت بينهم و بين أعداء الله رحى معركة ضروس قلما شهد تاريخ الحروب مثلها هولاً و رهبةً و كثرة في القتلى.
و فيما كانت المعركة قائمة على قدم و ساق أبصر مجزأة بن ثور "الهرمزان" في ساحها, فاتجه نحوه, و ساوره بالسيف, فما لبث أن ابتلعه موج المتقاتلين و أخفاه عن ناظريه... ثم إنه بدا له مرة
أخرى فاندفع نحوه و حمل عليه...
وتصاول مجزأة و الهرمزان بسيفيهما فضرب كل منهما صاحبه ضربة قاضية, فارتد سيف مجزأة, و أصاب سيف الهرمزان...
فخر البطل الكميُّ الباسل صريعا على أرض المعركة, و عينه قريرة بما حقق الله على يديه.
وواصل جند المسلمين القتال, حتى كتب الله لهم النصر, ووقع الهرمزان في أيديهم أسيراً.

انطلق المبشرون إلى المدينة المنورة يزفون إلى الفاروق بشائر الفتح.
و يسوقون أمامهم الهرمزان وعلى كتفيه حلته الموشاة بخيوط الذهب ليراه الخليفة.
و كان المبشرون يحملون مع ذلك تعزية حارة للخليفة بفارسه الباسل مجزأة بن ثور.


اليورو العمله النادره أمثالك تعتبر مكسب كبير لهذا المنتدى بارك الله فيك ورفع قدرك وزاد في علمك وأدبك . ما أحوجنا لأمثال مجزأه بن ثور هذا الفارس لبطل وقد أعجبني أيضاً هذا الإنتقا الجميل لهذا الفارس .أخي الكريم أسأل الله أن يعيد لأمة الأسلام المجد والسؤدد ... تحياتي

مخاوي الذيب 05-03-2012 09:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالهادي الشهراني (المشاركة 84989)
اخي الحبيب مخاوي الذيب


لقد اعجبني موضوعك الجميل الذي افردته للاطلاع على سير كوكبة من الابطال وجميل ان بدأت بسيرة الصحابي الجليل عمرو ابن العاص رضي الله عنه وارضاه وهو من دهاة العرب كما سطر التاريخ ومن افضل القادة الحربيين على مرّ التاريخ وكان رضي الله عنه يتمتع بفكر عسكري عميق في المعارك الحربية وتدرس خططه الى الآن في معظم الكليات العسكرية .

واصل يارعاك الله

دمت لمحبيك وانا منهم


اخوك ابو راكان

أبوركان لا يفتى في المدينه وفيها مالك . من أمثالك نستفيد مرورك أسعدني ويا اليت تكون الشخصيه القادمه من إختيارك تقبل تحياتي أخي الحبــــــــيـــــــــب

مخاوي الذيب 05-03-2012 09:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الوطن (المشاركة 84991)
موضوع رائع من شخص رائع ذو اهداف واضحة و جميلة اسأل الله ان ينفع بك يا مخاوي الذيب و ينفع بكل من سيشارك في هذا الموضوع كاتباً و قارئاً

الرائع أنت والجميل مداخلتك الراقيه أنورة الديوانيه بتواجد أبن الوطن البار مرحباً مليون .... تحياتي وربي يرعاك

عبدالهادي الشهراني 07-03-2012 01:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مخاوي الذيب (المشاركة 85011)
أبوركان لا يفتى في المدينه وفيها مالك . من أمثالك نستفيد مرورك أسعدني ويا اليت تكون الشخصيه القادمه من إختيارك تقبل تحياتي أخي الحبــــــــيـــــــــب

بارك الله فيك اخي الحبيب ورفع قدرك

اختياري هو خالد ابن الوليد رضي الله عنه وارضاه فأرجو ان تتحفنا بنبذة عنه

قطرة ندى 07-03-2012 07:27 PM

سيرة عطرة لشخصية عظيمة
عمرو بن العاص صاحب المقولة المشهورة
"(الكلام كالدواء إن اقللت منه نفع , وإن اكثرت منه قتل)

الله يجزاك الجنة موضوع يحمل من الاهداف الوجدانية والتربوية
الكم الوفير ..... لك شكري وتقبل مروري

عبدالهادي الشهراني 20-03-2012 04:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالهادي الشهراني (المشاركة 85095)
بارك الله فيك اخي الحبيب ورفع قدرك



اختياري هو خالد ابن الوليد رضي الله عنه وارضاه فأرجو ان تتحفنا بنبذة عنه


وينك يا مخاوي الذيب

اتحفنا بمقتطفات من سيرة الصحابي الجليل والقائد الفذ خالد ابن الوليد رضي الله عنه وارضاه

اللافندر 20-03-2012 08:41 PM

موضوع جميل شكرا لمثل هذاه المواضيع المفيدة
قال صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "([1]).
اختياري أسما بنت عميس
مما أثار عجبي ودهشتي عندما كنت أطالع سيرة تلك السيدة الجليلة والمرأة العظيمة
الصابرة على أقدار الله المؤلمة الراضية بما قدره الله لها وكتبه عليها, المهاجرة إلى الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم إنها السيدة الفاضلة والصحابية الجليلة أسماء بنت عميس فقد جمعت
من الفضائل العظام والمناقب الجسام الشيء الكثير قلما اجتمع ذلك في صحابية مثلها.
فهي صاحبة الهجرتين, ومصلية القبلتين, وزوجة الخليفتين وزوجة الشهيدين وزوجة الأخوين
إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة والعبر الجليلة التي يجدها القارئ عندما يطالع تلك السيرة العطرة الزكية,
وفي الأسطر القليلة القادمة نتناول شيئاً يسيراً مما سبق الإشارة إليه فمستعيناً بالله أقول:
1. كونها صاحبة الهجرتين لأنها هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحبشة،
وهذه هي الهجرة الأولى, ثم هاجرت معه إلى المدينة النبوية من الحبشة إلى المدينة في سفينة،
ولذلك يسمون بأصحاب السفينة، وهذه هي الهجرة الثانية، فتكون بذلك صاحبة الهجرتين.
2. كونها مصلية القبلتين, لأنها صلت إلى بيت المقدس في بداية الإسلام، لأن القبلة
في بداية الإسلام كانت إلى بيت المقدس, وهذه هي القبلة الأولى ثم تحولت القبلة بعد ذلك
إلى البيت الحرام تلبية لرغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة
المباركة وبالتحديد منتصفها بعد مضي 16 شهراً أو 17 شهراً، وهذه هي القبلة الثانية, فتكون بذلك مصلية القبلتين.
3. كونها زوج الشهيدين لأنها تزوجت أول ما تزوجت بالصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب
رضي الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن هاجر جعفر رضي الله عنه
وزوجته أسماء بنت عميس رضي الله عنها من الحبشة إلى المدينة, وقد سعد به
النبي صلى الله عليه وسلم وفرح بقدومه جداً, وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة
وبالتحديد يوم فتح خيبر من أعظم حصون اليهود حينذاك، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم
معبراً عن فرحه وسروره بقدوم جعفر وباقي الصحابة الذين كانوا في الحبشة:
"ما أدري بأيهما أفرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر, ثم تلقاه والتزمه وقبل ما بين عينيه"([2]).
4. بعد ذلك أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن القواد الثلاثة في غزوة مؤتة وقتل هناك شهيداً
مدرجاً بدمائه الطاهرة بعد أن قطعت يداه فأبدله الله بهما جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء
كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ولقب بعد ذلك بجعفر الطيار, وهذا هو الشهيد الأول.
5. أما الشهيد الثاني فهو الإمام والصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فقد تزوجته أسماء بنت عميس
آخر من تزوجت، وقد قتل شهيداً رضي الله عنه, فبذلك تكون زوج الشهيدين.
6. كونها زوج الخليفتين بعدما قلت جعفر رضي الله عنه في مؤتة كما سبق بيانه تزوجت أسماء بنت عميس
بالصديق الأكبر وشيخ الصحابة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد انتهاء العدة، وولدت له ابنه محمداً
بذي الحليفة في السنة العاشرة للهجرة عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يتهيأ للمسير إلى الحج، فأبو بكر رضي الله عنه هو الخليفة الأول.
7. وبعد موت أبو بكر رضي الله عنه تزوجت أسماء بنت عميس بالخليفة الرابع علي رضي الله عن الجميع,
وتكون بذلك زوج الخليفتين.
8. كونها زوج الأخوين, فكما أسلفنا أنها تزوجت أول ما تزوجت بالصحابي الجليل والبطل النحرير
جعفر الطيار رضي الله عنه, وآخر ما تزوجت تزوجت بالفارس المقدام والأسد الضرغام علي رضي الله عنه،
ومعلوم أن كل من جعفر وعلي رضي الله عنهما أخوان
فتكون بذلك زوج الأخوين. هذا والله أعلم بالصواب، وانظر في ذلك كتب السير والتراجم وهي كثيرة
كالطبقات لابن سعد, والسيرة لابن هشام, والاستيعاب لابن عبد البر,
وأُسْد الغابة لابن الأثير والإصابة لا بن حجر العسقلاني وغيرها كثير جداً.
· فوائد عظيمة:
ومن الفوائد العظيمة والدرر النفيسة أن هذه الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس رضي الله عنها
لها خمس أخوات كلهن صحابيات ومنهن اثنتان من أمهات المؤمنين وهنَّ كالتالي:
1. أختها لأمها زينب بنت خزيمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم والتي تلقب بأم المساكين،
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ثم توفيت بعد مدة يسيرة جداً رضي الله عنها.
2. أختها لأمها أيضاً ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
بمكان يقال له سرف بين مكة والمدينة وهو أقرب من جهة مكة، ومن الطريف أنها رضي الله عنها ماتت أيضاً
بنفس المكان الذي تزوجها وبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. ومن الطريف أيضاً هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بأختين ولكن لم يجمع بينهما قطعاً
لأن هذا لا يجوز ومحرم, فقد تزوج بزينب بنت خزيمة أولاً ثم تزوج بميمونة بنت الحارث بعد وفاة زينب وهما أختان لأم، وأمهما هي هند بنت عوف.
4. أختها لأمها لبابة بنت الحارث أم الفضل وهي التي تلقب بلبابة الكبرى وهي زوجة
العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وأم حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
5. أختها لأمها لبابة بنت الحارث أم خالد بن الوليد سيف الله وهي التي تلقب بلبابة الصغرى.
6. ويستفاد من ذلك أيضاً أن كل من عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد رضي الله عنهم أبناء خالة أشقاء.
7. أختها شقيقة سلمى بنت عميس وكانت زوجة الأسد الجسور حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم،
ولذلك قال ابن عبد البر وغيره عن أم أسماء بنت عميس وهي هند بنت عوف رضي الله عن الجميع هي أعظم امرأة صهراً في قريش،
فصهرها النبي صلى الله عليه وسلم وعماه العباس وحمزة, وأبو بكر وجعفر وعلي رضي الله عنهم.

مخاوي الذيب 21-03-2012 12:00 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تلبيه لطلب الغالي أبوركان هذه سيرة الصحابي الجليل خالد أبن الوليد رضي الله عنه وأرضاه



سيف الله المسلول



خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي (581 - 642 م) فارس و قائد إسلامي لقبه الرسول بـ سيف الله المسلول حارب في بلاد فارس و بلاد الروم وفي الشام وتوفي ودفن بعدها في حمص .


نشأته رضى الله عنه


هوخالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو سليمان، وقيل: أبو الوليد، القرشي المخزومي، أمه لبابة الصغرى، وقيل: الكبرى، والأول أصح، وهي بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، هو ابن خالة أولاد العباس الذين من لبابة. ويكنى بأبي سليمان


وكان أحد الأشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنة الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم على خيول قريش في الحرب، قاله الزبير بن بكار.


ولد خالد بن الوليد سنة 584م في مكة ، وكان والده الوليد بن المغيرة سيدا في بني مخزوم ومن سادات قريش واسع الثراء ورفيع النسب والمكانة, حتى أنه كان يرفض أن توقد نار غير ناره لاطعام الناس خاصة في مواسم الحج و سوق عكاظ ولقب بريحانة قريش لأنه كان يكسو الكعبة عامآ وقريش أجمعها تكسوها عامآوأمه هي لبابة بنت الحارث الهلالية.


كان له ستة إخوة وأختان، نشأ معهم نشأة مترفة، وتعلم الفروسية منذ صغره مبدياً فيها براعة مميزة، جعلته يصبح أحد قادة فرسان قريش.


كان خالد بن الوليد كثير التردد في الأنتماء للاسلام، وقد أسلم متأخراً بعدما أسلم اخوه الوليد بن الوليد, وحارب المسلمين في غزوتي أحد وقتل من المسلمين عدداً كبيراً و في الأحزاب ولم يحارب في بدر لأنه كان في بلاد الشام وقت وقوع الغزوة الأولى بين المسلمين و مشركي قريش ، غير أنه مال إلى الإسلام وأسلم قبل فتح مكة، رغم أنه كان صاحب دور رئيسي في هزيمة المسلمين في غزوة أحد في نهاية الغزوة بعد ان قتل من بقي من الرماة المسلمين على جبل الرماة و التف حول جيش المسلمين و طوقهم من الخلف و قام بهجوم ادى إلى ارتباك صفوف جيش المسلمين.


إسلامه رضى الله عنه


أسلم خالد متأخراً في صفر للسنة الثامنة الهجرية، قبل فتح مكة بستة أشهر، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين، وتعود قصة اسلام خالد إلى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال: (أين خالد؟)... فقال الوليد: (يأتي به الله).



فقال النبي: -صلى الله عليه وسلم-: (ما مثله يجهل الاسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره)... فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده، فترك له رسالة قال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد... فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك، ومثل الاسلام يجهله أحد؟!... وقد سألني عنك رسول الله، فقال أين خالد - وذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه - ثم قال له: فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه، فقد فاتتك مواطن صالحة) . وقد كان خالد -رضي اللـه عنه- يفكر في الاسلام، فلما قرأ رسالة أخيـه سر بها سرورا كبيرا، وأعجبه مقالة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم-فيه، فتشجع و أسلـم...


الحلم


ورأى خالد رضى الله عنه في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: (إن هذه لرؤيا)... فلمّا قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له: (هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك).


الـــرحــلـــــة


يقول خالد رضى الله عنه عن رحلته من مكة إلى المدينة: (وددت لو أجد من أصاحب، فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة، وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا، فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص، فقال: (مرحبا بالقوم)... قلنا: (وبك)... قال: (أين مسيركم؟)... فأخبرناه، وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان).


قدومه رضى الله عنه المدينة


فلما رآهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: (رمتكم مكة بأفلاذ كبدها)... يقول خالد: (ولما اطلعت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وحينها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا إلى الخير)... وبايعت الرسـول صلى الله عليه وسلم وقلت: (استغفر لي كل ما أوضعـت فيه من صد عن سبيل اللـه)... فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الإسلام يجـب ما كان قبله)... فقلت: (يا رسول الله على ذلك)... فقال عليه الصلاة والسلام: (اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك)... وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم)...


خالد رضى الله عنه بعد إسلامه


شارك خالد في أول غزواته في غزوة مؤتة ضد الغساسنة و الروم، وقد قتل فيها قادتها الثلاثة: زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنهم-، فسارع إلى الراية (ثابت بن أقرم) فحملها عاليا وتوجه مسرعا إلى خالد قائلا له: (خذ اللواء يا أبا سليمان) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلا: (لا، لا آخذ اللواء أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا)... فأجابه ثابت: (خذه فأنت أدرى بالقتال مني، ووالله ما أخذته إلا لك). ثم نادى بالمسلمين: (أترضون إمرة خالد؟)... قالوا: (نعم)... فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين، يقول خالد:- (قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبر الصحابة بتلك الغزوة: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب ،... وعيناه -صلى الله عليه وسلم- تذرفان...، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)... فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله.


ولقد أمره الرسول صلى الله عليه وسلم على أحد الكتائب الاسلامية التي تحركت لفتح مكة واستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا في سرية للقبض على اكيدر ملك دومة الجندل أثناء غزوة تبوك.


ولا يصح لخالد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة، ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي، فقتل منهم من لم يجز له قتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد".



فأرسل مالاً مع علي بن أبي طالب فوردى القتلى، وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم، حتى ثمن ميغلة الكلب، وفضل معه فضلة من المال فقسمها فيهم، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك استحسنه، ولما رجع خالد بن الوليد من بني جذيمة أنكر عليه عبد الرحمن ابن عوف ذلك، وجرى بينهما كلام، فسب خالد عبد الرحمن بن عوف، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال لخالد: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه".


وكان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم، فجرح خالد، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفث في جرحه فبرأ، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل، فأسره، وأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية، ورده إلى بلده، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بن مذحج، فقدم معه رجال منهم فأسلموا، ورجعوا إلى قومهم بنجران


وعن خالد بن الوليدرضى الله عنه: أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأكل منه، فقالوا: يا رسول الله، هو ضب. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقلت: أحرام هو? قال: "لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه". قال خالد: فاجتزرته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر.


دوره رضى الله عنه في حروب الردة


قام خالد بن الوليد بدور كبير في حروب الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وواجه بجيشه المرأة سجاح مدعية النبوة و مالك بن نويرة الذي اتهم بالردة " .


ثم إن أبا بكر أمره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال المرتدين، منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم، ومنهم مالك بن نويرة، في بني يربوع من تميم وغيرهم، إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلما لظن ظنه خالد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب . وهناك شبهة تقول انه تبريراً لما سيقدم عليه خالد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد عن الإسلام بكلام بلغه أنه قاله، فانكر مالك ذلك وقال: أنا على دين الإسلام ما غيرت ولا بدلت - لكن خالد لم يصغ لشهادة أبي قتادة وابن عمر، ولم يلق أذناً لكلام مالك، بل أمر فضربت عنق مالك وأعناق أصحابه. وقبض خالد زوجته ليلي (أم تميم في الليلة التي قتل فيها زوجها).والرد علي ذلك انه لم يتاكد له اسلامه كدليل أول والدليل الثاني انه لم يقتله ولكن كانت ليلة شديدة البرد فقال خالد لاحد جنوده دافئوهم وكان الجندي من كنانة ودافئوهم في لغة كنانة معناها اقتلوهم فقتلهم وخالد منهم برئ وعندما استدعاه الخليفة أبو بكر الصديق وهو من هو من كونه خليفة المسلمين والسابق في الاسلام ولايدانيه أحد قد رضي من خالد عذره وروايته لانه يعرفه جيداوهي اصح الروايات.


خالد رضى الله عنه و معركة اليمامة :-


بعث أبا بكر جيش تحت قيادة عكرمة بن أبي جهل و لما اشتد بهم الحال ، بعث لخالد لنصرتهم. و مع قدومه و اشتداد المعركة التي بدأت لصالح مسيلمة جال خالد مع فرسانه وسط العدو فأربكوه و ألحقوا به الهزيمة و تشجع باقي الجيش فأجهز على العدو و هرب مسيلمة في حديقته فاقتحمها المسلمون و قتل وحشي ابن حرب برمحه مسيلمة الكذاب لتنكسر شوكة أحد أكبر المشركين المدعين بالنبوة. ثم سارع خالد ابن الوليد بجيشه و فرسانه ليجول وسط الجزيرة العربية تأديبا للمرتدين و قد جعل الله النصر على يديه و أيدي الفرسان الباسلين الذين فاقوا كل تصور في الحنكة و البذل و العطاء في سبيل الله و لو صنعت الأفلام لبطولاتهم فلا تظاهيها بطولات قط فقد أوقعوا و كسروا شوكة ملوك العال آنذاك بفضل إيمانهم.


دوره رضى الله عنه في فتح بلاد الروم و الشام


وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره به وببركته، فلا يزال منصوراً.


وسقطت منه قلنسوته يوم اليرموك، فأضنى نفسه والناس في البحث عنها فلما عوتب في ذلك قال: (إن فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله وإني أتفائل بها وأستنصر)... ففي حجة الوداع ولمّا حلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه أعطى خالداً ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحداً إلا هزمه الله



ارسله الخليفة أبو بكر الصديق لنجدة جيوش المسلمين في الشام بعد ان ثبت خالد بن الوليد اقدامه في العراق ، تحرك خالد بن الوليد وقطع صحراء السماوة و معه دليله رافع وجيشه ووصل في وقت قليل لنجدة المسلمين في بلاد الشام .


حين وصل إلى الشام ومعه تسعة آلاف وجد هناك جيوشا متعددة عند اليرموك وأقترح أن تجمع الجيوش في جيش واحد فأختاره القواد ليأمر الجيش فقام بتنظيمه وإعادة توزيعه قبل معركة اليرموك. قبيل المعركة توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر بن الخطاب الذي أرسل كتابا إلى أبو عبيدة بن الجراح يأمره بإمارة الجيش وعزل خالد لأن الناس فتنوا بخالد حتى ظنوا أن لا نصر بدون قيادته ولكن أبا عبيدة آثر أن يخفي الكتاب حتى إنتهاء المعركة وإستباب النصر تحت قيادة خالد. في المجمل خاض خالد بن الوليد رضي الله عنه معارك عديدة انتصر فيها كلها و أهمها - ذات السلاسل -الثني-الولجة-أليس-أمغيشيا-الحيرة-الأنبار-عين تمر-دومة الجندل-الفراض. قتل من الفارسيين مئات الآلاف ليذوب الملك العظيم لفارس على يد عباد لله .


وفاته رضى الله عنه:-


خالد بن الوليدتوفي خالد بن الوليد في حمص - سورية وكان قد ولي عليها بعد فتح الشام، ومات ميتة طبيعية وقيل انه لم يورث أحد من ابناءه لانهم ماتو قبله وورث أيوب بن سلمة داره بالمدينة .لكن الصحيح انه كان له عقب منهم عبد الرحمن الذى كان والى حمص في خلافة سيدنا عثمان بن عفان ومات في خلافة معاوية


وأيوب بن سلمة بن هشام بن المغيرة هو ابن عم لخالد بن الوليد والقاعدة الشرعية أن ابن العم لايرث إلا بعد انقراض الأبناء والأخوة


ودفن فيها في الجامع المعروف بأسمة في مدينة حمص . وقد شهد خالد بن الوليد حوالى مائة معركة بعد إسلامه, قال على فراش الموت:-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
الكلمه الخالده لخالد أبن الوليد


لقد شهدت مائة زحف أو زهاها وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، فلا نامت أعين الجبناء

مخاوي الذيب 31-03-2012 03:41 PM

بسم الله الحمن الرحيم
اليوم رحلتنا مع كوكبة الأبطال ستكون مع بطل من أبطال الإسلام مع الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو.. فارس المهام الصعبة رضي الله عنه وأرضاه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
حينما أمر أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قائد جيوشه خالد بن الوليد بالتوجه إلى العراق لمواجهة
جيوش الفرس ، طلب خالد أن يمده بجنود إضافيين من المسلمين بعد أن استشهد عدد كبير من أفراد جيشه في حرب الردة.
فأمده أبو بكر بالقعقاع بن عمرو التميمي ، فقيل له: أتمد رجلا انفض عنه جنوده برجل؟ فقال أبو بكر: لا يُهزَم جيش فيهم
مثل هذا، وكان القعقاع أحد فرسان العرب وشعرائهم وشهد أكثر الفتوحات الإسلامية في العراق والشام. وقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوما: ما أعددت للجهاد؟ فقال: طاعة الله ورسوله والخيل.

وفي موقعة ذات السلاسل التي كان يقود الفرس فيها قائدهم هرمز تقابل المسلمون والفرس في كاظمة، وخرج هرمز من بين
صفوف جنده ونادى بالنزال فمشى إليه خالد بن الوليد. واحتضنه خالد فهجم جند فارس يريدون قتل خالد وتخليص هرمز
من قبضته. ولكن القعقاع لم يمهلهم فقد حمل عليهم بسيفه وصال وجال في رقابهم، والمسلمون خلفه، فانهزم جند فارس وفروا
من أمامهم فطاردهم المسلمون وركبوا أكتافهم إلى الليل. ولما حقق خالد انتصاراته على قواد الفرس وغادر الحيرة قاصدا الأنبار
خلف على الحيرة فارس العرب القعقاع بن عمرو لحمايتها من أية غارات محتملة من الفرس. ولم تدم إقامة القعقاع في الحيرة،
فما هي إلا أيام حتى استدعاه خالد ليقود هجوم المسلمين على الروم في معارك اليرموك ومعه عكرمة بن أبي جهل، وقد حقق الجيش
الإسلامي في اليرموك نصرا ساحقا على الروم.

دائما في المقدمة

إننا نرى القعقاع في كل موقعة يشتد فيها القتال سواء مع الفرس أو الروم، فهو كما قال عنه أبو بكر لا يهزم جيش فيه
القعقاع بن عمرو التميمي. فقد أرسل عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين إلى قائد جيوشه في الشام أبي عبيدة بن الجراح أن
يرسل الجند الذين جاؤوه من العراق مع خالد بن الوليد إلى سعد بن أبي وقاص ليكونوا عونا له في فتح بلاد فارس. وكان عددهم
ستة آلاف منهم خمسة آلاف من ربيعة ومضر، وألف من اليمن. وكان أمير الجيش هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعلى مقدمته
القعقاع بن عمرو، وحينما وصل القعقاع إلى القادسية أراد أن يكون وصوله نذير شؤم على الفرس، وأن يبث الرعب في قلوبهم،
ويوقع في ظنهم أن المدد الذي جاء لجيش المسلمين من الشام جيش كبير العدد والعدة، فعهد إلى أصحابه وكانوا ألف جندي أن
يقسموا أنفسهم إلى أعشار، بحيث يتقدمون عشرة عشرة مثيرين زوبعة من التراب وكأن العشرة مائة، ونفذوا خطته. وكلما وصل
عشرة إلى مشارف الفرس جاء بعدهم عشرة آخرون. ثم أثار الحمية في نفوس جنوده وتقدمهم إلى الفرس ونادى: من يبارز؟
فبرز إليه رجل من الفرس. فقال له القعقاع: من أنت؟ قال: أنا بهمن جادويه (أحد قواد الفرس) فنادى القعقاع :
يالثارات أبي عبيدة وسليط وأصحاب الجسر، وكان الفرس قتلوا آلاف المسلمين في معركة الجسر. وهجم القعقاع على جادويه فقتله.
ونشط فرسان المسلمين فأصابوا عدوهم.
ثم استمر القتال إلى الليل وفي صباح اليوم التالي نادى القعقاع: من يبارز؟ فخرج إليه اثنان هما البيرزان والبندوان، فانضم إلى
القعقاع الحارث بن ظبيان. فبارز القعقاع البيرزان فضربه بسيفه فأطار رأسه. وبارز ابن ظبيان البندوان فضربه فأطار رأسه.
وصاح القعقاع في المسلمين: باشروهم بالسيوف، فإنما يحصد الناس بها.
ثم خرج الناس من كل ناحية وبدأ الطعان والضرب بالسيوف. وحمل بنو عم القعقاع يومئذ عشرة عشرة على عدوهم ومعهم إبل
مجللة مبرقعة تشبه الفيلة التي يستعملها الفرس في حربهم، ولقي أهل فارس من الإبل يوم (أغواث) أي في ذلك اليوم الذي سمي
بيوم أغواث أعظم مما لقي المسلمون من الفيلة يوم أرماث.

القعقاع بن عمرو التميمي فارس لا ينام ولا يغمض له جفن، فهو في الليل عابد مجتهد في طاعة الله، وفي النهار بطل مغوار ينتدبه
سعد بن أبي وقاص للمهام الصعبة ، فقد أرقت سعد تلك الفيلة التي استعان بها الفرس في القتال. فسأل جماعة من الفرس ممن
أسلموا عن كيفية قتل الفيلة. فقالوا إن مقاتلها في المشافر والعيون. فأرسل إلى القعقاع بن عمرو وشقيقه عاصم.. وقال لهما:
“اكفياني الفيل الأبيض. وأرسل إلى حمال والربيل الأسديين: اكفياني الفيل الأجرب. وكانت الفيلة جميعها تتبع الفيلين:
فأخذ القعقاع وعاصم رمحين ووضعاهما في عيني الفيل الأبيض فنفض رأسه وطرح سائسه أرضا ودل مشفره فضربه القعقاع
بسيفه فسقط على جنبه. وكذلك فعل حمال والربيل مع الفيل الأجرب الذي ما إن ضربه الربيل في مشفره حتى وثب الى نهر العتيق
وتبعته الفيلة تخترق صفوف الفرس وألقت على الأرض من عليها، وظلت في طريقها حتى وصلت إلى المدائن.

ذكاء وحكمتة

ومرة أخرى ينفرد القعقاع برأيه ويقهر جنود الفرس. فبعد ثلاثة أيام من حرب القادسية وفي ليلة رابع يوم من الحرب خشي سعد
أن يأتيه العدو من مخاضة في أسفل عسكره، فأرسل جماعة من جنده إلى المخاضة حتى يؤمنوها ولما وصلوا لم يجدوا أحدا
وفكروا في أن يهاجموا الفرس من خلفهم، وفعلوا وكبر المسلمون تكبيرة روعت الفرس بينما ظن الجيش الإسلامي أن الفرس
هاجموا الجماعة التي أرسلت إلى المخاضة، ولهذا فإن أفرادها يكبرون مستغيثين، ورأى القعقاع جنود فارس يزحفون نحو
المجموعة الإسلامية التي بدأت تناوش الفرس في المخاضة. فزحف عليهم القعقاع من دون أن يستأذن سعد بن أبي وقاص
ورأى سعد القعقاع يزحف عليهم فقال: اللهم اغفرها له وانصره، فقد أذنت له، وإن لم يستأذني.

واستقبل المسلمون الفرس بالسيوف، وخالطوهم. فكان للسيوف قعقعة كأنها صوت مطارق الحدادين. وبات سعد ليلة لم يبت
مثلها وانقطعت الأخبار عن سعد وعن رستم قائد الفرس ، وأقبل سعد على الدعاء حتى إذا كان وجه الصبح علم أن المسلمين
هم الأعلون وأن الغلبة لهم. وكان الناس لم يناموا ليلتهم، واشتد بهم التعب فسار القعقاع فيهم وقال: إن الدائرة بعد ساعة على
من بدأ النوم، فاصبروا ساعة واحملوا فإن النصر مع الصبر. فاجتمع إليه رؤساء الجند وحملوا على من يليهم، واقتتلوا أشد
قتال إلى الظهيرة وحينذاك بدأ الخلل في صفوف الفرس. وهبت ريح عاصفة أطارت سرير رستم، ورمى رستم بنفسه في
العقيق (نهر ضحل) ورآه هلال أحد رجال القعقاع بن عمرو فعرفه واقتحم النهر وراءه ثم أمسك به وخرج به من النهر
ثم ضرب جبينه بالسيف فقتله.

لم تنته معارك سعد وقائد قلب هجومه القعقاع بن عمرو مع الفرس، فبعد هزيمة الفرس في المدائن تجمعوا في جلولاء
على بعد أربعين ميلا شمال المدائن وحفروا خندقا كبيرا واسعا أحاطوه بالحسك. وندب سعد بن أبي وقاص لحربهم
هاشم بن عتبة وعلى مقدمة جيشه القعقاع بن عمرو، وبعد قتال مرير زحف القعقاع إلى باب الخندق فأخذ به وأمر
مناديا فنادى: يا معشر المسلمين هذا أميركم قد دخل خندق القوم وأخذ به فأقبلوا إليه، ولا يمنعنكم من بينكم وبينه من دخوله،
وحمل المسلمون حتى انتهوا إلى باب الخندق، فإذا هم بالقعقاع بن عمرو قد أخذ به. فهجم المسلمون على عدوهم ولم يفلت
من الفرس إلا القليل. وقتل منهم يومئذ نحو مائة ألف رجل.

وعاش القعقاع حتى شهد الفتنة التي حدثت بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ومبايعة علي. ثم ما كان من مطالبة
علي بقتل من شاركوا في قتل عثمان وكان على رأس هؤلاء عائشة أم المؤمنين وكان القعقاع مع علي بن أبي طالب ويرى
مصالحة القوم. واختاره علي بن أبي طالب كرم الله وجهه للسفارة بينه وبين أهل البصرة الذين تجمعوا للمطالبة بدم عثمان.
وكان مما قاله القعقاع لهم: إن أبيتم إلا مكابرة هذا الأمر واعتسافه كانت علامة شر وذهاب هذا الثأر فآثروا العافية ترزقوها،
وكونوا مفاتيح الخير، ولا تعرضونا للبلاء، ولا تتعرضوا له فيصرعنا ويصرعكم؛ وأشرف القوم على الصلح،
ولكن قوما لم يطمئنوا إلى حقن الدماء فأشعلوا الحرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الرجل الذي كويس 03-04-2012 03:06 PM

جزاك الله خير سلسله من روائع ابداعاتك
استمر فــ والله اني استمتعت بما نقلته لنا
عن افضل البشر بعد
الانبياء والرُسل

مخاوي الذيب 10-04-2012 06:56 AM


عكرمة بن أبي جهل المخزومي رضي الله عنه وأرضاه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان من أكرم قريش حسباً ، وأكثرهم مالاً ، وأعزهم نسباً ... هذا هو عكرمة بن أبي جهل، أحد أبرز فرسان قريش المرموقين .
ـ وجد عكرمة بن أبي جهل نفسه مدفوعاً ـ بحكم زعامة أبيه إلى معاداة محمد وأصحابه، فعاداه أشد العداء ، وصب على المسلمين ما قرت به عين أبيه .

ولما قاد أبوه معركة الشرك يوم بدر ، وأقسم باللاة والعزى ألا يعود إلى مكة إلا إذا هزم محمد ... ولكن اللاة والعزى لم يلبيا نداء أبي جهل؛ لأنهما لا يسمعان .. فخرَّ صريعاً في بدر، ورآه ابنه عكرمة بعينه ورماح المسلمين تنهل منه ... فزادت عداوة عكرمة لرسول الله شدة وأصبح له مع الإسلام ثأر أبيه ... فخاض مع المشركين معركة أحد والخندق ... وفي يوم فتح مكة رأت قريش ألا تقاتل محمداً ؛ لأنها لا تستطيع ذلك فأخلت له مكة ، لكن عكرمة ونفراً معه تصدَّوا لقتال المسلمين ، فهزمهم خالد بن الوليد في معركة صغيرة ، ولاذ عكرمة بالفرار .. وعفا رسول الله عن كل مَن آذاه من قريش ، لكنه استثنى نفراً وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة ، وكان من بين هؤلاء عكرمة ، لذا تسلل متخفياً واتجه نحو اليمن يريد الهروب ..

عند ذلك مضت أم حكيم زوج عكرمة إلى منزل رسول الله ، وقالت : يا رسول الله : قد هرب منك عكرمة إلى اليمن خوفاً من أن تقتله ، فأمِّنه أمَّنك الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : " هو آمن " فخرجت من ساعتها في طلبه ، حتى أدركته عند ساحل البحر ، فقالت : يا ابن عم جئتك من عند أفضل الناس ، وأبرِّ الناس ، من عند محمد ، وقد استأمنتُ لك منه ، فلا تهلك نفسك ... فعاد معها ، ولما وصل عكرمة إلى رسول الله وقف بين يديه ، وقال : إلامَ تدعو يا محمد ؟ قال : أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأني عبد الله ورسوله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة .. حتى عدَّله أركان الإسلام . قال عكرمة : واللهِ ما دعوت إلا إلى حق ، ثم قال : قد كنتَ فينا ـ والله ـ قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه أصدقنا حديثاً ، وأبرنا براً ... ثم بسط يديه ونطق بالشهادتين .

ثم قال عكرمة : يا رسول الله ، علمني خير شيء أقوله . قال : تقول: لا إله إلا الله ، محمداً عبده ورسوله .
فقال له رسول الله : اليوم لا تسألني شيئاً إلا أعطيتك إياه .
فقال عكرمة : إني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها ، أو كلام سوء قلته فيك .
فقال عليه الصلاة والسلام : اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها ، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد إطفاء نورك واغفر له ما نال من عرضي في وجهي أو أنا غائب " .

فقال عكرمة : أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في صدٍّ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قتالاً قاتلته صداً عن سبيل الله إلا قاتلت ضعفه في سبيل الله .
ومنذ ذلك اليوم انضم إلى موكب الدعاة فارس باسل في ساحات القتال عبَّاد قوَّام قرَّاء لكتاب الله ، في المساجد ؛ فقد كان يضع المصحف على وجهه قائلاً : كتاب ربي ... كلام ربي وهو يبكي من خشية الله .
وفي يوم اليرموك أراد عكرمة أن يشق صفوف الروم ، فصاح في مجمع من الجند ايها الرجال من يبايع على الموت فاستجاب له اربعمائة من خيرة القادة منهم ضرار بن الازور الحارت بن هشام عياش بن ابي ربيعة وعمه هشام فنهاه خالد قائلاً : لا تفعل يا عكرمة فإن قَتْلك سيكون شديداً على المسلمين ، فقال عكرمة :

لقد قاتلتُ رسول الله في مواطن كثيرة ، وأهرب اليوم من الروم ... لن يكون هذا أبداً . ولما انجلت معركة اليرموك عن ذلك النصر المؤزر للمسلمين ، كان يتمدد على الأرض ثلاثة مجاهدين أثخنتهم الجراح ، هم: الحارث بن هشام ، عياش بن أبي ربيعة ، عكرمة بن أبي جهل .
فدعا الحارث بماء ليشربه ، فلما قربوه منه نظر إليه عكرمة فقلا : ادفعوه إليه ، فلما قربوه نظر إليه عياش فقال : ادفعوه إليه .. فلما دنوا من عياش وجدوه قد فارق الحياة ، فلما عادوا إلى صاحبيه وجدوهما قد لحقا به ، رضي الله عنهم جميعاً ،
وسقاهم من الكوثر شربة لا يظمئون بعدها .
وحباهم خضراء الفردوس يرتعون فيها أبداً



مخاوي الذيب 10-04-2012 09:33 PM

(المقداد بن عمر رضي الله عنه سيد الفرسان وأول من عدا به فرسه في سبيل الله )




والمقداد بن الأسود، هو المقداد بن عمرو كان قد حالف في الجاهلية الأسود بن عبد يغوث فتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، حتى اذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني، نسب لأبيه عمرو بن سعد..

والمقداد من المبكّرين بالاسلام، وسابع سبعة جاهروا باسلامهم وأعلنوه، حاملا نصيبه من أذى قريش ونقمتها، فيه........ شجاعة الرجال وغبطة الحواريين..!!

ولسوف يظل موقفه يوم بدر لوحة رائعة كل من رآه لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم..

يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله:

" لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا".
في ذلك اليوم الذي بدأ عصيبا.. حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد واصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها..

في ذلك اليوم.. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها..

ووقف الرسول يعجن ايمان الذين معه، ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه..

وراح يشاورهم في الأمر، وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة والرأي، فانه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة رأيه، فان قال قائلهم رأيا يغاير رأي الجماعة كلها، ويخالفها فلا حرج عليه ولا تثريب..



وخاف المقدادا أن يكون بين المسلمين من له بشأن المعركة تحفظات... وقبل أن يسبقه أحد بالحديث همّ هو بالسبق ليصوغ بكلماته القاطعة شعار المعركة، ويسهم في تشكيل ضميرها.

ولكنه قبل أن يحرك شفتيه، كان أبو بكر الصديق قد شرع يتكلم فاطمأن المقداد كثيرا.. وقال أبو بكر فأحسن، وتلاه عمر بن الخطاب فقل وأحسن..

ثم تقدم المقداد وقال:

" يا رسول الله..

امض لما أراك الله، فنحن معك..

والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى

اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون..

بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون..!!

والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله لك".. انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف.. وتلل وجه رسول الله وأشرق فمه عن دعوة صالحة دعاها للمقداد.. وسرت في الحشد الصالح المؤمن حماسة الكلمات الفاضلة التي أطلقها المقداد بن عمرو والتي حددت بقوتها واقناعها نوع القول لمن أراد قولا.. وطراز الحديث لمن يريد حديثا..!!



أجل لقد بلغت كلمات المقداد غايتها من أفئدة المؤمنين، فقام سعد بن معاذ زعيم الأنصار، وقال:

" يا رسول الله..

لقد آمنا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق.. وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك.. والذي عثك بالحق.. لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدا..

انا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء.. ولعل الله يريك منا ما تقر عينك.. فسر على بركة الله"..

وامتلأ قلب الرسول بشرا..

وقال لأصحابه:" سيروا وأبشروا"..

والتقى الجمعان..

وكان من فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير: المقداد بن عمرو، ومرثد بن أبي مرثد، والزبير بن العوّام، بينما كان بقية المجاهدين مشاة، أو راكبين ابلا..
*****************

ان كلمات المقداد التي مرّت بنا من قبل، لا تصور شجاعته فحسب، بل تصور لنا حكمته الراجحة، وتفكيره العميق..

وكذلك كان المقداد..

كان حكيما أريبا، ولم تكن حمته تعبّر عن نفسها في مجرّد كلمات، بل هي تعبّر عن نفسها في مبادئ نافذة، وسلوك قويم مطرّد. وكانت تجاربه قوتا لحكته وريا لفطنته..

ولاه الرسول على احدى الولايات يوما، فلما رجع سأله النبي:

" كيف وجدت الامارة"..؟؟

فأجاب في صدق عظيم:

" لقد جعلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعا دوني..

والذي بعثك بالحق، لا اتآمرّن على اثنين بعد اليوم، أبدا"..

واذا لم تكن هذه الحكمة فماذا تكون..؟

واذا لم يكن هذا هو الحكيم فمن يكون..؟

رجل لا يخدع عن نفسه، ولا عن ضعفه..

يلي الامارة، فيغشى نفسه الزهو والصلف، ويكتشف في نفسه هذا الضعف، فيقسم ليجنّبها مظانه، وليرفض الامارة بعد تلك التجربة ويتتحاماها.. ثم يبر بقسمه فلا يكون أميرا بعد ذلك أبدا..!!

لقد كان دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله.. هوذا:

" ان السعيد لمن جنّب الفتن"..

واذا كان قد رأى في الامارة زهوا يفتنه، أو يكاد يفتنه، فان سعادته اذن في تجنبها..

ومن مظاهر حكمته، طول أناته في الحكم على الرجال..

وكان المقداد يرجئ حكمه الأخير على الناس الى لحظة الموت، ليتأكد أن هذا الذي يريد أن يصدر عليه حكمه لن يتغير ولن يطرأ على حياته جديد.. وأي تغيّر، أو أي جديد بعد الموت..؟؟

وتتألق حكمته في حنكة بالغة خلال هذا الحوار الذي ينقله الينا أحد أصحابه وجلسائه، يقول:

" جلسنا الى المقداد يوما فمرّ به رجل..

فقال مخاطبا المقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى اله عليه وسلم..

والله لوددنا لو أن رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت فأقبل عليه المقداد وقال:

ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدا غيّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟؟ والله، لقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبّهم الله عز وجل على مناخرهم في جهنم. أولا تحمدون الله الذي جنّبكم مثلا بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم"..


حكمة وأية حكمة..!!

انك لا تلتقي بمؤمن يحب الله ورسوله، الا وتجده يتمنى لو أنه عاش أيام الرسول ورآه..!

ولكن بصيرة المقداد الحاذق الحكيم تكشف البعد المفقود في هذه الأمنية..

ألم يكن من المحتمل لهذا الذي يتمنى لو أنه عاش تلك الأيام.. أن يكون من أصحاب الجحيم..

ألم يكون من المحتمل أن يكفر مع الكافرين.

وأليس من الخير اذن أن يحمد الله الذي رزقه الحياة في عصور استقرّ فيها الاسلام، فأخذه صفوا عفوا..

هذه نظرة المقداد، تتألق حكمة وفطنة.. وفي كل مواقفه، وتجاربه، وكلماته، كان الأريب الحكيم..


**

وكان حب المقداد للاسلام عظيما..

وكان الى جانب ذلك، واعيا حكيما..

والحب حين يكون عظيما وحكيما، فانه يجعل من صاحبه انسانا عليّا، لا يجد غبطة هذا الحب في ذاته.. بل في مسؤولياته..

والمقداد بن عمرو من هذا الطراز..

فحبه الرسول. ملأ قلبه وشعوره بمسؤولياته عن سلامة الرسول، ولم يكن تسمع في المدينة فزعة، الا ويكون المقداد في مثل لمح البصر واقفا على باب رسول الله ممتطيا صهوة فرسه، ممتشقا مهنّده وحسامه..!!

وحبه للاسلام، ملأ قلبه بمسؤولياته عن حماية الاسلام.. ليس فقط من كيد أعدائه.. بل ومن خطأ أصدقائه..

خرج يوما في سريّة، تمكن العدو فيها من حصارهم، فأصدر أمير السرية أمره بألا يرعى أحد دابته.. ولكن أحد المسلمين لم يحط بالأمر خبرا، فخالفه، فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق، أ، لعله لا يستحقها على الاطلاق..

فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح، فسأله، فأنبأه ما حدث

فأخذ المقداد بيمينه، ومضيا صوب الأمير، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له:

" والآن أقده من نفسك..

ومكّنه من القصاص"..!!

وأذعن الأمير.. بيد أن الجندي عفا وصفح، وانتشى المقداد بعظمة الموقف، وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة، فراح يقول وكأنه يغني:

" لأموتنّ، والاسلام عزيز"..!!


أجل تلك كانت أمنيته، أن يموت والاسلام عزيز.. ولقد ثابر مع المثابرين على تحقيق هذه الأمنية مثابرة باهرة جعلته أهلا لأن يقول له الرسول عليه الصلاة والسلام:

"ان الله أمرني بحبك..

وأنبأني أنه يحبك"...

http://www.al-sahabah.com/templates/...ottomright.jpg

عبدالهادي الشهراني 10-04-2012 10:44 PM

الله يوفقك ويبارك فيك يا ابو نواف

ولي طلب بسيط

ارجو ان يكون بين كل شخصية واخرى يومين او ثلاثة لنتلذذ بقراءة كل سيرة ونتشرب مافيها من ايمان وبطولة لكل منهم ، رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين ولا حرمك الأجر

مخاوي الذيب 11-04-2012 12:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالهادي الشهراني (المشاركة 86267)
الله يوفقك ويبارك فيك يا ابو نواف


ولي طلب بسيط


ارجو ان يكون بين كل شخصية واخرى يومين او ثلاثة لنتلذذ بقراءة كل سيرة ونتشرب مافيها من ايمان وبطولة لكل منهم ، رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين ولا حرمك الأجر

إبشر بسعدك وأشكر مرورك العطر وسيرة خالد أبن الوليد رضي الله عنه تم طرحها على حسب طلبك: ربي يرعاك

همس الغروب 11-04-2012 01:41 AM

الله يعطيك الصحه يا الذيب فعلن موضوع رااائع تأخرت عن متابعته لضروفي الخاصه ربي يبارك لك ويكرمكـ وانا مع اخي عبد الهادي في الطلب "

قطرة ندى 11-04-2012 07:47 PM


رائع ماطرح في متصفحك
كم نفتقر الى هذه الثقافية الدينية العلمية عن هذه الكوكبة من العظماء
جزاك الله خير الجزاء وجعلها في موازين حسناتك

منصور الطيب 12-04-2012 04:43 AM

الله يجزاك الخير والله موضوع رائع ومفيد جداا تسلم يا الذيب <<متابع لك بأذن الله

مخاوي الذيب 13-04-2012 10:35 AM

الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي مستجاب الدعوات

العلاء بن الحضرمي عبد الله بن ضِماد اليمني ، من حضرموت ، أسلم قديماً
وهو أخو عامر بن الحضرمي الذي قُتِلَ يوم بـدر كافراً ، وأخوهما عمـرو
الحضرمي أول قتيـل من المشركين قتله مسلم ، قُتِـلَ يوم النخلة ، وأبوهـم عبد الله كان حليف حرب بن أميـة

بعثته الى البحرين من قبل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

فقد بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- العلاء الحضرمي مُنْصَرَفَهُ من الجعرانة إلى المنذر بن ساوى العبدي بالبحرين ، وكتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الى المنذر معه كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام ، وخلّى بين العلاء وبين الصدقة يجتبيها ، فقد كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للعلاء كتاباً فيه فرائض الصدقة في الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال ، يصدّقهم على ذلك ، وأمره أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردّها على فقرائهم ، وبعث رسـول الله -صلى اللـه عليه وسلم- معه نفراً فيهم أبو هريرة ، وقال له استـوْصِ به خيـراً .
العلاء في عهد أبو بكررضي الله عنهما
وعندما قُبِضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّ ربيعة بالبحرين ، أقبل أبان بن سعيد إلى المدينة وترك عمله ، فأجمع أبو بكر بَعْثَةَ العلاء بن الحضرمي فدعاهُ ، فقال إني وجدتُك من عُمّال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين ولّى ، فرأيتُ أن أولّيَكَ ما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وَلاّكَ ، فعليك بتقوى الله ) فخرج العلاء بن الحضرمي من المدينة في ستةَ عشرَ راكباً ، معه فُرات بن حيّان العِجلي دليلاً

وكتب أبوبكر كتاباً للعلاء أن ينفر معه كلّ من مرَّ به من المسلمين إلى عدوّهم ، فسار العلاء فيمن تبعه منهم حتى نزل بحصن -جواثا- فقاتلهم ، فلم يفلت منهم أحداً ، ثم أتى القطيفَ وبها جمعٌ من العجم ، فقاتلهم فأصاب منهم طرفاً ، وانهزموا فانضمّتِ الأعاجم إلى الزارة ، فأتاهم العلاء فنزل الخطّ على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفي أبو بكر الصديق
العلاء في عهد عمر رضي الله عنهما
ووَليَ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، وطلب أهل الزارة الصلحَ ، فصالحهم العلاء 0 ثم عبر إلى أهل دارين ، فقاتلهم فقتل المقاتلة ، وحوى الذراري
وبعث العلاء عَرْفَجةَ بن هَرثَمة إلى أسياف فارس ، فقطع في السفن فكان أول من فتح جزيرة بأرض فارس ، واتخذ فيها مسجداً ، وأغار على باريخان والأسياف ، وذلك سنة أربع عشرة
الدعاء عند العلاء الحضرمي رضي الله عنه
كان العلاء بن الحضرمي من سادات الصحابة العلماء العُبّاد ، مجابي الدّعاء اتفق له في غزو أهل الردة في البحرين أنه نزل منزلاً ، فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل بما عليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم ، وبقوا على الأرض ليس معهم شيء سوى ثيابهم ولم يقدروا منها على بعير واحد ، فركب الناس من الهمّ والغمّ ما لا يحد ولا يُوصف ، وجعل بعضهم يوصي إلى بعض ، فنادى مُنادي العلاء ، فاجتمع الناس إليه فقال إيّها الناس ألستم مسلمين ؟ ألستم في سبيل الله ؟ ألستم أنصار الله ؟ ) قالوا بلى ) قال فأبشروا ، فوالله لا يخذل الله مَنْ كان في مثل حالكم )
ونوديَ بصلاة الصبح حين طلع الفجر ، فصلى بالناس ، فلما قضى الصلاة جَثَا على ركبتيه وجَثا الناس ، ونَصب في الدعاء ، ورفع يديه ، وفعل الناس مثله حتى طلعت الشمس ، وجعل الناس ينظرون إلى سراب الشمس يلمع مرّة بعد أخرى ، وهو يجتهد بالدعاء ، فلمّا بلغ الثالثة إذا قد خلق الله إلى جانبهم غديراً عظيماً من الماء القُراح ، فمشى ومشى الناس إليه فشربوا واغتسلوا ، فما تعالى النّهار حتى أقبلت الإبل من كل فجّ بما عليها ، لم يفقد الناس من أمتعتهم سلكاً ، فسقوا الإبل عَللاً بعد نهل
الجيوش المرتدة
لمّا اقترب المسلمون من جيوش المرتدة نزل العلاء والمسلمون معه ، وباتوا متجاورين في المنازل ، وبينما المسلمون في الليل إذ سمع العلاء أصواتاً عاليةً في جيش المرتدين ، فقال مَنْ رجلٌ يكشف لنا خبر هؤلاء ) فقام عبد الله بن حذف ، فدخل فيهم فوجدهم سُكارى لا يعقلون من الشراب ، فرجع إليه فأخبره

فركب العلاء من فوره والجيش معه ، فكَبسوا أولئك فقتلوهم قتلاً عظيماً ، وقلّ من هرب منهم ، واستولى على جميع أموالهم وحواصلهم وأثقالهم ، فكانت غنيمةً عظيمةً جسيمة ، ثم ركب المسلمون في آثار المنهزمين يقتلونهم بكل مرصد وطريق
العلاءوركوب البحر
وذهب مَنْ فرَّ أو أكثرهم في البحر إلى دارين ، ركبوا إليها السُّفن ، فقال العلاء بن الحضرمي اذهبوا بنا إلى دارين لنغزوَ مَنْ بها من الأعداء ) فأجابوه إلى ذلك سريعاً ، فسار بهم حتى أتى ساحل البحر ليركبوا في السفن ، فرأى أن الشُّقّة بعيدة لا يصلون إليها في السفن حتى يذهب أعداء الله ، فاقتحم البحر بفرسِه وهو يقول يا أرحم الراحمين . يا حكيم يا كريم . يا أحد يا صمد . يا حيُّ يا مُحيي . يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام . لا إله إلا أنت يا ربّنا .

وأمر الجيش أن يقولوا ذلك ويقتحموا ، ففعلوا ذلك ، فأجاز بهم الخليج بإذن الله تعالى يمشون على مثل رملةٍ دَمِثةٍ فوقها ماءٌ لا يغمر أخفاف الإبل ، ولا يصل إلى ركب الخيل ، ومسيرته للسفن يوم وليلة ، فقطعه إلى الساحل الآخر ، فقاتل عدوّه وقهرهم ، واحتاز غنائمهم ثم رجع فقطعه إلى الجانب الآخر فعاد إلى موضعه الأول ، وذلك كله في يوم ، ولم يترك من العدو مخبراً ، ولم يفقد المسلمون في البحر شيئاً سوى عليقة فرس لرجل من المسلمين ومع هذا رجع العلاء فجاءه بها !!000

وقد قال عفيف بن المنذر في مرورهم في البحر
ألَـمْ تَرَ أنّ الله ذَلّـلَ بَحْـرَهُ ***** وأنزلَ بالكُفّارِ إحدى الجلائـلِ
دَعُوْناَ إلى شقِّ البحارِ فجاءنا ***** بأعْجَبَ مِنْ فَلْقِ البحار الأوائلِ

وقد كان مع المسلمين رجل من أهل هجر ، ( راهب ) فأسلم حينئذ ، فقيل له ما دعاك إلى الإسلام ؟) فقال خشيتُ إن لم أفعل أن يمسخني الله ، لما شاهدت من الآيات !! وقد سمعت في الهواء قبل السَّحر دعاءً { اللهم أنت الرحمن الرحيم ، لا إله إلا أنت ، ولا إله غيرك ، والبديع الذي ليس قبلك شيء ، والدائم غير الغافل ، والذي لا يموت ، وخالق ما يُرى وما لا يُرى ، وكل يوم أنت في شأن ، وعلمت اللهم كل شيئاً علماً } فعلمتُ أن القوم لم يُعانوا بالملائكة إلا وهم على أمر الله )فحسُنَ إسلامه وكان الصحابة يسمعون منه
العلاءوكتاب عمر
كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سِـرْ إلى عُتبة بن غزوان فقد وَلّيتُك عملهُ ، واعلم أنّك تقدم على رجل من المهاجرين الأوّليين الذين سبقت لهم من الله الحُسْنَى ، لم أعزِلْهُ إلا أن يكون عفيفاً صليباً شديد البأس ، ولكنّي ظننتُ أنّك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقّه ، وقد ولّيتُ قبلك رجلاً فمات قبل أن يصلي ، فإن يُرد الله أن تَليَ وَليتَ وإن يُرد الله أن يَليَ عُتبة ، فالخلق والأمر لله رب العالمين ، واعلم أن أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله ، فانظر الذي خُلِقْتَ له فاكْدَح له ودَعْ ما سواه ، فإن الدنيا أمدٌ والآخرة مدَدٌ ، فلا يشغلنّك شيءٌ مُدْبِرٌ خيره عن شيءٍ باقٍ شرّه ، واهرب إلى الله من سخطه ، فإن الله يجمع لمن شاء الفضيلة في حُكمه وعلمه ، نسأل الله لنا ولك العونَ على طاعته والنّجاة من عذابه )

فخرج العلاء بن الحضرمي من البحرين في رهط منهم أبو هريرة وأبو بكرة ، فلمّا كانوا بلِياسٍ قريباً من الصِّعاب ، وهي من أرض بني تميم مات العلاء بن الحضرمي ، فرجع أبو هريرة إلى البحرين ، وقدم أبو بكرة إلى البصرة
العلاء وأبوهريرة
قال أبوهريرة -رضي الله عنه- : بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع العلاء بن الحضرمي ، وأوصاه بي خيراً ، فلما فصلنا قال لي إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أوصاني بك خيراً ، فانظُرْ ماذا تحبّ 0فقلتُ تجعلني أوذّن لك ، ولا تسبقني بأمين ! فأعطاه ذلك

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول رأيتُ من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء لا أزال أحبّه أبداً ، رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارين !! وقدم من المدينة يريد البحرين فلمّا كان بالدَّهناء نفِدَ ماؤهم ، فدعا الله تعالى لهم ، فنبع لهم من تحت رَمْلَةٍ فارتَوَوْا وارتحلوا ، وأُنْسِيَ رجلٌ منهم بعض متاعه ، فرجع فأخذه ولم يجد الماء !!

وخرجتُ معه من البحرين إلى صفّ البصرة ، فلمّا كنّا بلياس مات ، ونحن على غير ماءٍ ، فأبدى الله لنا سحابةً فمُطرنا ، فغسّلناه وحفرنا له بسيوفِنَا ، ولم نُلحِد له ودفنّاه ومضينا ، فقال رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دفنّاه ولم نلحد له)000فرجعنا لِنُلْحِد له فلم نجد موضع قبره ، وقدم أبو بكرة البصرة بوفاة العلاء الحضرمي )
الوفاة
توفي العلاء بن الحضرمي في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة أربع عشرة ، وقيل سنة إحدى وعشرين والياً على البحرين

الرجل الذي كويس 19-04-2012 12:31 AM

جزاك الله خير تاج راسي سبحان الله لك الأجر خالي الغالي صدقني لم اقرأ او اسمع عن هذا الصحابي الجليل الا من هذا الموضوع المبارك جزاك الله عنى خير هو تقصير منا اتجاه من ارخصوا الغالي والثمين من اجل اعلاء كلمة لا اله الا الله انظر كيف يسر الله لهم البحر وكيف هم مستجابوا الدعوه رحم الله حالنا نسأل الله السلامه برحمته
اللهم اني استغفرك من جميع الذنوب والخطايا واتوب اليك اللهم تقبل توباتنا واغفر زلاتنا

مخاوي الذيب 20-04-2012 03:14 PM

سيرة الصحابي الجليل الزبير بن العوام (حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من سل سيفه في الأسلام ) ضيف موضوع كوكبة الأبطال الجمعه الموافق 29/ 5/ 1433



الزبير بن العوام
الزبير بن العوام ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية بنت عبد المطلب وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أهل الشورى وأول من سل سيفه في سبيل الله
أبو عبد الله رضي الله عنه أسلم وهو حدث له ست عشرة سنة وروى الليث عن أبي الأسود عن عروة قال أسلم الزبير ابن ثمان سنين وخرج الزبير وهو غلام ابن اثنتي عشرة سنة بيده السيف فمن رآه عجب وقال الغلام معه السيف حتى أتى النبي فقال ما لك يا زبير فأخبره وقال أتيت أضرب بسيفي من أخذك
وقد ورد أن الزبير كان رجلا طويلا إذا ركب خطت رجلاه الأرض وكان خفيف اللحية والعارضين روى أحاديث يسيرة.
روى عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قلت لابي مالك لا تحدث عن رسول الله كما يحدث عنه فلان وفلان قال ما فارقته منذ أسلمت ولكن سمعت منه كلمة سمعته يقول ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
قال إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال كان علي والزبير وطلحة وسعد عذار عام واحد يعني ولدوا في سنة. وقال المدائني كان طلحة والزبير وعلي أترابا. وقال يتيم أبن عروة: هاجر الزبير وهو ابن ثمان عشرة سنة وكان عمه يعلقه ويُدخن عليه وهو يقول لا أرجع إلى الكفر أبدا
قال عروة جاء الزبير بسيفه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما لك قال أخبرت أنك أخذت قال فكنت صانعا ماذا قال كنت أضرب به من أخذك فدعا له ولسيفه
وروى هشام عن أبيه عروة أن الزبير كان طويلا تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة . وكانت أمه صفية تضربه وتقول
إنما أضربه لكي يدب * ويجر الجيش ذا الجلب
قال وكسر يد غلام ذات يوم فجيء بالغلام إلى صفية فقيل لها ذلك فقالت
كيف وجدت وبرا * أأقطا أم تمرا
أم مشمعلا صقرا
قال ابن إسحاق وقد أسلم على ما بلغني على يد أبي بكر الزبير وعثمان وطلحة وعبد الرحمن وسعد وعن عمر بن مصعب بن الزبير قال قاتل الزبير مع نبي الله وله سبع عشرة
وفيه يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن الزبير
جدي ابن عمة أحمد ووزيره * عند البلاء وفارس الشقراء
وغداة بدر كان أول فارس * شهد الوغى في اللامة الصفراء
نزلت بسيماه الملائك نصرة * بالحوض يوم تألب الاعداء
وهو ممن هاجر إلى الحبشة فيما نقله موسى بن عقبة وابن إسحاق ولم يطول الاقامة بها.
قال أبو معاوية عن هشام عن أبيه قالت عائشة يا ابن أختي كان أبواك يعني الزبير وأبا بكر من " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح " آل عمران 172 لما انصرف المشركون من أحد وأصاب النبي أصحابه ما أصابهم خاف أن يرجعوا فقال من ينتدب لهؤلاء في آثارهم حتى يعلموا أن بنا قوة فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين فخرجوا في آثار المشركين فسمعوا بهم فانصرفوا قال تعالى " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " آل عمران 174 لم يلقوا عدوا. وقال البخاري ومسلم جابر قال رسول الله يوم الخندق من يأتينا بخبر بني قريظة فقال الزبير أنا فذهب على فرس فجاء بخبرهم ثم قال الثانية فقال الزبير أنا فذهب ثم الثالثة فقال النبي ( لكل نبي حواري وحواري الزبير ) رواه جماعة عن ابن المنكدر عنه. وروى جماعة عن هشام عن أبيه عن ابن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لكل نبي حواريا وإن حواري الزبير )
وروى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن جابر قال رسول الله ( الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي )وقال يونس بن بكير عن هشام عن أبيه عن الزبير قال أخذ رسول الله بيدي فقال ( لكل نبي حواري وحواري الزبير وابن عمتي ) وبإسنادي في المسند إلى أحمد بن حنبل حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عاصم عن زرقال استأذن ابن جرموز على علي وأنا عنده فقال علي بشر قاتل ابن صفية بالنار سمعت رسول الله يقول ( لكل نبي حواري وحواري الزبير ) تابعه شيبان وحماد بن سلمة وروى جرير الضبي عن مغيرة عن أم موسى قالت استأذن قاتل الزبير فذكره و أن رسول الله قال ( وحواري من الرجال الزبير ومن النساء عائشة )
وعن ابن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه سمع رجلا يقول يا ابن حواري رسول الله فقال ابن عمر إن كنت من آل الزبير وإلا فلا. رواه ثقتان عنه والحواري الناصر وقال مصعب الزبيري الحواري الخالص من كل شيء وقال الكلبي الحواري الخليل.
أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن ابن الزبير قال له يا أبة قد رأيتك تحمل على فرسك الأشقر يوم الخندق قال يا بني رأيتني قال نعم قال فإن رسول الله يومئذ ليجمع لابيك أبويه يقول ( ارم فداك أبي وأمي )
وقال أحمد في مسنده: حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله ابن الزبير قال لما كان يوم الخندق كنت أنا وعمر بن أبي سلمة في الاطم الذي فيه نساء النبي اطم حسان فكان عمر يرفعني وأرفعه فإذا رفعني عرفت أبي حين يمر إلى بني قريظة فيقاتلهم.
ا حدثنا ابن أبي الزناد قال ضرب الزبير يوم الخندق عثمان بن عبد الله بن المغيرة بالسيف على مغفره فقطعه إلى القربوس فقالوا ما أجود سيفك فغضب الزبير يريد أن العمل ليده لا للسيف. وقالت أم عروة بنت جعفر عن أختها عائشة عن أبيها عن جدها الزبير أن رسول الله أعطاه يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة فدخل الزبير مكة بلواءين . وعن أسماء قالت عندي للزبير ساعدان من ديباج كان النبي عطاهما إياه فقاتل فيهما رواه أحمد في مسنده من طريق ابن لهيعة
وقد قال رضي الله عنه ما تخلفت عن غزوة غزاها المسلمون إلا أن أقبل فألقى ناسا يعقبون وعن الثوري قال هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة حمزة وعلي والزبير.
وقد رأى الزبير وفي صدره أمثال العيون من الطعن والرمي
وعن معمر عن هشام عن عروة قال كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف إحداهن في عاتقه إن كنت لادخل أصابعي فيها ضرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك.
قال عروة قال عبد الملك بن مروان حين قتل ابن الزبير يا عروة هل تعرف سيف الزبير قلت نعم قال فما فيه قلت فلة فلها يوم بدر فاستله فرآها فيه فقال ( بهن فلول من قراع الكتائب ) ثم أغمده ورده علي فأقمناه بيننا بثلاثة آلاف فأخذه بعضنا ولوددت أني كنت أخذته
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله كان على حراء فتحرك فقال اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد . وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير الحديث رواه معاوية بن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وذكر منهم عليا وقد مر في تراجم الراشدين أن العشرة في الجنة ومر في ترجمة طلحة عن النبي قال ( طلحة والزبير جاراي) رواه أحمد في مسنده
حدثنا زكريا بن عدي حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن مروان ولا إخاله متهما علينا قال أصاب عثمان رعاف سنة الرعاف حتى تخلف عن الحج وأوصى فدخل عليه رجل من قريش فقال استخلف قال وقالوه قال نعم قال من هو فسكت قال ثم دخل عليه رجل آخر فقال له مثل ذلك ورد عليه نحو ذلك قال فقال عثمان قالوا الزبير قالوا نعم قال أما والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم ما علمت وأحبهم إلى رسول الله .وقال أبن هشام بن عروة عن أبيه قال أوصى إلى الزبير سبعة من الصحابة منهم عثمان وابن مسعود وعبد الرحمن فكان ينفق على الورثة من ماله ويحفظ أموالهم.
وقال عمرو بن الحارث حدثني هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير خرج غازيا نحو مصر فكتب إليه أمير مصر أن الأرض قد وقع بها الطاعون فلا تدخلها فقال إنما خرجت للطعن والطاعون فدخلها فلقي طعنة في جبهته فأفرق.
وقال الزبير بن بكار حدثني أبو غزية محمد بن موسى حدثنا عبد الله بن مصعب عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن جدتها أسماء بنت أبي بكر قالت مر الزبير بمجلس من أصحاب رسول الله وحسان ينشدهم من شعره وهم غير نشاط لما يسمعون منه فجلس معهم الزبير ثم قال مالي أراكم غير أذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة فلقد كان يعرض به رسول الله فيحسن استماعه ويجزل عليه ثوابه ولا يشتغل عنه فقال حسان يمدح الزبير
أقام على عهد النبي وهديه * حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام على منهاجه وطريقه * يوالي ولي الحق والحق اعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي * يصول إذا ما كان يوم محجل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها بأبيض سباق إلى الموت يرقل
وإن امرءا كانت صفية أمه * ومن أسد في بيتها لمؤثل
له من رسول الله قربى قريبة * ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
فكم كربة ذب الزبير بسيفه * عن المصطفى والله يعطي فيجزل
ثناؤك خير من فعال معاشر * وفعلك يا ابن الهاشمية أفضل
قال جويرية بن أسماء باع الزبير دارا له بست مئة ألف فقيل له يا أبا عبد الله غبنت قال كلا هي في سبيل الله.
وقال الليث عن هشام بن عروة أن الزبير لما قتل عمر محا نفسه من الديوان وأن ابنه عبد الله لما قتل عثمان محا نفسه من الديوان
وذكر أحمد في المسند حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا شداد بن سعيد حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف قلت للزبير ما جاء بكم ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه قال إنا قرأنا على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت.
قال أبو شهاب الحناط وغيره عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال للزبير يوم الجمل يا ابن صفية هذه عائشة تملك الملك طلحة فأنت علام تقاتل قريبك عليا زاد فيه غير أبي شهاب فرجع الزبير فلقيه ابن جرموز فقتله . وعن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال انصرف الزبير يوم الجمل عن علي فلقيه ابنه عبد الله فقال جبنا جبنا قال قد علم الناس أني لست بجبان ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله فحلفت أن لا أقاتله ثم قال
ترك الامور التي أخشى عواقبها * في الله أحسن في الدنيا وفي الدين
وقيل إنه أنشد
ولقد علمت لو ان علمي نافعي * أن الحياة من الممات قريب
فلم ينشب أن قتله ابن جرموز وروى حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن جاوان قال قتل طلحة وانهزموا فأتى الزبير سفوان فلقيه النعر المجاشعي فقال يا حواري رسول الله أين تذهب تعال فأنت في ذمتي فسار معه وجاء رجل إلى الاحنف فقال إن الزبير بسفوان فما تأمر إن كان جاء فحمل بين المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق ببنيه قال فسمعها عمير بن جرموز وفضالة بن حابس ورجل يقال له نفيع فانطلقوا حتى لقوه مقبلا مع النعر وهم في طلبه فأتاه عمير من خلفه وطعنه طعنة ضعيفة فحمل عليه الزبير فلما استلحمه وظن أنه قاتله قال يا فضالة يا نفيع قال فحملوا على الزبير حتى قتلوه
وقد جيء برأس الزبير إلى علي فقال علي تبوأ يا أعرابي مقعدك من النار حدثني رسول الله أن قاتل الزبير في النار. وعن منصور بن عبد الرحمن سمعت الشعبي يقول أدركت خمس مئة أو أكثر من الصحابة يقولون علي وعثمان وطلحة والزبير في الجنة.
قلت لأنهم من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن البدريين ومن أهل بيعة الرضوان ومن السابقين الأولين الذين أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه ولأن الأربعة قتلوا ورزقوا الشهادة فنحن محبون لهم باغضون للأربعة الذين قتلوا الأربعة
وقال هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير قال لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى إلا عيناه وكان يكنى أبا ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات فأخبرت أن الزبير قال لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطيت فكان الجهد أن نزعتها يعني الحربة فلقد انثنى طرفها قال عروة فسأله إياها رسول الله فأعطاه إياها فلما قبض أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه ( إياها ) فلما قبض أبو بكر سألها عمر فأعطاه إياها فلما قبض ( عمر ) أخذها ثم طلبها عثمان ( منه ) فأعطاه إياها فلما قبض وقعت عند آل علي فطلبها عبد الله بن الزبير فكانت عنده حتى قتل. غريب تفرد به البخاري
قال هشام عن أبيه أن أصحاب رسول الله قالوا للزبير ألا تشد معك قال إني ان شددت كذبتم فقالوا لا نفعل فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين ضربة على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير قال وكان معه عبد الله بن الزبير وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس ووكل به رجلا قلت هذه الوقعة هي يوم اليمامة إن شاء الله فإن عبد الله كان إذ ذاك ابن عشر سنين.
**************
وفاته رضي الله عنه
إن الرزية من تضمن قبره * وادي السباع لكل حنب مصرع
لما أتى خبر الزبير تواضعت * سور المدينة والجبال الخشع
قال البخاري وغيره قتل في رجب سنة ست وثلاثين وادي السباع على سبعة فراسخ من البصرة. قال الواقدي وابن نمير قتل وله أربع وستون سنة وقال غيرهما قيل وله بضع وخمسون .وما ولي إمارة قط ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا إلا أن يكون في غزو مع النبي أو مع أبي بكر وعمر وعثمان فحسبت دينه فوجدته ألفي ألف ومئتي ألف فلقي حكيم بن حزام الأسدي عبد الله فقال يا ابن أخي كم على أخي من الدين فكتمه وقال مئة ألف فقال حكيم ما أرى أموالكم تتسع لهذه فقال عبد الله أفرأيت إن كانت الفي الف ومئتي ألف قال ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء فاستعينوا بي وكان الزبير قد اشترى الغابة بسبعين ومئة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وست مئة ألف وقال من كان له على الزبير دين فليأتنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربع مئة ألف فقال لابن الزبير إن شئت تركتها لكم قال لا قال فاقطعوا لي قطعة قال لك من هاهنا إلى هاهنا قال فباعه بقضاء دينه قال وبقي منها أربعة أسهم ونصف فقال المنذر بن الزبير قد اخذت سهما بمئة ألف وقال عمرو بن عثمان قد اخذت سهما بمئة ألف وقال ابن ربيعة قد أخذت سهما بمئة ألف فقال معاوية كم بقي قال سهم ونصف قال قد اخذت بمئة وخمسين ألفا قال وباع ابن جعفر نصيبه من معاوية بست مئة ألف فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير أقسم بيننا ميراثنا قال لا والله حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضت أربع سنين قسم بينهم فكان للزبير أربع نسوة قال فرفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومئة ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف للزبير
في مسند بقي بن مخلد ثمانية وثلاثون حديثا منها في الصحيحين حديثان وانفرد البخاري بسبعة أحاديث قال هشام عن أبيه قال بلغ حصة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل زوجة الزبير من ميراثه ثمانين ألف درهم وقالت ترثيه
غدر ابن جرموز بفارس بهمة * يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته * لا طائشا رعش البنان ولا اليد
ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله * فيما مضى مما تروح وتغتدي
كم غمرة قد خاضها لم يثنه * عنها طرادك يا ابن فقع الفدفد
والله ربك ان قتلت لمسلما * حلت عليك عقوبة المتعمد
رضي الله عن الزبير بن العوام وأرضاه وجمعنا به وبالصحابه أجمعين في جنات النعيم.

قطرة ندى 20-04-2012 03:39 PM

الزبير بن العوام من المبشرين بالجنة
ويستحق أن يكون جار رسول الله في الجنة
هنيئاً لهؤلاء القوم بالجنة
أدعو الله أن يجمعنا بهم في عليين
جزاك الله خير الجزاء ياأخي على هذه الموسوعة
العلمية والثقافية الرائعة
تقبل مروري

الرجل الذي كويس 20-04-2012 09:59 PM

جزاك الله خير ورحم الله حواري رسول الله وأحد العشره المبشرين بالجنه
شكراً مخاوي الذيب

الطاروق 21-04-2012 12:41 AM

(( إن لكل نبي حواريّاً ، وحواريّ الزبير بن العوام ))

رضي الله عنه وارضاه وجزاك الله خير الجزاء على نقل هذه السيرة العطرة بهذا الاخراج الرائع ...

مخاوي الذيب 27-04-2012 12:47 AM

الصحابي الجليل والمجاهد البطل : جعفر بن ابي طالب رضي عنه ( جعفر الطيار)
هو ضيفنا لهذا اليوم الجمعه الموافق 6 / 5 / 1433 هجريه


مقتطفات من سيرته رضي الله عنه
فهذه مُقتَطَفات من سِيرَة عَلَمٍ من أعلام هذه الأُمَّة، وبَطَلٍ من أبطالها، صحابي جَلِيل من أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - نقتَبِس من سِيرَته العَطِرة الدُّروسَ والعِبَر، هذا الصحابيُّ كان من السابقين إلى الإسلام، وممَّن هاجَر الهجرتَيْن: الأولى للحبشة، والثانية للمدينة، وكان أحد قادَةِ المسلِمين في معركة مُؤتَة الشَّهِيرة، وله قَرابَةٌ من النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهو ابن عمِّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال عنه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الذي رواه البخاري في "صحيحه": ((أشبهتَ خَلقي وخُلقي))[1]، قال الذهبي: وقد سُرَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقدومه من الحبشة، وحزن واللهِ كثيرًا عند استشهاده.
************************************************** *********

إنه الشهيد البَطَل، علَم المُجاهِدين، جعفر بن أبي طالب - عبدمناف - بن عبدالمطلب القرشي الهاشمي، أبو عبدالله، ويُلقَّب بأبي المساكين، شقيق علي بن أبي طالب، وأكبر منه بعشر سنين، روى الترمذيُّ في "سننه" من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه - مَوقُوفًا عليه، أنه قال: ما احتَذَى النِّعال ولا انتَعَل، ولا رَكِبَ المطايا، ولا ركب الكُور[3] بعد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفضل من جعفر بن أبي طالب[4]؛ يعني: في الجُود والكرم.

وقد كانت لهذا الصحابي مواقفُ بطوليَّةٌ، تدلُّ على شجاعته العظيمة ونصرته لهذا الدين، فمن تلك المواقف العظيمة أنه بعد رجوعه من هجرته من الحبشة، التي دامَتْ عشر سنين بعيدًا عن أهله ووطنه، كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لِتَوِّه قد انتَهَى من فتْح خبير، ففَرِح بقُدُومه كثيرًا، لكنَّ هذه الفرحة لم تستمرَّ طويلاً؛ فالأعمال كثيرة، والوقت قصير، فقد أرسَلَه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع جيش المسلِمين المُتَّجِه إلى الشام لقِتال الرُّوم، وكان عددهم ثلاثة آلاف مُقاتِل، وأَمَّر عليهم زيد بن حارثة، فإن قُتِل فجعفر بن أبي طالب، فإن قُتِل فعبدالله بن رَواحَة.

وبدَأَت المعركة، ونَظَرًا لعدم التكافُؤ بين جيش المسلمين وعدوِّهم؛ فقد أظهر المسلِمون بُطُولات وتَضحيات عظيمة؛ ففي بداية المعركة - وبعد قِتال شديد - قُتِل زيد بن حارثة، فأخذ الرايَة جعفر بن أبي طالب فعُقِر جواده، وكان فارسًا من فرسان العرب، قال ابن إسحاق: هو أوَّل من عقر في الإسلام[5] فجعل ينشد هذه الأبيات:
يَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا
طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُهَا
وَالرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا
عَلَيَّ إِذْ لاَقَيْتُهَا ضِرَابُهَا


وكان يُمسِك الراية بيده اليُمنَى، فقطَعُوا يده اليُمنَى، فأمسَكَ الرايَة بيده اليُسرَى، فقطعوا يده اليُسرَى، فضَمَّ الرايَة إلى صدره، فتَكاثَرُوا عليه فقتَلُوه[6]، قال - تعالى -: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 169، 170].

روى مسلم في "صحيحه" من حديث عبدالله بن مسعود - رضِي الله عنه - عن هذه الآية: ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا... ﴾ الآية، قال: أمَا إنَّا قد سألنا عن ذلك، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أرواحهم في جوفِ طيرٍ خُضْرٍ، لها قَنادِيلُ مُعَلَّقة بالعرش، تَسرَح من الجنَّة حيث شاءَتْ، ثم تَأوِي إلى تلك القَنادِيل، فاطَّلَع عليهم ربُّهم اطِّلاعَةً فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أيَّ شيء نشتهِي، ونحن نَسرَح من الجنَّة حيث شئنا؟!))[7].

وروى البخاري في "صحيحه" من حديث أنس بن مالك - رضِي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - نَعَى زيدًا وجعفرًا وابنَ رَواحَة للنَّاس قبل أن يأتِيَهم خبرُهم، فقال: ((أخَذَ الرايَة زيد فأُصِيب، ثم أخَذ جعفر فأُصِيب، ثم أخَذ ابن رَواحَة فأُصِيب - وعَيناه تَذرِفان - حتى أخَذ سيفٌ من سُيُوف الله، حتى فتح الله عليهم))[8].

وروى البخاري في "صحيحه" من حديث عبدالله بن عمر - رضِي الله عنهما - أنَّه قال: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتَمَسنا جعفرَ بن أبي طالب، فوَجَدناه في القَتلَى، ووَجَدنا ما في جسده بضعًا وتسعين، من طَعنَة ورَميَة[9]، وفي رواية: ليس منها شيء في دُبُرِه[10].

وصدق الله إذ يقول: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ﴾ [الأحزاب: 23].

روى الحاكم في "المستدرك" والترمذي في "سننه" من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مرَّ بي جعفر بن أبي طالب في مَلأٍ من الملائكة وهو مخضَّب الجناحَيْن بالدم، أبيض الفؤاد))[11].

وفي روايةٍ أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((جعفر بن أبي طالب يَطِير مع جبريل وميكائيل له جناحان))[12].

فقد عَوَّضَه الله عن يديه المقطوعتَيْن في المعركة بأنْ جعَلَه يَطِير في الجنَّة مع الملائكة، وهذه مَنقَبَة عظيمة له - رضِي الله عنه وأرضاه - وفي "صحيح البخاري" أنَّ ابن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا سلَّم على عبدالله بن جعفر يقول: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين[13].

قال أبو عبدالله: الجناحان: كل ناحيتين.

ومن مَناقِبه العظيمة ما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث البراء - رضِي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أشبهت خَلْقي وخُلُقي))[14].

وبعدَ استِشهاد جعفر ورُجُوع الجيش إلى المدينة، دخل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أسماء بنت عُمَيسٍ زوجة جعفر، ودعا بأبناء جعفر فشمَّهم وقبَّلهم، وذرفت عيناه من الدُّموع؛ حزنًا على أخيه جعفر، فقالت أسماء: يا رسول الله، هل بلَغَك عن جعفر شيء؟ قال: ((نعم، قُتِل))، فقامت تَبكِي، فقال: ((لا تَبكُوا على أخي بعد اليوم))، ثم قال: ((ادعوا لي ابنَيْ أخي))، قال عبدالله بن جعفر: فجِيء بنا كأنا أفرخ، فقال: ((ادعوا لي الحلاَّق))، فجِيء بالحلاق، فحلق رؤوسنا، ثم قال: ((أمَّا محمد، فشبيه عمِّنا أبي طالب، وأمَّا عبدالله، فشبيه خلقي وخلقي))، ثم أخَذ بيدي فأَشالَهَا[15]، فقال: ((اللهمَّ أَخلِف جعفرًا في أهله، وبارِك لعبدالله في صفقة يمينه))، قالَهَا ثلاث مِرارٍ، قال: فجاءت أمُّنا، فذكرت له يتمنا وجعلت تفرح له[16]، فقال: ((العَيْلَةَ[17] تَخافِين عليهم، وأنا وليُّهم في الدنيا والآخرة؟!))[18].

روى الإمام أحمد في "مسنده" من حديث عبدالله بن جعفر قال: لَمَّا جاء نعي جعفر حين قُتِل، قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اصنَعُوا لآل جعفرٍ طعامًا؛ فقد أتاهم أمر يَشغَلهم، أو أتاهم ما يَشغَلهم))[19].

ومن أخلاقه العظيمة: الكرم والبذل والسخاء، ففي "صحيح البخاري" من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه - أنه قال: كنت أُلصِق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأَستَقرِئ الرجلَ الآيةَ هي معي، كي يَنقَلِب بي فيُطعِمني، وكان أخير الناس للمِسكِين جعفر بن أبي طالب، وكان يَنقَلِب بنا فيُطعِمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليُخرِج إلينا العُكَّة[20] التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعَق ما فيها[21].

وقد أُستشهد - رضِي الله عنه - سنة ثمانٍ من الهجرة، وهو في ريعان شبابه، قال بعض المؤرِّخين: أُستشهد وعمره بضع وثلاثون سنة.

رضي الله عن جعفر وجَزَاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء، وجمَعَنا به في دار كرامته مع النبيِّين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحَسُن أولئك رَفِيقًا
************************************************** ****************


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

الطاروق 27-04-2012 01:02 AM

اقتباس:

يَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا
طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُهَا

وَالرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا
عَلَيَّ إِذْ لاَقَيْتُهَا ضِرَابُهَا


لله درّة شبية النبي صلوات ربي وسلامه عليه
ابيات في غاية الجمال وهمة تخايل السحاب ...
شكراً مخاوي الذيب ...
انتظر بفارغ الصبر ضيفنا الجديد في زاويتك الجميلة ...

معشي الذيب 27-04-2012 03:03 AM

كعادتك في الطرح المتميز

مواضيع تنمى فينا حب الصحابه والاستفاده مما قدمو لديننا فجزاهم الله خير الجزاء نضير ماقدمو

وكتب الله لك الاجروالمثوبه

الرجل الذي كويس 02-05-2012 12:35 AM


قال: أمَا إنَّا قد سألنا عن ذلك، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أرواحهم في جوفِ طيرٍ خُضْرٍ، لها قَنادِيلُ مُعَلَّقة بالعرش، تَسرَح من الجنَّة حيث شاءَتْ، ثم تَأوِي إلى تلك القَنادِيل، فاطَّلَع عليهم ربُّهم اطِّلاعَةً فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أيَّ شيء نشتهِي، ونحن نَسرَح من الجنَّة حيث شئنا؟!))

اللهم اني اسألك الشهاده في سبيلك
جزاك الله خير
تاج راسي

عاشق زمانه 02-05-2012 04:13 PM

جزاك الله خير الجزاء

الطفلة البريئة 03-05-2012 11:15 AM



الساعة الآن 10:28 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
المجموعة العربية للاستضافة والتصميم

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

تطوير : ديوانية القارية ولحيفة

Security team