بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك ان مرشد الإنسان النقي هو ضميره الورع .. ودرع ذاكرته هي استقامة أعماله وأقواله .. وهذا ما بدى واضحا وجليا على السيرة العطرة التي نثر مدادها العميد الشيخ محمد بن عبود الشهراني عطرا فاح شذاه وعبيره الجميل في أرجاء هذا الموقع الشامخ .. و هذا نهج الرجال ومنهجهم وديدنهم وقيمتهم وشيمتهم .. فالرجل الفاضل لم يستغل هذه الذكريات لتمجيد نفسا أو موقعا أو شخوصا أو معالم بل قدم نفسه ببساطة الكبار وشموخ الشرفاء..
** إن مصداقية أبو خالد العالية هي ديدن سيرته الذهبية التي خطها يراعه بعفوية صادقة نبعت من قلبه الطاهر فدخلت لقلوبنا وسكنت أعماقها .. فالإيمان القوي يكتسب ويكسب رجالا أقوياء .. و الأخلاق والشرف هي شجاعة الرجل القوي وهي لعمري سيرة رجل عظيم بكل المقاييس فقد عاش طفولة بطولية قاسية.. ثم عندما تعرض لقدر الله كان أيمانه بالله منجيه .. وثقته في صبره معين لم ينضب .. فقد أدرك أبو خالد أن عقله الذي فطره الله على نعماءه لا ينتقل لمن هم في قامة العميد الشيخ محمد بن عبود السامقة من متعة إلى متعة .. بل من أمل إلى أمل .
** وعودا لبدء فقد هاتفني أخي الأستاذ عبدالله بن إبراهيم رضا مدير محطة السعودية في الطائف سابقا .. وأرشدني على هذا الموقع الجميل .. وزاده جمالا وروعة اللقاء الثري مع الشيخ العميد محمد بن عبود .. هذا اللقاء الذي التهمت حروفه قبل كلماته .. وتمنيت والله إلا ينتهي.. فقد عشت مع ذكريات العميد مرحلة مرحلة.. فعندما ذكر المفتاحة وجاء على ذكر جدي لأمي الشيخ الحسن بن عثمان – رحمه الله - وتطرق لباقي الأهل من أهل المفتاحة الشيخ سيعد بن عائض آل عائض وجدي الحسن بن عثمان والعم تحسين بن نوري والعم مريح بن شروق والعم محمد فصيل والعم محمد بن سليمان بن ميمش .. فقد كنت أتذكر بعضهم وأنا في طفولتي المبكرة .. وأسترجع ملامح أولئك الناس الطيبون .. وأستنشق ذلك العبير الجميل الذي لم يكن موجودا إلا في المفتاحة وأهلها الأخيار الطيبين .
** كان أبي رحمه الله الشيخ إبراهيم بن محمد رضا مدير مالية الطائف يبعثنا لنقضي فصل الصيف في المفتاحة عند أخوالنا وأعمامنا .. فنعيش أجمل أيام العمر في تلقائية وفطرة سليمة بين أناس طيبون طاهرون .
** هذا وقد تشرفت بمعرفة الشيخ العميد أبو خالد عندما كان يلتقي مع والدي رحمه الله في مناسبات شتى بمدينة الطائف.. وكان والدي يثني على أبي خالد ثناءا عطرا رغم كون الوالد رحمه الله لا يقيم إلا الرجال الرجال وأبو خالد بالتأكيد أرفعهم مكانة وأعلاهم موقعا رغم معرفته بعلية القوم وعلاقته الوثيقة بهم ..ثم التقيت بأبي خالد مرارا وأنا في رفقة رحيمي وصديقي الحميم الدكتور حسن بن محمد العياف والذي كان بينه وبين العميد محمد ود ومحبة وصداقة طويلة مديدة وقوية .
** هذا وقد تشرفت بالتسجيل في هذا الموقع الرائع الذي أستنشق من خلاله عبير الصدق والطيبة وسيرة الرجال كلما أبحرت فيه حتى أصبح يلازم بعض أوقات فراغي .. فمن يجرؤ اعتبار نفسه وحيدا عندما يكون غنيا برجال من أمثال هؤلاء الطيبون.
** أخيرا أذا أدعى أحدا ان له سهم من مجد .. فالمجد له رجاله أمثال الفاضلين الأستاذ محمد بن دربي والفاضل الأستاذ عبدالله بن مفرح الذي أجد بصمته في كل أنحاء هذا الموقع الرائع .. والشكر كل الشكر للشيخ الحبيب الأديب الأريب العميد محمد بن عبود الشهراني حفظه الله وأطال عمره في مرضاته الذي أتاح لي هذا المغنم للتواصل مع أخيار طيبين .. والنهل من سيرة رجل عظيم في قامة أبي خالد وفقه الله وحفظه .
محبكم الأوفى
صالح بن إبراهيم رضا
كاتب صحفي في صحيفة الجزيرة السعودية