سأقابل باذن الله يوم الخميس اناس عزيزين على قلبي ولا اخفيكم سراً انني اُحضر لهذا اللقاء ...
ومن ضمن التحضيرات الذهاب الى الحلاق " لتغيير اللوك " وتعرفون زحمة الصيف في ابها
عقدت النية بأن اصلي العصر في المسجد القريب من الحلاق ...
صليت واسأل الله ان يقبل مني ومنكم ثم توجهت الى الحلاق فوجدت قبلي واحد فقلت لاضير واتى بعدي واحد
ثم اتى الحلاق
دخلنا الى الصالون ودخل الاول مع الحلاق ثم تفاجأت بان قام الاخر في نفس الوقت ودخل لغرفة الحلاقة ولم ادرك لم قام الا بعد ان قال لي الحلاق بان الاثنين يعرفون بعض فارسل الاول الى الثاني رسالة على الجوال بان يذهب اليه فترك له مكانه ثم حلق بعده وصرت انا الثالث
فتساءلت : هل اصبح عند بعضنا مخالفة النظام و الاصطفاف (( احتراف ))
ناهيكم عما يحدث من مخالفة الانظمة عندنا ابتداءً من اشارة المرور مروراً بالصرافات وانتهاءً بالمخبز
وتذكرت قصة قالها الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله -
يقول : حدثني رجل كبير القدر صادق اللهجه قال: كنت في لندن فرأيت صفا طويلا من الناس يمشي الواحد
منهم عقب الآخر ممتدا من وسط الشارع إلى اخره
فسألت عنه فقالوا أن هنا مركز توزيع والناس يمشون اليه صفا كلما جاء واحد اخذ آخر الصف فلا يكون تزاحم
ولا تدافع ولا يتقدم احد دوره ولو كان الوزير وتلك عادتهم في كل مكان على مدخل
الكنيسة وعلى السينما وأمام بائع الجرائد وعند ركوب الترام أوصعود القطار .
قال: ونظرت فرأيت في الصف كلبا في فمه سله وهو يمشي مع الناس كلما خطو خطوة..
خطا خطوة لايحاول أن يتعدى دوره أو يسبق من أمامه ولا يسعى من وراءه ليسبقه ولا يجد غضاضة أن يمشي
وراء كلب مادام قد سبقه الكلب .
فقلت ما هذا ؟
قالوا كلب يرسله صاحبه بهذه السلة وفيها الثمن والبطاقة فيأتيه بنصيبه من الإعاشة .
لما سمعت هذه القصة خجلت من نفسي أن يكون الكلب قد دخل النظام وتعلم اداب المجتمع
ونحن لانزال نبصر أناسا في أكمل هيئه وأفخم زي تراهم فتحسبهم من الأكابر يزاحمونك ليصعدوا الترام قبلك بعدما
وضعت رجلك على درجته…
أو يمدون ايديهم من فوق رأسك إلى شباك البريد وأنت جئت قبلهم وأنت صاحب الدور دونهم…
أو يقفزون ليدخلوا قبلك على الطبيب وأنت تنظر متالما لساعتين…
وهم إنما وثبوا من الباب الى المحراب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتذكرت مقال للامير خالد الفيصل نشر في جريدة الوطن بتاريخ 21 ديسمبر 2005
يقول : لقد أصبحت دقة الأنظمة وحظها من الاحترام المحك الرئيسي للحكم على درجة رقي المجتمع وتقدمه، فنحن نرى المجتمعات التي تسودها ثقافة احترام النظام قد احتلت موقعها البارز في قافلة التقدم، بينما تلك التي يهون النظام في عيون أصحابها، تخور قواها ويهون في عيون الآخرين أمرها، وأذكر أني دعوت أستاذاً سبق أن درسني في الولايات المتحدة الأمريكية لزيارتي في الرياض مطلع الستينات الميلادية، وبعد أن أقام فترة سألته عن انطباعه، فقال: إن كل شيء عندنا على ما يرام، غير أننا أميون من حيث ثقافة (الوقوف في الصف)، فعندما كان الأستاذ يذهب إلى مكتب البريد أو غيره من الخدمات يلتزم الوقوف في دوره بالصف لكن الناس لا يلتزمون بل يحاولون تجاوز الآخرين بدون وجه حق، وأردف الأستاذ بأن المجتمع الذي يفتقد تلك الثقافة يظل مكبلا بإرث الفوضى وازدراء النظام دون أي تقدم نحو الأمام .
أ . هـ
اخواني واخواتي لايعزب عنكم ان احترام النظام يعني أن يحترم الإنسان نفسه، واحترامه لنفسه يعني احترامه لوطنه، واحترامه لوطنه يعني احترامه لدينه
وسؤالي هو : كيف نُعمم ثقافة احترام النظام على مجتمعنا ونغرسها في النشء