ماذا سيحدث لو أن جدة تشبه سنغافورة؟

صديقي..
هل تذكر في العام الماضي حين لم يأتِ المطر للرياض وجدة والشرقية، ما الذي قيل؟
لقد قيل إن المطر لم يأتِ بسبب معاصينا أيضا، أليس غريبا أن يتم تفسير الشيء ونقيضه «هطول المطر وعدم الهطول» تفسيرا واحدا، أعني معاصينا؟
تخيل لو أن جدة كانت تملك تصريف سيول مثل «سنغافورة» التي يهطل عليها مطر جدة عشرات المرات في العام، ومع هذا لم تغرق ولا مرة في العام، هل يعني هذا أننا منعنا عقوبة الله كما يقال؟
بالتأكيد لا يمكن لبشري منع إرادة الله مهما كان، ولكن هل ما حدث هو عقوبة، أم أن قانون الكون الذي خلقه الله عز وجل، والذي ما زلنا نجهله هو سبب تلك التفسيرات التي دون قصد كادت تحمي الجناة؟
في العصور القديمة كان سكان نهر النيل يعتقدون بأن عليهم تقديم القرابين للنيل حتى لا يغرق محاصيلهم، وكانوا يختارون أجمل عذراء ويقدمونها قربانا، فتأكلها التماسيح، وكان كل عام تغرق محاصيلهم، ليس غضبا كما كان يخبرهم كاهنهم، بل بسبب مواسم الأمطار التي تسبب الفيضان.
في اليابان الآن تحديدا، إن سكنت في فندق بالدور 66 واستيقظت مفزوعا، لأن الفندق أصبح أرجوحة بسبب الزلزال، لا ترتعد، فهم اكتشفوا «أنه وبالرغم من طبيعة الزلزال التدميرية في جوهرها، يظل من الممكن في بعض الحالات، اتخاذ التدابير الوقائية للحد من أخطارها، فمن الممكن مثلا تشييد الأبنية الشاهقة على أطواف من الإسمنت المسلح تبقى طافية عند مرور الموجات الزلزالية».
وكان اليابانيون في العصور القديمة يفسرونها بنفس طريقة سكان النيل، وكانت بيوتهم تهدم دائما، إلى أن اكتشفوا أسباب الزلازل المرتبطة بالتشققات التي تحدثها البركاين، وخروج البراكين لتخفيف الضغط بسبب النظام الحراري داخل الأرض، حتى لا تنفجر الأرض بأكملها.
أي أن كل هذه الأمور مرتبطة بقانون دقيق وبديع صنعه خالق السموات والأرض، طلب منا أن نتأمله ونفهمه، وهذا ما لم يحدث.
ما يدهشني يا صديقي أننا نقرأ القرآن بكثافة، والقرآن يلح علينا كثيرا تأمل الإبل «الحيوانات» والجبال والأرض والكون، وكيف خلقت؟
هل تعلم أن تأمل «الخفاش» ومراقبة حياته وكيف يطير في الظلام، هو من علم الإنسان صناعة الرادارات التي تحمي الأوطان من الغزو، وأن مراقبة آلية حدوث الزلازل هو من أعطى اليابانيين الحلول لصناعة مبان شاهقة لا تدمرها تلك الهزات الأرضية العادية؟
إن تأمل ومراقبة هذا الكون يا صديقي، يعني فهم قوانينه، وفهم قانون شيء ما، سيساعدك على أن تسخره لمصلحتك، ومن يفهم قانون الكون، سيحكم الأرض، ومن لا يريد فهمه، سيغرق «بشبر مية»، فيما اليابانيون حولوا الزلازل العادية، لأرجوحة تهدهدهم في مبانيهم الشاهقة ليناموا.
التوقيع : صديقك.

صالح إبراهيم الطريقي
S_ alturigee@yahoo.com

المصدر

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20091210/Con20091210319813.htm

لله سنن كونية ... فلن يشبع من لم يأكل ... وسيغرق من يرمي نفسه بالبئر ولم يتعلم السباحة ... يقول الرسول صلى الله عليه وسلم اعقلها وتوكل ... اي افعل السبب وتوكل على الله ... اتمنى اني استطعت مجاراة المقال ووصلت الفكرة ...

أ تعلم أخي م.فوجي؟
تذكرت من كلام غزوة الخندق
كلا الحالتين أقصد في جدة وغزوة الخندق كان هنالك سيل
في جدة سيل من ماء المطر
وفي غزوة الخندق سيل من الرجال المحاربين
ولك أن تتخيل الباقي وما أقصد


لك خالص تحياتي وتقديري

عليك يا رسول الله أفضل الصلاة والسلام

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن عزران "الابن"

صديقي..

هل تذكر في العام الماضي حين لم يأتِ المطر للرياض وجدة والشرقية، ما الذي قيل؟
لقد قيل إن المطر لم يأتِ بسبب معاصينا أيضا، أليس غريبا أن يتم تفسير الشيء ونقيضه «هطول المطر وعدم الهطول» تفسيرا واحدا، أعني معاصينا؟

ذكرتني يابو محمد أنت والكاتب الأستاذ صالح الطريقي بما رسخ في عقولنا وأصبح من معتقداتنا وهو ان ننسب الشيئ ونقيضه إلى ذات السبب .
ومثله ما أصبحنا نؤمن به وهو أن لا خير في العوض لأن العوض سيأتي على الأخضر واليابس ويمحقه ولا أدري ما هو الدليل على ذلك .
وتبعاً لهذه القاعده أصبحنا نتنازل عن أشياء كثيره في حياتنا بإسم الدين وهو الذي يأمر بالحفاظ على الوطن عامة والملكية الخاصه خاصة ومثل ذلك عندما يكتشف أمر من عبث في أمور البلاد والعباد يصفح عنه بإسم الدين من منطلق التسامح لأن في ذلك خير كثير والواقع أن التسامح في مثل هذه الأمور فيه تعاوناً على العدوان فمن يعتدي على الحقوق العامه يكون إجرامه أكثر بكثير من تعديه على الحقوق الخاصه ولذ يجب أن نرسخ في عقولنا أن العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص .
أنا لم أخرج عن موضوعك لكن هذه جزئية من أهداف الموضوع ذاته وهو أن لا نختلق الأسباب والعقوبه باسم الدين وكما قال الشيخ سليمان العوده في أحد لقاءآته ( ليس من عدل الله عز وجل أن يعاقب الضعفاء بذنوب الفساق ) وكان ذلك رداً على أحد من يعزو ما حصل في جده إلى الفسق والفجور على حد قوله ،
إذا فلا ننسب هطول المطر بغزاره إلى أنه عقوبه ولا إنقطاعه إلى انه عقوبة أيضاَ مع يقيننا أن الله عز وجل هو مقدر كل شيئ لكن لو جده كسنغافوره لم يحصل ما أعتقده البعض بانه عقوبه ،،، تـحياتي للجميع .

أعتقد بأن جدة لن تصبح مثل سنغافورة الا عندما نرى بأن مايلي اصبح حقائق ملموسة:
1. احترام المواطن .
2. تطبيق النظام على الكبير والصغير.
3. محاسبة المرتشي والمخفق محاسبة عسيرة ،وليس نقله من وظيفة الى أخرى.
4. إيمان كل موظف بأنه معين براتب لخدمة المواطن.
5. انعدام المناطقية تماماً والابتعاد عنها وعن اي عمل يقرب اليها " مزايين الابل والغنم والبقر ...الخ" ( اتركوها فانها منتنة)

بن عزران الابن سعيد بهذا الموضوع الذى نقلتة عن الاستاذ صالح الطريقي وقد تكلم من حرقة على ماحصل لاخوننا في جدة وكانه بهذا الموضوع يقول للناس الذين كانو يقومون على الامانه في جدة انكم قد بخستم الامانه حقها وكما تعلم ويعلم الجميع ان ماصرف على جدة لوحدها قد يعادل ميزانة سنغافورة باكمالها ولكن الامانه قد غابت عن المعنين بالامر فحصل ماحصل ونسال الله لاخوننا الغرقي الشهادة والمصابين الشفاء العاجل والمتظررين العوض من الله .
وكما تعلم ويعلم الجميع ان الدولة رعاه الله لم تبخل على المؤاطن بشي ان كان حيا ومساعدة اهله بعد وفاتة وفقها الله لكل خير.
موضوعكم جميل وان شاء الله نرى مدن المملكة و محافظتها افضل من سنغافورة.
لكم محبتي وتقديري.