08-12-2009, 04:32 AM
|
|
( مشرف الترحيب والتواصل )
|
|
|
|
قصيدة العشماوي في كارثة جدة
*حازت القصيدة المدهشه والمدوية (كارثة جدة) للشاعر العملاق عبدالرحمن العشماوي على مساحات من المتابعة والتبادل البريدي لما لامسته القصيدة في تفنيدها للواقع الذي عاشته العروس (جدة)منذ عقود وسنوات تحت وطأة الزيف والفساد وفقدان الأمانة ؟؟ ليتواصل ذلك لبعض الخلف عن السلف وحتى يوم الأمس الذي أزيح فيه الستار بقدرة القادر العليم عن وجوه قبيحة كانت تضع المكياج على وجه العروس ؟ فيما التجاعيد قد بلغت كل مفاصل وجهها الحقيقي !!!
- ومن هنا لاقت القصيدة مانشهدة يومياً من التفاعل الكبير والاعجاب والتي قال فيها:
لا تـسـألـوا عــن جــدَّةَ i الأمـطـارا لـكـنْ سـلـوا مَــنْ يـمـلكون i قـرارا
لا تـسـألـوا عـنـها الـسـيولَ i فـإنـها قَـدَرٌ، ومَـنْ ذا يَـصْرف الأقـدارا؟
لا تـسألوا عـنها بـحيرةَ i (مِـسْكِهَا) فَـلِـمِـسْكِهَا مـعـنـىً يــؤجِّـج i نـــارا
أتــكـون جـــدَّةُ غـيـرَ كــلِّ i مـديـنةٍ والـمـسكُ فـيـها يـقـتل الأزهـارا؟!
لا تـسألوا عـن جـدَّةَ الـجرحَ i الذي أجـــرى دمـــوعَ قـلـوبـنا i أنــهـارا
لـكـنْ سـلـوا عـنـها الـذيـن تـحمَّلوا عـبـئـاً ولـــم يـسـتـوعبوا الإنــذارا
فـــــي أغــلــى الـمـكـاتـب i قــيـمـةً وعــلـى كـراسـيـها الـوثـيـرة i دارا
مَـنْ زخـرف الأثـواب فـيها i ناسياً جـسـداً تـضـعضع تـحتها وأنـهارا
لا تـسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ i مَنْ دهَـــنَ الـيـدَيْـن، وقــلَّـم i الأظـفـارا
مَــنْ جــرَّ ثـوب وظـيفةٍ i مـرموقةٍ فـيـهـا، ومـــزَّق ثـوبـها i وتــوارى
وأقـام فـي الـساحاتِ أَلْـفَ i مـجسَّمٍ تـسـبي بـرونق حُـسْنها i الأبـصارا
صــورٌ تـسرُّ الـعينَ تُـخفي i تـحتها صـوراً تـثير مـن الرَّمادِ (شراراً)
أهــلاً بـرونـقها الـجـميل i ومـرحباً لــو لــم يـكـن دونَ الـوبـاء سِـتارا
لا تـسألوا عـن حـالِ جدَّةَ i جُرْحَها فـالـجـرح فـيـها قــد غــدا i مــوَّارا
لـكـنْ سـلـوا مَــنْ يـغسلون i ثـيابهم بـالعطر، كـيف تـجاوزوا i المقدارا
مـا بـالهم تـركوا الـعباد i استوطنوا مـجرى الـسيول، وواجهوا i التيَّارا
الـسَّيْلُ مـهما غـابَ يـعرف i دربَـه إنْ عــــادَ يــمَّـم دربَـــه واخــتـارا
فـبـأيِّ وعـيٍ فـي الإدارة i سـوَّغوا هــذا الـبـناء، ولـيَّـنوا iالأحـجارا؟!
مـا زلـت أذكـر قـصةً ل(مُواطنٍ) زار الــفُــلانَ، ولــيـتـه مـــا i زارا
قــال الـمـحدِّث: لا تـسـلني i حـينما زُرْتُ (الـفُلانَ) الـفارس i المغوارا
ومَـرَرْتُ بـالجيش الـعَرَمْرَمِ حَوْلَه وسـمعتُ أسـئلةً وعـشتُ i حـصارا
حـتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا i تسلْ عــن ظـهره الـمشؤوم حـين i أدارا
سـلَّـمـتُ، مــا ردَّ الـسـلامَ، وإنَّـمـا ألــقــى عــلـيَّ ســؤالـه i اسـتـنـكارا
مـــاذا تـريـد؟ فـلـم أُجِـبْـه، i وإنَّـمـا أعـطـيـتُـه الأوراقَ i و(الإِشــعـارا)
ألـقـى إلـيـها نـظـرةً، ورمــى i بـها وبــكـفِّـه الــيـسـرى إلـــيَّ i أشـــارا
هـل كـان أبـكم - لا أظـنُّ - i وإنَّما يــتــبـاكـم الــمـتـكـبِّـر i اســتـكـبـارا
فـرجعتُ صِـفْرَ الرَّاحتَيْن i محوقلاً حــتـى رأيـــتُ فــتـىً يـجـرُّ i إزارا
ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟ فـفـرحـتُ واسـتـأمـنتُه i الأســـرارا
قــال: الأمــور جـمـيعها i مـيسورةٌ أَطْــلِــقْ يــديـك وقـــدِّم i الـــدولارا
وفُـجِـعْتُ حـيـن عـلمتُ أن i جَـنَابَه مـــا كـــان إلا الـبـائـعَ i الـسِّـمْسارا
وسـكـتُّ حـيـن رأيـتُ آلافـاً i عـلى حـالـي يــرون الـجِـذْعَ i والـمنشارا
ويـــرون مـثـلـي حُــفْـرةً i وأمــانـةً ويـــداً تـــدُقُّ لـنـعـشها i الـمـسـمارا
يـا خادم الحرمين، وجهُ i قصيدتي غـسل الـدموعَ وأشـرق i اسـتبشارا
إنــي لأسـمـع كــلَّ حـرفٍ i نـابضٍ فــيـهـا، يــــزفُّ تـحـيَّـةً i ووقـــارا
ويــقـول والأمـــل الـكـبير i يـزيـده أَلَــقــاً، يـخـفِّـف حــزنَـه الــمـوَّارا
يــا خــادم الـحـرمين حـيَّاك الـحَيَا لـمـا نـفضتَ عـن الـوجوه i غـبارا
واســيـتَ بـالـقول الـجـميل i أحـبَّـةً فـي لـحظةٍ، وجـدوا العمارَ i دَمَارا
ورفـعت صـوتك بالحديث موجِّهاً وأمـــرتَ أمــراً واتـخـذت i قــرارا
يــا خــادم الـحـرمين تـلـك i أمـانـة فــي صَـوْنـها مـا يَـدْفَعُ الأَخـطارا
الله فـــي الــقـرآن أوصــانـا i بــهـا وبـهـا نـطيع الـمصطفى i الـمختارا
فــي جــدَّةَ الـرمـزُ الـكـبيرُ i وربَّـما تـجـد الـرمـوزَ الـمُـشْبِهَاتِ i كِـثـارا
تـلـك الأمـانة حـين نـرعاها i نـرى مـــــا يـــدفــع الآثـــــام i والأوزارا
|