هل فكرت فى لحظة كيف ستمضى بك الأيام والأعوام وإلى أين ستوصلك؟
إذا لم تفكر فى ذلك يوما فتعال معى الآن نفكر سويا ، وتخيل أنك أصبحت جدا تجلس فى الشتاء عند مدفأة فى بيتك تحكى فيها لأحفادك وأبنائك نجاحاتك فى الحياة ، ماذا تتمنى أن تحكى حينئذ؟
أو تخيل أن أحب أصدقائك قد أنتج فيلما تسجيليا يروى نجاحاتك وإنجازاتك ، فمذا تحب أن ترى فى هذا الفيلم؟
أو تخيل أنه بعد مماتك قد أقيمت تغطيات صحفية وتليفزيونية عن سيرتك الذاتية وتاريخك الشخصى ، فماذا تحب أن يقال عنك؟
أو تخيل نفسك وقد بلغت الثمانين من عمرك وتجلس فى مكتبك الخاص مع صحفى يتحاور معك عن ذكرياتك وأمجادك وحياتك؟ فماذا تحب أن تروى له؟
دعنا الآن نروى أحد سيناريوهات الحياة وهو سيناريو حياة الأستاذ (عادى):
يعلو صوت بكائه ليعلن لحظة ميلاد (عادى) فيفرح به الوالدان ويربيانه تربية عادية فيكبر ويدخل الحضانة ثم المدرسة الابتدائية وينتقل مع بقية زملائه إلى المدرسة الإعدادية بمجموع عادى ثم ينجح وينتقل إلى المدرسة الثانوية بمجموع عادى أيضا كبقية زملائه ، ثم يحين اليوم الذى ينتظره (عادى) بفارغ الصبر وتعلن نتيجة الثانوية العامة ويختار (عادى) أحد الكليات التى تناسب مجموعه العادى والتى تسعد أبويه فيدخلها مع مجموعة من زملائه وتنقضى أيام الكلية أياما عادية بحلوها ومرها ، فيتخرج (عادى) بتقدير عادى ويبدأ فى البحث عن وظيفة بعد أن أداء الخدمة العسكرية فيرزقه الله بوظيفة كريمة.
ويبدأ (عادى) حياته العملية يذهب للعمل كل يوم فى الصباح الباكر ثم يعود للبيت بعد العمل عادى مثل بقية زملائه ، ويقضى بعض الأوقات فى الخروج مع أصحابه فى بلده أو خارجها وخصوصا يوم الخميس والجمعة ، وأوقاتا أخرى يزور فيها أقاربه فى المناسبات.
وتمر ثلاثة أعوام على تخرجه ويبدأ (عادى) التفكير فى الزواج عادى مثل بقية أصحابه فيتزوج من فتاة عادية ويرزقه الله بأولاد فيفرح بهم الأستاذ (عادى) وتمر الأيام ويكبر أولاده أمامه ويتدرج الأستاذ (عادى) فى وظيفته تدرجا عاديا ويدخل أولاده المدارس ثم الكليات وتمر الأيام والأعوام ويبلغ الأستاذ (عادى) سن السبعين من عمره فيمرض فى بيته ثم تحين لحظة وفاته الحزينة ولكنها سنة الله ويدفنه أهله ويكتبون على قبره (هنا قبر الأستاذ عادى).
الآن أبلغنى يا صديقى هل تحب أن تكون مثل الأستاذ (عادى)؟ بالطبع ستكون إجابتك (لا طبعا)، ولكن دعنا أسألك سؤالا آخر وأهم (هل ترى حياتك الآن توصلك إلى ما وصل إليه الأستاذ (عادى)؟ الإجابة واضحة لى ولك الآن وهى فى الغالب (نعم) ، فالحياة التى يعيشها معظمنا حياة عادية بلا أهداف أوطموحات ، بلا غايات أو آمال ، ولكن هل لهذه الحياة معنى ؟ وهل لها قيمة حقيقية أستحق أن أعيش من أجلها؟ أم أننا لا نجد لها معنى فلا قيمة لها حينذاك. وهل نحن فعلا سعداء بحياتنا السعادة التى نريدها؟
إلى متى سنظل هكذا تمر الأيام والشهور والأعوام ونحن نحيا حياة التى أقل ما فيه أنها حياة (عادية)؟
لابد أن يكون لنا أهدافا وآمال ، وطموحات وأحلام ، لابد أن يكون لنا أمل وأمل وأمل ... حتى نحيا الحياة الحقيقية،
أمل أن أتغير تغييرا حقيقيا حتى أحقق أحلامى وأهدافى وطموحاتى
أمل أن أحيا حياة سعيدة رائعة أسعد بها وأسعد أهلى وأحبابى ومن حولى
أمل أن أحيا حياة ترضى الله عز وجل الذى يملك سعادتى فى الدنيا والآخرة
لابد أن أحلم الآن بكل هذا وأكثر ، أحلم بإنجازاتى ونجاحاتى وآمالى وأحلامى وأنا أحققها وأعيشها.
لا بأس لم يفت الأوان بعد، أحضر ورقة أحضر قلما ، افعلها الآن ، اكتب اسمك فى ذيل الصفحة واكتب حلمك فى رأس الصفحة ،هل يبدو بعيدا؟ ربما ، ولكنه ليس مستحيلا ، فكر كيف يمكنك الوصول إليه ، فكر جيدا ، قرر أن تصل إلى هناك، وانطلق الآن فى الفعل ، وكلما خطوت نحوه خطوة ارفع اسمك سطرا ، يوما ما سيلتصق اسمك بحلمك إن شاء الله ، وستشعر بالدفء فى قلبك ، فابدأ الآن واجعل لحياتك معنى
عزيزي مستر فوجي كل له أحلام في هذه الدنيا إضافيه إذا كان الحلم الأول هو البناء للآخره وهي أهم الأحلام ... إذا فلا بد من الأحلام ولكن :ـ عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ === وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها === وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ وبذلك فإن الأحلام تختلف بقدر الهمة والعزيمه ....... من الناس من هو قانع بما لديه وما هو عليه ومنهم من يتطلع دائماً لرقي المعالي في شتى المجالات ومنهم من يرقى وينحدر مهما بذل من جهد ومنهم من لا يتكلف وتسير جمع أموره على ما يرام ... وهكذا الدنيا ليس لها معايير منظبطه بمعنى أنك لو فعلت كذا وكذا لجنيت كذا وكذا عدى ما يكون للدار الآخره وهو المضمون من رب العالمين . موضوعك جميل جداً وفيه حث على التطلع والصبر على المحاولات والفشل إن حصل تقبل تحياتي يا عزيزي ،،،