هذه نسخة من خطاب قائد أمتنا حفظه الله وهو يدعو إلى التسامح وعدم الفرقه وقرائتها تغني عن تعليقي
التاريخ : 6/11/1426 هــ
الموافق : 8/12/2005 م
العـدد : 1635
الصفحة الأولى
خادم الحرمين الشريفين مخاطباً قادة العالم الإسلامي:
أتطلع إلى أمة موحدة وحكم يقضي على الظلم والقهر
فهيم الحامد- عبدالله آل هتيلة- فالح الذبياني (مكة المكرمة)
لنثق في امتنا شعوبا وقادة ولتودع عهد الفرقة والشتات
الوحدة الاسلامية لن يحققها سفك الدماء كما يزعم المارقون بضلالهم وفكرهم المنحرف
الغلو والتطرف لا يمكن له ان ينبت في ارض خصبة بروح التسامح ونشر الاعتدال
مجمع الفقه الاسلامي بتشكيله الجديد يتصدى لدوره التاريخي ومسؤوليته في مقاومة الفكر المتطرف
افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعمال القمة الاسلامية الاستثنائية الثالثة بقصر الصفا في مكة المكرمة وألقى حفظه الله كلمة ضافية حددت بدقة مشاكل الامة الاسلامية ثم قدم الحلول التي من شأنها الارتقاء بمستوى الامة وإخراجها من الواقع المتردي الى مستقبل مزدهر.
وقال حفظه الله في كلمته:
بسم الله والحمد لله القائل في محكم كتابه (كنتم خير أمة أخرجت للناس) والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد نبي الرحمة للعالمين . إخواني قادة الأمة الإسلامية .. أيها الأخوة الحضور.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يسرني أن أرحب بكم باسم إخوانكم شعب المملكة العربية السعودية وباسمي في منزل الوحي ومهد الرسالة متمنيا لكم التوفيق والسداد
إن استجابتكم الكريمة لدعوة أطلقها أخ لكم في هذه البقعة الطاهرة في العام الماضي لدليل على الرغبة الملحة في أعماق الأمة نحو التغيير للأفضل ولنسعَ جميعا لأن تكون هذه القمة بشرى لمستقبل زاهر بإذن الله .
أيها الإخوة الكرام ..
من هذا المكان من أرض النبوة انطلقت دعوة الإسلام معلنة وحدانية الخالق ومنهية عبودية الإنسان للإنسان رافعة مبادئ المساواة والحق والعدل فتمكنت هذه الدعوة من الوصول إلى مشارق الأرض ومغاربها بتأثير القيم الصالحة والقدوة الحسنة وليس بحد السيف كما يدعي من يتجاهل الحقيقة أو لم يدركها .. ولنتذكر كيف كانت حضارتنا الإسلامية منارة الإشعاع فأخذت منها الحضارات الأخرى روح التسامح والعدل وفتحت الطريق للبشرية بما أنجزته من فقه وفكر وعلم وأدب كانت فيصل التنوير في عهود الظلمات .
أيها الإخوة الأعزاء
إنه لمن المؤلم أن نرى كيف تداعت حضارتنا المجيدة من مراقي العز إلى سفوح الوهن وكيف عاث فكر العقول المجرمة مفسدا في الأرض وكيف تحولت أمتنا الواحدة بشموخها وكبريائها إلى كيانات مستضعفة إلا أن المؤمن القوي بربه لا يقنط من رحمته فمن ظلام الليل يشع نور الفجر ومن قسوة الألم يشرق الخلاص فليكن إيماننا بالله القادر المقتدر دافعا قويا لنثق في أمتنا شعوبا وقادة ولنودع عهد الفرقة والشتات والضعف ونستقبل عهدا من الوحدة والقوة والعزة بالتوكل على الله ثم الصبر والعمل.
أيها الإخوة الكرام ..
إن الوحدة الإسلامية لن يحققها سفك الدماء كما يزعم المارقون بضلالهم فالغلو والتطرف والتكفير لا يمكن له أن ينبت في أرض خصبة بروح التسامح ونشر الاعتدال والوسطية وهنا يأتي دور مجمع الفقه الإسلامي في تشكيله الجديد ليتصدى لدوره التاريخي ومسؤوليته في مقاومة الفكر المتطرف بكل أشكاله وأطيافه كما أن منهجية التدرج هي طريق النجاح الذي يبدأ بالتشاور في كل شؤون حياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للوصول إلى مرحلة التضامن بإذن الله وصولا إلى الوحدة الحقيقية الفاعلة المتمثلة في مؤسسات تعيد للأمة مكانها في معادلات القوة.
أيها الإخوة الأعزاء
إن طبيعة الإنسان المسلم تكمن في إيمانه ثم علمه ومبادئه وأخلاقه التي قال عنها نبي الرحمة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ولعلكم تتفقون معي على أن الارتقاء بمناهج التعليم وتطويرها مطلب أساسي لبناء الشخصية المسلمة المتسامحة للوصول إلى مجتمع يرفض الانغلاق والعزلة واستعداء الآخر متفاعلا مع الإنسانية كلها ليأخذ ما ينفعه ويطرح كل فاسد.
أيها الإخوة الأعزاء
إنني أتطلع إلى أمة إسلامية موحدة وحكم يقضي على الظلم والقهر وتنمية مسلمة شاملة تهدف للقضاء على العوز والفقر كما أتطلع إلى انتشار الوسطية التي تجسد سماحة الإسلام وأتطلع إلى مخترعين وصناعيين مسلمين وتقنية مسلمة متقدمة وإلى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته دون إفراط أو تفريط .
إن النهضة يصنعها أمل يتحول إلى فكرة ثم إلى هدف وأمتنا قادرة على تحقيق أهدافها مستعينة بالله وحده مطمئنة إلى قوله الكريم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ووعده جل جلاله ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم), والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وكان قد بدأ اصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الاسلامية امس اعمال القمة التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.
واستقبل المليك في قصر الصفا (مقر انعقاد القمة) ضيوفه رؤساء الوفود حيث رحب بهم وتبادل معهم الاحاديث الودية متمنيا لهم طيب الاقامة وان يوفق الله الجميع الى تحقيق ما تتطلع اليه الامة الاسلامية, بعد ذلك اصطحب المليك اخوانه قادة الدول الاسلامية الى قاعة المؤتمر حيث بدأت الجلسة الافتتاحية بالقرآن الكريم.