• اللهم اغفر ( للدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي) وارحمه , وعافه واعف عنه , وأكرم نزله ووسع مدخله , واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا , اللهم عبدك (غازي) أن كان محسنا فزد في حسناته وأن كان مسيئا فتجاوز اللهم عن إساءته, اللهم افتح أبواب السماء لروحه وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك ياأرحم الراحمين, اللهم هذا عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها , ومحبوه وأحباؤه فيها إلي ظلمة القبر وماهو لاقيه , كان يشهد أن لا إله إلا أنت يا الله وأن محمد عبدك ورسولك وأنت أعلم به , اللهم يمن كتابه , وهون حسابه , ولين ترابه , وألهمه حسن جوابه , وطيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه . الدكتور غازي رحمه الله ليس وزيراً فحسب بل رجل دوله نعزي القياده بأكملها في فقده تقبله الله برحمته وغفرانه عن سيآته ،،،
يعد د.غازي القصيبي رجلا استثنائيا بحق وهو من أوائل الوزراء الذين يحرصون على النزول للميدان بأنفسهم لمتابعة أمور الجهات التي أشرف عليها إما بشخصيته العادية أو يضطر أحياناً للتخفي على هيئة مراجع ليكتشف بنفسه مكامن الخلل والقصور في العمل.
ووفق تقرير أعده الزميل محمد الغنيم بصحيفة الرياض يرى كثيرون أن الفقيد كان يتعب ويحرج من يتولى العمل من بعده في أي جهة تقلد زمام المسئولية فيها حيث يصعب القيام بحجم ماكان يقوم به من جهد ومتابعة وإصلاح في تلك الجهات إذ كان مثالاً يحتذى به ويجمع كثيرون أنه كان رمزاً للتفاني والإخلاص في العمل على الرغم من الصعوبات العديدة التي واجهته خلال عمله في تلك الجهات آنذاك ، ويؤكد من تعامل مع القصيبي أنه كان لايعرف المحسوبيات في العمل وكان يسبق مسئولي الوزارات التي عمل بها في النزول للميدان والتقاء المراجعين ومتابعة إنجاز المشاريع بنفسه . ومن المواقف الطريفة التي تعكس جانباً من اهتمامه بالعمل ماحدث إبان عمله وزيرا للكهرباء والصناعة عندما انقطعت الكهرباء عن أحد أحياء الرياض، فقام د. القصيبي بالذهاب إلى مقر الشركة لتلقي الشكاوى الهاتفية من المواطنين مع موظفي السنترال كماهي عادته وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال الشركة، تلقى اتصالاً من مواطن غاضب قائلا: "قل لوزيركم الشاعر لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض"، فقال د. القصيبي بكل بساطة شكرا.. وصلت الرسالة!) فقال: ماذا تعني؟ فرد د.القصيبي قائلاً: أنا الوزير ! فقال المتصل: أحلف بالله! فقال : والله. ثم كانت هناك لحظة صمت واستغراب من المتصل قبل أن تهوي السماعة".
الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة
ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الكاتب والأديب الكبير الدكتور غازي القصيبي وزير العمل بالمملكة العربية السعودية الذي خسرت برحيله المملكة العربية السعودية والأمة العربية واحدا من رجالها الذين كانت لهم بصمات مميزة في مجال عملهم وفي حقول الأدب والشعر والتي كان رحمه الله أحد فرسانها ومشاعلها.. حيث سخر قلمه وعطائه وإبداعاته لخدمة وطنه وأمته والشعب السعودي الشقيق.
إننا إذ نعزيكم باسمي والشعب اليمني في هذا المصاب الأليم لأسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته, ويلهم الجميع الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون"
رئيس الجمهورية اليمنيه علي عبد الله صالح
ولد غازي القصيبي في الثالث من آذار/مارس 1940 في الهفوف لاسرة تجار ميسورة الحال. وبعد ان قضى في الاحساء سنوات عمره الاولى انتقل الى المنامة بالبحرين ليتابع دراسته. ونال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا. أما الدكتوراه في العلاقات الدولية فنالها من جامعة لندن وكانت رسالته فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياة في الادارة".
صراحة القصيبي وجرأة كتاباته جلبت له الكثير من المتاعب خلال عمله.
ففي عام 1984 عندما كان وزيراً للصحة تم اعفاؤه من منصبه بسبب قصيدة "رسالة المتنبي الاخيرة الى سيف الدولة" التي انتقد فيها الفساد والامتيازات التي كانت تحظى بها الطبقة الحاكمة في عهد الملك فهد.
وفي عام 2002 اعفي ايضاً من منصبه كسفير للمملكة في لندن بسبب قصيدة "الشهداء" التي اشاد فيها بالانتحارية الفلسطينية آيات الاخرس التي فجرت نفسها في سوق في القدس ما ادى الى مقتل اثنين من الاسرائيليين في الوقت الذي كانت فيه الاجواء مشحونة بسبب احداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك.
من كلمات هذه القصيدة:
قل لآيات يا عروس العوالي...كل حسن لمقلتك الفداء حين يخصى الفحول...صفوة قومي تتصدى للمجرم الحسناء تلثم الموت وهي تضحك بشرا...ومن الموت يهرب الزعماء.
وبعد عودته الى الرياض عين وزيراً للمياه والكهرباء الامر الذي يدل على دعم الاسرة الحاكمه له.
على فراش المرض الذي داهمه قبل عشرة أشهر كتب قصيدته " سامحيني هديل" وهو يعاني الألأم الجسدية والنفسيه مناجيا ربه ومصوراً معاناة ابنته " هديل"
أغالب الليل الحزين الطويل أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الألأم مهما طغت بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي بصدره المشؤوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي فأغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا أقول إلا سامحيني .. هديل تم إضافته يوم الإثنين 16/08/2010 م - الموافق 6-9-1431 هـ الساعة 6:34 مساءً
قصيدة في قمة الحزن لما تحملة من معاني قوية ومؤثرة وإن العين والله لا تدمع والقلب ليخشع ويبقى الأنسان ضعيفاً مهما وصل من قوة يعود كما كان طفلاً صغيرا ونتمنا بالشي أن يعود ولا كن للأسف لن يعود.. يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
اللهم فغفر لة وأرحمة يا كريم
أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
هذة امنية كان يتمنها رحمة الله تعالى وكماجاء في قولة تعالى :{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي ارجعون، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها } [المؤمنون:99-100]. ولتكن لنا إن شاء الله عوناً لنا جميعاً فيما بقي من عمرنا عوناً لنا في التفكر في انفسنا لقراءة القران الكريم وفي هذا الشهر الكريم نسأل الله حسن الخاتمة