الفلك هو علم له أسسه ونظرياته عرف ما قبل التاريخ من تتبع الإنسان لحركة الشمس والقمر اليومية من الشروق والغروب واختلاف النجوم وكل ما يحدث من تغيرات بسبب هذه الظواهر مما حبا الإنسان لمعرفة خفاياها فربطها بعضهم بعلم التنجيم ومعرفة الغيب كما وخصها بعضهم بالعبادة فأهل اليمن عبدوا الشمس في عهد الملكة بلقيس وربطتها العديد من الحضارات السابقة مثل ( الإغريق والرومان والفراعنة في مِصر وبلاد ماوراء النهرين (الحضارة البابلية ) والفينيقيون في بلاد الشام وفي الحضارة الصينية ) في تحديد مواعيد الزراعة والحصاد ومواعيد الفيضانات النهرية ، كما اتخذوا من الكواكب والنجوم آلِـه في أساطيرهم وحددوا لكل إلِـه مهمة.
أما العرب قديما كانوا يعتمدون عليها للإستدلال في ترحالهم البري والبحري والتنجيم والتطير.وبعد ظهور الإسلام حرم التنجيم والتطير واتخذوا هذه الظواهر الفلكية في تحديد مواعيد الصلاة والقبلة والإستدلال في الترحال وكانوا يقيمون الصلاة حين كسوف الشمس وخسوف القمر لكونهما آيتان من آيات الله فيقول سبحانه وتعالى في سورة فصلت 53 : (سنُريهِم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبينَ لهم الحق)
اهتم علماء المسلمين في علم الفلك في عهد الخليـفة العباسي الثاني (ابو جعفر المنصور ) فوضِعَ ( علم الهيئة ) وتمت الاستفادة من العديد من المؤلفات والتراجم والنظريات لعلماء من مختلف الجنسيات وكان اشهر التراجم ترجمة كتاب المجسطي (لبطليموس )والذي يتألف من 13 جزء.
ابن الهيثم
اشهر علماء الفلك العرب القدماء
- العالم محمد بن جابر البتاني في القرن العاشر الميلادي ولقبه الأوربيون (بطليموس العرب ) وكان له مرصد في مدينة الرقة ووضع الزيج الصايي وهو جدول للحسابات الفلكية.
- العالم احمد بن كثير الفرغاني ولقبه الأوربيون الفرغانوسي وهو من قاس قطر الارض وله العديد من المؤلفات في علم الفلك.
- العالم علي بن يونس المصري ظهر في العصر الفاطمي وقد ألف الزيج الحاكمي الكبير نسبة للخليفة الحاكم بأمر الله وكذالك الزيج الصغير وكتاب الظل وغيره من المؤلفات.
- العالم الحسن بن الهيثم ظهر في العصر الفاطمي واشتهر بعلم البصريات واضع كتاب المناضروكتاب اصول الكواكب وغيره من المؤلفات.
- العالم محمد طور غاني أولغ بك من احفاد تيمور لنك المغولي أنشا مرصد سمر قند.
وهناك الكثير من علماء الفلك العرب الحاليين من بينهم دكتور الفلك الكويتي (صالح العجيري )
علم الفلك والحضارة الأوربية
انتقل علم الفلك من الحضارة الإسلامية إلى الأوربية في هذا العصر بعد تقاعس العرب من إعطاء المزيد فقد ظهر العالم (نيكولاس كوبر نيكسون ) واضع النموذج الكوكبي الذي يعتمد على مركزية الشمس ن وكذلك العالم ( تايكو براهي ) المولود في 1601م ، وكان من العلماء الذين آمنوا بمركزية الأرض وظهور العالم (يوهان كبلر )عام 1630م وكان مساعد للعالم تايكو وهو مكتشف إن ( المسارالذي تدور به المجموعة الشمسية مسار إهليجي )وليس دائري.
آلة الاسطرلاب
آلات الرصد الفلكية قديما وحديثا
استخدام الإنسان لآلات الرصد الفلكي مر بعدة مراحل ففي ماقبل التاريخ استخدم على سبيل المثال استخدم الفراعنة المصريين آلة المرخت (merkht) وكذلك استخدمت آلة (مسطرة الشاقول ) لتحديد الساعات في الليل واعتمدوا على الفلك في البناء فقد وضعت زاوية موقع الأهرامات بشكل يتناسق مع زاوية نجوم النطاق نسبة لنهر المجرة على إن نهر النيل هو إنعكاس لنهر المجرة ، إن زاوية أضلاع الأهرامات ت متجهه نحو الإتجاهات الأربعة الأصلية وعليه حددت جهة الشمال لديهم. وان ( هرم الملك خوفو توازي) فوهته حزام الجبار.
- المزولة الشمسية استخدمت لتحديد ساعات النهار من حركة ظل الشمس وكان لها أشكال مختلفة.
- آلـة الإسطرلاب وهي آلة يونانية الأصل للفلكي اليوناني هيبروكيس استخدمت في القرن الأول قبل الميلاد وطوروها العرب وألحقوا بها آلات أخرى مساندة مثل آلة اللبنة و آلة الحلقة الإعتدالية وآلة ذات الأوتار .
- ذات الحلق صنعها العالم المسلم ابن خلف المروزي وهي تتألف من (5) حلقات نحاسية متداخلة تمثل حركة الأجرام السماوية ودوائر العروض المختلفة الدائرة الأولى المثبتة في الأرض تمثل دائرة نصف النهار فوقها الدائرة الشمسية تمثل سمت الكواكب ودائرة منطقة البروج ودائرة العروض ودائرة الميل.
- آلة السدس ( الكمال الإنجليزي ) تستخدم لقياس الزوايا الفلكية ولحساب ارتفاع الأجرام السماوية.
- آلة الإبرة المغناطيسية ( البوصلة ) تستخدم لمعرفة الإتجاهات الأربعة ودائما تشير نحو الشمال استخدمها المسلمون في تحديد اتجاه القبلة.
- آلة الربع المجيب وقد برع باستخدامها د. الفلك الكويتي صالح العجيري اشتهر استخدامها في الدولة العثمانية ونقلها بيت آل النبهان من البحرين إلى الحجاز ثم الكويت تستخدم للتوقيت والمسح وتحديد الإتجاهات.
المراصد الفلكية
تطور استخدام الإنسان لآلات الرصد الفلكية فأصبح هناك حاجة لإنشاء المراصد فأنشأت المراصد الأرضية مثل المراصد الفلكية الإسلامية في عهد المأمون بن هارون الرشيد في العصر العباسي فقد بني مرصد على جبل قاسيون في دمشق ،ومرصد في الشماسية في بغداد كما انشا الفاطميون على جبل المقطم في مصر قرب القاهرة مرصد الحاكمي، ومرصد المراغة وكان من اكبر المراصد في القرن السابع الهجري، وفي 1908م انشأ مرصد أولغ بك في سمر فند ، ومرصد ألبتاني في الشام وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر بدا الفلك المعاصر في مصر فانشأ مرصد بولاق الذي انتقل بعهد الخديوي إسماعيل في 1865م إلى العباسية وبسبب التلوث الضوئي والغازي انتقل في1899م إلى حلوان ، و في الجزائر انشأ الفرنسيون أثناء الاستعمار عام 1882م ( مرصد بو زريعة) ويقع قرب المدينة ، وفي عام 1961 م، انشأ مرصد القطامية بصحراء السويس، وفي الجزيرة العربية انشا مرصد العجيري و به منظار ضخم يتكون من 6 تلسكوبات في النادي العلمي الكويتي في دولة الكويت عام 1986 م .