لمه لمه يا راسـي الغـالـي تطـاطي للمشيـب ؟
أغـراك شيبـي يـوم قـال انـه وقـار تحملـه
لمه لمه يا راسـي الغالـي وأنـا أعـدّك لبيـب؟
يضحك عليك الشيـب ياراسـي وتحمـل مشعَلـه
يبـدأ يدغـدغ جانبـك ابـلا رقيـب ولاحسيـب
ويبتسـم ويقـول هـذا العز..هـذي المرجـلـه
وينتشر ما دمت له ياعـزوة الـروض الخصيـب
مـدري متـى سمّـى ولا أظنـه بـدأ بالبسملـه
لاهو يخاف من الصياح ولا يحـن مـن النحيـب
ولايبالـي تمـدحـه والا تكـيـل الشـتـم لــه
لاهـو عـدوّ ٍ تعرفـه ولا تظـن إنـه حبـيـب
لاهـو حميـم ٍ تعـذلـه ولا خصـيـم ٍ تقتـلـه
يقول أنا مثل الصبـا يقـول أنـا مثـل الحليـب
يقول أنـا كالزهـر الابيـض غايتـي ودّ وصلـه
وأنا اعرف إن الشوك الأبيض يجرح الكف الرطيب
بعض الزهور البيض لو جـادت تجـود بحنضلـه
الشيـب ماخـلا ردي والشيـب ماخـلا عريـب
أقول ساع ٍ ما أظلمه وأقـول سـاع ٍ مـا أعدلـه
الشيب ضيف ٍ لو نـزل لاهـو يمـل ولا يغيـب
وإن حل فـي راس الكريـم يزيـد حتـى يشملـه
وكل ما زاد البيـاض أخشـى سويعـات المغيـب
تـرى بيـاض السنبلـه يعنـي حصـاد السنبلـه
الشيب ماهو عيب لكن مافعل بـي الشيـب عيـب
لاهـو يطمّنـي ولـو طمّنـت ظـبـي ٍ جفّـلـه
ولو صبغت الشيب خانتني جذوعـه مـن قريـب
وأصبحت في عين الضبى غشّاش والدهر أهملـه
ما أبغا الفتاه اتقـول واعمّـاه يالشيـخ العجيـب
صوتك يقول إنك شباب وشيـب راسـك يخذلـه
ما ابغا يقولون أنـت شايبنـا ومحزمنـا القطيـب
مـدح ٍ يكـدّر خاطـري مـا سـرّه إلا علعـلـه
من يجتهد يا راسي الغالـي يجـد حـظ ونصيـب
وأنـا اجتهـدت وشيبـك يهلهـل كيانـي هلهلـه
ما ابغاك تُحبَس في شماغي كنك الكنـز المريـب
اذا حجبتـه معضـلـه واذا كشفـتـه معضـلـه
النـاس تثنـي عالعنـب ولا يذمّـون الزبـيـب
لكـنّ يبقـى للعنـب بــأول قطـافـه منـزلـه
أبكي على حالي ومن يبكي علـى حالـه مُصيـب
وأضحك على حالي ومن يضحك على حالـه دَلَـهْ
يسقي زمان ٍ كنت أنا فيـه المخاطـب والخطيـب
أقطف من الزهر أجمله وأنظم من الشعـر أغزلـه
واليوم أنا أعد الخُطا وأخاف مـن عيـن الرقيـب
ولو نظمت الشعر أخاف أخاف وإن قلـت أجزلـه
قد كان لي جسم ٍ نحيل وكان لي صـدر ٍ رحيـب
أسري ولو غاب القمر والهـم أبـد مالـي ولـه
واليوم أقول إني صحيح ومانـي ابعـد م الطبيـب
وأقول أنا مستانـس وصـدري حـراك وجلجلـه
كم كنت أغني ربمـا يطـرب لصوتـي العندليـب
أو ربما أغشى البحر ما أخـاف البلـل والبلبلـه
وأجعل مـن القاسـي مـذاب ولايذوّبنـي مُذيـب
ومنهجي فـي السابعـه والثامنـه فـي الزلزلـه
ولو نهاري غرّنـي أمسيـت فـي ليلـي منيـب
ولـو زمانـي ضرّنـي كسّـرت بيـدي معولـه
ولا يوقفنـي جبـل ولا يهـرول بــي كثـيـب
العاقـل إللـي مـا يقـف ولا يهـرول هـرولـه
أحد ٍ مشى فيها مرح وأحـد ٍ يـدبّ إبهـا دبيـب
وأنا قصـدت المشـي يكفلنـي زمانـي وأكفلـه
واليوم غيّرني الزمن كأني علـى نفسـي غريـب
لانـي قويـت أمضـي معـه ولا قويـت أفرملـه
آقـف وأنـا متماسـك ٍ لاكانـي اودي واجـيـب
الدهـر وإن مـا طيّـح الشامـخ تـراه ايململـه
حتى إختراعات الزمـن أشوفهـا لغـز ٍ عصيـب
من فاته قطار الزمـان أصبـح عـدو ومايجهلـه
ياراسـي الغالـي تشيـب اليـوم والا ماتشيـب
إللي يشوف أتلـى الزمـان يقـول يازيـن أولـه