احب أن ابدي وجهة نظري في هذا الموضوع فاقول :
أن نظرتهم خاطئه ولديهم خلط نسبيا
فمن سنة الله في خلقه هي تبدل الحال و التغيير و الاختلافات بين الأجيال المتعاقبه , فـ نظرة من سبقنا للحياه قد تكون (خاطئه حسب خبراتهم التي اكتسبوها في جيلنا ) وصائبه في نظرنا من واقع خبراتنا وحياتنا ذات الأنفتاح المعلوماتي الهائل التي تؤكد انها (صحيحه ولا عيب فيها) .
و أعتقد أن سبب تبادل التهم بين الجيلين السابق والحاضر هي الفجوه الكبيره الحاصله بينهم في التفكير ; نظرا لأن الجيل السابق لنا لم يكن يعتمد الحوار المفتوح بدرجه كبيره و لكن كانوا يستمعون لكلمة من يعتقدون أنه أهل للثقه دون أن يناقش فيها حتى و إن لم يقتنعوا , و من ثم يسعون لتطبيقها على الغير ( سواء بالتفاهم أو بالإكراه )
و هذا هو أحد أهم أسباب حصول الفجوه , فجيلنا الحاضر لا يرى قدسية لأي رأي من الأراء و يرفض الإكراه في المعتقدات و الافكار , وايضا يعتقد أننا نستطيع أن نفهم كل ما نفعله ليس كالجيل السابق الذي يفعل حتى إذا لم يفهم , فأصبح جيلنا الحاضر يسأل عن كل فكره من أصغرها إلى أكبرها , و يسأل ايضا لماذا يجب أن نفعلها هي بالذات ؟ وما هي أسباب ذلك ؟ ..
حتى ولو كان ذلك الرأي لأهل الفضل من العلماء , ولا احد ينكر ذلك عليهم لأن ذلك من ابسط حقوقهم أن يستفهموا عن كل ما يحدث ويسبب الأشكال لديهم وهذا هو منهاج الاسلام الصحيح الذي كفل لنا ذلك .
ففي مثل هذا وما شابهه نقول أن نظرت الجيل السابق خاطئه و تحتاج إلى إعادة نظر , و الأبتعاد عن التحجر الفكري في الاراء و الأقتناع التام بحرية الراي - عدا ما يمس الثوابت و يخالف الشرع - , ولا أنكر أن كثير من الجيل السابق قد تدارك هذا الخطأ , و أصبح في إتصال دائم مع العقول الشابه المبدعه ولله الحمد .
فـ المشكله هي كما وصفها الشاعر هنا .,
نعيب زماننا و العيب ( فينا ) *** وما لزماننا عيبا سوانا
وقول الآخر :
يقولون الزمان به فساد *** وهم ( فسدوا ) وما فسد الزمان
فالعيب في تفكير البعض من الجيلين , الذين يطلقون الاحكام بنظره جائره و ظالمه دون النظر في التفاصيل , و الحساب المنطقي للإيجابيات والسلبيات لكل جيل , و لا انكر بأنه قد ظهر فساد كبير في هذا الوقت و أمور مسيئه من الناحيه الدينيه أكثر مما كان في السابق , وهذه مصداقا لقوله عليه الصلاة و السلام (( لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشرُّ منه )) , و قد تختلف الأسباب كـ نمو المجتمعات إلى أعداد هائله أكثر مما سبق أو علو صوت الباطل ... الخ و لا مجال لذكرها هنا , و أكثرية الجيل السابق تستدل بهذا و تعتقد أن الفساد حصل بسبب ( حرية الرأي ) , واصبحوا ينادون بالتحجر و الأنغلاق والعوده بالوضع إلى ما كان عليه وتبني الافكار السابقه بشكل كامل , فأنا أستغرب طريقتهم هذه ..
لماذا لم يفكروا بالاصلاح مع المحافظه على المكتسبات الايجابيه الاخرى التي وصل إليها زماننا ؟
لماذا يحتكرون التطور على افعال الاجيال السابقه بشكل كامل و يلغون جميع الإيجابيات الموجوده في الجيل الجديد؟
فـ من العدل و الإنصاف أن تؤخذ الإيجابيات و تترك السلبيات دون النظر إلى اي أعتبارات اخرى ( أجيال , أمم .. الخ ) , فـ جيلنا الحاضر بشكل عام ناجح و مبدع و متعلم ومثقف و افضل من الجيل السابق , و لا اضن بأن هذا الكلام يحتاج إلى اثبات لأنك تستطيع أن تحكم على الأمور بنظرة واحده للحياه و للناس من حولك ، ولا انقص من قدر الجيل السابق و أفراده فهم أبآنا و أجدادنا ومنهم نتعلم وهم المرجعية .
وهذه وجهة نظر تمثلني شخصياً ..
و أختم بقوله صلى الله عليه وسلم وهو الشافي (( مثل أمتي كمثل الغيث لا يدرى أوله خير أم آخره )) .
محبكم :: شبح