وهل هناك فارق بين طول الصيام بين أول وآخر رمضان لهذا العام؟
:. نعم.. يعد أول يوم في رمضان هو الأطول بسبب قربه من وقت الانقلاب الصيفي (21 يونيو) ، بينما آخر يوم في رمضان سيكون هو الأقصر، بمعدل فرق يتراوح بين 26 دقيقة في الجنوب، و 38 دقيقة في الوسط، و 52 دقيقة في الشمال، وبتناقص يتراوح معدله بين 54 ثانية إلى دقيقة و 47 ثانية يومياً، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
وما هي توقعاتكم بخصوص أجواء رمضان لهذا العام 1432هـ؟
:. يدخل شهر رمضان هذا العام كما أسلفت في الأول من شهر أغسطس، متزامناً مع اليوم الرابع من طالع الذراع (المرزم) ومتزامناً مع موسم طباخ التمر الذي بدأ بُعيد منتصف يوليو، حيث تستمر التمور بالتلون والنضج، ويستمر موسم طباخ اللون نظريّاً حتى نهاية رمضان، ومن المتوقع أن يتميز الطقس إبان شهر رمضان بما يلي:
:. خلال شهر أغسطس عادة ينتهي موسم رياح البوارح (الشمالية) النشطة والمثيرة للغبار في الشرقية وشرق الوسطى على وجه التحديد، وذلك بسبب تشكل منخفض جوي وسط المملكة؛ يؤدي إلى تغير مهب الرياح الشمالية السائدة قبل ذلك إلى جهات جغرافية أخرى؛ وهذا يؤدي عادة إلى ارتفاع درجة الحرارة في مثل هذا الوقت من السنة.
:. ويشار إلى أن أعلى معدلات درجة الحرارة خلال السنة تتزامن مع طالع المرزم والكليبين، كما ترتفع خلال تلك الفترة نفسها درجة الرطوبة الجوية على السواحل الشرقية والغربية، وارتفاع الحرارة والرطوبة في هذا الوقت من السنة يصيب الإنسان بالإرهاق الشديد؛ ومن ثًمّ قلة الإنتاج، ووفقاً لمعطيات بعض النماذج الرياضية المناخية، فمن المتوقع بإذن الله تعالى أن تكون درجة الحرارة في رمضان أعلى من معدلها السنوي بـنصف درجة إلى درجة واحدة مئوية في الشرق والشمال والوسط، بينما في الغرب والجنوب تكون درجة الحرارة عند معدلاتها، وفي الجنوب الغربي أقل من معدلاتها بنحو درجة مئوية والله أعلم.
:. ويشار إلى أنه في مثل هذه الفترة من السنة ـ عادة ـ تتشكل السحب العالية والمتفرقة في سماء الوسطى والغربية وأحياناً الشرقية والتي مصدرها بحر العرب، وهي سحب خفيفة وغير ممطرة في العادة، وتتسبب بارتفاع درجة الحرارة ليلاً، وتتحرك من الشرق إلى الغرب تبعاً لحركة الرياح النفاثة العلوية (الشرقيات)، وهذه الأجواء والمظاهر هي التي تميز موسم طباخ اللون أو التمر الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك.
*****
إذن ستكون درجة الحرارة عالية خلال شهر رمضان؟
:. في الواقع لا توجد مفاجآت في هذا الخصوص خلال شهر رمضان – أغسطس لهذا العام، فالأجواء طبيعي أن تكون شديدة الحرارة خلال هذا الوقت من السنة، وتجدر الإشارة هنا إلى مسألة قد يغفل عنها الكثير من الناس وهي أنه لابد من أخذ الرطوبة الجوية بعين الاعتبار عند الحديث عن درجة الحرارة في المناطق الرطبة، ولا نقارن درجة حرارة 40 م في الرياض على سبيل المثال مع درجة حرارة 40 م في جدة أو الدمام مثلاً، دون أخذ الرطوبة بعين الاعتبار كعامل يؤثر سلباً في كفاءة عملية تبريد الجسم، فالجسم يتعرق فيتبخر العرق ثم يبرد الجسم، وعند ارتفاع الرطوبة في الجو يتعرق الجسم، ولكن تضعف أو تنعدم عملية تبخر العرق، فتتعطل آلية التبريد الذاتي لدى الإنسان؛ فيشعر بالضيق والإرهاق وسرعة الانفعال وقلة الإنتاج، وأعلى مؤشر حرارة سُجل عالمياً كان في الظهران في 8 يوليو 2003م، عندما سجلت درجة الحرارة 42 م والرطوبة النسبية 67% ؛ فأحس جسم الإنسان هناك بحرارة قدرها 80 درجة مئوية، وهذه تُسمى بالحرارة الظاهرية أو الحقيقية Apparent Temperature.
*****
نشرت وسائل الإعلام أخباراً مصدرها دائرة الأرصاد الجوية الأردنية ذكرت أن العام الحالي سيكون الأكثر سخونة في الشرق الأوسط، وعزا الخبر ارتفاع درجات الحرارة إلى تسرُّب كميات كبيرة من الهواء الساخن من شبه الجزيرة الهندية .. ما تعليقك؟
:. في الواقع قرأت الخبر في حينه، وأحسب أنه مكذوب على الأرصاد الأردنية، وغير صحيح، وهو في عبارته ومعلوماته ركيك، ينبئ عن ضحالة مفبرك الخبر والله أعلم.
*****
وماذا عن سقوط الأمطار خلال رمضان؟
:. في رمضان قد تمتد الجبهة شبه المدارية (ITCZ) والمحملة بكميات من بخار الماء حتى تتوغل شمالاً لتبلغ منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد تتسبب ـ بإذن الله تعالى ـ بسقوط أمطار رعدية صيفية جميلة تلطف من حرارة الجو، وقد تصحب برياح نشطة وهابطة من السحب الركامية والتي قد تثير الغبار في الوقت نفسه، وأحياناً تبلغ سرعة الرياح الهابطة أكثر من 80 كم في الساعة؛ فتسبب أضراراً في الممتلكات، بينما في المرتفعات الجنوبية الغربية تعتبر هذه الفترة من السنة غنية بأمطارها الصيفية ـ بإذن الله تعالى ـ والتي قد تكون غزيرة أحياناً والله أعلم.
*****
وماذا عن أبرز الموافقات في شهر رمضان لهذا العام 1432هـ؟
:. في 24 رمضان الموافق 24 أغسطس يدخل موسم سهيل، والعوام يقولون: إذا دخل سهيل لا تأمن السيل، ومن خلال الاستقراء التاريخي (فقد) تهطل في العشر الأخير من رمضان أمطار خفيفة على الوسطى، والمزارعون يتخوفون من الأمطار المبكرة في موسم سهيل؛ وذلك خوفاً على محاصيل التمر التي لا يزال بعضها في طور النضج.
*****
هل هناك كلمة أخيرة تود إضافتها؟
:. نعم .. في رمضان وفي المسجد الحرام على وجه التحديد، وفي ظل مساحة محدود، ومكتظة بنحو 750 ألف إنسان في أروقة المسجد الحرام الغير مكيفة عدا توسعة الملك فهد رحمه الله، وفي ظل درجة حرارة مرتفعة جداً ومتزامنة مع حرارة الأجساد البشرية، ومع درجة حرارة المصابيح، ومحركات مئات المراوح الحائطية، ودرجة حرارة محركات السلالم الكهربائية، أضف إلى ذلك ارتفاع الرطوبة الجوية وارتفاع درجة تركز ثاني أكسيد الكربون في أجواء المسجد الحرم، زد على ذلك التغذية الحرارية الراجعة من الأبراج المحيطة بالحرم؛ الأمر الذي جعل أجواء المسجد الحرم ومحيطه جزيرة حرارية ملتهبة ليلاً ونهاراً خاصة في أغسطس، وهذا بلا شك سيؤثر سلباً على راحة المعتمرين كما المصلين، وسيؤثر عكسياً على نشاطهم البدني، والذهني، وانفعالاتهم النفسية؛ جراء الأجواء الحارة والملوثة، وعليها أهيب بالرئاسة العامة لشؤون الحرمين بسرعة تكييف المسجد الحرام كاملاً بما فيه صحن المطاف، والتقنية الحديثة منذ عقود قدمت الحلول في هذا الشأن، فلِم التأخير والتأجيل رغم توجيه خادم الحرمين الشريفين بسرعة استكمال تكييف المسجد *عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم،
{منقول للفائده}
مخاوي الذيب