بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى المتشائمين القانطين
اللهم لا تجعلنا من القانطين من رحمتك يا ألله
نسمع ونشاهد تلك المقاطع الصوتيه والمرئيه لبعض الدعاه أو أشباه الدعاه ممن يئسوا من رحمة الله فصوروا الوضع بالخطير وأننا على شفا هاوية لا نجاة منها وكأن رحمة الله وعفوه وغفرانه قد حُبست فيتباكون على وضعنا وعلى ما نحن فيه من زلل لا نجاة منه إلا بالعودة إلى الله ثم يصورا لهباً وكأنهم يقولون هذه هي النار ويختزلوها في مشهدٍ بعيد كل البعد عن رحمة الله وعن حتى تصوير النار على حقيقتها وكأننا نشاهد أفلام الرعب في المسلسلات ... طبعاً نسيتوا أن تصورا لنا الجنه ونعيمها لكنكم لن تستطيعون لأن فيها ( مالا عين رأت ولا أذنُ سمعت ولا خطر على قلب بشر ) إن مدركات العقول تنتهي عند ما تدركه الأبصار فكيف استطعتم تخيل النار وتصويرها في مقاطع مصحوبة بالتباكي وليس البكاء .
سوآل يفرض نفسه ... وأين نحن من الله ؟
ولماذا حكمتم بهذه الأحكام على المجتمع وكأننا إبتعدنا عن الله وتركنا ديننا الذي ندين به الله صباح مساء .
أين الجانب المشرق في رؤاكم ؟
هل وصل بكم القنوط إلى أن تذكروا لنا صفات الله عز وجل وتحجموا عن صفاته الأخرى ؟
أليس في هذا تعدٍ على صفات الله جل جلاله بأن تذكروا منها صفات المعذب وتتجاهلون الغفور وتذكروا لنا صفة المهلك والمنتقم وتتجاهلون صفة الرحمن الرحيم . إين ذهبت آية ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ( 53 ) وآية (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)) وآيات الرحمه والغفران وهي كثيرة جداً
ألم يقع في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم مخالفات شرعيه ؟
بلا ولكن لم يكن هناك وسائل نقل كما هي اليوم فقد كانت تحسم في وقتها دون مبالغة بما يحدث ونشر بل وتشفٍ ممن يعتقدون أنهم قد تمت تزكيتهم من كل خلل وزلل والله عز وجل يقول فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى.
وقع في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم الزنا ووقعت السرقه وحدث الغش التجاري وغيرها من المخالفات الشرعيه التي أنزل الله عقوبتها في كتابه العزيز ولم يقنط الناس من رحمة الله بل كان يتم الثناء على من يتوب ومنهم من وصفت توبته بأنها لو وزعت على أهل المدينه لكفتهم .
كرهتمونا بتباكيكم وقنوطكم وتشاؤمكم في سماع تلك المواعظ التي لا تحمل في طياتها إلا الويل والثبور والهلاك وسوء الأمور واختزلتم صفات الله في النقمة وسوء الخاتمة للناس إن لم يعودوا وهم لم يبتعدوا ليعودوا !!!
اللهم لا تسلط علينا من لا يحسن الدعوة إليك بالحكمة والموعظة الحسنه ومن لا يذكرنا بفضلك ورحمتك وحسن ظننا بك إنك على كل شيئ قدير ،،،