البكاء من خشية الله.. تربية للقلب
فتشعر بعدها براحه نفسيه إلى حد لم تتوقعه
فلا أحد ينجو من الغفلة، ولا أحد يهرب من التأثر بدوامة الحياة، ولكن توجد لحظات صدق تائبة، ونوبات خشوع صادقة تتلمس القلب الصادق مع ربه، يحاسب فيها نفسه، ويجدد فيها العهد، وعندها تثور ثائرة مشاعره الصادقة التائبة، وتغرق العيون بدموع الايمان والخشية فيكون بكاؤه فى ذلك الوقت أشبه مايكون بغيث السماء الذي يرسله المولى تبارك وتعالى فيرد لها الحياة من جديد.
فالبكاء من خشية الله يغسل أدران القلوب ويلينها
ويغرس الرحمة فيها
والبكاء من خشيه الله من طرق الفوز برضوان الله ومحبته
هذا رسول الله اللين المخبت لله الخاشع لجلاله المتفكر في عظمته تذرف عيناه الدموع وهو صلى الله عليه وسلم الحبيب المحبوب لذي العزة والجبروت.. ولكنها دموع الخشية والخشوع ، دموع تنجي صاحبها من عذاب الله رحمة ومغفرة منه سبحانه فالحق تعالى لا يجمع على عبده خوفين ؛ إن خافه في الدنيا أمنه في الآخرة ... أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :" لما نزلت" أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون "( سورة النجم آية 59و60) بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم، فبكينا ببكائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يلج النار من بكى من خشية الله .."( الترغيب ج 5 ص190)
إن البكاء من خشية الله ليست فقط تلك الدموع التي تنساب من العينين عند سماع القرآن أو قراءته بل إنها خشوع القلب والجوارح لعظمة هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم عليم، إنه كلام الله الذي تتصدع من عظمته الجبال وتنفطر من ثقله السموات والأرض وتخشع له الملائكة والأنبياء .
إن قراءة القرآن وسماعه عبادة يتقرب بها العبد وتتقرب بها الأمة إلى الله سبحانه وتعالى، تسمو وتعظم هذه العبادة إذا صحبتها دموع الخشوع والتأثر بكلام الله، وكيف لا يفعل ذلك كل محب مُتيَّم بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الذي بكى من سماع القرآن وعليه أنزل؟
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله " رواه الترمذي ( 1669 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1363
[IMG]http://www.horeya.net/wp-*******/uploads/c8df07b9ce4281ba8d10bc79517661bf1.gif[/IMG]
ان البــاكي مـن خشية الله لا ترى عينه النــار : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"ثلاثة لا تــرى أعينهم النــار : عينٌ حرســــت فــي سبيل الله ، وعينٌ بـكت مــن خشية الله وعينٌ كفــت عــن محـــارم الله "
. [رواه الطبراني وحسَنه الألباني لغيره ]
أن الدمعــة الخاشعــة يحبهــا الله : قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" ليــس شيءٌ أحــب إلى الله مـن قطرتين وأثــرين : قطـرة دمــوع مـن خشية الله وقطــرة دم تهــراقُ فــي سبيل الله "
. [رواه الترمذي وحسنه الألباني ]
مثيرات البكاء
1- الخلوة الصالحة في أوقات إجابة الدعاء: فالخلوة الصالحة هي خليلة الصالحين والعبّاد وكل قلب يفتقر إلى خلوة، وأنا هنا أنعتها بالصالحة وهي الخلوة التي يقصدها المرء بنية التعبد لله والخلوص له سبحانه وتعالى قال الله سبحانه: "وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً"..
2- الإنصات والتدبر للتذكرة والموعظة: فكم من كلمة طيبة كانت سببا في تغيير حياة إنسان من الغفلة إلى الاستقامة، وقد حذر العلماء من إغفال التذكرة وعدم التأثر بها،
3- محاسبة الجوارح ومخاطبتها: فعن أحمد بن إبراهيم قال: نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى وقال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله!، فهذه إذن حسرات الصالحين، حسرة يوم يذكر طاعة لم يتمها، وحسرة يوم يذكر خيرا لم يشارك فيه، وحسرة يوم يمر عليه وقت لا يذكر الله تعالى فيه، والحق إن في الحديث إلى الجوارح لاسترجاع لواقع المرء الحقيقي الذي غاب عنه، فينظر إلى كل جارحة من جوارحه ويخاطبها: كم من ذنب شاركت فيه؟ وكم من طاعة قصرت عنها؟ وكم من توبة تمنعت عنها؟ وكم من استغفار غفلت عنه؟.. ويذكر قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ...} الآيات "فصلت".
رأيتكِ حين ذرفتِ الدم * لترتيلِ صوتٍ بديعٍ بديعْ