لا أزال أتابع – باهتمام - كما يتابع غيري أصداء الاعتداء الآثم بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف ، وبقدر ما آلمني كثيراً وصول الفكر الضال إلى هذا المنعطف الخطير ، والتجرئ الأهوج ، إلا أني اغتبطت بما قرأت وسمعت من إنكار عموم الناس لهذا الفكر ، وتكرر النداءات لأصحابه بالرجوع عنه ، والعودة إلى الإسلام الحقيقي بفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام .. ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) ..
وهل يظن عاقل ، عارف بالسنة ، قارئ للسيرة العطرة .. هل يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو عاش عصرنا .. سيبارك هذه الأساليب .. أو يوافق عليها ؟
نعوذ بالله من الضلال ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) ..
ولا شك أن استهداف الرموز الأمنية أو العلمية أو الإصلاحية .. تحول خطير يدعو إلى تكثيف الجهود للتحذير من الفكر الضال .. الذي يقتل أهل الإسلام ويترك أهل الأوثان .. حتى لا نصل إلى حال ذاك القرمطي الذي ضل فكره فأخذ يقتل الطائفين حول الكعبة ويردد :
أنا بالله وبالله أنا .. يقتل الخلق وأفنيهم أنا ..!!
ومن خلال مشاركتي مع لجان المناصحة ، وجدت في شبابنا حماساً ، وتضحية ، وقدرات عقلية وذهنية وجسدية مذهلة ، تفوق في كثير من الأحيان قدرات الغربيين ، لو أحسنا توجيهها ، واستثمارها ..
وقد أعجبني في مكالمة سمو الأمير مع الانتحاري تكراره عبارة : لا يستغلكم ولا يغرر بكم أحد .. ارجعوا أنتم عيالنا ..
نعم هم أولادنا .. حتى وإن اختلف الولد مع أبيه .. فضربه الأب تأديباً – ورحمة -.. أو عاقبه .. أو سجنه .. فيبقى أنه أبوه .. لا ينبغي للابن أن ينقلب لأبيه بسبب العقوبة عدواً بعد صداقته .. أو مبغضاً بعد محبته ..
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلد شارب الخمر مراراً .. ويقول لأصحابه : لا تلعنوه .. فإنه يحب الله ورسوله ..
المتأمل في حال المطلوبين يجزم أنهم لم يُطلبوا ويلاحقوا لعداوة شخصية بينهم وبين أحد من رجال الأمن كباراً أو صغاراً .. وإنما خوفاً على أمن قبلة المسلمين .. ومأرز الدين .. وقطب رحى الإسلام .. التي يفرح اليهود بكل طلقة رصاص تدوي في أرجائها فيعلمون أن الإسلام يتزعزع بتزعزع أمنها .. نعم يضطرب أمر الحجاج .. والمعتمرين .. والدعاة .. والمصلحين ..
ونحن في شهر كريم مبارك .. حري بهم وهم أبناؤنا وإخواننا .. أن يكونوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للوليد بن الوليد وهو أخو خالد بن الوليد وكان أسلم قبل خالد .. فقال له صلى الله عليه وسلم يوماً - ما معناه - : أين خالد عن الإسلام ! ومثله يجهل الإسلام ! لقد علمت أن لخالد عقلاً يهديه إلى الإسلام !! لو جعل حدبه وقوته مع الإسلام لكان خيراً له .. لو جاءنا لقدمناه ..
وأنتم أبناؤنا لكم عقول تهتدون بها .. ولكم رب يحاسبكم ويعلم الحقائق والنيات .. والرجوع إلى الحق خير من التمادي في غيره ..
نسأل الله تعالى أن يرد ضال المسلمين إليه رداً جميلاً .. وأن يحفظ أمننا وولاة أمرنا .. آمين ..