هدم القصبة المغروزة في نفوس أبناء عسير !!

هدم القصبة المغروزة في نفوس أبناء عسير !!

القصبة هي ذلك البناء التاريخي العتيق ، ذلك البناء الدائري الشامخ ، والذي كان معقلاً صغيراً يتحصن به العسيريون القدماء للدفاع عن حقولهم ، وقراهم ، وأوطانهم . هذا البناء يحكي بلا ريب تفاعل العسيري مع أرضه ، ويحكي أيضاً إبداعه ، وقُدرته الخلاّقة على الاستفادة منها ، وتوظيف الطبيعة لصالحه . هذا البناء يحكي أيضاً عراقة الإنسان في عسير ، وتجذّره في أرضه وحبّه الشديد لها .

لقد نشأت أجيالُ في مدينة أبها لم تكن تعرف ذلك المكان الذي بُنيت فيه هذه القصبة إلا بدوّار القصبة ! ، كانت هذه القصَبة عنواناً للمدينة ، ودلالة على الإنسان فيها بمجرّد القدوم من شرقي أبها . ولتعاقب الأيام وتطاول الزمان ، فقد باتت القصبة مغروزة ليست في ذلك المكان فقط ، بل ومغروزة في نفوس الكثير من أبناء عسير .

المسألة أيها الإخوة ليست مسألة انهيار بنيان ، وبناء بنيان آخر ، المسألة أعمق من ذلك بكثير ، ذلك أن هذا البنيان ( القصبة ) رمز له حمولته التاريخية والثقافية والحضارية في أبها ، ومن هنا كان اعتراض المعترضين على تهديمها ، ومن هنا أيضاً نستطيع أن نفهم كيف أن تهديمها لم يحدث إلا في آخر الليل ، وليس في وضَحِ النهار !! .

على كل حال ، كثير من معالم أبها التاريخية تم تهديمها أو تحويرها أو تغييرها ، وتحت ذريعة التنمية ، والتطور بدءاً بقصر الأمير عائض بن مرعي الموسوم بشدا ، ثم تهديم أحياء عتيقة بكاملها مثل : مناظر ، والقرى ، وتغيير مسميات العديد من الأماكن التاريخية ، وها نحن الآن نشاهد هدم هذه القصبة المجيدة .

لا أدري هل سيظل اسم دوّار القصبة يحمل الاسم عينه ، أمّ أن عوادي الزمان كفيلة بمحوه من ذاكرة الإنسان في عسير ، كما حدث له مع معالم ورموز أخرى تم محوها من ذاكرته !! .

أحسن الله عزاءنا ، وعزاءكم ،،،،،،