16-11-2011, 07:02 PM
|
|
( أديبـــة الديوانيـــه )
|
|
|
|
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام
الأسرة المرتبطة والمتماسكة هي أول اللّبنات في بناء المجتمع السليم.
فالأبناء قرّة أعين الآباء وبهذه المحبّة لا يرضون لهم منزلة
أدنى من إمامة المتّقين والسير في موكب الصالحين.
والتربية الناجحة استشراف للأحسن، وبناء لغدٍ أفضل ؛
لذا يجب علينا الحفاظ على هذه الأمانة .قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }. (27) سورة الأنفال.
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
(إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ، أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) . )
أخرجه النسائي في "عشرة النساء" 292 " السلسلة الصحيحة " 4 / 180
ومن أفضل ما يتركه المرء في هذه الدنيا ولد صالح يدعو له ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به
أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم وغيره .
وعن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده:
أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:
"ما نَحل والدٌ ولدّه من نحْل أفضل من أدب حسَن" . أخرجه أحمد 4/77, 78, والترمذي رقم: 1952.
وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين )) .
رواه الترمذي عن جابر بن سمرة (فيض القدير 5/257).
ثلاث رسائل من القلب أوجهها إلى الآباء قبل أن يفلت الزمام
من أيديهم ويندمون ولات ساعة مندم .
الرسالة الأولى: اجعل أولادك يحبونك:
حب الأبناء فطرة إنسانية وطبيعة بشرية , وقبل كل ذلك فهي منحة إلهية وهبة ربانية .
الرسالة الثانية : اجعل أولادك يحترمونك :
إن أطفالنا نبتات طرية فإذا تركت دون ركائز مالت واعوجت،
وما ينشأ عليه الطفل من صغره يصبح ملازماً وراسخاً معه في كبره
وإذا أحبك أولادك واحترموك فإنهم سوف يجدون في تلبية رغباتك وتنفيذ طلباتك ,
حتى لو كان ذلك يتصادم ورغباتهم وما يحبونه .
الرسالة الثالثة : اجعل أولادك يهابونك :
يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال ، فمن الأطفال من ترهبه الإشارة،
ومنهم من لا يردعه إلا الجهر الصريح , ومنهم من يحتاج إلى الضرب أحياناً .
ولكن بعض الآباء لا يعرفون من العقوبات إلا الضرب وفقط .
بل انه لا يعترف إلا بالعقاب والقسر في تربية الأولاد , وهذا له عواقبه الوخيمة على حياتهم
ولقد أوصى المربون بعدم اللجوء إلي العقاب البدني وحده إلا إذا فشلت أساليب الترغيب،
فالشكر والثناء والاستحسان وتقديم الهدايا البسيطة وغيرها يدفع الأطفال إلى المزيد من النجاح،
أما العقاب وحده فإنه يدفع إلى الخمول وضعف الأداء وتثبيط الهمة.
إن نتائج الدراسات الإنسانية والسلوكية توصي بضرورة الاهتمام
أولا بقضية الثواب والاستحسان وتركز علي الثواب لعدة أسباب
منها الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب،
أما الإثابة والاستحسان ففيهما توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه،
شريطة أن يكون الثواب علي فعل حقيقي يستحق الإثابة أو نتيجة ترك فعل غير مرغوب،
ولقد حدد العلماء خطوات للعقوبة التربوية منها:
1) تجاهل خطأ الطفل في البداية: يتم في هذه المرحلة تجاهل خطأ الطفل
مع حسن الإشارة والتلميح دون المواجهة والتصريح،
وذلك حتى يعطى الفرصة لمراجعة سلوكه ويصحح خطأه،
وحتى لا نلفت نظره بشدة إلى الخطأ، فربما استمر عليه عناداً وإصراراً.
2) عتاب الطفل سراً: وهذه مرحلة تالية؛
ومن توجيهات علماء التربية في هذا الباب
(لا تكثروا القول عليهم بالعتاب في كل حين، فإنه يهون عليهم سماع الملامة
وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام في قلبهم).
3) عتاب الطفل ولومه جهراً الخطوة الثالثة : فإذا استمر على خطأه رغم تحذيره ومعاتبته سراً
فينبغي معاتبته أمام إخوانه أو رفاقه ولا ينبغي أن يشتمل لومه وتقريعه على شتم أو سب أو تحقير لذاته.
والهدف من معاتبته على ملأ هو استغلال خوف الطفل على مكانته
بين أقرانه في الرجوع عن الخطأ وتعديل السلوك.
4) الضرب: وهو يأتي في نهاية المطاف بالنسبة لأساليب العقوبة المختلفة،
وقد أقره الشرع بضوابطه وحدد له الفقهاء وعلماء السلوك في الإسلام حدودا
لا يتجاوزها المربي، وأحاطوها بشروط بالغة حتى لا تخرج العقوبة عن مغزاها التربوي، ومن هذه الشروط:
1. أن يكون الضرب على ذنب حقيقي، فلا يصح أن يضرب الطالب على شبهة أو ظن.
تهاون في ترك الصلاة ونصح وحذر
2. لا يكون الضرب شديداً مبرحاً فيخرج من دائرة العقوبة الموجهة إلى الانتقام والتشفي.
3. لا يزيد الضرب على ثلاث ضربات.
لا يكون الضرب على الوجه أو على الأماكن ذات الحساسية الشديدة في الجسم
(مكان المقاتل) لما ورد في صحيح مسلم أن الرسول - صلي الله عليه وسلم- قال: (إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه).
5. أن يكون الضرب مفرقا لا مجموعا في محل واحد.
6. أن يكون ثابتا في المبدأ ومساواة بين الأولاد وعدلا بينهم، لأن العقوبة الظالمة لا تجلب الضرر
وقال عبد الله بن عمر : (( أدب ابنك فإنك مسئول عنه ، ماذا أدبته وماذا علمته ؟
وهو مسئول عن برك وطواعيته لك )).
فهل نهتم بتربية أبناءنا ونجعلهم يحبوننا ويحترموننا ويهابوننا قبل أن يفلت الزمام من أيدينا ؟.
روى أبو داود في سننه، عن ابن مسعود، رضي الله عنه،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم أن يقولوا في التشهد:
"اللهم، ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبُل السلام،
ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن،
وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا،
وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك،
مثنين بها قابليها، وأتممها علينا" .
اللهم آمين تقبل يا رب العالمين.
سامحوني على الأطالة
أختكم البريئة
التعديل الأخير تم بواسطة الطفلة البريئة ; 16-11-2011 الساعة 07:33 PM.
|