الدور الثالث شقة 8 كانت من نصيبنا تم اختيارها وتجهيزها قبل ان اضع قدماي على ارض اليابان بالتنسيق مع الشركة كل التفاصيل الدقيقه كانت على الواقع لحظة دخولي الشقة... تم تركيب الكهرباء في ذات اليوم من وصولنا " قبل بدقائق" وقانون اليابان يقتضي ان يدخل المستأجر ويتم تركيب الكهرباء الخاصة بشقته في نفس اليوم وعندما يخرج ويسدد كهربته في نفس اليوم أي ان فواتير الكهرباء تصدر باسم المستأجر لا المالك !! لم نسجل حالة انقطاع للكهرباء ولله الحمد خلال السنتين ... كان انطباعي الاول ان الشقة صغيرة (3 غرف + مطبخ + دورة مياه + مروش) الا اني تأكدت بعد حين انها من الشقق الكبيره في الثقافة اليابانية.. حقيقة لمستها الشقق الصغيرة " اقصد الواسعة ولكن عدد الغرف قليلة" تساعد الزوجة على الاستغناء عن العاملة المنزلية وتوفر جهد الزوجة الجسدي والوقتي في التنظيف والاعتناء بمرافق المنزل وهي نصيحة مجانية لكل من يرغب في استهلال حياته الزوجية ويحظى بوقت وافر مع زوجته ... ومنذ اوهلة الاولى تناولت ام احمد طشت الماء وبدات تغرق ارضيات المنزل الخشبية تزعم انها لا ترتاح لشكل الارضيات الخشبية ونظفتها " للعلم اليابان لا غبار فيها ابدا ولن تحتاج لغسل سيارتك الا في كل 6 اشهر على غرار بيئتنا المليئة بالغبار" وبعد مضي نصف ساعة اتأني جاري المقيم بالاسفل بهدية عيارة عن كيك !! لم افهم ما يقول لانه يتكلم اليابانية ولكن تقاسيم وجه كانت مفعمة بالابتسامات وقام بتأدية انحنائات الاحترام !! اكتشفت اليوم التالي من الاصدقاء في الشركة بان طشت الماء فعل فعايلة وانسكبت المياه على الجار بالاسفل ولهذا السبب زارنا بهدية!! الله يهديك يا ام احمد !! .. الخشب يمسح في احسن الاحوال لا يغرق بالماء والطشت ولكن الفطنة تأتي متاخرة على الدوام ... نزلت بحفنة كيكات اليوم التالي للجار المتضرر قدمتها له وانا اتصبب عرقا واعلم انها لن تكون المرة الاخيرة التي سأزورهم لها لنفس السبب .. "وقفه لماذا ربعنا يهاوشون جيارنهم عند التضرر من قضية او موقف سيارة وتنشب بينهم حروب داحس والغبراء " ... درس من اروع الدروس تعلمت المفعول السري للكيكات والمعاملة اللطيفة.لحل أي نزاع قد ينشب بين الجيران.. كان موقع العمل مسيرة 5 دقائق مشيا من المنزل وكان اول دوام لي في المكتب وصلت المكتب في الساعة الثامنة بالظبط وجدت الترحيب من فتاة لاحقا اكتشفت انها عجوز في الاربعين ولكن ملامحهم وحياتهم الصحية تجعل مظاهرهم تبدو اصغر ... كانت هي الموكلة بكل احتياجاتي السته الاشهر الاولى وهمزة الوصل حتى قبل قدومي ناولتها هدية صغيرة للعمل العظيم الذي قدمته لي وما اجمل الهدايا وكيف تفتح القلوب .. قامت بقيادتي الى مكتبي الصغير جدا مقارنة بمكتب جدة ولكن ماكان يسلي الخاطر ان كل المكاتب بنفس الحجم " مشكلة ان اليابان لا توجد بها مساحات شاسعة وكل شيء فيها بقدر الاحتياج" جلست لاجد محمولي الخاص بالعمل وزمرة من الكروت بها اسمي وهاتف المكتب وكل ما يحتاجه من يريد التعامل معي .. حينها ادركت كم ان التخطيط عظيم وله فوائد جمه فقد وصلت كروتي وكمبوتري قبل وصولي لأعمل منذا اللحظة الاولى !!
الإهداءات
العرض الشجري