يا لك من ولد جاهل، لماذا ضربت هذه السيارة الجديدة بالحجر ؟ إن عملكهذا سيكلفك أنت وأبوك مبلغا كبيرا من المال .
ابتدأت الدموع تنهمر منعيني ذلك الولد وهو يقول: ' أنا متأسف جدا يا سيدي '
لكنني لم أدري ما العمل،لقد أصبح لي فترة طويلة من الزمن، وأنا أحاول لفت انتباه أي شخص كان، لكن لم يقفأحد لمساعدتي . ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذ بولد مرمى علىالأرض .
ثم تابع كلامه قائلا :
-
إن الولد الذي تراه على الأرض هو أخي،فهو لا يستطيع المشي بتاتا، إذ هو مشلولا بكامله، وبينما كنت أسير معه، وهو جالسافي كرسي المقعدين، اختل توازن الكرسي، وإذ به يهوي في هذه الحفرة ، وأنا صغير، ليسبمقدوري أن أرفعه، مع إنني حاولت كثيرا . أتوسل إليك يا سيدي ، هل لك أن تساعدني علرفعه ؟ لقد أصبح له فترة من الزمن هكذا، وهو خائف جدا ، ثم بعد ذلك افعل ما تراهمناسبا، بسبب ضربي سيارتك الجديدة بالحجر .
لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلكعواطفه، وغص حلقه ، فرفع ذلك الولد المشلول من الحفرة وأجلسه في الكرسي، ثم أخذمحرمة من جيبه، وبدأ يضمد بها الجروح،
التي أصيب بها الولد المشلول، من جراءسقطته في الحفرة .
بعد انتهاءه سأله الولد:
-
والآن، ماذا ستفعلبي من أجل السيارة ....؟
أجابه الرجل :
-
لا شيء يا بني ، لا تأسف علىالسيارة .
لم يشأ ذلك الرجل أن يصلح سيارته الجديدة، مبقيا ً تلك الضربةتذكارا ً عسى ألا يضطر شخص أخر أن يرميه بحجر لكي يلفت انتباهه .
إننانعيش في أيام، كثرت فيها الانشغالات والهموم ، فالجميع يسعى لجمع المقتنيات،
ظنامنهم، بأنه كلما ازدادت مقتنياتهم، ازدادت سعادتهم أيضا ً، بينما هم ينسون اللهكليا .
إن الله يمهلنا بالرغم من غفلتنا لعلنا ننتبه ، فينعم علينا بالمالوالصحة والعلم و و و
ولا نلتفت لنشكره، يكلمنا ... لكن ليس من مجيب ، .فينبهناالله بالمرض أحيانا ً، وبالأمور القاسية أحياناً لعلنا ننتبه ونعود لجادة الصواب .
ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر علاقته مع الله ؟
إنالإنسان يتحسب لأمور كثيرة ، فسياراتنا مؤمن عليها ، وبيوتنا مؤمن عليها ،وممتلكاتنا الثمينة مؤمن عليها ، لكن هل حياتك الأبدية مؤمنة ؟؟؟
فهلأنت منتبه ؟أم تحتاج إلي حجر ؟؟؟