وقفة

إحتجت ان أقضي وقتاً مع ذاتي ، وذلك للاسترخاء وايضا لاسترجاع بعض المواقف والاحداث المفرحة والمؤلمة على حد سواء ، وبطبيعة الحال من الصعب الفصل في التفكير بين الاحداث المؤلمة والمفرحة فكلاهما يؤثر في الانسان ايجابا او سلباً وبعض هذه الاحداث جرت برضاي وبعضها رغما عني والقدر له الدور الاساسي في حياة الانسان فالانسان منا مسير وليس مخير ، ولكني استدرك واقول بأن هذا لا يعني ان الانسان لا يتحمل مسئولية الكثير مما يحدث له من باب انه يجب ان يأخذ بالاسباب ومن باب اعقلها وتوكل ، وهنا ادون ما وجدته في سنين حياتي باختصار شديد .
وجدت انني فقدت " بالموت المكتوب على الجميع " في سنين مضت والى وقت قريب الكثير من الاقارب والارحام والجماعة وزملاء العمل وزملاء الدراسة والاصدقاء وآخرهم (حتى الان) الاخ الحبيب محمد بن احمد بن علي بن مغني تغمده الله بواسع رحمته، وفي المقابل وجدت انني فقدت "بغير الموت " صديقا أو كنت اعتقده كذلك لفترة طويلة من الزمن ولكنني في الواقع لم افقده بل احمد الله انني اكتشفت انني اخطأت في تقييمي له كصديق وهذا اسهل من الفقدان . فالصديق مرآة صديقه فإن انكسرت المرآة فمن الصعب اصلاحها .
ووجدت اني ظلمت نفسي فافسحت لها المجال لتصول وتجول في لهو وجد متوازنيين الى حد ما ، حاولت جاهدا ان يطغى الجانب الايجابي على الجانب السلبي منهما ، ولكنني اولا واخيراً انسان لي هفواتي ولي طاقتي المحدودة ، وارجو من الله الستر والمغفرة لي ولجميع المسلمين فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض. وقد اكون ظلمت آخرين دون ان اعلم بذلك من خلال تصرف غير لائق انعكس سلباً على انسان ما وانا لم أقصد الحاق الظلم بهذا الانسان الا أن طغيان الانا وضيق الافق في مرحلة عمرية معينة لا يجعل الانسان يرى خيارات اخرى لاتخاذها في حينه.
رحماك ربي فأنا عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك لا راد لما قضيت فرحمتك اكبر من ذنوبي ولطفك بي اكبر من املي وانت رجائي ولا ارجو سوى رحمتك يا ارحم الراحمين