بمناسبة إعتزال الشيخ أحمد الزهراني الخطابه في مسجد الحسني

وداعاً شيخنا الفاضل

اليوم الجمعه 28/6/1439هـ ودعنا من خلال خطبته الشيخ أحمد بن علي الزهراني خطيب مسجد الحسني منذ عام 1419هـ بالتزامن مع إفتتاح المسجد أنذك ودعنا قائلاً ستكون هذه آخر خطبة من هذا المنبرمعللاً ذلك بأن صحته لم تعد تساعده على القيام بواجبه كخطيب وكان قد بعث لي يوم أمس الخميس برسالة وكأنه يمهد فيها لأحبابه الخاصين بما يخفف عنهم وطأة ما حدث اليوم . وكانت مفاجأة لي لم أتوقعها ولا أتصور أنه سيفارق مسجدنا بأي حال من الأحوال ... عرفت الشيخ خطيبا في مسجد الأمير أحمد بالرصيفه بالتناوب مع شخص آخر قبل إنشاء مسجد الحسني فكنت أحرص على سماع خطبه جداً إلى أن إنتقل لمسجد الحسني قبل عشرين عام ومن محاسن الصدف أن يكون المسجد قريبا من منزلي جداً فكنت أحرص أيضاً أن أصلي في ذات المسجد لقربه ولأن الخطيب من أفضل الخطباء الذين أستمع لخطبهم القصيره المفيده التي لا تخلو من أجمل المواعظ والأدعيه وخاصة الدعاء لولاة الأمر بالإسم فكنت أوأمن مطمئناً لأنني في الواقع أرتاب من بعض من يدعون لولي الأمر دون تسميته فأعتبره يدعو لولي أمره وقليل من يوثق بهم والبعض الآخر لا يأتي على الدعاء الذي أعتبره واجباً لولي أمرنا علينا . ودعنا فذرفت العيون ونحن نودعه لأن الرجل خلال وجوده خطيباً بالمسجد لم يتحدث بسوء عن أحد بذاته أبداً ولم يتعرض بأي شكل من الأشكال للسياسه وكانت خطبه قصيرة مليئة بالمعاني الساميه ومحاكات الزمن فهو دائما ما يتحدث عن هموم الشباب المعاصره وتوجيههم وإرشادهم ونبذ الظلم والعنف بكل أشكاله وكان يحرص كل الحرص على عدم إطالة الخطبه وخاصة في أيام الصيف رأفة بالمسلمين من كبار السن ومن يصلي خارج المسجد لأن الناس تأتي من هنا وهناك بعد أن قام فاعل خير بإيجاد مظلتين يمين ويسار المسجد في الشوارع المحيطه لكثرة المصلين وبالطبع لا يجتمعون إلا لطيب وسلاسة أقوال الخطيب .. كان متواضعاً جداً مبتسماً للجميع دون استثناء محباً للخير .. كان في شهر رمضان يفسر لنا ما شاء الله له أن يفسره من القرآن الكريم بعد صلاة كل عصر كان ... وكان ... وكان يتحلى بكل أدب في إجاباته على من يسأله ويحاوره بكل هدوء وتقدير ونحن نودعه اليوم نرجو من الله أن يوفقه ويجزيه عنا خير الجزاء ويعوضنا بمن ينهج منهجه وصلى الله على محمد ،،،