[justify] [/justify][justify][/justify][justify]
كانت العرب مشهورة بقصاصي الأثر ومن منا لا يعرف قصه العرب الأربعة الذي مر بهم صاحب بعير يبحث عنه و فسألهم : هل رأيتم بعيري ؟ وقد أجابوه:
فقال مضر : أهو أعور ؟ قال الرجل : نعم
قال ربيعة : أهو أزور ؟ قال الرجل : نعم
قال إياد : أهو أبتر ؟ قال الرجل : نعم
قال أنمار : أهو شرود ؟ قال الرجل : نعم هذه صفة بعيري دلوني عليه
فحلفوا له أنهم لم يروه
قال الرجل : كيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته
فقرر الرجل أن يشكوهم للملك الافعى الجرهمي عندما علم بمسيرهم إليه
فسار معهم حتى وصلوا للملك ونزلوا بضيافته
فقال الرجل للملك : هؤلاء وجدوا بعيري وأنكروا على الرغم من أنهم وصفوه لي بصفته
فسألهم الملك إن كانوا قد وجدوا بعير الرجل فأنكروا وقالوا : لم نره أيها الملك
فقال الافعى : وكيف وصفتموه وأنتم لم تروه ؟
فقال مضر : رأيته قد رعى جانبا من الكلأ وترك جانبا فعلمت بأنه أعور
وقال ربيعة : رأت إحدى يديه ثابتة الأثر فعرفت أنه أفسدها بشدة وطئه على الأرض bزوراره
وقال إياد : رأيت بعره مجتمعا ( أي فضلاته غير متناثرة ) فعلمت أنه أبتر
وقال أنمار : رأيته رعى الملتف نباته ( اي مكان نباته كثير ) ثم تركه لمكان آخر أرق منه فعلمت بأنه شرود
فتعجب الملك من ذكائهم وفطنتهم وقال لصاحب البعير : هؤلاء لم يروا بعيرك فاذهب وابحث عنه
وهؤلاء الأعراب ليسوا ببعيد من قبائل العرب في غرب جنوب الجزيرة (أو المملكة ان صح القول) المعروفة فقد اتجهوا إلى اقرب الملوك لديهم وهو ملك نجران بتلك الفترة.
فالأثر يدل على المسير والبعر يدل على البعير
وبعد تلك القصه أجد في قبيلتي قبيلة القارية ولحيفة ما أصوغ من تاريخها المجيد
وإن لقبيلتي من ذكاء ودهاء العرب وفطنتهم النصيب الكبير ، فعندما اعتزا احد كبار القبيلة بقبيلته حين سرقة بعض حلاله اجتمع كبار وشباب القبيلة وعزموا أ ن يردوا كرامة القبيلة فانقسموا لقسمين قسم يقص أثر الماشية والسرق وهو الدور الذي لا يقل أهمية لرد الاعتبار والخطأ فيه غير مقبول ، وقسم يتأهب بالسلاح والذخيرة ، وتحرك القصاصين لأثر المسير للحلال حتى وصلوا إلى إحدى قبائل الشرق وتأكدوا تمام التأكيد من وجود تلك الأبقار المسروقة وحددوا المنزل التي تم استياقها إليه ، ورجعوا إلى باقي الرجال الذين كانوا يسيرون ورائهم بمسافة وعند أبلاغهم أجمعوا الشور استردادها كما سرقت ، وبقوة السلاح لما تشوب تلك القبائل من عداوة الجاهلية مع قبائل بني مالك. فوضعوا خطة (عسكرية بنظري) قسموا الرجال إلى قسمين قسم يقوم بالحماية ، وقسم يقوم بالدخول للمنزل عند حلول المساء بكل شجاعة وفك الحلال والخروج به من القرية بكل هدوء وذكاء. وتم ذلك بفطنة أولائك الأجداد الشجعان ، ولم ينتبه من في القرية إلا بعد خروج الحلال وصار بمأمن مع الرجال وعند محاولة ملاحقة رجال قبيلتنا تصدى لهم الرجال الموكلون بالحماية وأصابوا الفزاعة بطلقات أرجعت الباقي إلى قريتهم وفي أيديهم جرحى السالبين.
وفي قرية وطن لحيفه حصلت أيضاً سرقة لبعض الحلال من قبائل تسكن عسير ، وكان لقصاصين الأثر الدور الكبير بتحديد أين ذهب ذلك الحلال وقد اهتدوا أولئك القصاصين إلى وجودة في إحدى قبائل الشرف الذي تم إستردادة و طلبوا منهم الحق القبيلي ، وعقد حلف بين قبائل الشرف وآل معدي سمي بحلف الشرف فلا يُسلبون ولا يَسلبون. وقد اشتهرت تلك القرية بشجاعة رجالها فلم يستطيع أحد التغلب عليهم ولا سلبهم وعرفوا بصبيان آل معدى.
إن بعض الجيوش مع تطورها وقوتها يوجد بها كتيبة قصاصين الأثر خاصة لأن لها حدود وعرة مع الأعداء تحتاج لمشاة ومطاردة للهاربين.
إن قصاص الأثر هذه الأيام هو رادار الحروب العسكرية ومتتبع المتسللين والهاربين وطائرات استكشاف الهدف والعدو وهو من يوجه الكتائب والمشاة الحربية.
كان لقبلتنا جناح عسكري مهم قديماً ليس بالسهل في وجهة نظري. نم عن قوة القبيلة وفطنة رجالها رحمهم الله جميعاً.
أرجو ألا أكون أطلت وأفدت في أوردت.
[/justify]