لأول مرة بالمملكة.. ;عسير وجهة سياحية رئيسية على مدار العام;
فيصل بن خالد: المنطقة بحاجة إلى السياحة كعنصر اقتصادي أساسي
لأول مرة بالمملكة.. "عسير وجهة سياحية رئيسية على مدار العام"
خالد خليل- سبق- متابعة: أطلق أمير منطقة عسير، رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، فيصل بن خالد بن عبدالعزيز ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الخطة التنفيذية لمبادرة "عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام"، اليوم الأربعاء بفندق قصر أبها، ووقع الأميران على الخطة إيذاناً ببدء تنفيذها من خلال القطاعات الحكومية بالمنطقة.
وأعرب أمير المنطقة عن سعادته بإطلاق المبادرة، مشيداً بالجهد الكبير الذي قام به رئيس هيئة السياحة الأمير سلطان بن سلمان للإعلان عن المبادرة ودعمها ومتابعتها، وبتفاعله وحضوره الدائم وطموحه اللامحدود.
وأكد الأمير فيصل بن خالد أن خطة المبادرة محكمة، ودرست بعناية بغية الوصول إلى الهدف المنشود، وقال: "نسعى إلى وصول عسير إلى المكان الذي تستحقه فعلاً، لافتاً إلى أن الشباب في مقدمة المشاركين في المبادرة.
وبدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان أن هذه المبادرة لن تكون مقصورة على منطقة عسير بل إنها مبادرة وطنية ستشمل المناطق الأخرى حيث سيتم البدء بمبادرة مماثلة في خمس مناطق قريباً بإذن الله بالتضامن والدعم من وزير الداخلية وأمراء المناطق، وستكون مبادرة عسير نموذجاً للتطبيق في المناطق الأخرى.
وأبان أن أمير المنطقة منح البادرة اهتماماً خاصاً وتبناها سريعاً، بحماس كبير وهذا ما بشر بنجاحها وتفاعل المسؤولين في المنطقة، معرباً عن تقديره لسمو أمير المنطقة على دعمه للمبادرة وتبنيها ومتابعتها.
وأضاف: " خطة المبادرة بدأت منذ شهر شعبان الماضي، وأعدت وأنهيت بمشاركة جميع الجهات الحكومية في مقدمتها أمانة المنطقة".
وتابع: "الخطة تشمل منظومة مشاريع وبرامج وفعاليات، وسترفع احتياجاتها المكانية والمالية الإضافية، لاسيما وأن وزارة المالية ضخت لعسير مبالغ كبيرة كميزانية العام الماضي، ما سهل البدء في مشاريع كنا نحلم بها منذ 20 سنة، كمشروع تطوير وسط أبها الذي بدأ في نزع الملكيات وغيرها من الأمور التي كانت تعرقل مسيرة التنمية".
وتوقع الأمير سلطان بن سلمان أن تظهر بعض من ثمار الخطة خلال سنة أو سنتين، فيما بين أنه سيستمر العمل إلى ما بعد 2015 لتستكمل حتى 2020.
وحول وجود شركة لإدارة المبادرة، قال: "هيئة السياحة بيت خبرة كبير وتعمل مع العديد من المنظمات العالمية، ولكن قد نحتاج شركة استشارية لديها خبرة لمتابعة المشاريع على مستوى كافة القطاعات الحكومية، ينتج عنها تدريب العشرات من المواطنين السعوديين في المنطقة لإدارة الخطط مستقبلاً، فليس في ذلك عيب، ما دام أنه ستنتج عن تلك الفوائد والعوائد، وقد رأينا في هذا الحفل مجموعة الشباب السعودي الذي بدأ العمل في هذه المبادرة مستفيداً من الخبرة التي وفرتها الهيئة في هذا المجال.
وأكد الأمير سلطان على أن أهل المنطقة سيكونون الركيزة الأساسية لتفعيل المبادرة ونجاحها من خلال عملهم وإسهامهم فيها وحرصهم على تطور السياحة في منطقتهم، ولا ينبغي تحميل كل المسؤولية على الدولة منفردة في مثل هذه المشاريع الوطنية الكبيرة.
وقال: "مقولة أن المواطن السعودي لا يعمل ولا يحب العمل، نريد أن نلغيها، فالدولة لم يبنها سوى المواطنين، ونريد أن ننتهي من أن تعمل الدولة منفردة، بل نريد من المواطنين المشاركة معها في كل الخطوات".
وعن المسؤول عن المبادرة ومن يتحمل أي قصور فيها قال: "أنا أتشرف بأنني أعمل تحت إدارة الأمير فيصل بن خالد في هذا المبادرة، ولكن هذا لا يعني أنني غير مسؤول، ولا يعني أن المواطنين أنفسهم غير مسؤولين عنها، حتى في أبسط الأمور مثل المحافظة على المنتزهات والمواقع السياحية، فالمبادرة من أهل عسير ولهم.
وشدد رئيس الهيئة على أن عسير بحاجة إلى السياحة وتحتاج السياحة كعنصر اقتصادي أساسي، والمبادرة ستشمل حزماً من الفرص الاقتصادية التي يفترض أن يقتنصها رجال وسيدات الأعمال والاستثمار، وأن لا يهدر مزيد من الوقت، داعياً الشركات والمستثمرين للاستفادة من المبادرة من خلال العمل على الاستثمار في المنطقة.
وذكر أن السياحة تعتبر القطاع الوطني الاقتصادي الكبير الوحيد غير الممول في السابق، إلا أنها ستنتهي خلال شهر أو شهر ونصف من نظام تمويل قطاع السياحة الذي أقره مجلس الوزراء بالرقم 209، وسيشمل مرافق الإيواء المتعددة الأنواع والترفيه وغيرها من مجالات الاستثمار السياحي.
وفيما يتعلق بشركة عسير للاستثمار والتنمية الوطنية، بين أنه تم الاتفاق مع وزارة المالية وصندوق الاستثمارات العامة، وستنطلق قريباً بإذن الله.
وبدأ الحفل بكلمة للدكتور وليد الحميدي نائب الرئيس للمناطق بالهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس فريق إعداد المبادرة ثمن فيه ما لقيته المبادرة من دعم واهتمام من أمير المنطقة ومن رئيس هيئة السياحة، وأشاد بدعم وتعاون مسؤولي الإدارات الحكومية في المنطقة الذين عملوا بروح الفريق الواحد.
وأبان أن المبادرة ستكون من ثلاث مراحل المرحلة الأولى القصيرة وستكون خلال العام 2014م والمرحلة الأولى المتوسطة ستنفذ العام 2015م والمرحلة الطويلة سيتم تنفيذها بدءاً من عام 2016م، وأشار إلى أن تطبيق المبادرة لا يعني أن السياحة في عسير ضعيفة وإنما العمل على ألا تكون موسمية.
وتبدأ المبادرة اعتباراً من أول يناير المقبل وحتى نهاية 2015، وسيتولاها جميع الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المحلي، بينما تتكون عناصر الخطة الشاملة من ثلاث مراحل، الأولى آنية 2014، والثانية متوسطة الأجل 2015، والثالثة طويلة الأجل ما بعد 2015.
وشملت الخطة الآنية: تسويق المنطقة بطرق إعلامية متعددة، وإعداد السفر برفع الطاقة الاستيعابية لطيران عسير وإيجاد ما تحتاجه مرافق الإيواء من خدمات والترخيص لـ 60 مرشداً سياحياً، بينما شمل الوصول إنشاء مطار أبها وتحسين خدمات السياح بمطار بيشة وإنشاء استراحات نموذجية وتحسين الوضع الحالي لاستراحات الطرق وتشغيل المرحلة الأولى من مسارات الحافلات وسيارات الأجرة ومعالجة التشوه البصري وإيجاد التشويق واستكمال مشاريع الطرق.
وأكدت المبادرة في الخطة الآنية على تحسين خدمات بعض الفنادق الرئيسية والترخيص لبعض من القائمة حالياً من الدرجتين الثانية والثالثة وإنشاء موتيلات على المسارات السياحية وتحسين منتجعات الشركة السياحية، وحوى تأهيل وتطوير المواقع السياحية أوساط أبها والمحافظات والأسواق الشعبية ومسارات الحرف والمراكز الثقافية والمسارح ببعض المحافظات ومتحف أبها الإقليمي وبعض المشاريع القائمة حالياً وتضمين فرص الاستثمار التي قدمتها الأمانة.
وآخر ما شملت الخطة الآنية: استمرار المهرجانات المختلفة على مدار العام وإقامة معرضين للتراث للأطفال والبيئة مع جملة برامج تدريب واستقصاء للسواح وأرقام وإحصاءات.
وتستمر الخطة المتوسطة الأجل 2015 في العمل على تطوير التسويق بمجالات إعلامية أوسع وأكبر والحجوزات وخدمات الوصول من مداخل برية ونفل وتحسين وتجميل الطرقات واللوحات ومشاريع الطرق، بينما تشمل الإيواء إنشاء شقق درجة أولى وترخيص للمنشآت القائمة من الدرجتين الأولى والثانية وموتيلات على الطرق الإقليمية ومنتجعات جبلية وبحرية وصحراوية، بجانب استمرار تأهيل وتطوير المواقع السياحية أوساط أبها والمحافظات والأسواق الشعبية ومسارات الحرف والمراكز الثقافية والمسارح.
وسيتم استحداث مشاريع سياحية جديدة منها تأهيل وإعداد وتجهيز أماكن سياحية في الينابيع الحارة والطرق والمرافق للقرى التراثية والواجهة البحرية لشواطئ المنطقة على ساحل البحر الأحمر وإنشاء منتجعات صحية وتصاميم لمواقع جبلية وصحراوية وقلاع وقرى تراثية حديثة وتطوير المقرات والمرافق الرياضية مع إنشاء مدن ترفيهية في أبها وبعض المحافظات منها "ديزني" في أبها ومولات تجارية، وأخيراً: تكثيف برامج ودورات رياضية وتهيئة عدد من المزارع الطبيعية والمؤتمرات والمعارض والتدريب والتوعوية واستقصاء للسواح وأرقام وإحصاءات.
أما الخطة طويلة الأجل ما بعد 2015 فتشمل مشاريع عملاقة، مثل: التعاقد مع شركة عالمية للتسويق واستخدام طرق مختلفة في ذات الصعيد، وإنشاء مطارات في النماص وتنومة والساحل البحري، وإنشاء استراحات نموذجية، ومشاريع طرق سياحية كازدواج أبها/ الفرعا/ المسقي/ الجرة/ الحبلة، وأبها/ الدرب.
كما تضم من المشاريع: فنادق ذات خمسة وأربعة نجوم وموتيلات ومنتجعات متعددة، و10 قرى تراثية في كل من: أبها، أحد رفيدة، سراة عبيدة، النماص وتنومة، ظهران الجنوب، فضلاً عن التوثيق المعماري لخمس قرى، والإشراف على خمس أخرى، ودراسة تأهيل قرية بني عامر وذلك من خلال الهيئة العامة للسياحة والآثار، وإقامة مدن ترفيهية منها رالي صحراوي ومدن ملاه وألعاب ترفيهية في النماص والساحل وبيشة، فضلاً عن مولات في أماكن متفرقة، مع استمرار تكثيف برامج ودورات رياضية وتهيئة عدد من المزارع الطبيعية والمؤتمرات والمعارض والتدريب والتوعوية واستقصاء للسواح وأرقام وإحصاءات.
يشار إلى أن مبادرة "عسير.. وجهة سياحية رئيسة على مدار العام" حظيت بدعم ورعاية أمير المنطقة فيصل بن خالد رئيس مجلس التنمية السياحية، بعد أن أطلقها الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال زيارته الأخيرة الصيف الماضي لمنطقة عسير.
وتهدف المبادرة إلى أن تتحول السياحة في منطقة عسير من سياحة موسمية إلى سياحة على مدار العام، وأن تكون السياحة محركاً اقتصادياً وتنموياً طوال العام يسهم في معالجة ارتفاع الأسعار، والارتقاء بالخدمات السياحية لزوار المنطقة، إضافة إلى توفير فرص العمل، والتعرف على ما تحويه المنطقة من ثروات بشرية وثقافية وتراثية وما أسهمت به في مسيرة الوحدة الوطنية.