بعد سبعة أعوام .. أوباما يعلن انتهاء العمليات القتالية في العراق
:
يعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما الثلاثاء الموعد الرمزي لانتهاء العمليات القتالية للجيش الامريكي في العراق بعد أكثر من سبعة أعوام من غزو عام 2003 لإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين .
ومن المنتظر ان يتوجه اوباما من المكتب البيضاوي في البيت الابيض الى مواطنيه بخطاب متلفز عقب زيارة قاعدة عسكرية في تكساس للقاء الجنود العائدون من العراق.
وكان اوباما قد اعلن الاحد: "ان مستوى العنف يتراجع تدريبجا والقوات الامنية العراقية تقوم بعملها جيدا او حتى افضل ما كنا نتوقع". واعتبر ان العراقيين يشهدون صعوبات سياسية "طبيعية في ديموقراطية ناشئة" لكنه عبر عن تفاؤله.
وفي خطابه الثاني خلال رئاسته الذي يلقيه بشكل رسمي من المكتب البيضاوي، سيتطرق اوباما الى ميدان العمليات الثاني للجيش الامريكي وهو افغانستان حيث اختار التصعيد وزاد عديد القوات الامريكية بثلاثة اضعاف منذ بدء ولايته. وكان اوباما قد وعد ايضا اثناء حملته الانتخابية باعادة تركيز موارد الجيش الامريكي على افغانستان التي كانت ملاذا امنا لمقاتلي تنظيم القاعدة الذين شنوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول على الولايات المتحدة.
وقال بيل بيرتون نائب المتحدث الصحفي للبيت الابيض: "سيتخذ الرئيس من خطابه بشأن العراق فرصة لتكريم الرجال والنساء الذين حاربوا بشجاعة كبيرة هناك والحديث مباشرة مع الشعب الامريكي بشأن مهمتنا في افغانستان، وما يفعله في انحاء العالم للمساعدة على ضمان تمتعنا بالامن والامان هنا في الوطن". ومن جانبه، قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيتس ان اوباما سيتصل بسلفه جورج بوش قبل القاء خطابه حول العراق. موضحا: "ان اوباما لم يغير مع ذلك رأيه ولا يزال يعتبر ان الحرب على العراق عام 2003 كان خطأ جسيماً". وكان الرئيس اوباما قد اتصل ببوش قبل القاء خطابه في 27 فبراير/ شباط 2009 الذي اعلن فيه انسحاب القسم الاكبر من القوات الامريكية قبل نهاية اغسطس/ آب 2010.
وقال جيبس إن اوباما سيفعل الشيء نفسه اليوم عندما يتوجه رسميا الى الامة من مكتبه البيضاوي، وبعد توجهه الى قاعدة في تكساس التي كان بوش حاكما لها. مضيفا: " لا اعتقد انه توجد مشاريع للقاء به ، لكن اعتقد انه سيكون احد الاتصالات الهاتفية التي سيجريها اوباما". سياسة المحاور
وفي تصريحات صحفية ادلى بها في تلك المناسبة، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن عراق ما بعد الاحتلال سيكون عراقا ضد سياسة المحاور، مضيفا أن ما نريده هو كسب الجميع وعدم خسارة أحد.
وقال المالكي، في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية تنشرها الثلاثاء في يوم انتهاء العمليات القتالية الأمريكية في العراق، إن بلاد الرافدين لم تكن يوما رهينة بيد أحد ولن تكون.. مغامرات النظام السابق هي التي وضعتها تحت البند السابع، مشددً على أنه "ليس لنا عداوات مع أي جهة إقليمية، إلا إذا اعتبرت هذه الأخيرة سياسة الحفاظ على السيادة والاستقرار نوعا من العداء".
وأكد أن موضوع خطوط النفط والغاز معزول تماما وبعيد كليا عن الخلافات مع سوريا، إن وجدت، لافتا إلى أن بوادر التواصل لم تنقطع مع السعودية، وأيدينا ممدودة للصداقة معها ومع جميع الدول العربية.
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، قال رئيس الوزراء العراقي إن عراقنا سيكون منفتحا على جميع مكوناته، يحترم جميع الأديان بلا تدخل أو تفضيل لطائفة على أخرى.
اعتراض جمهوري
من جهته، وصف كبير الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ريتشارد لوغار قرار اوباما سحب القوات بأنه "خاطىء". وقال: "ان الرئيس اوباما سيلقي كلمة في البيت الابيض يعلن فيها انهاء العمليات القتالية كما وعد، لكنه اردف: "ان هذا لا يطابق الواقع لان الناس سوف يتساءلون ماذا عن الحكومة العراقية، واين هي، ومن سيوفر المال لها؟.. لا توجد حكومة حتى الآن، بل هناك نوع من الهيئة البيروقراطية، والبرلمان العراقي مازال عاجزا عن اختيار رئيسا للوزراء".
من جانبه، اعرب نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن عن اعتقاده بأن العراقيين "سيكونون على ما يرام" بعد انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من بلادهم خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها بايدن لترؤس احتفال الاربعاء بمناسبة انهاء المهمة القتالية للقوات الامريكية في العراق.
ومن المنتظر ان يجري نائب الرئيس الامريكي محادثات مع المسئولين العراقيين الثلاثاء ، وقال مسئولون امريكيون ان بايدن سيؤكد للقادة العراقيين رغبة الولايات المتحدة في اقامة شراكة طويلة الاجل مع العراق، ولكنه سيحثهم في الوقت نفسه على الإسراع في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي اجريت في مارس/آذار الماضي.
وقال قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو الذي من المقرر أن يغادر منصبه الاربعاء انه قد يمضي شهران اخران قبل تشكيل حكومة عراقية جديدة، محذرا من ان فترة جمود اطول قد تفضي الى المطالبة بإجراء انتخابات جديدة للخروج من المأزق الذي بدأ منذ مارس/آذار الماضي.
واضاف اوديرنو: "ان المفاوضات بين القادة السياسيين العراقيين قطعت شوطا وستبرهن انها ناجحة لكنهم بحاجة لبعض الوقت" متوقعا ان يتم ذلك خلال فترة اربعة او ستة او ثمانية أسابيع.
واوضح انه اذا تجاوزت الازمة الاول من اكتوبر/ تشرين الاول، فإن ذلك يعني الدعوة لاجراء انتخابات اخرى ومن شأن ذلك أن يكون مدعاة لبعض القلق.
واوضح اوديرنو ان احتمال انتخابات اخرى سيدخل العراق المضطرب سياسيا في حالة غليان اعظم، خاصة . وفي الوقت الذي اعتبرت الانتخابات في شهر مارس / آذار ناجحة فان الاوضاع المترتبة عليها اتصفت بخلافات مريرة بشأن عدم الاهلية واعادة الفرز والتحديات القانونية وتصفية الحسابات التي تؤجج نار الصراعات الطائفية.
يشار الى ان الجنرال اوديرنو سيغادر العراق الاربعاء المقبل عائدا الى بلاده، بعد ان سلم مهامه القيادة رسميا الى الليوتنانت جنرال لويد اوستن، منهيا بذلك اربع سنوات من تواجده في العراق. انتشار أمني
في هذة الاثناء، تشهد شوارع بغداد انتشارا واسعا لقوات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية الاخرى وتعزيز نقاط التفتيش في جميع الشوارع الرئيسية وفي الاسواق والمراكز التجارية.
وامتنع مسئولون في وزارتي الدفاع والداخلية عن التحدث عن امكانية اقامة احتفالية في البلاد بهذه المناسبة، ولم تشاهد مظاهر للزينة.
وانتهت القوات الامريكية من شحن 2.2 مليون قطعة عتاد بينها آلاف الدبابات وحاملات جند مصفحة وشاحنات الى خارج العراق من نحو 500 الى 600 قاعدة بعضها كان في حجم مدن صغيرة.
وقطعت قوافل تضم كل منها نحو اربعين شاحنة وحاملات جند يوميا على مدى الاسبوعين الماضيين الطريق جنوبا وسط الصحراء صوب الكويت.
وقال البريغادير جنرال مارك كورسون قائد لواء الاسناد 103لقوات الاحتياط: "لدينا 50 الف جندي الآن. لا بد من توفير الوقود والطعام والغذاء والخدمات والرواتب لهم، وكذلك توصيل البريد وعلينا ان نضمن سريان ذلك بشكل طبيعي، كما سنهتم بأمر مقار قيادة القوات الامريكية في العراق ونقدم لها العون في تحديد شكل الاسناد مع التوجه نحو الانسحاب النهائي".
وبانسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق في 31 آب/ أغسطس، يتقلص بذلك التواجد العسكري الأمريكي إلى نحو 50 ألف جندي منوط بهم تدريب قوات الأمن العراقية والمساعدة في عمليات مكافحة الإرهاب، وفقا للرؤية التي حددها أوباما.
ومن المقرر أن تنسحب القوات المتبقية بحلول نهاية العام المقبل، حيث يتحول تركيز أوباما إلى الحرب في أفغانستان.
خربتها ومزقتها بأسم الديموقراطيه حسبي الله عليه مزقتهم فرق في الشمال والجنوب والوسط