![]() |
انفطار قلب الأم
- ماتت والدتها وهي صغيره , فلم يلبث والدها الا ان تزوج من امراة اخرى ’ فأخذت تسومها انواع العذاب ! كانت تعيش في صحراء قاحله ’ ليس لها مكان تستقر فيه ترعى الأغنام من وادي الى آخر بحثا عن الكلأ , كبرت (خزنه ) وكلما كبرت تزداد عمتها بارهاقها ’ ترعى اغنام ابيها ’ وتحتطب ايضا , لا تجد وقتا للراحه , بل راحتها انها تشعر بان والدها سعيد مع عروسه , اصبح لديها اخوه ايضا من ابيها ’ ولكنها لاتجد الوقت الكافي لتلاعبهم وتضحك معهم ! - اخيرا تبسمت لها الحياة ’ فقد جاء من يخطبها ’ وهل سيوافق ابيها ! وهو من يحتاجها لترعى تلك الاغنام التعيسه ! جلست ذات يوم في اقصى بيت من شعر , تسترق السمع , ماعساه يقول ابي لهذا الشاب الذي قد احرقته شمس (نجد ) وقد بانت عليه آثار التعب ’ لم تصدق ان ابيها قد وافق على زواجها منه ! تهلل وجهها ’ هذه اول فرحة تدخل قلبي منذ ان ماتت امي ! لكنها على الأقل فرحه ! تمر الأيام وهي تنتظر قدوم عريسا الأسمر ’ يبدو انه سيتاخر ’ ربما ارهقه والدها بالمهر , ايام قليله وهاهو ياتي وتعود الفرحه من جديد ! - بعد ان تم زفافهما ’ خرجت في الصباح الباكر وهي تركب خلف عريسها على راحلته ! تنظر الى الوادي من خلفها وهي تودع ذكرياتها الى غد مجهول ! - هنا كانت تلعب مع صويحباتها ’ وهناك في اعلى (الرجم ) كانت تودع اسرارها وهمومها ’ وتجر صوتها بقصيده حزينه على فقد امها ! هنا وهناك 0000000 وتتوالى ذكرياتها 000 تنزل دمعه من عينها من غير ان يشعر هو بها لكنها دمعة على فراق والدها ’ وفقد امها ! - استقرت حياتها مع زوجها مع ان الصحراء قاحله 00 والامطار شحيحه لكن زوجها ينبض بحبها 000 وقلبه لايكف عن العطاء 0 - عاشا سعيدين 000 هي تدير شئون المسكن وهو يرعى الأغنام 00 بعد عام من زواجهما رزقا بمولود اسمياه (حسين ) كان طفلا جميلا , ملأ حياتهما بالبهجه ! كانت تخاف عليه من اعين الناس من حولها من فرط جماله ! -دخل عليهم يوما احد كبار السن وكان عما لزوجها وكان مشهورا بعينه التي لاتخطيء فأسرعت (خزنه ) تخفي طفلها حتى لايراه ,ولكنه لمحه من بعيد فقال : اذا امتلأ البيت بالعمائم فابشر بالغنائم ! - ايام قليله مرض بعدها ويموت (حسين ) فينفطر قلب امه عليه , وفي مشهد مهيب كان فيه الحزن سيد الموقف ’ يدفن الأبوين ابنهما الأم تقف على حافة القبر منهاره ! والوالد يهدي من روعها ! وصاحبتها (وضحه ) تهدي من روعها وتمسح دموعها ! وتواسيها بكلمات رقيقه زادتها حزنا ! -تمضي الأيام والسنين وهي تنتقل من وادي الى آخر وراء تلك الأغنام التعيسه ! ولكنها لاتنسى (حسين) وان حاولت النسيان ! بعد سنين رجعت الى وادي (السدره ) الذي مات فيه ابنها ! اقبلت بعد ان اخذها شوقها لرؤية اطلال منازلها لعلها ترى مايذكرها بجنينها ! اتراها نسيت (حسين ) وهو اول فرحة لها وابنها البكر ! - عند اقترابها هي وصاحبتها (وضحه ) من المنازل القديمه والاطلال 0000 حاولت صاحبتها ان تغير وجهتهم لكنها اصرت على الأقتراب من آثار منازلهم القديمه -فأسرعت (وضحه ) الى المكان القديم تحاول ان تطمس اي شيء يذكرها بابنها (حسين ) لكن الرياح كانت شديده ! - رأت الأم صاحبتها تدفن برجلها قطعة باليه لثوب كان (لحسين ) لم تبقي منه الشمس المحرقه سوى الذكرى فقط ! - بكت الأم واخذت تركض ودموعها تسابقها الى (رجم ) صغير كان بالجوار وعندما صعدت عليه اخذت تجر صوتها بالقصيده التاليه ! حسبي عليك يالغربي يوم هبيت *** حسبي عليك يوم ذكرتني بحسيـن هذي منازلنا وضحكته بأطرف البيت ***وهذي ثياب مهجة القلب والعين ياوضحه لاتحسبينه حزن يوم ونيت *** شي اكثر من الحزن والبعدوالبين ياحسرتن بالقلب ماتفارقني لوتناسيت ***كيف انا انسى جنيني كامل الزين |
صديق الصمت
شكرا لك يالغالي على جهدك وعلى القصه التي تجعلنا نحمد الله على نعمه الوالدين الله لا يحرمنا من والدينا امين |
الساعة الآن 12:12 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir