بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني منسوبي ديوانية القاريه ولحيفه عندي إقتراح أمل أن يحوز على رضاكم وهو إن يتم إنزال سيره من سير الأبطال المسلمين الفاتحين والبارعين في أي مجال تحت هذا العنوان {كوكبة الأبطال} حتى نستلهم من خلال سيرتهم المباركه ونصرتهم للإسلام والمسلمين الهمه العاليه . ونتذكر من خلالها أمجادنا وتاريخنا المجيد . وسوف أبدا بسيرة الصحابي الجليل عمر أبن العاص رضي الله عنه وأرضاه والموضوع والعنوان عام للجميع ولكن يجب مراعاة أن تأخذ الشخصيه حقها من المطالعه والمداخلات حتى تعم الفائده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشخصيه الأولى هو فاتح مصر رضي الله عنه
عمرو بن العاص
إنه الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمي -رضي الله عنه- أحد فرسان قريش وأبطالها، أذكى رجال العرب، وأشدهم دهاءً وحيلة، أسلم قبل فتح مكة، وكان سبب إسلامه أنه كان كثير التردد على الحبشة، وكان صديقًا لملكها النجاشي، فقال له النجاشي ذات مرة: يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقًا. قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني. [ابن هشام وأحمد]. فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليد
وعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى النبي ( فساروا جميعًا إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله (، وبايعوه.
أرسل إليه الرسول ( يومًا فقال له: (خذ عليك ثيابك، وسلاحك، ثم ائتني)، فجاءه، فقال له رسول الله (: (أني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة صالحة من المال). فقال: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكنى أسلمتُ رغبة في الإسلام، ولأن أكون مع رسول الله (. فقال (:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح) [أحمد].
وكان عمرو بن العاص مجاهدًا شجاعًا يحب الله ورسوله، ويعمل على رفع لواء الإسلام ونشره في مشارق الأرض ومغاربها، وكان رسول الله ( يعرف لعمرو شجاعته وقدرته الحربية، فكان يوليه قيادة بعض الجيوش والسرايا، وكان يحبه ويقربه، ويقول عنه: (عمرو بن العاص من صالحي قريش، نعم أهل البيت أبو عبد الله، وأم عبد الله، وعبد الله) [أحمد]. وقال (: (ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام) [أحمد والحاكم].
وقد وجه رسول الله ( سرية إلى ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة، وجعل أميرها عمرو بن العاص رضي الله عنه، وقد جعل النبي ( عمرو بن العاص واليًا على عُمان، فظل أميرًا عليها حتى توفي النبي ( . وقد شارك عمرو بن العاص في حروب الردة وأبلى فيها بلاءً حسنًا.
وفي عهد الفاروق عمر -رضي الله عنه- تولى عمرو بن العاص إمارة فلسطين، وكان عمر يحبه ويعرف له قدره وذكاءه، فكان يقول عنه: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا. [ابن عساكر]، وكان عمر إذا رأى رجلاً قليل العقل أو بطيء الفهم يقول: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.
وكان عمرو يتمنى أن يفتح الله على يديه مصر، فظل يحدث عمر بن الخطاب عنها، حتى أقنعه، فأمَّره الفاروق قائدًا على جيش المسلمين لفتح مصر وتحريرها من أيدي الروم، فسار عمرو بالجيش واستطاع بعد كفاح طويل أن يفتحها، ويحرر أهلها من ظلم الرومان وطغيانهم، ويدعوهم إلى دين الله عز وجل، فيدخل المصريون في دين الله أفواجًا.
وأصبح عمرو بن العاص واليًا على مصر بعد فتحها، فأنشأ مدينة الفسطاط، وبنى المسجد الجامع الذي يعرف حتى الآن باسم جامع عمرو، وكان شعب مصر يحبه حبًا شديدًا، وينعم في ظله بالعدل والحرية ورغد العيش، وكان عمرو يحب المصريين ويعرف لهم قدرهم، وظل عمرو بن العاص واليًا على مصر حتى عزله عنها عثمان ابن عفان -رضي الله عنه-، ثم توفي عثمان، وجاءت الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-، فوقف عمرو بن العاص بجانب معاوية، حتى صارت الخلافة إليه.
فعاد عمرو إلى مصر مرة ثانية، وظل أميرًا عليها حتى حضرته الوفاة، ومرض مرض الموت، فدخل عليه ابنه عبد الله -رضي الله عنه-، فوجده يبكي، فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ أما بشرك رسول الله ( بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال: أني كنت على أطباق ثلاث (أحوال ثلاث)، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله ( مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ( فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: (مالك يا عمرو؟) قال: قلت: أردت أن أشترط: قال: (تشترط بماذا؟) قلت: أن يغفر لي، قال: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟)، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله ( ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها، فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور (الوقت الذي تذبح فيه ناقة)، ويقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي) [مسلم].
وتوفي عمرو -رضي الله عنه- سنة (43 هـ)، وقد تجاوز عمره (90) عامًا، وقد روى عمرو عن النبي ( (39) حديثًا.
التعديل الأخير تم بواسطة مخاوي الذيب ; 03-03-2012 الساعة 02:10 AM.
رضي الله عنه وارضااه وكان داهيه من قصص دهاء عمرو بن العاص رضي الله عنه
وصل عمرو بن العاص إلى الرملة في بلاد الشام وجد عندها جمعآ من الروم عليهم الأرطبون (والمقصود بالأرطبون عندهم الداهيه اوالرجل المُفرض في الذكاء)
وكان أدهى الروم وأبعدها غورآ وأنكاها فعلآ ،
فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بالخبر ، فلما جاءه كتاب عمرو بن العاص قال أمير المؤمنين: قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عما تنفرج.
وكانت الروم في حصن منيع وجيش المسلمين محيط بهم
فبعث عمرو بن العاص الرسل إلى الأرطبون ولكن لم تأتي بشي يشفيه
فتولى عمرو بن العاص الأمر بنفسه
فدخل على الأرطبون كأنه رسول من عمرو بن العاص فأبلغه مايريد وسمع كلامه وتأمل حصونه حتى عرف ماأراد، وقال الأرطبون في نفسه وكان داهيةً : والله إن هذا لعمرو بن العاص أو إنه الذي يأخذ عمرو برأيه، وما كنت لأصيب القوم بأمر هو أعظم من قتله، ((لأنه أعجب بعمرو بن العاص كثيرآ)) فدعا أحد الحراس فخالاه وقال إذهب في مكان كذا وكذا فإذا مر بك فاقتله.
ففطن عمرو بن العاص ، فقال للأرطبون: أيها الأمير ، إني قد سمعت كلامك وسمعت كلامي وإني واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي لنشهد أموره وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك ويروا مارأيت.
فقال الأرطبون : نعم ، فاذهب فأتني بهم ((طمع في أن يقتل العشرة))ودعا الأرطبون رجلا فخالاه وقال أذهب إلى فلان وقل له لا تقتله
فقام عمرو بن العاص فذهب إلى جيشه ثم تحقق الأرطب أن الرسول الذي كان عنده هو عمرو بن العاص فقال : خدعني الرجل هذا والله أدهى العرب
وبلغت عمر بن الخطاب هذه القصة فقال: لله در عمرو بن العاص
وكانت في حياتك لي عظاتٌ ......... وأنت اليوم أوعظ منك حيا
هذه السّير التي تستحق منا وقفات ...
وشتان بين اولئك الابطال وبين كثير من شبيحة زمننا الراهن ...
ومنهم بشار الذي لم يستطع استرداد الجولان ولكن وبكل وحشية استطاع ان يقتل ابناء جلدته ابشع قتلة ...
مجزأة بن ثور السدوسي هاهم أولاء الأبطال من جند الله ينفضون عنهم غبار القادسية جذلين فرحين بما آتاهم الله من نصر... مغتبطين بما كتب لإخوانهم الشهداء من أجر... متشوقين إلى معركة أخرى تكون أختاً للقادسية في روعتها و جلالها... متربصين أن يأتيهم أمر خليفة رسول الله عمر بن الخطاب بمواصلة الجهاد لاجتثاث العرش الكسروي من جذوره.
لم يطل تشوق الغر الميامين وتشوفهم كثيراً. فها هو ذا رسول الفاروق يقدم من المدينة إلى الكوفة , و معه أمر من الخليفة لواليها أبي موسى الأشعري بالمضي بعسكره والالتقاء مع جند المسلمين القادمين من البصرة, والإنطلاق معا إلى الأهواز لتتبع الهرمزان والقضاء عليه وتحرير مدينة تستر درة التاج الكسروي, و لؤلؤة بلاد فارس. وقد جاء في الأمر الذي وجهه الخليفة لأبي موسى أن يصطحب معه الفارس الباسل "مجزأة بن ثور السدوسي" سيد بني بكر وأميرهم المطاع.
صدع أبو موسى الأشعري بأمر خليفة المسلمين, فعبأ جيشه, وجعل على ميسرته "مجزأة بن ثور السدوسي", وانضم إلى جيوش المسلمين القادمة من البصرة, و مضوا معاً غزاة في سبيل الله. فما زالوا يحررون المدن, ويطهرون المعاقل, و الهرمزان يفر من أمامهم من مكان إلى آخر حتى بلغ مدينة "تستر", و احتمى بحماها. كانت "تستر" التي انحاز إليها "الهرمزان" من أجمل مدن الفرس جمالاً, وأبهاها طبيعة, و أقواها تحصيناً. وهي إلى ذلك مدينة عريقة ضاربة في أغوار التاريخ, مبنية على مرتفع من الأرض على شكل فرس, يسقيها نهر كبير يدعى بنهر "دجيل". و فوقها أحواض و نوافير بناها الملك "سابور", ليرفع إليها ماء النهر من خلال أنفاق حفرها تحت الأرض. و أحواض تستر و أنفاقها هي من عجائب البناء, شيدت بالحجارة الضخمة المحكمة, و دعِّمت بأعمدة الحديد الصلبة, و بلطت هي و أنفاقها بالرصاص. وحول "تستر" سور كبير عال يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم, قال المؤرخون عنه: إنه أول و أعظم سور بني على ظهر الأرض. ثم حفر "الهرمزان" حول السور خندقاً عظيماً يتعذر اجتيازه, و حشد وراءه خيرة جنود فارس.
عسكرت جيوش المسلمين حول خندق "تستر" و ظلت ثمانية عشر شهراً لا تستطيع إجتيازه. وخاضت مع جيوس "الفرس" خلال تلك المدة الطويلة ثمانين معركة. وكانت كل معركة من هذه المعارك تبدأ بالمبارزة بين فرسان الفريقين, ثم تتحول إلى حرب ضارية ضروس. وقد أبلى مجزأة بن ثور في هذه المبارزات بلاءً أذهل العقول, و أدهش الأعداء و الأصدقاء في وقت معاً. فقد تمكن من قتل مائة من شجعان العدو مبارزة, فأصبح اسمه يثير الرعب في صفوف الفرس, و يبعث النخوة والعزة في صدور المسلمين. وعند ذلك عرف الذين لم يكونوا قد عرفوه من قبل لم حرص أمير المؤمنين على أن يكون هذا البطل الباسل في عداد الجيش الغازي. وفي آخر معركة من تلك المعارك الثمانين حمل المسلمون على عدوهم حملة باسلة صادقة فأخلى الفرس لهم الجسور المنصوبة فوق الخندق, ولاذوا بالمدينة, و أغلقوا عليهم أبواب حصنها
المنيع. انتقل المسلمون بعد هذا الصبر الطويل من حال سيئة إلي أخرى أشد سوءًا, فقد أخذ الفرس يمطرونهم من أعالي الأبراج بسهامهم الصائبة... وجعلوا يدلون من فوق الأسوار سلاسل من الحديد, في نهاية كل سلسلة كلاليب متوهجة من شدة ما حميت بالنار. فإذا رام أحد جنود المسلمين تسلق السور أو الإقتراب منه, أنشبوها فيه و جذبوه إليهم, فيحترق جسده, و يتساقط لحمه , و يقضى عليه. اشتد الكرب على المسلمين, و أخذوا يسألون الله بقلوب ضارعة خاشعة أن يفرج عنهم, و ينصرهم على عدوه و عدوهم. و بينما كان أبو موسى الأشعري يتأمل سور "تستر" العظيم, يائساً من اقتحامه, سقط أمامه سهم قُذِفَ نحوه من فوق السور, فنظر فيه فإذا فيه رسالة تقول: لقد وثقت بكم معشر المسلمين, و إني أستأمنكم على نفسي ومالي و أهلي و من تبعني, ولكم علي أن أدلكم على منفذ تنفذون منه إلى المدينة. فكتب أبو موسى أماناً لصاحب السهم, وقذفه إليه بالسهم. فاستوثق الرجل من أمان المسلمين لما عرف عنها من الصدق بالوعد والوفاء بالعهد, وتسلل إليهم تحت جناح الظلام, و أفضى لأبي موسى بحقيقة أمره فقال: نحن من سادات القوم, و قد قتل "الهرمزان" أخي الأكبر, و تعدى على ماله و أهله, و أضمر لي الشر في صدره حتى ما عدت آمنه على نفسي و أولادي... فآثرت عدلكم على ظلمه, ووفاءكم على غدره, وعزمت على أن أدلكم على منفذ خفي تنفذون منه إلى "تستر"... فأعطني إنساناً يتحلى بالجرأة والعقل, ويكون ممن يتقنون السباحة حتى أرشده إلى الطريق. استدعى أيو موسى الأشعري مجزأة بن ثور السدوسي, و أسر إليه بالأمر و قال: أعنَّي برجل من قومك له عقل و حزم, وقدرة على السباحة. فقال مجزأة: اجعلني ذلك الرجل أيها الأمير. فقال له أبو موسى : إذا كنت قد شئت, فعلى بركة الله. ثم أوصاه أن يحفظ الطريق, و أن يعرف موضع الباب, و أن يحدد مكان "الهرمزان", و أن يتثبت من شخصه, و ألا يحدث أمراً غير ذلك. مضى مجزأة بن ثور تحت جنح الظلام مع دليله الفارسي, فأدخله في نفق تحت الأرض يصل بين النهر والمدينة. فكان النفق يتسع تارة حتى يتمكن من الخوض في مائه وهو ماشٍ على قدميه, ويضيق تارة أخرى حتى يحمله على السباحة حملا. وكان يتشعب و يتعرج مرة, و يستقيم مرة ثانية... وهكذا حتى بلغ به المنفذ الذي ينفذ منه إلى المدينة, و أراه "الهرمزان" قاتل أخيه, و المكان الذي يتحصن فيه. فلما رأى مجزأة "الهرمزان", همَّ بأن يرديه بسهم في نحره, لكنه مالبث أن تذكر وصية أبي موسى له بألا يحدث أمرا, فكبح جماح هذه الرغبة في نفسه و عاد من حيث جاء قبل بزوغ الفجر.
أعد أبو موسى ثلاثمائة من أشجع جند المسلمين قلباً, و أشدهم جلدا و صبراً, و أقدرهم على العوم و أمَّر عليهم مجزأة بن ثور وودَّعهم و أوصاهم... وجعل التكبير علامة على دعوة جند المسلمين لاقتحام المدينة. أمر مجزأة رجاله أن يتخففوا من ملابسهم ما استطاعوا حتى لا تحمل من الماء ما يثقلهم. وحذرهم من أن يأخذوا معهم غير سيوفهم... و أوصاهم أن يشدوها على أجسادهم تحت الثياب... و مضى بهم في آخر الثلث الأول من الليل. ظل مجزأه بن ثور وجنده البواسل نحوا من ساعتين يصارعون عقبات هذا النفق الخطير, فيصرعونها تارة و تصرعهم تارة أخرى. ولما بلغوا المنفذ المؤدي إلى المدينة وجد مجزأة أن النفق قد ابتلع مائتين وعشرين رجلاً من رجاله , و أبقى له ثمانين... وما أن وطئت أقدام مجزأة و صحبه أرض المدينة حتى جردوا سيوفهم, و انقضوا على حماة الحصن , فأغمدوها في صدورهم. ثم وثبوا إلى الأبواب و فتحوها و هم يكبرون. فتلاقى تكبيرهم من الداخل مع تكبير أخوانهم من الخارج... و تدفق المسلمون على المدينة عند الفجر... و دارت بينهم و بين أعداء الله رحى معركة ضروس قلما شهد تاريخ الحروب مثلها هولاً و رهبةً و كثرة في القتلى. و فيما كانت المعركة قائمة على قدم و ساق أبصر مجزأة بن ثور "الهرمزان" في ساحها, فاتجه نحوه, و ساوره بالسيف, فما لبث أن ابتلعه موج المتقاتلين و أخفاه عن ناظريه... ثم إنه بدا له مرة أخرى فاندفع نحوه و حمل عليه... وتصاول مجزأة و الهرمزان بسيفيهما فضرب كل منهما صاحبه ضربة قاضية, فارتد سيف مجزأة, و أصاب سيف الهرمزان... فخر البطل الكميُّ الباسل صريعا على أرض المعركة, و عينه قريرة بما حقق الله على يديه. وواصل جند المسلمين القتال, حتى كتب الله لهم النصر, ووقع الهرمزان في أيديهم أسيراً.
انطلق المبشرون إلى المدينة المنورة يزفون إلى الفاروق بشائر الفتح. و يسوقون أمامهم الهرمزان وعلى كتفيه حلته الموشاة بخيوط الذهب ليراه الخليفة. و كان المبشرون يحملون مع ذلك تعزية حارة للخليفة بفارسه الباسل مجزأة بن ثور.
لقد اعجبني موضوعك الجميل الذي افردته للاطلاع على سير كوكبة من الابطال وجميل ان بدأت بسيرة الصحابي الجليل عمرو ابن العاص رضي الله عنه وارضاه وهو من دهاة العرب كما سطر التاريخ ومن افضل القادة الحربيين على مرّ التاريخ وكان رضي الله عنه يتمتع بفكر عسكري عميق في المعارك الحربية وتدرس خططه الى الآن في معظم الكليات العسكرية .
وصل عمرو بن العاص إلى الرملة في بلاد الشام وجد عندها جمعآ من الروم عليهم الأرطبون (والمقصود بالأرطبون عندهم الداهيه اوالرجل المُفرض في الذكاء)
وكان أدهى الروم وأبعدها غورآ وأنكاها فعلآ ،
فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بالخبر ، فلما جاءه كتاب عمرو بن العاص قال أمير المؤمنين: قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عما تنفرج.
وكانت الروم في حصن منيع وجيش المسلمين محيط بهم
فبعث عمرو بن العاص الرسل إلى الأرطبون ولكن لم تأتي بشي يشفيه
فتولى عمرو بن العاص الأمر بنفسه
فدخل على الأرطبون كأنه رسول من عمرو بن العاص فأبلغه مايريد وسمع كلامه وتأمل حصونه حتى عرف ماأراد، وقال الأرطبون في نفسه وكان داهيةً : والله إن هذا لعمرو بن العاص أو إنه الذي يأخذ عمرو برأيه، وما كنت لأصيب القوم بأمر هو أعظم من قتله، ((لأنه أعجب بعمرو بن العاص كثيرآ)) فدعا أحد الحراس فخالاه وقال إذهب في مكان كذا وكذا فإذا مر بك فاقتله.
ففطن عمرو بن العاص ، فقال للأرطبون: أيها الأمير ، إني قد سمعت كلامك وسمعت كلامي وإني واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي لنشهد أموره وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك ويروا مارأيت.
فقال الأرطبون : نعم ، فاذهب فأتني بهم ((طمع في أن يقتل العشرة))ودعا الأرطبون رجلا فخالاه وقال أذهب إلى فلان وقل له لا تقتله
فقام عمرو بن العاص فذهب إلى جيشه ثم تحقق الأرطب أن الرسول الذي كان عنده هو عمرو بن العاص فقال : خدعني الرجل هذا والله أدهى العرب
وبلغت عمر بن الخطاب هذه القصة فقال: لله در عمرو بن العاص
00000
اخي مخاوي الذيب الله يجزاك الجنه موضوع رائع جدااا
همس بارك الله فيك وفي إضافتك الرائعه المفيده والهامه في نفس الوقت لهذا البطل المغوار رضي الله عنه وأرضاه
التعديل الأخير تم بواسطة مخاوي الذيب ; 05-03-2012 الساعة 11:13 PM.