السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أحد يستغرب من العنوان او يقول بأنني قد بالغت فيه ..
عند مراجعة أحدنا لدائرة أو جهة حكومية ، نجد الموظفين في تلك الجهة ينظرون للمراجع بنظرة شؤم وكره ، كأنه أتى ليلحق بهم الضرر أو ليعطلهم عن خطط و استراتيجيات يتدارسونها هدفها الأول والأخير خدمة المواطن والمقيم من المراجعين ، و ليس لأمر هو مفروض عليهم اساساً كإنجاز معاملات المواطنين والمقيمين وخدمتهم قدر المستطاع ..
لو تأملنا مع بعض حال المنشأة الخاصة المحدودة وذات الأنشطة الربحية ، نجد في موظفيهم نموذجاً في تقديم الخدمة للعميل أو المراجع على الوجه الصحيح ، ( بإستثناء المنشآت التي تملك الدولة النصيب الأكبر من اسهمها فقد اصابتهم العدوى ايضاً ) وهذا بالطبع نتيجة إدراكهم ان هذا العميل هو من قامت تلك المنشأة من اجله و لخدمته ، ولأنهم سيجدون بالمقابل عائد ربحي منه ، وبرضائه من عدمه يتحدد مستقبل تلك المنشأة حتماً ، وأن طريقة تعامل الموظف مع العميل هي من يحدد بقائه في تلك المنشأة من رحيله ..
لكن في الجهات الحكومية لا نرى تلك المعاملة المتحضرة و النموذجية في تعامل الموظف المختص إلا فيما ندر !
ربما لإدراك هؤلاء الموظفين أن المراجعين لجهة حكومية مجرد كابوس يظهر لهم أوقات دوامهم ويغادر بإنتهاء فترة الدوام ، فلا يهم تقديم خدمة متواضعة او طريقة جافة في التعامل مع المراجعين و النتيجة هي عودة ذلك المراجع بخفي حنين من تلك المنشاة . او مع نسبة لابأس بها في ارتفاع ضغط الدم لديه في حال تم إنجاز معاملته ..
راجعنا بكرة او الاسبوع الجاي – اتصل على تحويلة الموظف المختص – تابع سيرمعاملتك بالموقع الالكتروني – المعاملة في انتظار موافقة المدير العام ( المدير في مدريد ) – انتظر دورك – الموظف مجاز – لم يأتينا موافقة من الوزارة الى الآن – تم تعديل الشروط والمتطلبات غيّر الطلب – يوجد بند مخالف للشروط بالمعاملة – ننتظر موافقة الجهة ذات العلاقة ............... إلخ ، وكل جهة تغرد على لحن نشاطها الخدمي .
هذه نماذج من بعض الردود التي نفاجأ بها عند مراجعة جهات حكومية اضافة إلى تخطي حاجز الأرقام القياسية في الـتأخر لإنجاز معاملة واحدة لمواطن ..
اضف الى ذلك طريقتهم في الرد على التساؤلات أو أساليبهم المليئة بالغرور واحتقار المراجع او النظر اليه بنظرة متثاقلة عند مناقشتهم عن تلك المعاملة ..
قد تجد بعض المراجعين تغيب عن عمله عدة أيام لمتابعة معاملته ، والبعض الآخر يقطع مسافات طويلة للوصول الى مقر تلك الجهة ، والبعض منهم متقدمين في العمر و مع كل هذا الأحوال لا نجد أي مبالاة لديهم للأسف ..
من سلبيات الموظف الحكومي اثناء قيامه بخدمة المراجعين ما يلي :
• الإهمال واللامبالاة لدى الغالبية العظمى من الموظفين خصوصاً ( موظفي الإدارات الدنيا والوسطى ) .
• عدم احترام المراجع وكأنه ( سفيه ) واقف أمامهم عند حاجة المواطن الماسة لإنهاء اجراء او معامله تخصه .
• التأخر عن الدوام في الصباح الباكر ومقابلة المراجعين عند قدومه بوجه عبوساً قمطريرا ( هذي حقيقة ) . والتأخر بعد اوقات الصلاة وخاصة صلاة الظهر .
• كثرة استخدام الهاتف المحمول والثابت ومقاطعة كلام المراجع بالإتصالات الشخصية ..
• تناول الشاي والقهوة وشرب الدخان خارج المكتب لفترات طويلة ومنح الأولوية لقراءة الجرائد او تصفح الإنترنت وقت خلو المكان من المراجعين او مدراء الأقسام ..
• الإنصراف المبكر قبل نهاية الدوام الرسمي بساعة او ساعتين وربما ثلاث ساعات .
• الإنسحاب من مقر تواجد الموظف او من المكتب لفترات طويلة دون اخطار مدير القسم او حتى زميله ..
• في الجهات الأمنية نجد استفزاز واضح من موظفي خدمات المراجعين ..
• صعوبة مقابلة المدير العام في حال تعذر سير المعاملة وقد يحتاج ذلك الى مواعيد قد تمتد لأيام ..
هذه حقائق وربما اغلبكم قد مر بها ، ولكن كيف بالمسؤلين يريدون الإرتقاء بهذا البلد واللحاق بركب الدول المتقدمة بل دول العالم الأول كما علق احدهم بذلك ، كيف بهم وهذا هو مثلهم في التعامل !!
اذا كان ممثلوا الحكومة من موظفيها يتعاملون بهذه المنهجية امام المواطنين ما هو حال المواطنين بعد ذلك ..
هل نحن فعلاً نعيش الحضارة والرقي ام ان هناك غربالاً يحجبها عن اعين البسطاء من افراد الشعب مثل حجبه للحقائق امام المسؤولين ..؟
تحياتي للجميع