06-02-2012, 11:54 AM
|
|
الخبية الصالحة
بناءً على طلب أخي/ الرجل الذي كويس :
إن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأصفياء الأبرار، الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا وإذا حضروا لم يُعرفوا، يعيشون حياتهم بكل بساطة
ولعل أصحاب المصطفى "صلى الله عليه وسلم" كانوا أنقى هذه الأمة قلوبًا، وأكثرها علمًا، وأقلها تكلفًا، أولئك هم الأتقياء الأخفياء، علت همتهم فلم تتلاعب بهم الدنيا، ولا تطلعوا لمال أو منصب أو جاه، لقد كانت حياتهم ترجمة لمعاني الرضا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد "صلى الله عليه وسلم" نبيًّا ورسولًا، كان شعارهم {ففروا إلى الله}، عاشوا بالإسلام وللإسلام، مشوا بأرجلهم على الأرض وقلوبهم معلقة بخالق الأرض والسموات.
ولنا في عمر بن الخطاب مثال طيب، عندما خرج يومًا في سواد الليل وحيدًا، لا يراه أحد، ودخل بيتًا ثم خرج، ثم دخل بيتًا آخر، فرآه طلحة "رضي الله عنه" دون أن يعلم به عمر، فظن أن في الأمر شيئًا، فأوجس في نفسه، لماذا دخل عمر هذا البيت؟ ولماذا دخله وحده؟ ولماذا في الليل؟ ولماذا يتسلل؟ ولماذا لا يريد أن يراه أحد؟ ارتاب طلحة في الأمر.
ولما كان الصباح ذهب طلحة فدخل إلى ذلك البيت فلم يجد إلا عجوزًا عمياء مقعدة، فسألها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟ وكانت لا تعرف أن الرجل الذي يأتيها هو عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" قالت العجوز العمياء المقعدة: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا بما يصلحني، ويخرج الأذى عن بيتي، أي يكنس بيتها ويقوم بحالها، ويرعاها، فما أعجب سيدنا عمر رضي الله عنه في شدة إخفائه لهذا العمل حتى لا يراه أحد! في سواد الليل، يمشي لواذًا خشية أن يراه أحد فيفسد عليه عمله الذي هو سر بينه وبين الله .
إن كسب قلوب وعقول الناس ليس بالمجاهرة والصياح ليلًاونهارًا، وتصدر المجالس والفعاليات، وإنما بالعمل الصالح المخلص النابع من قلبطاهر، يستشعره الجميع، ويتقبله بصدر رحب، لاسيما أننا في مرحلة أقرب إلى تمحيصالنفوس .
يجب العزم من الآن على الالتحاق بهؤلاء الربانيين، أصحابالأيادي المتوضئة، والقلوب الطاهرة، والنفوس الكريمة، ولنجعل لنا سريرة لا يعلمهاأحد من الخلق، ندخرها لأنفسنا هناك بين يديه سبحانه وتعالى، يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
كما أنني أحيل القارئ الكريم الى كتاب بسم ( رهبان الليل ) فهو راااااائع جداً , والله ولي التوفيق.
[/align]
|