استلمت التذاكر وحزمنا الامتعة ايذانا بالانتقال الى الحياة الغريبة والمجهولة في مدينة ناقويا اليابانية ... جدة - كوالالمبور .. كوالالمبور-ناقويا ... كانت المسافة الزمنية بين جدة وكوالالمبور 8 ساعات على ظهر البوينج تقطع من خلالها ثالث اكبر محيط في العالم " المحيط الهندي" ... لم اكن ممن يعشقون الطائرة ولا ادعي خشيتها كنت بينا هذا وذاك .. اقلعت الطائرة ذات الجنسية الماليزية " لم تكون الخطوط السعودية انذاك تحط رحالها في مطارات اليابان" وعلى موعدها بالثانية ...الثامنة مساء " بالطبع لم اعتقد قبل ذاك اليوم ان هناك طائرة تقلع في الموعد المحدد لها بالظبط فتحترم اوقات عملائها ومشاعرهم" ... اقتربت من نافذة الطائرة اودع انوار جدة المتلألة ليلا وشعرت حينها بثقل قرار الذهاب ومشاعر الخوف تتخطفني من القادم المجهول.. اختفت الانوار واطفأت محركات الطائرة فحل السكون رفيقا ملازم لنا ... وبعد مضي الساعة استهل مضيفوا الطائرة استعداداتهم لتحضير وجبة العشاء وكانت لائحة الطعام دسمة نوعا وكم .. والابتسامات تحيط بنا من كل حدب وصوب حتى ان الشك ساورني باننا قادمون من كوكب اخر لم نعتد على ان نرى هذا الكم من الابتسامات فان اقول واحتمل مسئولية ما اقول اننا بلد المليون تكشيرة والابتسامة تعيش فترة تغريبية طويلة عن ملامحنا !! فهمت اول دروس السفر وهي "سحر الابتسامة اذا ارتسمت على المحيا بدون مقابل ومدلولاتها" والحقيقة لم افطن من قبل ان مضيفوا الطائرة يبتسمون " لم تسمح لي التجربة من قبل بالسفر الا على متن الخطوط السعودية" .... لاحقا وبعد خروج ابني احمد الى العالم ورجوعنا عن طريق الخطوط الماليزية اكتسفت ان لديهم ايضا حس عالي بدفع العميل واطفاله على ان يشعرون بان الاجواء في الطائرة عائلية صورة احداهن تحمل احمد في الرجعة الاولى الى جدة توثق ما اقول ...
وصلنا الى كوالالمبور الساعة العاشرة صباحا فالرحلة كانت 8 ساعات + فرق التوقيت 5 ساعات قبيل السعودية ... وقد انهكنا تعب السفر والسهر وخرجنا من المطار الدولي الممتلأ بالمسافرين من اقطار الارض بعد 25 دقيقة " كان قياسيا بكل الاحوال ولا انسى مشاهدتي لل 21 مكتب لتختيم الجوازات ولاول مرة" ... ولكن هيهات فقد رحل التعب والنوم عند روية المناظر الجميلة والطبيعة الخلابة ... استفقنا تماما فالمقارنة كانت شاسعة بين " صحراء الخمرة " ومرافق كوالالمبور
الإهداءات
العرض الشجري