شكرا لاني بدأت اتمتع بشعور الانسان...لا احمل معي سوى وجعي إذا زرت المركز الصحي فهم لا يعرفون ديني ولا جنسيتي ولا مذهبي ولا لوني ولا كفيلي ولكن يعرفون أهم من هذا كله أني انسان وانسان فقط.
شكرا بريطانيا لاني لا احمل هوية في جيبي لمدة 3 سنوات...ولم يوقفني عسكري...ولم يترصد بي رجل مرور...ولم يجرح شعوري مسئول
شكرا بريطانيا لاني كل يوم اسمع كلمة تفضل...لو سمحت...سوري...هل من الممكن؟
شكرا بريطانيا لان ولدي له اشتراك في مكتبة مليئة بقصص الاطفال المناسبة لعمره وجدول مناسب ليومه بداية من جلسة قصص إلى جلسة العاب وهو لا يتعدى السنة
شكرا بريطانيا لان زوجتي وابني يزورا المركز الصحي من غير اوراق وهوية وتحويل وطابور...شكرا لعاملة الاستقبال التي تحول زوجتي لدكتورة وليس دكتور لانها تعرف انها مسلمة ولا يجوز لها في دينها ان تتكشف امام دكتور وهي تفعل ذلك تلقائيا
شكرا بريطانيا لان اسعار منتجات الاطفال رخيصة مقارنة بالمنتجات الاخرى وافضل مايكون تحت رقابة شديدة في مكوناتها...لانه طفل وحساس فحليب الاطفال لا يوجد فيه نسبة السكريات التي توجد في نوع آخر كنت اشربه وانا صغير
شكرا بريطانيا لاني اخرج وادخل وامشي...ولا اسمع ضوضاء ومناظرات ومطبات وحفر ومشاجرات...فرجلي تتزحلق وهي حافية فكيف بمن يسوق السيارة
شكرا بريطانيا لاني كشفت على عيني بعد ان مر الفحص ب3 دكاترة ولم اتكلف سوى 10 باوند واول سؤال سألني الدكتور أين كشفت على نظارتك المرة السابقة فقلت له في مكان بعيد ...فقال ان استطعت فلا تكشف في المكان البعيد...فقلت في نفسي سامحك الله يادكتور فلان
شكرا لجاري العزيز ذو الاخلاق الرائعة والذي ياخذ البريد من باب العمارة ليضعه امام باب شقتي يومياً وبل يعرض علي أن اترك ابني عنده أن اردت أن اتعشى انا وزوجتي في الخارج...فهو يريد ان يتطوع
شكرا للبرفيسورة ذات التعامل والانضباط العالي...فهي تذكرني بموعد اجتماعنا وتلخص لي محاور اجتماعنا وتطبع لي الورقة وتضعها في بريدي
وتعدت اخلاقها إلى أن ارسلت لي ورد بمناسبة قدوم ابني
وشكرا لعامل الكلية لانه يسمعني تفضل سيدي كل يوم
وشكرا لمسئولة المكتبة لانها تترك مابيدها وتبحث معي عن مااريد وبل تتاسف عن تاخرها
شكرا للشباب البريطاني لانهم لم يرمقوا زوجتي بنظرة ولا برقم ولا كلمة بل على العكس هي محل احترام ومساعدة
شكرا شكرا شكرا لاني تعلمت ديني الذي فقدته وانا طفل وانا شاب
وكتب الله لي ان اتعلمه ليس من بطون الكتب ولا الدورات الشرعية ولا الجلسات العلمية ولا برامج التلفاز
بل واقع يفرضه المجتمع والجميع بداية من مدرس الروضة لسائق الباص وعامل الشارع لرئيس الوزراء
هذا ماشهدته شخصيا...قد تتفق معي أو تختلف وانا اعرف انا اصابع يديك ليست سواء ولكن هذه الحقيقة رأيتها بأم عيني
شكرا شكرا شكرا بريطانيا