في محاولته للإحاطة بكل أطراف مشكلة البطالة، يتوقف الكاتب الصحفي تركي السديري، أمام العاطل السعودي كأحد أطراف المشكلة، ففي مقاله "حتى ولو اختلفت وجهات النظر" بصحيفة "الرياض" يرى السديري أن العاطل السعودي "مدلل" يضع مواصفات معينة لوظيفته وبدونها يرفض العمل حتى ولو التحق به بضعة أشهر، ويرى الكاتب أن هذا العاطل المدلل يضعنا في مواجهة حقيقة وجود خلل اجتماعي ووظيفي بالمملكة، يقول السديري: " لماذا لا نسمي العاطل الهارب من جامعته أو وظيفته بالعاطل المدلّل، إذا ما قيس تحمّله لمسؤولياته تجاه ذاته بما هو عليه الموظف القادم من الخارج من قدرات تطوير ذاته وظيفياً.. هذا جانب آخر من المعاناة الاجتماعية" ويقارن السديري بين العاطل السعودي والعاطل المصري في شأن القبول ببداية وظيفية متواضعة ويقول: "في مصر يوجد عدد سكاني هائل يقارب السبعين مليوناً، وفرص العمل محدودة جداً، ومستويات الرواتب منخفضة في الداخل، ومع ذلك فإن الشاب أو الشابة لا يترددان في الالتحاق بأي عمل يتاح لهما حتى ولو كان في حدود المئة دولار وأحياناً أقل.. الملاحظ هنا أنه يقبل بأي بداية نقدية لكنه يصعد بنفسه" ويواصل السديري: "هنا يقولون: إن بعض العاطلين السعوديين يضع مواصفات معينة لوظيفته وبدونها يرفض العمل حتى ولو التحق بضعة أشهر.. طبعاً هذا المنحى رغم سلبيته وحقائق تواجده هو ما يعاني منه مَنْ يوظِّفون وليس مَنْ يتوظَّفون" ثم يستدرك السديري في شأن السعوديين، ويقدم نموذجاً بدأ من الصفر ويقول: "لا بد من الاعتراف بوجود كفاءات موهوبة قبلت البداية من مرحلة الصفر.. والزميل علي الرويلي -وهو حالياً من أبرز الصحفيين في قسم الاقتصاد بجريدة الرياض- بدأ حياته المهنية في الجريدة كحارس بوابة ثم موظف سنترال، وأخيراً متفرغ اقتصاد بتأهيل جامعي" وينهي الكاتب بضرورة التدخل لمواجهة هذا "الخلل الاجتماعي والوظيفي" يقول السديري: "إننا سواء تلمّسنا التقصير من قبل مَنْ يملك مواقع العمل أو من قبل الطرف الآخر.. المرصود في قائمة البطالة.. فإننا في كل حالات التصوّر نقف أمام حقيقة وجود خلل اجتماعي ووظيفي لا بد من تدخلات تعالج ما هو متفق على وجوده حتى ولو اختلفت وجهات النظر".